تركيا تسعى للتجارة مع روسيا والصين وإيران بالعملات المحلية
٥ ديسمبر ٢٠١٦
قال مكتب رئيس الوزراء التركي إن أنقرة وموسكو ستأخذان أول "خطوة ملموسة" تجاه التعامل التجاري بالليرة التركية والروبل الروسي خلال زيارة رئيس الوزراء إلى موسكو التي تبدأ اليوم الاثنين. كما ستشمل الخطوة الصين وإيران.
إعلان
أعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أن بلاده تتحرك باتجاه السماح بالتجارة مع روسيا والصين وإيران بالعملات المحلية، في إطار مواصلة جهوده لوقف تدهور الليرة التركية. وصرح اردوغان قبل زيارة رئيس وزرائه بن علي يلدريم لروسيا لعقد اجتماعات "نحن نتخذ خطوات باتجاه ممارسة التجارة مع روسيا والصين وإيران بالعملات المحلية". وأضاف "إذا اشترينا شيئا منهم سنستخدم عملتنا، وإذا اشتروا شيئا منا فإنهم سيستخدمون عملاتهم".
وأضاف انه تمّ إصدار تعليمات إلى البنك المركزي بهذا الخصوص، وصرح سابقا إن مناقشات تجري مع موسكو وبكين وطهران بهذا الشأن. وفي كلمة في مدينة قيصرية وسط البلاد، جدد اردوغان دعوته الأتراك إلى تحويل ما لديهم من اليورو والدولار وغيرها من العملات الأجنبية التي يخبئونها "تحت المخدة" إلى الليرة التركية.
وقال أمام حشد من أنصاره الذين أطلقوا صيحات الابتهاج ولوحوا بالأعلام التركية عقب افتتاح متحف في المدينة حمل اسم سلفه عبد الله غول "ليرتنا التركية مباركة". وأشاد بتجاوب الأتراك مع دعوته، وأضاف "شعبي بدأ بتحويل كل (الأموال) التي يجدها تحت المخدة". وتأمل أنقرة بان تؤدي هذه الخطوات إلى وقف خسائر الليرة التي شهدت تدهورا خلال الأشهر الماضية عقب المحاولة الانقلابية في تموز/يوليو وحملة القمع التي أعقبتها.
وخلال تشرين الثاني/ نوفمبر خسرت الليرة 10% من قيمتها، وتواصل الانخفاض إلى مستويات قياسية مقابل الدولار. وبلغ سعر الليرة الجمعة 3,58 مقابل الدولار قبل أن تعوض بعض خسائرها.
وفي كلمة أخرى متلفزة يوم أمس الاحد دعا اردوغان مالكي المراكز التجارية إلى "جعل دفع الإيجارات بالليرة التركية بدل العملات الأجنبية" لإثبات "وطنيتهم". وقال إن مالك أحد المراكز التجارية قال له خلال مكالمة هاتفية قصيرة أجراها معه "سأتحول إلى التعامل بالليرة فورا". وأوضح الرئيس التركي أن الحكومة تعتزم كذلك طرح العطاءات بالليرة التركية.
ح.ز/ و.ب (أ.ف.ب / رويترز)
العلاقات التركية الأوروبية ـ محطات من الاتفاق والاختلاف
العلاقات التركية الأوروبية، والتركية الألمانية على وجه الخصوص، لم تكن يوما في غاية التناغم، لكنها شهدت خلال السنة الماضية فترة تقارب مصالح، أعقبتها توترات بلغت أوجها عقب محاولة الانقلاب الفاشلة ضد أردوغان.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sagolj/Zivulovic/Kombo
أفضت أزمة تدفق اللاجئين على أوروبا إلى تقارب المصالح بين أنقرة وبروكسل، حيث عول الأوروبيون على أنقره في وقف هذا التدفق عبر أراضيها، فيما وجدت تركيا فرصتها في الاستفادة من هذه الفرصة التي قلما جاد بها الزمن.
