تركيا: تشكيل حكومة مؤقتة يشارك فيها حزب مؤيد للأكراد
٢٨ أغسطس ٢٠١٥
شكلت في تركيا حكومة مؤقتة لتسيير الأمور في البلاد حتى إجراء انتخابات مبكرة، وتضم نائبين من حزب مؤيد للأكراد. يأتي ذلك عقب فشل محادثات تشكيل ائتلاف حاكم ولعدم حصول حزب اردوغان على الأغلبية اللازمة لتشكيل حكومة بمفرده.
إعلان
أعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو اليوم الجمعة (28 أغسطس/آب) أنه تم تشكيل حكومة مؤقتة لتسيير الأمور في تركيا حتى إجراء انتخابات مبكرة في الأول من تشرين ثان/نوفمبر، حسبما ذكرت وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية.
وذكرت الرئاسة التركية بعد اجتماع استمر نحو ساعة بين رجب طيب اردوغان ورئيس وزرائه احمد داود اوغلو أن الرئيس وافق على الحكومة الانتقالية التي تشكلت برئاسة رئيس الوزراء داود اوغلو. والحكومة الجديدة لا تحتاج إلى نيل الثقة في البرلمان بموجب الدستور، حيث تعتبر موافقة الرئيس كافية.
ويهيمن على مجلس الوزراء المكون من 26 عضوا إلى حد كبير حزب العدالة والتنمية الحاكم، لكن المجلس سيتضمن أيضا وزيرين اثنين من حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد ووزير من حزب الحركة القومية اليميني المتطرف. ومنح أعضاء المعارضة وزارات أقل أهمية نسبيا، على الرغم من حصول حزب الشعوب الديمقراطي على حقيبة وزير شؤون الاتحاد الأوروبي.
الغارات التركية - مغامرة عسكرية بأهداف سياسية
بعد موقف متردد وبسبب ضغوط الحلفاء ومن خلفية فقدان اردوغان للأغلبيته البرلمانية، قررت أنقرة الانضمام للتحالف الدولي ضد داعش. لكن ذلك لم يتجسد في شن غارات على"داعش" فقط بل أيضا في قصف مواقع حزب العمال الكردستاني.
صورة من: Reuters/M. Sezer
بعد أيام من الانضمام إلى التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه لا يمكن الاستمرار في العمل مع حزب العمال الكردستاني،الذي وصفه بالانفصالية وأنه يشكل تهديدا للمصالح القومية للبلاد. ويتساءل المراقبون ما إذا كانت أنقرة تستهدف من حملتها العسكرية هذه محاربة "داعش" أم الأكراد.
صورة من: Getty Images/B. Kilic
مع دخول حزب السياسي الكردي صلاح الدين داميرتش زعيم حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد، تم قلب الطاولة على أردوغان، فاختلطت كل أوراقه وخططه بشأن تغيير الدستور أو منح صلاحيات واسعة لرئيس الجمهورية.
صورة من: picture-alliance/dpa
أعلنت أنقرة انضمامها إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" فقامت بقصف مواقع التنظيم في سوريا، لكنها استهدفت أيضا حزب العمال الكردستاني بشكل عنيف.
صورة من: Reuters/M. Sezer
اعتبر أردوغان بعد بدء العمليات العسكرية وقصف مواقع حزب العمال الكردستاني بجبال قنديل في إقليم كردستان العراق، أنه لا يمكن متابعة عملية السلام مع الحزب الكردي واتهمه بالانفصالية واستهداف وحدة تركيا، ما يعني إنهاءه لعملية السلام مع الأكراد.
صورة من: picture-alliance/dpa/Y. Renoult
قال رئيس وزراء تركيا أحمد داود أوغلو إن الغارات التركية لا تستهدف أكراد سوريا واشترط على حزب الاتحاد الديمقراطي المقرب من حزب العمال قطع علاقاته مع نظام الأسد.
صورة من: Reuters/Stringer
اتهمت وحدات حماية الشعب الكردية، الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي، تركيا باستهداف وقصف أحد مواقعها بالقرب من مدينة كوباني وقالت في بيان لها: "ندعو الجيش التركي إلى وقف إطلاق النار على مقاتلينا ومواقعهم". غير أن أنقرة نفت حدوث ذلك.
صورة من: picture-alliance/dpa/Str
أعلن حلف شمال الأطلسي تضامنه مع تركيا. وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ إن "الحلف الأطلسي يتابع التطورات عن كثب ونتضامن بقوة مع حليفتنا تركيا". كذلك أعربت وواشنطن ودول غربية أخرى عن تضامنها مع أنقرة في محاربة "داعش".
صورة من: Reuters/F. Lenoir
رغم التضامن مع أنقرة في محاربة "داعش"، يثير استهداف الأكراد قلق السياسيين ، حيث دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أنقرة إلى عدم التخلي عن عملية السلام مع الأكراد، ونقل نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية عن ميركل قولها خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء التركي، إنه رغم الصعوبات ينبغي الحفاظ على عملية السلام مع الأكراد.
صورة من: AFP/Getty Images/T- Schwarz
بعد قيامها بغارات جوية وبعد القصف المدفعي لمواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا شددت تركيا من إجراءتها الأمنية فكثفت الدوريات على الحدود مع سوريا لمنع تسلل مقاتلي "داعش".
صورة من: Reuters
أودى التفجير في مدينة سروج القريبة من الحدود السورية بحياة 32 وإصابة أكثر من 100. وحملت أنقرة "داعش" مسؤولية ذلك. لكن الأكراد يعتبرون أن أنقرة كانت خلف ذلك الهجوم ولو بشكل غير مباشر .
صورة من: Reuters/M. Sezer
10 صورة1 | 10
وبموجب القانون التركي، فإن هذه الحكومة المؤقتة ينبغي أن تشمل جميع الأحزاب على أساس نسبي، لكن الحزب العلماني الرئيسي حزب الشعب الجمهوري آثر عدم المشاركة بينما قرر معظم أعضاء حزب الحركة القومية عدم المشاركة.
وفي تطور مفاجئ، فإن وزير الخارجية الجديد سيكون فريدون سينيرليوغلو، وهو دبلوماسي ذو تاريخ طويل. هذا بينما سيشغل محمد سيمسك منصب وزير المالية. وتم إعلان مجلس الوزراء بعد أن التقى داود أوغلو، زعيم حزب العدالة والتنمية، الرئيس رجب طيب أردوغان.
وتأتي العودة المبكرة إلى صناديق الاقتراع بعد الانتخابات التي جرت في حزيران/يونيو والتي فشل فيها حزب العدالة والتنمية في الحصول على ما يكفي من المقاعد ليحكم بمفرده للمرة الأولى منذ عام 2002. وبعد ذلك فشلت محادثات تشكيل ائتلاف حاكم ومن ثم دعا اردوغان إلى إجراء انتخابات جديدة. وأشارت استطلاعات الرأي الأخيرة إلى انه ربما لن يكون هناك تغيير كبير في أنماط التصويت في الانتخابات القادمة وإلى انه ربما يفشل حزب العدالة والتنمية مرة أخرى في الحصول على ما يكفي من المقاعد ليحكم وحده. ومن المقرر أن يعقد حزب العدالة والتنمية مؤتمرا حزبيا في الثاني عشر من أيلول/سبتمبر.