تركيا تعتقل سبعة أشخاص للاشتباه بتورطهم في هجوم قيصرية
١٧ ديسمبر ٢٠١٦
قتل 13 جنديا تركيا وأصيب عشرات الأشخاص بجروح في اعتداء انتحاري نسب إلى حزب العمال الكردستاني استهدف السبت حافلة كانت تقل مجندين في مأذونية في قيصرية بوسط تركيا.
إعلان
وقال نائب رئيس الوزراء التركي نعمان كورتولموش لمحطة "ان تي في" اليوم السبت (17 كانون الأول/ديسمبر 2016) "كل العناصر في الوقت الراهن تشير إلى حزب العمال الكردستاني" مع إشارته إلى "كافة الاحتمالات". وأعلن الجيش إصابة 48 جنديا بجروح.
وأشار وزير الداخلية سليمان صويلو إلى إصابة 56 شخصا، جروح ستة منهم بالغة وذلك في تصريح متلفز من مكان الهجوم. وقال الجيش في بيان إن الجنود كانوا في إجازة لتمضية النهار في السوق المحلية. وكثير من الضحايا لم تتجاوز أعمارهم العشرين عاما. وأضاف صويلو أن التحقيق أتاح اعتقال سبعة أشخاص فيما لا يزال البحث جاريا عن خمسة آخرين.
من جانبه، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في بيان أرسل إلى وسائل الإعلام إن "الاعتداءات الإرهابية تستهدف إلى جانب رجال شرطتنا وجنودنا، مواطنينا الـ79 مليونا". وبدون أن يذكر تحديدا اعتداء قيصرية، أضاف أردوغان أن تركيا تتعرض لهجمات من كل المنظمات الإرهابية ". وأضاف "سنقاتل بدون هوادة تلك التنظيمات الإرهابية في روح من التعبئة الوطنية".
يذكر أن الانفجار يأتي بعد أسبوع من اعتداء أوقع 44 قتيلا في اسطنبول وتبنته مجموعة كردية مسلحة.
في غضون ذلك، أورد رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم أن القنبلة وضعت في سيارة فجرها انتحاري عند مرور الحافلة بدون إعطاء مزيد من التفاصيل. وأظهرت أولى الصور التي بثها التلفزيون الحافلة وقد تحولت إلى هيكل يتصاعد منه الدخان بفعل قوة الانفجار.
واثر هذا الاعتداء اقتحم عشرات الأشخاص مقر حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد في قيصرية وأزالوا لافتة الحزب عن مدخل المبنى ورفعوا بدلا منها راية القوميين الأتراك، حزب الحركة القومية. هذا ونددت دول وحكومات عديدة بالهجوم الإرهابي وأعلنت وقوفها إلى جانب تركيا في مكافحة الإرهاب.
ح.ع.ح/أ.ح(أ.ف.ب/رويترز)
العلاقات التركية الأوروبية ـ محطات من الاتفاق والاختلاف
العلاقات التركية الأوروبية، والتركية الألمانية على وجه الخصوص، لم تكن يوما في غاية التناغم، لكنها شهدت خلال السنة الماضية فترة تقارب مصالح، أعقبتها توترات بلغت أوجها عقب محاولة الانقلاب الفاشلة ضد أردوغان.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sagolj/Zivulovic/Kombo
أفضت أزمة تدفق اللاجئين على أوروبا إلى تقارب المصالح بين أنقرة وبروكسل، حيث عول الأوروبيون على أنقره في وقف هذا التدفق عبر أراضيها، فيما وجدت تركيا فرصتها في الاستفادة من هذه الفرصة التي قلما جاد بها الزمن.
صورة من: Getty Images/M. Cardy
يقضي الاتفاق باستقبال تركيا اللاجئين الذين يتم إعادتهم من اليونان مقابل استقبال أعضاء الاتحاد الأوروبي للاجئين سورين بطريقة قانونية، لكن هذا الاتفاق تضمن شروطا ما تزال خلافية منها إعفاء الموطنين الأتراك من تأشيرة الدخول إلى الاتحاد الأوروبي، وقيام تركيا بتعديل التشريعات المتعلقة بمكافحة الإرهاب. وهنا كانت العقد في المنشار أمام هذا الاتفاق.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/L. Pitarakis
المستشارة أنغيلا ميركل، التي تتحمل بلادها العبء الأكبر لتدفق اللاجئين، تزعمت جهود تقريب وجهات النظر بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
لكن العلاقات بين برلين وأنقرة توترت بعد تبني البرلمان الألماني قرارا يصنف مجازر الأرمن عام قبل مئة بأنها "إبادة جماعية".
صورة من: Getty Images/AFP/S. Gallup
وما تزال العلاقات بين تركيا وألمانيا فاترة إثر قرار البرلمان الألماني فضلا عن إحباط أنقرة مما اعتبرته تضامنا فاترا معها في أعقاب الانقلاب العسكري الفاشل في 15 يوليو/ تموز، والذي بدأ على خلفيته فصلا جديدا من التوتر بين أنقرة والاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Bozoglu
فإثر حملة الاعتقالات وما أسمي بحملة "التطهير" التي نفذتها وتنفذها أنقرة على خلفية محاولة الانقلاب تلك وتكميم الأفواه، تصاعدت الانتقادات الأوروبية لأنقرة، ما أفضى مجددا إلى توترات في العلاقات وعرض الاتفاق بشأن اللاجئين للجمود وربما للفشل قريبا.
صورة من: picture-alliance/Zuma/T. Adanali
وكرد على محاولة الانقلاب رفضت أنقره تعديل قانون مكافحة الإرهاب المثير للجدل، كما أنها تسعى لاستصدار تشريع لإعادة العمل بعقوبة الإعدام التي كانت أنقره قد ألغتها بطلب من الاتحاد الأوروبي ضمن شروط مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد. وهذا ربما يشكل رصاصة الرحمة على هذه المفاوضات. (الصورة لأردوغان مع رئيس البرلمان الأوروبي مارتين شولتز)
صورة من: picture-alliance/epa/J. Warnand
وظهرت دعوات من داخل الاتحاد الأوروبي لوقف محادثات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، حيث شككت النمسا في قدرة تركيا على الوفاء بالمعايير الأوروبية الخاصة بالديمقراطية. لكن الاقتراح النمساوي لم يحظ سوى بدعم ضئيل داخل الاتحاد رغم الاستياء داخل التكتل إزاء أنقره.
صورة من: picture-alliance/AA/E. Atalay
في بداية سبتمبر/أيلول الماضي سعى الاتحاد الأوروبي مع تركيا لاختبار الأجواء لعودة التقارب بين الجانبين عقب التوتر منذ الانقلاب الفاشل، وقال وزير خارجية لوكسمبورج جان أسيلبور "نحتاج لتقارب ونحتاج لتطبيع الوضع". وقد عقد أول اجتماع بين وزراء خارجية التكتل مع وزير شؤون الاتحاد الأوروبي في تركيا عمر جليك، كما زارت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني تركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F.Aktas
لكن التوتر عاد مجددا بين أنقره والاتحاد الأوروبي وبينها وبين برلين على خلفية تضييق أنقره على حرية الصحافة واعتقال صحفيين، وكذلك اعتقال نواب معارضين مؤيدين للأكراد. ووصل الأمر بأردوغان مؤخرا إلى اتهام برلين بـ "إيواء إرهابيين"، وهو ما رفضته برلين.