تركيا تطالب بكل صور طائرات الاستطلاع الألمانية في سوريا
٦ فبراير ٢٠١٧
جددت تركيا مطلبها بالحصول على الصور التي تلتقطها طائرات الاستطلاع الألمانية بسوريا. وفي حين لم يصدر تعليق من ألمانيا، فقد أكد نائب رئيس الوزراء التركي على أن بلاده مصرة على مشاركة ألمانيا جميع المعلومات التي تحصل عليها.
إعلان
صعدت تركيا مطالبها، اليوم الاثنين (السادس من شباط/ فبراير 2017)، بالحصول على صور عالية الوضوح من سوريا ملتقطة خلال عمليات الاستطلاع الجوي للجيش الألماني، في الوقت الذي تسعى فيهأنقرة لمزيد من المعلومات عن الميليشيات الكردية.
وتعمل الطائرات الألمانية من طراز "تورنادو"، التي التقطت الصور عالية الدقة، انطلاقا من قاعدة انجرليك الجوية التركية الأمريكية المشتركة، وهي نقطة أثارتها تركيا مرارا خلال طلبها المعلومات.
وأصر نعمان قورتولموش، نائب رئيس الوزراء التركي ، في مؤتمر صحفي بأنقرة على أن تشارك ألمانيا جميع المعلومات التي تجمعها مع الحكومة التركية. وتشارك ألمانيا المعلومات الاستخباراتية مع تركيا بشأن تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، الذي يسيطر على أراضشمالي سوريا، ولكن ليس بشأن ميليشيات وحدات حماية الشعب (YPG)، التي غالبية عناصرها منالأكراد السوريين.
وتقاتل وحدات حماية الشعب الكردية وحلفاؤها العرب تنظيم "داعش"، وتعقد تحالفا مع الولايات المتحدة في الحرب ضد التنظيم الإرهابي. وفي الوقت الراهن، تهدف عملياتها للسيطرة على الرقة، العاصمة الفعلية لـ "داعش" في سوريا. بينما تركيا، التي تسيطر على أراضشمالي سوريا، تهاجم "داعش"، إضافة إلى الأكراد السوريين.
وأطلقت تركيا قمرا صناعيا في نهاية العام الماضي لالتقاط صور عالية الوضوح من أجل الأغراض المدنية والعسكرية، وفق ما ذكرت وسائل إعلام محلية في ذلك الوقت.
ونشبت مشاحنات متكررة بين برلين وأنقرة حول قاعدة انجرليك. فقد رفضت تركياالسماح لنواب برلمانيين بزيارةأفراد القوة الجوية الألمانيةفي القاعدةعقب إصدار البرلمان الألماني لقرار يصنف المذابح التي ارتكبت بحق الأرمن إبان الدولة العثمانية على أنها "إبادة جماعية" ، غير أن أنقرة تراجعت فيما بعد وسمحت بالزيارة.
أ.ح/ي.ب (د ب أ)
العلاقات التركية الأوروبية ـ محطات من الاتفاق والاختلاف
العلاقات التركية الأوروبية، والتركية الألمانية على وجه الخصوص، لم تكن يوما في غاية التناغم، لكنها شهدت خلال السنة الماضية فترة تقارب مصالح، أعقبتها توترات بلغت أوجها عقب محاولة الانقلاب الفاشلة ضد أردوغان.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sagolj/Zivulovic/Kombo
أفضت أزمة تدفق اللاجئين على أوروبا إلى تقارب المصالح بين أنقرة وبروكسل، حيث عول الأوروبيون على أنقره في وقف هذا التدفق عبر أراضيها، فيما وجدت تركيا فرصتها في الاستفادة من هذه الفرصة التي قلما جاد بها الزمن.
صورة من: Getty Images/M. Cardy
يقضي الاتفاق باستقبال تركيا اللاجئين الذين يتم إعادتهم من اليونان مقابل استقبال أعضاء الاتحاد الأوروبي للاجئين سورين بطريقة قانونية، لكن هذا الاتفاق تضمن شروطا ما تزال خلافية منها إعفاء الموطنين الأتراك من تأشيرة الدخول إلى الاتحاد الأوروبي، وقيام تركيا بتعديل التشريعات المتعلقة بمكافحة الإرهاب. وهنا كانت العقد في المنشار أمام هذا الاتفاق.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/L. Pitarakis
المستشارة أنغيلا ميركل، التي تتحمل بلادها العبء الأكبر لتدفق اللاجئين، تزعمت جهود تقريب وجهات النظر بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
لكن العلاقات بين برلين وأنقرة توترت بعد تبني البرلمان الألماني قرارا يصنف مجازر الأرمن عام قبل مئة بأنها "إبادة جماعية".
صورة من: Getty Images/AFP/S. Gallup
وما تزال العلاقات بين تركيا وألمانيا فاترة إثر قرار البرلمان الألماني فضلا عن إحباط أنقرة مما اعتبرته تضامنا فاترا معها في أعقاب الانقلاب العسكري الفاشل في 15 يوليو/ تموز، والذي بدأ على خلفيته فصلا جديدا من التوتر بين أنقرة والاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Bozoglu
فإثر حملة الاعتقالات وما أسمي بحملة "التطهير" التي نفذتها وتنفذها أنقرة على خلفية محاولة الانقلاب تلك وتكميم الأفواه، تصاعدت الانتقادات الأوروبية لأنقرة، ما أفضى مجددا إلى توترات في العلاقات وعرض الاتفاق بشأن اللاجئين للجمود وربما للفشل قريبا.
صورة من: picture-alliance/Zuma/T. Adanali
وكرد على محاولة الانقلاب رفضت أنقره تعديل قانون مكافحة الإرهاب المثير للجدل، كما أنها تسعى لاستصدار تشريع لإعادة العمل بعقوبة الإعدام التي كانت أنقره قد ألغتها بطلب من الاتحاد الأوروبي ضمن شروط مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد. وهذا ربما يشكل رصاصة الرحمة على هذه المفاوضات. (الصورة لأردوغان مع رئيس البرلمان الأوروبي مارتين شولتز)
صورة من: picture-alliance/epa/J. Warnand
وظهرت دعوات من داخل الاتحاد الأوروبي لوقف محادثات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، حيث شككت النمسا في قدرة تركيا على الوفاء بالمعايير الأوروبية الخاصة بالديمقراطية. لكن الاقتراح النمساوي لم يحظ سوى بدعم ضئيل داخل الاتحاد رغم الاستياء داخل التكتل إزاء أنقره.
صورة من: picture-alliance/AA/E. Atalay
في بداية سبتمبر/أيلول الماضي سعى الاتحاد الأوروبي مع تركيا لاختبار الأجواء لعودة التقارب بين الجانبين عقب التوتر منذ الانقلاب الفاشل، وقال وزير خارجية لوكسمبورج جان أسيلبور "نحتاج لتقارب ونحتاج لتطبيع الوضع". وقد عقد أول اجتماع بين وزراء خارجية التكتل مع وزير شؤون الاتحاد الأوروبي في تركيا عمر جليك، كما زارت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني تركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F.Aktas
لكن التوتر عاد مجددا بين أنقره والاتحاد الأوروبي وبينها وبين برلين على خلفية تضييق أنقره على حرية الصحافة واعتقال صحفيين، وكذلك اعتقال نواب معارضين مؤيدين للأكراد. ووصل الأمر بأردوغان مؤخرا إلى اتهام برلين بـ "إيواء إرهابيين"، وهو ما رفضته برلين.