لأول مرة منذ بدء عمليات التحالف الدولي الذي تقوده ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، وافقت تركيا على استضافة مقاتلات أمريكية في قاعدة أنجرليك الجوية لشن ضربات ضد مواقع التنظيم الإرهابي في العراق وسوريا.
إعلان
نشرت الولايات المتحدة ست مقاتلات من طراز "إف 16" في قاعدة أنجرليك بجنوب تركيا "دعماً للتصدي للدولة الإسلامية"، وفق ما أعلنت البعثة الأمريكية لدى حلف شمال الأطلسي الأحد (التاسع من أغسطس/ آب 2015) على حسابها في موقع "تويتر".
وللمرة الأولى منذ بدء عمليات التحالف الدولي، الذي يقصف التنظيم الإرهابي المعروف أيضاً باسم (داعش) قبل عام، ستتمكن الولايات المتحدة من إرسال مقاتلات انطلاقاً من هذه القاعدة الاستراتيجية بموجب اتفاق مع تركيا تم إبرامه في نهاية يوليو/ تموز.
وقبل السماح بنشر مقاتلات فيها، استخدمت الولايات المتحدة قاعدة أنجرليك لإرسال طائرات بدون طيار نفذت هجمات على مواقع للتنظيم. وأكد مصدر تركي لوكالة فرانس برس "وصول ست طائرات أمريكية هذا اليوم وتمثل طليعة عملية انتشار" لهذه الطائرات، دون توضيح عددها الإجمالي. وتأتي هذه الطائرات من قاعدة أفيانو في إيطاليا، وفق المصدر ذاته.
وبحسب وكالة "دوغان" التركية، تم نشر قوة من 300 عسكري أمريكي في القاعدة التركية لتنسيق العمليات على الأرض. هذا وكانت طائرات سلاح الجو الأمريكي تقلع حتى الآن من قواعد أبعد لضرب مواقع لتنظيم "داعش"، منها قواعد في الأردن والكويت.
يشار إلى أن تركيا، العضو في الحلف الأطلسي، قد رفضت مؤخراً المشاركة في عمليات التحالف ضد تنظيم "داعش" خشية دعم نشاط أكراد سوريا، الذين يقاتلون الإسلاميين المتطرفين قرب الحدود. بيد أن الاعتداء الذي تم في مدينة سروج جنوب تركيا وأوقع 32 قتيلاً ونُسب إلى تنظيم "داعش" غير المعطيات وأجبر تركيا على القيام بمنعطف استراتيجي في موقفها.
ي.أ/ أ.ح (أ ف ب)
الغارات التركية - مغامرة عسكرية بأهداف سياسية
بعد موقف متردد وبسبب ضغوط الحلفاء ومن خلفية فقدان اردوغان للأغلبيته البرلمانية، قررت أنقرة الانضمام للتحالف الدولي ضد داعش. لكن ذلك لم يتجسد في شن غارات على"داعش" فقط بل أيضا في قصف مواقع حزب العمال الكردستاني.
صورة من: Reuters/M. Sezer
بعد أيام من الانضمام إلى التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه لا يمكن الاستمرار في العمل مع حزب العمال الكردستاني،الذي وصفه بالانفصالية وأنه يشكل تهديدا للمصالح القومية للبلاد. ويتساءل المراقبون ما إذا كانت أنقرة تستهدف من حملتها العسكرية هذه محاربة "داعش" أم الأكراد.
صورة من: Getty Images/B. Kilic
مع دخول حزب السياسي الكردي صلاح الدين داميرتش زعيم حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد، تم قلب الطاولة على أردوغان، فاختلطت كل أوراقه وخططه بشأن تغيير الدستور أو منح صلاحيات واسعة لرئيس الجمهورية.
صورة من: picture-alliance/dpa
أعلنت أنقرة انضمامها إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" فقامت بقصف مواقع التنظيم في سوريا، لكنها استهدفت أيضا حزب العمال الكردستاني بشكل عنيف.
صورة من: Reuters/M. Sezer
اعتبر أردوغان بعد بدء العمليات العسكرية وقصف مواقع حزب العمال الكردستاني بجبال قنديل في إقليم كردستان العراق، أنه لا يمكن متابعة عملية السلام مع الحزب الكردي واتهمه بالانفصالية واستهداف وحدة تركيا، ما يعني إنهاءه لعملية السلام مع الأكراد.
صورة من: picture-alliance/dpa/Y. Renoult
قال رئيس وزراء تركيا أحمد داود أوغلو إن الغارات التركية لا تستهدف أكراد سوريا واشترط على حزب الاتحاد الديمقراطي المقرب من حزب العمال قطع علاقاته مع نظام الأسد.
صورة من: Reuters/Stringer
اتهمت وحدات حماية الشعب الكردية، الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي، تركيا باستهداف وقصف أحد مواقعها بالقرب من مدينة كوباني وقالت في بيان لها: "ندعو الجيش التركي إلى وقف إطلاق النار على مقاتلينا ومواقعهم". غير أن أنقرة نفت حدوث ذلك.
صورة من: picture-alliance/dpa/Str
أعلن حلف شمال الأطلسي تضامنه مع تركيا. وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ إن "الحلف الأطلسي يتابع التطورات عن كثب ونتضامن بقوة مع حليفتنا تركيا". كذلك أعربت وواشنطن ودول غربية أخرى عن تضامنها مع أنقرة في محاربة "داعش".
صورة من: Reuters/F. Lenoir
رغم التضامن مع أنقرة في محاربة "داعش"، يثير استهداف الأكراد قلق السياسيين ، حيث دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أنقرة إلى عدم التخلي عن عملية السلام مع الأكراد، ونقل نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية عن ميركل قولها خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء التركي، إنه رغم الصعوبات ينبغي الحفاظ على عملية السلام مع الأكراد.
صورة من: AFP/Getty Images/T- Schwarz
بعد قيامها بغارات جوية وبعد القصف المدفعي لمواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا شددت تركيا من إجراءتها الأمنية فكثفت الدوريات على الحدود مع سوريا لمنع تسلل مقاتلي "داعش".
صورة من: Reuters
أودى التفجير في مدينة سروج القريبة من الحدود السورية بحياة 32 وإصابة أكثر من 100. وحملت أنقرة "داعش" مسؤولية ذلك. لكن الأكراد يعتبرون أن أنقرة كانت خلف ذلك الهجوم ولو بشكل غير مباشر .