تركيا تعلن أنها لن تلتزم بالعقوبات الأمريكية على إيران
٦ نوفمبر ٢٠١٨
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده لن تلتزم بالعقوبات التي أعادت الولايات المتحدة فرضها على قطاعي النفط والشحن في إيران ووصف الخطوة الأمريكية بأنها تهدف إلى "الإخلال بالتوازن في العالم".
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عند لقائه بالرئيس الإيراني حسن روحاني بطهران في سبتمبر الماضي (أرشيف) صورة من: Reuters/Turkish Presidential Palace/C. Oksuz
إعلان
ندد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم (الثلاثاء السادس من تشرين الثاني/ نوفمبر 2018) بالعقوبات الأمريكية على إيران وقال للصحفيين "هذه الخطوات تهدف إلى الاخلال بالتوازن في العالم. لا أريد أن أعيش في عالم إمبريالي. هذه القضايا يجب أن تطرح على الطاولة خلال القمة (في مطلع الأسبوع) في باريس".
وتابع "بالتأكيد لن نلتزم بمثل هذه العقوبات. نشتري عشرة مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي. لا يمكن أن نجمد شعبنا في البرد".
جاء ذلك بعد أن استأنفت واشنطن الاثنين فرض العقوبات التي كانت قد علقتها بموجب الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع القوى العالمية الكبرى بشأن برنامجها النووي. وتسمح الإجراءات الأمريكية بشكل مؤقت لعملاء كبار بينهم تركيا بمواصلة شراء النفط من الجمهورية الإسلامية.
وتعتمد تركيا، العضو بحلف شمال الأطلسي، بشدة على الواردات للوفاء باحتياجاتها من الطاقة، وإيران المجاورة من أكبر مزوديها بالنفط بسبب قربها وجودة خامها والفروق السعرية التفضيلية.
وتطرق إبراهيم كالين المتحدث باسم الرئيس التركي في مقابلة إلى فترة الإعفاء المؤقتة وهي ستة أشهر وقال إن تركيا ستقيّم التطورات خلال هذه الفترة عندما تجري محادثات في أعقاب نهاية الإعفاء.
وأضاف لتلفزيون خبر ترك في وقت متأخر من مساء اليوم "لن نتخلى عن مصالحنا بسبب فرض الولايات المتحدة عقوبات على هذه الدولة أو تلك لأي سبب كان... سنقيّم فترة الستة أشهر، لكننا لن نتنازل عن مبادئنا على الطاولة".
كان وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو قد قال في اليابان في وقت سابق اليوم إن من الخطر عزل إيران ومن الظلم معاقبة شعبها مضيفا أنه ليس من السهل على دول مثل تركيا واليابان تنويع موارد الطاقة للالتزام بالعقوبات.
وتابع جاويش أوغلو "لا نعتقد أن العقوبات يمكن أن تحقق أي نتائج وأعتقد أن الحوار والمحادثات الجادة أكثر نفعا من العقوبات".
ويهدف القرار الذي اتخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى التأثير على الاقتصاد الإيراني الذي يعتمد على النفط وإرغام طهران على وقف ليس فقط طموحاتها النووية وبرامجها الصاروخية الباليستية وإنما أيضا وقف دعمها لفصائل تحارب بالوكالة في سوريا واليمن ولبنان ومناطق أخرى في الشرق الأوسط.
وسيحضر أردوغان قمة لإحياء ذكرى انتهاء الحرب العالمية الأولى في باريس في مطلع الأسبوع ومن المتوقع أن يجري محادثات مع ترامب بشأن قضايا بينها تجديد العقوبات على إيران والسياسة في سوريا.
من جانبه، كشف وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو عن قائمة من ثمانية بلدان يسمح لها بمواصلة استيراد النفط الإيراني لمدة ستة أشهر إضافية على الأقل وهي الصين والهند وتركيا (المستورد الأول للنفط الإيراني مع الاتحاد الأوروبي) واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان وإيطاليا واليونان.
وردا على فرض الدفعة الثانية من العقوبات الاثنين، أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني أن بلاده "ستفتخر بالالتفاف على العقوبات غير المشروعة والظالمة".
م.م/ ع.ج.م (رويترز أ ف ب)
الاقتصاد الإيراني.. انتكاسة واضحة ومستقبل مهدد
يشهد الوضع الاقتصادي بإيران تراجعا. فبعد انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي وفرضها عقوبات اقتصادية وضغوط على إيران، فضلا عن خروج متظاهرين إلى الشارع احتجاجا على الوضعية الإقتصادية، صارت إيران تعيش على وقع أزمة مرجح تفاقمها.
صورة من: IRNA
أكبر احتجاجات منذ سنوات
شهدت إيران مع نهاية ديسمبر/ كانون الأول 2017 وانطلاق العام الجديد 2018 موجة مظاهرات بمناطق عدة نتيجة ارتفاع الأسعار وزيادة البطالة والأزمة المالية الخانقة بالبلد، وقتل فيها العشرات واعتقلت السلطات الآلاف. وهذه هي الحركة الاحتجاجية الأكبر في إيران منذ المظاهرات المعترضة على إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد رئيسا في العام 2009.
