تركيا تعلن مقتل 13 من مواطنيها كانوا مختطفين في شمال العراق
١٤ فبراير ٢٠٢١
وزير الدفاع التركي يعلن انتهاء عملية "مخلب النسر-2" العسكرية ضد العمال الكردستاني في شمال العراق، مؤكداً مقتل 13 مواطناً تركياً بعد اختطافهم واعدامهم في كهف.
إعلان
أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار انتهاء عملية "مخلب النسر2" في منطقة غارا شمالي العراق. ونقلت وكالة "الأناضول" التركية عنه القول خلال زيارة قام بها فجر اليوم الأحد (14 فبراير/ شباط 2021)، لمركز إدارة العملية مع عدد من القادة العسكريين، إن العملية أسفرت عن "تحييد" 50 من مسلحي منظمة حزب العمال الكردستاني، بينهم اثنان تمّ القبض عليهما، وتطهير معظم منطقة غارا.
وأوضح أن القوات التركية استطاعت خلال العملية تدمير أكثر من 50 موقعاً للمنظمة، بينما لقي ثلاثة من عناصر الجيش التركي حتفهم وأصيب ثلاثة آخرون.
إلى ذلك كشف وزير الدفاع التركي أيضاً عن عثور قوات بلاده التي تحارب مقاتلي حزب العمال الكردستاني شمال العراق، على جثث 13 تركياً اختُطفوا وأُعدموا في كهف. ولم تتضح بعد هوية أصحاب الجثث، لكن أكار قال إنه لم يتم الإعلان من قبل عن خطفهم لأسباب أمنية.
وأضاف في بيان صادر الأحد أن تركيا شنّت عملية عسكرية ضد حزب العمال الكردستاني في منطقة كارا بشمال العراق يوم العاشر من شباط/ فبراير الجاري "لتأمين حدودها والعثور على مواطنين مخطوفين".
وتابع "أثناء البحث عن كهف تمت السيطرة عليه جرى العثور على جثث 13 من مواطنينا المخطوفين. وبعد المعاينة الأولى تبيّن أن 12 من مواطنينا الأبرياء العزل أصيبوا برصاصات في الرأس واستشهدوا فيما أصيب واحد برصاصة في الكتف واستشهد".
وفي زيارته لمركز متابعة العملية قرب الحدود العراقية، أضاف أكار أنه و"حسب المعلومات الأولية التي قدمها إرهابيان ألقي القبض عليهما... استشهد مواطنونا في بداية العملية على يد الإرهابي المسؤول عن الكهف". ولم يصدر حزب العمال الكردستاني بياناً عن الواقعة.
يذكر أن الجيش التركي يشنّ غارات وعمليات أمنية في جنوب شرقي البلاد وشمالي العراق منذ تموز/ يوليو من عام 2015، تستهدف مقاتلي حزب العمال الكردستاني، المنظمة المصنّفة إرهابية من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. ويأتي ذلك بعدما استأنفت المنظمة تمردها وهجماتها ضد عناصر الأمن والجيش وبعد وقف لإطلاق النار استمر لعامين.
وتركزت حملة تركيا على الحزب بشكل متزايد في معقل للجماعة في جبال قنديل على الحدود مع إيران.
و.ب/ ع.غ (رويترز، د ب أ)
تركيا- الاتحاد الأوروبي.. كيف تحوّلت فكرة الانضمام إلى سراب؟
تاريخ من الشد والجذب بين تركيا والاتحاد الأوروبي. أنقرة وضعت الطلب مبكرا قبل إنشاء الاتحاد لكن كانت هناك ملفات شائكة عرقلت عملية الانضمام حتى بات الأمر مستحيلا تقريبا، على الأقل في فترة رجب طيب أردوغان.
صورة من: Getty Images/C. McGrath
أول اتفاقية مع الجماعة الأوروبية
وقعت تركيا وما كان يعرف بالجماعة الاقتصادية الأوروبية (تكونت حينها من ستة بلدان) اتفاقية اتحاد جمركي عام 1963. وكان من المفروض أن يكون الاتفاق بداية للانضمام الفعلي إلى الجماعة، خاصة مع توقيع بروتوكول إضافي عام 1970 وازدهار التبادل التجاري بين الطرفين، غير أن الحال بقي كما هو عليه، قبل تجميد عضوية تركيا بعد وقوع انقلاب عسكري فيها عام 1980.
