تركيا تعتقل 300 شخص لانتقادهم عمليتها العسكرية في سوريا
٢٩ يناير ٢٠١٨
أقرت تركيا باحتجاز أكثر من 300 شخص بسبب "نشر دعاية إرهابية" على وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك في إشارة لانتقادهم لحملتها العسكرية في عفرين بسوريا. الرئيس التركي اتهم بدوره رابطة الأطباء بالخيانة لأنها دعت لوقف الحرب.
إعلان
قالت أنقرة اليوم الاثنين (29 كانون الثاني/ يناير 2018) إنها اعتقلت أكثر من 300 شخص بسبب تدوينات لهم على مواقع التواصل الاجتماعي انتقدوا فيها العملية العسكرية التركية في عفرين بسوريا. وكشفت وزارة الداخلية أن 311 شخصا في المجمل محتجزون بسبب ما وصفته بـ "نشر دعاية إرهابية" على وسائل التواصل الاجتماعي. ومن بين المعتقلين سياسيون وصحفيون ونشطاء.
وتعتبر تركيا "وحدات حماية الشعب" الكردية، التي تدعمها الولايات المتحدة وتسيطر على منطقة عفرين، جماعة إرهابية وامتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يحمل السلاح في جنوب شرق تركيا منذ عام 1984.
وتساند وسائل الإعلام الموالية للحكومة التركية الحملة العسكرية على نطاق واسع وكذلك أغلب الأحزاب السياسية في البلاد باستثناء حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد. بيد أن هناك بعض الأصوات المعارضة للعملية أخذت ترتقع مؤخرا، وخصوصا في أوساط المثقفين.
أكراد في ألمانيا يحتجون تنديدا بعملية "غصن الزيتون" التركية
01:22
وذكرت وسائل إعلام تركية مطلع الأسبوع أن 170 فنانا أرسلوا خطابا مفتوحا لنواب حزب العدالة والتنمية الحاكم يطالبون فيه بوقف التوغل التركي على الفور. وفي مطلع الأسبوع أدان الاتحاد الطبي التركي العملية التي تنفذ عبر الحدود مطالبا بوقفها على الفور، وقال في بيان: "لا للحرب ... السلام على الفور".
واتهم الرئيس التركي أردوغان الاتحاد بالخيانة وقال لأعضاء حزبه في إقليم أماسيا بشمال البلاد "صدقوني.. ليسوا مثقفين على الإطلاق. إنهم عصابة من العبيد. إنهم خدام الإمبريالية". وأضاف "صرخة ’لا للحرب’ من هؤلاء الغوغاء... ليست إلا تعبيرا عن الخيانة في أرواحهم... هذه قذارة بحق، هذا هو الموقف المشين الذي يجب أن يقال ’لا’ له".
ويشار إلى أن بكر بوزداغ نائب رئيس الوزراء قد هاجم الاتحاد الطبي التركي والرابطة التركية لغرف المهندسين والمعماريين، التي ساندت دعوة الأطباء لوقف الحرب. وقال بوزداغ إن كلمة "التركية" لا يمكن أن تستخدم لوصفهما لأنهما لا تمثلان لا الأطباء ولا المهندسين أو المعماريين في بلاده.
أ.ح/هـ.د (رويترز)
عفرين: نقطة الوصل والفصل بين تركيا وسوريا
تستمر العمليات العسكرية التركية بمنطقة عفرين بشمال سوريا والتي تعتبر المنطقة الأقرب إلى تركيا. فمنذ متى وعفرين نقطة وصل وفصل بين البلدين؟
صورة من: picture alliance/abaca/Depo Photos
موقع استراتيجي
تقع مدينة عفرين ضمن منطقة جبلية شمال غرب سوريا. وتبعد عن مركز مدينة حلب بنحو ستين كيلومترا في الجهة الشمالية الغربية، وهي منطقة حدودية محاذية لولاية هاتاي التركية. تشكل 2% من مساحة سوريا، ويصل ارتفاعها إلى 1296مترا، يعتبر بجبل كرية مازن (الجبل الكبير) أعلى قممها.
