انتقلت تركيا من التهديد إلى التنفيذ، وقصف جيشها أهدافا للنظام السوري ومقاتلي حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (PYD) في شمال سوريا. تركيا طالبت المقاتلين الأكراد بالانسحاب من محيط إعزاز فورا، فيما دعتها واشنطن إلى وقف القصف.
إعلان
نفذت تركيا تهديداتها وقصف جيشها مساء السبت (13 شباط/ فبراير 2016) أهدافا للنظام السوري ومقاتلي حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (PYD) في شمال سوريا، مؤكدة أن قصفها هو رد على تعرض الأراضي التركية لإطلاق نار. وجاء القصف التركي بعد ساعات على إعلان أنقرة استعدادها للتحرك عسكريا ضد المقاتلين الأكراد، والمشاركة في عملية برية مع السعودية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في سوريا.
ونقلت وكالة الأناضول التركية للأنباء عن مصدر عسكري قوله السبت إنه بحسب قواعد الاشتباك قصفت القوات المسلحة التركية أهدافا لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي على مشارف مدينة إعزاز في محافظة حلب، كما رد الجيش على نيران أطلقتها قوات النظام السوري على نقطة حراسة في محافظة هاتاي جنوب تركيا.
بدوره، قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إن التطورات التي تشهدها سورية تهدد الأمن القومي لبلاده. وقال خلال زيارته مدينة أرزنجان التركية في شرق البلاد "عملا بقواعد الاشتباك، قمنا بالرد على القوات الموجودة في إعزاز ومحيطها والتي تشكل تهديدا"، وذلك في إشارة إلى المقاتلين الأكراد.
وأضاف داو أوغلو في كلمة ألقاها خلال مشاركته في اجتماع المجلس الاستشاري لحزب "العدالة والتنمية" الذي يتزعمه إن بلاده ستتخذ كافة التدابير اللازمة في حال حدوث أي تهديد تجاهها من الجانب السوري، وفقا لوكالة الأناضول للأنباء.
وتابع: "قواتنا قصفت المناطق القريبة من إعزاز (السورية) ردا على النيران من هناك وفقا لقواعد الاشتباك". مشيرا إلى أنه على "وحدات حماية الشعب" أن تبتعد عن إعزاز وأطرافها "فورا". وأضاف: "قلت لنائب الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال اتصال هاتفي قبل قليل إننا سنتخذ كافة التدابير اللازمة في حال حدوث أي تهديد تجاه تركيا".
في غضون ذلك دعت الولايات المتحدة السبت تركيا إلى التوقف عن قصف مواقع المقاتلين الأكراد والنظام في شمال سوريا، وذلك بعيد انتقال أنقرة من التهديد إلى التنفيذ وتلويحها بإرسال قوات برية بالاشتراك مع السعودية لمحاربة الجماعات الجهادية في سوريا. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية في بيان "نحن قلقون إزاء الوضع في شمال حلب ونعمل على وقف التصعيد من كل الأطراف".
أ.ح (د ب أ، رويترز، أ ف ب)
مأساة اللاجئين السوريين على الحدود التركية
يواجه آلاف اللاجئين ظروفا صعبة جدا على الحدود السورية - التركية، بعد هروبهم من المعارك الدائرة في حلب، وهم ينتظرون أن تسمح لهم السلطات التركية بالدخول. ويعاني اللاجئون في منطقة أعزاز من البرد والجوع .
صورة من: Getty Images/AFP/B. Kilic
يحتشد عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين على الجانب السوري من الحدود التركية المغلقة في العراء رغم البرد القارس، بعد هروبهم من المعارك الدائرة في حلب، بانتظار السماح لهم بدخول تركيا.
صورة من: Getty Images/C. McGrath
وصل نحو ثلاثين ألف سوري، معظمهم من النساء والأطفال يحملون بعض الأمتعة التي جمعوها على عجل إلى الحدود، وتجمعوا في بلدة باب السلامة الحدودية حيث عملت منظمات غير حكومية على تنظيم توجيههم إلى بعض المخيمات الموجودة في منطقة أعزاز.
صورة من: picture-alliance/AA/F. Aktas
مع امتناع الحكومة التركية عن السماح بدخول اللاجئين إلى أراضيها، وسعت المنظمات غير الحكومية التركية والسورية والدولية قدرات الاستقبال في المخيمات الثمانية المنتشرة حول أعزاز.
صورة من: picture alliance/AA/M. Etgu
كل يوم تجتاز شاحنات مؤسسة الإغاثة الإسلامية، المقربة من حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان، والهلال الأحمر التركي الحدود مع سوريا لتوزيع الخيام والأغطية والماء والأغذية على النازحين من محافظة حلب.
صورة من: Getty Images/AFP/B. Kilic
"نحن نعاني من الجوع والبرد، الناس يموتون على الطريق" هكذا صرحت لوكالة الأنباء الفرنسية عائلات سورية في منطقة أعزاز.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/IHH
مؤسسة الإغاثة التركية قالت إنها أقامت مخيما جديدا، يمكنه استيعاب عشرة آلاف شخص. وقال سركان نرجيس المتحدث باسم المؤسسة لوكالات الأنباء "هدفنا هو توفير المساعدات للناس داخل الأراضي السورية. نحن نوفر يوميا الطعام لعشرين ألف سوري".
صورة من: picture-alliance/AA/F. Aktas
نائب رئيس الهلال الأحمر التركي كريم كينيك صرح لوكالة الأنباء الفرنسية "انهم مدنيون يخشون أن يذهبوا ضحية مجزرة"، مشيرا إلى القصف الجوي الروسي الكثيف والهجوم الذي ينفذه الجيش السوري. وأضاف "الخوف ينتشر بسرعة كبيرة بين السكان".
صورة من: picture-alliance/AA/F. Aktas
رغم البرد القارس، لم تتمكن سوى مجموعة صغيرة من عبور مركز اونجو بينار التركي، بعد قصف استهدف بلدة أعزاز على بعد بضعة كيلومترات من المركز الحدودي.
صورة من: Imago/Zuma
رغم الجهود الدولية، لا يزال اللاجئون يواجهون ظروفا شديدة الصعوبة، الأمر الذي دفع المستشارة الألمانية انغيلا ميركل إلى الإعراب عن "صدمتها" خلال زيارتها لأنقرة الاثنين.