صورة من: Irna
العملة الإيرانية تفقد قيمتها
فقدت العملة الوطنية الإيرانية نصف قيمتها. وقد أشارت أرقام صادرة عن البنك الدولي، أن الاقتصاد الإيراني انخفض من المركز 17 إلى 27 على مستوى العالم خلال العقود الأربعة الماضية. لكن طلب الولايات المتحدة من الشركات العالمية وقف استيراد النفط الإيراني يهدد الاقتصاد بأزمة أكبر، إذ يمثل بيع النفط نسبة 64 بالمائة من إجمالي صادرات إيران، كما يشكل مصدرا أولا للعملة الصعبة التي تدخل البلد (الدولار واليورو).
صورة من: Getty Images/AFP/A. Kenare
الريالات الإيرانية في تدهور
أشارت بعض المصادر الإعلامية إلى أن ورقة الـ10 آلاف ريال إيراني كانت تساوي قبل عام 1979 حوالي 150 دولارا أمريكيا، أما الآن فهي أكثر بقليل من 10 سنتات في سوق الصرف المتقلبة في طهران. وبالرغم من استعادة الاقتصاد الإيراني لعافيته بعد 2015، إلا أنه بقي هشا. ويُنتظر أن يزيد تدهورا بعد فرض العقوبات التي ستؤثر على الريال الإيراني.
صورة من: AP
ارتفاع أسعار الذهب
أكد رئيس اتحاد تجار الذهب في طهران، أن الصراع بين إيران وأمريكا، أدى إلى ارتفاع أسعار الذهب في البلاد، حسب ما تناقلته مواقع إخبارية. وسجلت المسكوكة الذهبية في السوق الإيرانية رقما قياسيا جديدا ببلوغها الـ 3 ملايين و400 ألف تومان، حيث زاد سعرها نحو 600 ألف تومان خلال شهر واحد.
صورة من: Isna/Rohollah Vahdati
البنوك في أزمة!
يواجه البنك المركزي الإيراني صعوبات كبيرة في تنفيذ المعاملات المالية داخل البلد وخارجه. ويعزي البعض ذلك إلى أخذ البنك لودائع تقدر نسبة فائدتها السنوية بـ20 إلى 23 بالمائة. وبسبب العقوبات الأمريكية، خفضت البنوك معدلات الفائدة ما بين 10 إلى 15 بالمائة، مما دفع الكثير من المودعين إلى سحب أموالهم لشراء الدولار واليورو. وهو ما أدى إلى تفاقم نقص العملات الأجنبية، وإغلاق مكاتب صرافة، لكن دون جدوى.
صورة من: Isna
أسعار خيالية!
من بين المؤشرات على تأزم الوضع الاقتصادي في إيران، انخفاض قيمة الريال الإيراني الذي أدى إلى ارتفاع أسعار بعض السلع المستوردة بنسبة 100 بالمائة، علاوة على ارتفاع أسعار السلع الأساسية بشكل جنوني. هذا بالإضافة إلى انخفاض نشاط بورصة السلع الإيرانية إلى حد أدنى. وتشير توقعات خبراء في شركة "بي أم آي" للأبحاث الاقتصادية العالمية، أن يشهد الاقتصاد الإيراني انكماشاً بنحو 4 في المئة العام المقبل.
صورة من: AP
التضخم يرفع الأسعار
شكل التضخم خلال السنوات الماضية عاملا أساسيا في تدهور الاقتصاد الإيراني حيث يبلغ متوسط معدل التضخم ما بين 19 و20 بالمائة سنويا. وحسب مركز الإحصاء الإيراني الحكومي في طهران فإن معدل التضخم وصل في يونيو/ حزيران الماضي إلى نحو 8.7 %، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، الأمر الذي يكشف عن ارتفاع أسعار السلع والخدمات الأساسية، وانخفاض قيمة العملة المحلية مؤخرا.
صورة من: ILNA
فقر وبطالة وهجرة
ساهمت مشكلة التضخم في ظهور الطبقات المجتمعية بإيران وانتشار الفقر والبطالة. وحسب تقديرات البنك الدولي فإن متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في إيران استنادا إلى القدرة الشرائية الحقيقية للعملة الإيرانية بين عامي 1976 و2017، يكشف أنه خلال هذه الفترة أصبح الإيراني أكثر فقرا بنسبة 32 بالمئة. كما تشير الاحصائيات إلى أن عددا كبيرا من الشباب الإيراني يحاول الفرار من الأوضاع المتأزمة.
صورة من: shahrvanddaily.ir
صفقات في مهب الريح!
من بين الجوانب المرجح تأثرها السلبي بالعقوبات الأمريكية، الصفقات المعقودة مع كبرى الشركات الدولية على الصعيد العالمي وعلى صعيد النفط وأيضا والأجهزة الإلكترونية، مثل الصفقات التي عقدتها طهران مع شركة توتال النفطية وشركة فولكسفاغن الألمانية لصناعة السيارات وجنرال إلكتريك للأجهزة والمعدات الإلكترونية.
صورة من: picture-alliance/dpa
انتكاسة السياحة
توتر العلاقات مع الاقتصاديات الكبرى وبعد العقوبات المفروضة جعل الحالة الإقتصادية لإيران مُقبلة على عزلة تشمل عدة قطاعات مثل السياحة. فبعد أن دشنت شركات طيران كبرى، مثل الخطوط الجوية البريطانية، رحلات إلى البلد بهدف الترويج له كوجهة سياحية، وفتح سلسلة فنادق عالمية مثل Accor عام 2015، يرى مراقبون أن هذه الصفقات قد يتم التراجع عنها بسب قلة السياح ومحدودية رحلات الطيران القادمة من أوروبا. مريم مرغيش