تركيا تغلق مرافئها وأجوائها أمام السفن والطائرات الإسرائيلية
خالد سلامة أ ف ب، رويترز
٢٩ أغسطس ٢٠٢٥
أعلنت تركيا أنها قررت حظر دخول السفن الإسرائيلية إلى موانئها ومنع السفن التركية من الرسو في الموانئ الإسرائيلية إلى جانب فرض قيود على الطائرات التي تدخل المجال الجوي التركي. ولم تعلق إسرائيل بعد على القرار التركي.
تشهد العلاقات التركية الإسرائيلية من حين لآخر توترات، لكن يبدو أنها حاليا دخلت مرحلة بداية القطيعة. صورة من: DW
إعلان
أعلنت تركيا الجمعة (29 آب/أغسطس 2025) إغلاق مرافئها ومجالها الجوي أمام السفن والطائرات الإسرائيلية، بحسب وزير الخارجية لتركي هاكان فيدان، فيما أوضح مصدر دبلوماسي لوكالة فرانس برس أن القرار يطال الرحلات الإسرائيلية "الرسمية".
وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أمام البرلمان التركي في كلمة نقلها التلفزيون الجمعة: "لقد أغلقنا مرافئنا أمام السفن الإسرائيلية. لا نسمح للسفن التركية بالتوجه لموانئ إسرائيلية... ولا نسمح لسفن الشحن التي تحمل أسلحة وذخائر لإسرائيل بدخول مرافئنا ولا نسمح لطائراتهم بدخول مجالنا الجوي".
وأوضح مصدر دبلوماسي تركي لفرانس برس أن المجال الجوي "مغلق أمام جميع الطائرات التي تحمل أسلحة (لإسرائيل) وأمام الرحلات الرسمية الإسرائيلية". ولم يتم توضيح موعد دخول القرار حيز التنفيذ.
ولم تعلق إسرائيل على القرار التركي حتى لحظة نشر هذا الخبر.
إعلان
منع طائرة نتنياهو من عبور المجال الجوي التركي
وفي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي منعت تركيا طائرة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من عبور مجالها الجوي ما أجبره على إلغاء مشاركته في قمة المناخ المنعقدة في أذربيجان. وألغى نتنياهو زيارة أخرى لباكو في أيار/مايو بعدما رفضت أنقرة السماح لطائرته بالعبور.
وعلقت أنقرة في أيار/مايو كافة العلاقات التجارية مع إسرائيل، حتى تسمح الأخيرة بدخول جميع المساعدات للقطاع المحاصر والمدمر.
وتوجه تركيا انتقادات حادة لإسرائيل وتتهمها بارتكاب "إبادة" في قطاع غزة، وهو مصطلح ترفضه الدولة العبرية.
وأعلنت شركة "زيم" كبرى شركات الشحن الإسرائيلية الأسبوع الجاري أنه تم إبلاغها بإجراءات جديدة اتخذتها تركيا في 22 آب/أغسطس، تمنع "السفن المملوكة أو التي تديرها أو تشغلها مؤسسات مرتبطة بإسرائيل" من الرسو في الموانئ التركية.
وقدمت الشركة ملفاً إلى بورصة نيويورك حذرت فيه من التبعات السلبية للقرار "على مخرجات الشركة المالية والعملياتية". وأضافت أن قرار المنع يشمل كذلك السفن الأخرى التي تحمل شحنات عسكرية لإسرائيل كما تُمنع "السفن التي ترفع العلم التركي من الرسو في موانئ إسرائيل".
وتعتبر تصريحات فيدان أول إعلان رسمي لقرار المنع. وشدد مسؤولون أتراك مراراً على استمرار تعليق العلاقات التجارية مع إسرائيل متعهدين عدم التطبيع معها طالما استمرت الحرب في غزة. ولكن بعض المعارضين يتهمون أنقرة بالسماح بأنشطة تجارية مع إسرائيل لا سيما مرور شحنات النفط من أذربيجان عبر خط أنابيب باكو-تبليسي-جيهان (BTC) الذي يعبر تركيا، الأمر الذي تنفيه وزارة الطاقة التركية.
