تركيا: على واشنطن قطع روابطها مع المقاتلين الأكراد
١٩ فبراير ٢٠١٦
اتهمت تركيا، روسيا بارتكاب جرائم حرب في سوريا كما طالبت واشنطن بقطع روابطها مع المقاتلين الأكراد. واشنطن من جهتها تقول إنه لا يمكنها التأكد من اتهامات تركيا لوحدات حماية الشعب الكردية.
إعلان
اتهم وزير خارجية تركيا، مولود تشاووش أوغلو، الولايات المتحدة اليوم الجمعة (19 شباط/فبراير 2016)، بالإدلاء بتصريحات متضاربة بشأن وحدات حماية الشعب الكردية السورية، وقال إنه من الضعف اللجوء لمثل هذه الجماعات لمحاربة ما يعرف بـ"تنظيم الدولة الإسلامية".
وأدلى وزير الخارجية التركي بهذه التصريحات خلال زيارة رسمية لتفليس عاصمة جورجيا ونقلتها على الهواء مباشرة قناة الخبر التركية التلفزيونية. وطالب فيها الوزير التركي بقطع روابطها مع المقاتلين الأكراد.
وقال "اللجوء إلى جماعات إرهابية مثل وحدات حماية الشعب في محاربة داعش في سوريا هو قبل كل شيء دلالة على الضعف. الكل يجب أن يوقف هذا الخطأ. خاصة حليفتنا الولايات المتحدة يجب أن توقف هذا الخطأ فورا".
اتهام لروسيا بارتكاب جرائم حرب
واتهمت تركيا وحدات حماية الشعب وحزب العمال الكردستاني بالوقوف وراء تفجير أنقرة هذا الأسبوع والذي تسبب في مقتل 28 شخصا. في الوقت نفسه اتهم وزير الخارجية التركية، روسيا بارتكاب جرائم حرب بقصفها مستشفيات ومدارس في سوريا.
كانت الولايات المتحدة قد قالت على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية، جون كيربي إن واشنطن غير قادرة على تأكيد ما إذا كانت اتهامات تركيا لوحدات حماية الشعب الكردية السورية، صحيحة أم لا.
وقبل هجوم أنقرة، طالبت الولايات المتحدة تركيا، بوقف هجماتها على وحدات حماية الشعب الكردية كما طالبت الأخيرة بضبط النفس. وأكد كيربي في تصريحاته الأخيرة أن بلاده مازالت عند موقفها وأضاف: "نود بشدة الوصول لمرحلة ينتهي فيها التوتر".
تركيا تشدد قصفها للوحدات الكردية بشمال سوريا
يذكر أن المدفعية التركية استهدفت مساء الخميس مناطق سيطرة الأكراد في محافظة حلب في قصف هو الأعنف منذ بدأت تحركها عسكريا ضدهم في شمال سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس أن "المدفعية التركية تقصف مناطق سيطرة الأكراد في ريف حلب الشمالي والشمالي الغربي منذ خمس ساعات من دون توقف". وأضاف أن القصف التركي لم يقتصر هذه المرة على مناطق سيطرت عليها قوات سوريا الديمقراطية حديثا، وإنما مناطق الأكراد في ريف حلب الشمالي والشمالي الغربي والتي تعرف بمقاطعة عفرين.
وأشار المصدر إلى أنها المرة الأولى التي يستهدف فيها القصف التركي مدينة عفرين، حيث قتل مدنيان. ولفت إلى إصابة 28 آخرين بجروح جراء القصف التركي، والعدد مرشح للارتفاع.
ا.ف/ و.ب (رويترز، أ.ف.ب)
مأساة اللاجئين السوريين على الحدود التركية
يواجه آلاف اللاجئين ظروفا صعبة جدا على الحدود السورية - التركية، بعد هروبهم من المعارك الدائرة في حلب، وهم ينتظرون أن تسمح لهم السلطات التركية بالدخول. ويعاني اللاجئون في منطقة أعزاز من البرد والجوع .
صورة من: Getty Images/AFP/B. Kilic
يحتشد عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين على الجانب السوري من الحدود التركية المغلقة في العراء رغم البرد القارس، بعد هروبهم من المعارك الدائرة في حلب، بانتظار السماح لهم بدخول تركيا.
صورة من: Getty Images/C. McGrath
وصل نحو ثلاثين ألف سوري، معظمهم من النساء والأطفال يحملون بعض الأمتعة التي جمعوها على عجل إلى الحدود، وتجمعوا في بلدة باب السلامة الحدودية حيث عملت منظمات غير حكومية على تنظيم توجيههم إلى بعض المخيمات الموجودة في منطقة أعزاز.
صورة من: picture-alliance/AA/F. Aktas
مع امتناع الحكومة التركية عن السماح بدخول اللاجئين إلى أراضيها، وسعت المنظمات غير الحكومية التركية والسورية والدولية قدرات الاستقبال في المخيمات الثمانية المنتشرة حول أعزاز.
صورة من: picture alliance/AA/M. Etgu
كل يوم تجتاز شاحنات مؤسسة الإغاثة الإسلامية، المقربة من حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان، والهلال الأحمر التركي الحدود مع سوريا لتوزيع الخيام والأغطية والماء والأغذية على النازحين من محافظة حلب.
صورة من: Getty Images/AFP/B. Kilic
"نحن نعاني من الجوع والبرد، الناس يموتون على الطريق" هكذا صرحت لوكالة الأنباء الفرنسية عائلات سورية في منطقة أعزاز.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/IHH
مؤسسة الإغاثة التركية قالت إنها أقامت مخيما جديدا، يمكنه استيعاب عشرة آلاف شخص. وقال سركان نرجيس المتحدث باسم المؤسسة لوكالات الأنباء "هدفنا هو توفير المساعدات للناس داخل الأراضي السورية. نحن نوفر يوميا الطعام لعشرين ألف سوري".
صورة من: picture-alliance/AA/F. Aktas
نائب رئيس الهلال الأحمر التركي كريم كينيك صرح لوكالة الأنباء الفرنسية "انهم مدنيون يخشون أن يذهبوا ضحية مجزرة"، مشيرا إلى القصف الجوي الروسي الكثيف والهجوم الذي ينفذه الجيش السوري. وأضاف "الخوف ينتشر بسرعة كبيرة بين السكان".
صورة من: picture-alliance/AA/F. Aktas
رغم البرد القارس، لم تتمكن سوى مجموعة صغيرة من عبور مركز اونجو بينار التركي، بعد قصف استهدف بلدة أعزاز على بعد بضعة كيلومترات من المركز الحدودي.
صورة من: Imago/Zuma
رغم الجهود الدولية، لا يزال اللاجئون يواجهون ظروفا شديدة الصعوبة، الأمر الذي دفع المستشارة الألمانية انغيلا ميركل إلى الإعراب عن "صدمتها" خلال زيارتها لأنقرة الاثنين.