على خلاف توقعات المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فقد اخفق رؤساء دول وحكومات الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) في الاتفاق في جلستهم يوم أمس الجمعة (3 ابريل/ نيسان) في بادن-بادن الألمانية على تعيين رئيس الوزراء الدنماركي آندرس فوغ راسموسين أميناً عاماً جديداً للحلف. ومن المقرر أن تُستأنف المحادثات بهذا الشأن في جلسة مكتملة الأعضاء اليوم السبت (4 نيسان/ أبريل 2009).

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصادر دبلوماسية قولها إن تركيا عرقلت اختيار راسموسين خلفاً للأمين العام الحالي الهولندي ياب دي هوب شيفر، الذي ستنتهي ولاياته في تموز/ يوليو المقبل، لكن راسموسين ما زال يُعد المرشح الأكثر حظاً لنيل المنصب. وكانت المستشارة ميركل قد أعلنت قبيل عشاء أقيم مساء أمس الجمعة بالقول: "سنحسم هذه المسألة مساء اليوم بهدوء"، معتبرة راسموسين "مرشحاً بارزاً".

"راسموسين لن يكون شريكاً جيداً في الحوار مع العالم الإسلامي"

وكشف دبلوماسيون في دوائر الحلف إن تركيا سدت الطريق، أثناء مأدبة العشاء مساء أمس الجمعة، أمام اختيار راسموسين، حيث رفضت اختياره. وقاوم الرئيس التركي عبد الله جول مناشدات ونداءات مفعمة بالمشاعر من جانب الرئيس الأمريكي باراك أوباما والمستشارة ميركل والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لإقناعه بالموافقة على اختيار راسموسين البالغ من العمر 56 عاماً. كما طلب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من قادة حلف الأطلسي العثور على مرشح بديل عن راسموسين لشغل هذا المنصب.

واستبق أردوغان ترشيح راسموسين، قائلا قبيل انعقد قمة الناتو، إنه ليس المرشح الأمثل لأداء المهمة التي تقوم على إرساء السلام ومكافحة الإرهاب. وتابع قائلا إنه يشك في قدرات راسموسين في أن يكون شريكاً جيداً في الحوار مع العالم الإسلامي، وساق على سبيل المثال قضية الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد التي نشرتها الصحف الدانمركية وأثارت ضجة كبيرة في العالم الإسلامي، والتي دافع عنها راسموسين باسم حرية التعبير.

موقف تركيا قد يؤلب عليها الأوروبيين

وقال موقع تاغسشاو الإخباري الألماني إن أردوغان أكد في مقابلة صحفية أنه طلب من راسموسين آنذاك دعوة سفراء جميع الدول الإسلامية في الدانمارك، من أجل توضيح الموقف والتباحث معهم في سبل تجاوز الأزمة. وأضاف أردوغان بالقول: "لكن من المؤسف أنه (راسموسسين) لم يستجب لهذا الطب بشكل إيجابي". يُذكر أن تركيا هي البلد المسلم الوحيد العضو في حلف الأطلسي والثانية بعد الولايات المتحدة من حيث عديد قواتها، الذي يبلغ 520 ألفاً.

وعلى الرغم من محاولة مسؤولي الحلف التقليل من أهمية هذا المأزق، إلا أن بعض المراقبين يرون احتمالية أن يكون لهذا الخلاف عواقب وخيمة على محاولة أنقرة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. يُذكر أن المفاوضات بشأن انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي تعرقلت على عدد من المستويات، ومن المرجح ألا تشجع ألمانيا أو فرنسا وهما المحركان التقليديان اللذان يقودان الاتحاد الأوروبي والمعارضان لانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، المحادثات إذا استمرت أنقرة في عرقلة المرشح الذي تؤيده الدولتان لقيادة حلف شمال الأطلسي.

(ع.غ/ د ب أ/ أ ف/ رويترش/ إيه أردي)

المحرر: عبده جميل المخلافي