وتعتبر أذربيجان، تاريخياً، أحد أهم موردي النفط لإسرائيل، إلا أن بيانات اطلعت عليها صحيفة هآرتس الإسرائيلية على موقع الجمارك الرسمي في وقت سابق من هذا العام لم تعد تُظهر إسرائيل كواحدة من الدول التي تشتري النفط من باكو
غزة.. حين يصدح العود يصمت ضجيج الحرب لوهلة
وسط أنقاض غزة وخرائبها يتمسّك الموسيقيون الشباب بآلاتهم ويجدون بين الجوع والخوف والفقد لحظةً من الأمل والكرامة، تولد من بين أنغام الموسيقى.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
معا للتغلب على الخوف
صف في مدرسة كلية غزة.. الجدران مخرقة بندوب الشظايا وزجاج النوافذ تناثرت أشلاؤه مع عصف القذائف. في إحدى قاعاتها الصغيرة، تجلس ثلاث فتيات وصبي في درس في العزف على الغيتار، أمام معلمهم محمد أبو مهدي الذي يؤمن الرجل أن للموسيقى قدرة على مداواة أرواح أهل القطاع، وأن أنغامها قد تخفف من وطأة القصف، ومن مرارة الفقد ومن قسوة العوز.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
مواصلة الدروس
في مطلع العام الماضي كان أحمد أبو عمشة، أستاذ الغيتار والكمان، ذو اللحية الكثّة والابتسامة العريضة، من أوائل أساتذة المعهد الوطني للموسيقى "إدوارد سعيد" وطلابه الذين شردتهم الحرب لكنه بادر إلى استئناف تقديم الدروس مساءً لنازحي الحرب في جنوب غزة. أمّا اليوم، فقد عاد ليستقرّ مجدداً في الشمال، في مدينة غزة.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
"الموسيقى تمنحني الأمل"
"الموسيقى تمنحني الأمل وتخفف من خوفي"، تقول ريفان القصاص، البالغة من العمر 15 عاما وقد بدأت تعلم العزف على العود في ربيعها التاسع. وتأمل القصاص في أن تتمكن يوما ما من العزف في خارج القطاع. القلق كبير بين الناس من أن يتم اقتلاعهم مرة أخرى بعد قرار مجلس الوزراء الإسرائيلي في 8 أغسطس/ آب السيطرة على مدينة غزة.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
ظروق قاسية
أمام خيمة مدرسي الموسيقى تقع مدينة غزة وقد استحالت إلى بحر من الحطام والخراب. يعيش معظم السكان في ملاجئ أو مخيمات مكتظة، وتشح المواد الغذائية والمياه النظيفة والمساعدات الطبية. ويعاني الطلاب والمعلمون من الجوع ويصعب على بعضهم الحضور إلى الدروس.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
شيء جميل بين الموت والحياة
الفلسطيني يوسف سعد يقف مع عوده أمام مبنى المدرسة المدمر. لم تنج من القتال سوى قلة قليلة من الآلات الموسيقية. يوسف البالغ من العمر 18 عاما لديه حلم كبير: "آمل أن أتمكن من تعليم الأطفال الموسيقى، حتى يتمكنوا من رؤية الجمال رغم الدمار".
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
افتخار وكبرياء في القلب
من الطبيعي أن يتم عرض ما تعلمه الطلاب من العزف على الآلات الموسيقية في ظل الظروف الكارثية أمام الجمهور. في خيمة يعرض طلاب الموسيقى ما يمكنهم فعله ويحصدون تصفيقا حارا. المجموعة الموسيقية متنوعة. وتقول طالبة للعزف على الغيتار تبلغ من العمر 20 عاما: "أحب اكتشاف أنواع موسيقية جديدة، لكنني أحب الروك بشكل خاص. أنا من عشاق الروك".
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
سعداء ولو للحظة!
ولا يغيب الغناء عن المشهد، فتناغم أصوات الأطفال على خشبة مرتجلة يتناهى كنسمة مُرهفة، يخفف من وقع إيقاع الانفجارات القاتلة. تلك الانفجارات التي لا يدري أهل غزة إن كانوا سيفلتون من براثنها عند الضربة التالية أم سيكونون من ضحاياها.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
الموسيقى في مواجهة الألم
يعزف أسامة جحجوح على آلة الناي وهي آلة موسيقية المستخدمة في الموسيقى العربية والفارسية والتركية. يقول: "أحيانا أعتمد على تمارين التنفس أو العزف الصامت عندما يكون القصف شديدا. عندما أعزف، أشعر أنني أستعيد أنفاسي، وكأن الناي يزيل الألم من داخلي".
أعده للعربية: م.أ.م