صورة من: Alfred Hennig/dpa/picture alliance
جمهورية قبرص التركية تعمّق الخلاف
عادت تركيا لتطلب الانضمام مجددا عام 1987، لكن ظهر جليا وجود معارضة داخلية أوروبية قوية لهذا الانضمام، خاصة بعد انضمام اليونان إلى المجموعة عام 1981، ودخولها في صراع مع تركيا منذ اجتياح هذه الأخيرة لقبرص عام 1975 ثم إعلان أنقرة من جانب واحد قيام جمهورية شمال قبرص التركية عام 1983.
صورة من: Birol Bebek/AFP/Getty Images
الاتحاد يتأسس دون تركيا
تأسس الاتحاد الأوروبي فعليا عام 1992 دون تركيا. استمرت هذه الأخيرة في محاولاتها، واستطاعت إقناع الأوروبيين بتوقيع اتفاقية للتجارة الحرة معها عام 1995، غير أن تفكك الاتحاد السوفياتي ساهم سلبا في استمرار إبعاد تركيا نظرا لكثرة المرشحين الجدد، قبل أن يتم إعلان أن تركيا ولأول مرة مرشحة فعليا للانضمام، وذلك بعد قمة هلسنكي عام 1999.
صورة من: picture-alliance/dpa
عهد أردوغان
وصل رجب طيب أردوغان إلى السلطة في تركيا عام 2003 وكان متحمسا كثيرا للانضمام، غير أن عدة دول أوروبية كالنمسا وألمانيا وفرنسا كانت لها تحفظات كثيرة على عضوية تركيا. المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عارضت فكرة الانضمام واقترحت بدلا منها شراكة مميزة بسبب الخلافات مع تركيا حول حقوق الإنسان وقبرص وسياسة أنقرة الخارجية.
صورة من: imago/Depo Photos
شروط كوبنهاغن
وضع الأوروبيون شرط احترام بنود اتفاقية كوبنهاغن أمام تركيا للانضمام، ومن الشروط تنظيم انتخابات حرة واحترام حقوق الإنسان واحترام الأقليات. ولأجل ذلك أعلنت أنقرة عدة إصلاحات منها إلغاء عقوبة الإعدام. بدأت المفاوضات الفعلية للانضمام عام 2005 في مجموعة من المجالات، غير أن استمرار مشكلة قبرص عجل بوقف المفاوضات، إذ رفضت أنقرة الاعتراف بعضوية قبرص في الاتحاد.
صورة من: Getty Images/AFP/C. Turkel
دولة مسلمة وسط اتحاد مسيحي؟
تشير العديد من التقارير إلى أن الاختلاف الديني بين تركيا وبلدان الاتحاد الأوروبي يشكلّ سبباً غير معلن لرفض الانضمام، فدول الاتحاد هي بلدان مسيحية فيما تركيا هي بلد مسلم. أكثر من ذلك، قلّص أردوغان مظاهر العلمانية وأرجع الدين إلى الحياة العامة. هذا العامل يرتبط بتوجس الأوروبيين من النزعة القومية التركية ومن عدم إمكانية قبول الأتراك بمشاركة هوية مجتمعية مع أوربييين يختلفون عنهم في نمط حياتهم.
صورة من: Reuters/U. Bektas
التفاوض يتعثر مجددا
بدءا من عام 2013 عادت المفاوضات مجددا، خاصة بعد مغادرة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي كان معارضا بقوة لفكرة الانضمام. لم تغيّر ميركل موقفها لكنها أبدت مرونة واضحة، بيدَ أن تركيا وضعت هي الأخرى شروطها المالية الخاصة لاسيما مع تحملها موجة اللاجئين. وجاء قمع مظاهرات ميدان تقسيم 2013 ليوقف المفاوضات مرة أخرى.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/T. Bozoglu
الصراع مع قادة أوروبيين يتفاقم
لم تجانب المفوضية الأوروبية الواقع عندما قالت عام 2019 إن آمال انضمام تركيا إلى الاتحاد تلاشت، فلا أحد من الطرفين بات متحمسا للفكرة. أخذ أردوغان خطوات وصفها قادة من الاتحاد بأنها "استبدادية" خاصة مع تقارير حقوقية عن تراجع الحريات في البلد. أبعد ملف اللاجئين الطرفين أكثر، ثم جاء النزاع في شرق المتوسط بين تركيا من جهة واليونان وقبرص وفرنسا من جهة ثانية ليعدم تقريبا الفكرة.
صورة من: Adem ALTAN and Ludovic Marin/various sources/AFP