صورة من: Getty Images/M. Cardy
يقضي الاتفاق باستقبال تركيا اللاجئين الذين يتم إعادتهم من اليونان مقابل استقبال أعضاء الاتحاد الأوروبي للاجئين سورين بطريقة قانونية، لكن هذا الاتفاق تضمن شروطا ما تزال خلافية منها إعفاء الموطنين الأتراك من تأشيرة الدخول إلى الاتحاد الأوروبي، وقيام تركيا بتعديل التشريعات المتعلقة بمكافحة الإرهاب. وهنا كانت العقد في المنشار أمام هذا الاتفاق.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/L. Pitarakis
المستشارة أنغيلا ميركل، التي تتحمل بلادها العبء الأكبر لتدفق اللاجئين، تزعمت جهود تقريب وجهات النظر بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
لكن العلاقات بين برلين وأنقرة توترت بعد تبني البرلمان الألماني قرارا يصنف مجازر الأرمن عام قبل مئة بأنها "إبادة جماعية".
صورة من: Getty Images/AFP/S. Gallup
وما تزال العلاقات بين تركيا وألمانيا فاترة إثر قرار البرلمان الألماني فضلا عن إحباط أنقرة مما اعتبرته تضامنا فاترا معها في أعقاب الانقلاب العسكري الفاشل في 15 يوليو/ تموز، والذي بدأ على خلفيته فصلا جديدا من التوتر بين أنقرة والاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Bozoglu
فإثر حملة الاعتقالات وما أسمي بحملة "التطهير" التي نفذتها وتنفذها أنقرة على خلفية محاولة الانقلاب تلك وتكميم الأفواه، تصاعدت الانتقادات الأوروبية لأنقرة، ما أفضى مجددا إلى توترات في العلاقات وعرض الاتفاق بشأن اللاجئين للجمود وربما للفشل قريبا.
صورة من: picture-alliance/Zuma/T. Adanali
وكرد على محاولة الانقلاب رفضت أنقره تعديل قانون مكافحة الإرهاب المثير للجدل، كما أنها تسعى لاستصدار تشريع لإعادة العمل بعقوبة الإعدام التي كانت أنقره قد ألغتها بطلب من الاتحاد الأوروبي ضمن شروط مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد. وهذا ربما يشكل رصاصة الرحمة على هذه المفاوضات. (الصورة لأردوغان مع رئيس البرلمان الأوروبي مارتين شولتز)
صورة من: picture-alliance/epa/J. Warnand
وظهرت دعوات من داخل الاتحاد الأوروبي لوقف محادثات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، حيث شككت النمسا في قدرة تركيا على الوفاء بالمعايير الأوروبية الخاصة بالديمقراطية. لكن الاقتراح النمساوي لم يحظ سوى بدعم ضئيل داخل الاتحاد رغم الاستياء داخل التكتل إزاء أنقره.
صورة من: picture-alliance/AA/E. Atalay
في بداية سبتمبر/أيلول الماضي سعى الاتحاد الأوروبي مع تركيا لاختبار الأجواء لعودة التقارب بين الجانبين عقب التوتر منذ الانقلاب الفاشل، وقال وزير خارجية لوكسمبورج جان أسيلبور "نحتاج لتقارب ونحتاج لتطبيع الوضع". وقد عقد أول اجتماع بين وزراء خارجية التكتل مع وزير شؤون الاتحاد الأوروبي في تركيا عمر جليك، كما زارت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني تركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F.Aktas
لكن التوتر عاد مجددا بين أنقره والاتحاد الأوروبي وبينها وبين برلين على خلفية تضييق أنقره على حرية الصحافة واعتقال صحفيين، وكذلك اعتقال نواب معارضين مؤيدين للأكراد. ووصل الأمر بأردوغان مؤخرا إلى اتهام برلين بـ "إيواء إرهابيين"، وهو ما رفضته برلين.