صورة من: Reuters
جغرافيا متنوعة وسكان متزايدون
أرض الزيتون في سوريا، حبتها الطبيعة سهولا وجبالا ونهرا؛ نهر عفرين الذي يمتد في سوريا مما يقارب 85 كم ويسقي مناطقها الزراعية. بلغ عدد سكانها، قبل الثورة السورية، نصف مليون نسمة تقريبا. لكنه صار أكبر بعد توافد نحو نصف مليون نازح آخر من المدن القريبة، بعد الثورة.
صورة من: David Meseguer
الطبيعة عصب الاقتصاد
تضم عفرين منشآت ومعامل ومصالح تجارية مهمة، كما تتميز الصناعة فيها، باللمسات التراثية والحس الحداثي أيضا. أما بالنسبة للجانب الزراعي، فتعتمد المنطقة على الزيتون وشجر الرمان، إضافة إلى محاصيل العنب والكرز والبطيخ والخيار.
صورة من: picture alliance/abaca/Depo Photos
تاريخ المدينة
عـام 1922، تـمّ ترسيم الحدود السورية التركية وقـُسِّـمت منطقـة (كـرد داغ) إلـى قسمين: قسـم تركـي، وآخر سـوري. وبقي القسـم السـوري دون مركـز إداري يأخذ محـلّ مدينة (كِلِّـس)، وصـارت الحاجـة ماسّـة إلـى مركـز إداري للقضاء، فوقع الاختيار علـى موقـع مدينة عفرين.
صورة من: Getty Images/AFP/B. Kilic
عفرين وأنقرة
تشن تركيا عملية عسكرية تستهدف مواقع تابعة لوحدات حماية الشعب الكردي التي تعتبرها أنقرة منظمة "إرهابية". تعتبر تركيا وحدات الشعب الكردي فرعا من حزب العمال الكردستاني المحظور، والمتمرد على الحكومة في أنقرة منذ 1984. في حين يقول المسلحون الأكراد إن الحملة أسقطت قتلى وجرحى بين المدنيين
صورة من: Getty Images/AFP/B. Kilic
قبل الهجوم
قبل الهجوم بأيام، تبادلت القوات التركية نيران المدفعية مع ميليشيا وحدات حماية الشعب بالقرب من عفرين. وتوقعًا لأي هجوم تركي على مواقع الوحدات في عفرين، انسحب المراقبون العسكريون الروس من منطقة عفرين منذ 19 كانون الثاني /يناير 2018.
صورة من: picture alliance/AA/E. Bozkurt
هجوم عفرين(غصن الزيتون)
العملية العسكرية التي تشنها تركيا والجيش الوطني السوري على مواقع قوات سوريا الديمقراطية. وقالت الخارجية التركية أنها أبلغت السلطات السورية في دمشق عن تفاصيل عملية "غصن الزيتون" في بيان لها. في حين اعتبرت قوات سوريا الديمقراطية تهديد تركيا مفاجئ وغير مبرر، وأن هذا الرد يغامر بعودة تنظيم داعش.
صورة من: picture-alliance/abaca/B. El Halebi
ردود فعل دولية
قال راينر بريول، نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، إن حماية الحدود الجنوبية لتركيا أمر مشروع ومهم بالنسبة لأنقرة. وترى المملكة المُتحدة أن لتركيا مصلحة مشروعة في ضمان أمن حدودها. في حين رفضت مصر العمليات العسكرية التركية في عفرين واعتبرها انتهاكا للسيادة السورية. فرنسا عبرت عن قلقها تجاه ما يحدث في سوريا، ودعت إلى وقف المعارك والسماح للمساعدات الانسانية بالوصول إلى المنطقة. مريم مرغيش