تركيا تقول إن الاتحاد الأوروبي يمارس ديمقراطية انتقائية
١٤ مارس ٢٠١٧
انتقدت الخارجية التركية الاتحاد الأوروبي اليوم الثلاثاء لحثه أنقرة على الكف عن التصريحات المبالغ فيها قائلة إن وقوف التكتل إلى جانب هولندا أمر خطير. وزاد التصعيد في الأزمة بين تركيا وهولندا رغم محاولات أوروبية للتهدئة.
إعلان
وقالت الوزارة إن هولندا انتهكت حقوق الإنسان والقيم الأوروبية. وتصاعد خلاف حول الدعاية السياسية التركية في هولندا ليصبح أزمة مكتملة الأركان بين الدولتين الشريكتين في حلف شمال الأطلسي. وقالت أنقرة أمس الاثنين إنها ستعلق العلاقات الدبلوماسية رفيعة المستوى بعد أن منعت السلطات الهولندية وزراء أتراك من إلقاء كلمات في تجمعات لمهاجرين أتراك. وأثار النزاع أيضا التوتر داخل الاتحاد الأوروبي الذي تطمح تركيا في الانضمام إليه. وذكرت الخارجية التركية في بيان أن الاتحاد يطبق القيم الديمقراطية والحقوق والحريات الأساسية بانتقائية وأن دعوته للهدوء لا قيمة لها بالنسبة تركيا.
في سياق متصل، قال المستشار النمساوي إنه سيحاول منع وزراء أتراك من حشد تأييد الأتراك في النمسا لاستفتاء تجريه تركيا لتوسيع سلطات الرئيس رجب طيب إردوغان بعد أن منعت هولندا وزيرة تركية من الحديث هناك.
وهدد أردوغان بفرض عقوبات على هولندا وإحالتها إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان ووصف الحكومة الهولندية "بفلول النازيين". وبعد ذلك وقعت اشتباكات عنيفة في شوارع هولندا. وبسؤاله عما ستفعل الحكومة النمساوية إذا حاول وزير تركي حشد تأييد أتراك النمسا لاستفتاء 16 أبريل/ نيسان قال المستشار كريستيان كيرن لمحطة (أو.آر.إف) "سنحاول منع هذا لأسباب تتعلق بالأمن العام".
ويذكر أن نائب رئيس الوزراء التركي أعلن أن بلاده ترفض عودة السفير الهولندي إلى حين تلبية الشروط التي طرحتها أنقرة لحل الأزمة الدبلوماسية بين البلدين. وقال نعمان كورتولموش بعيد اجتماع لمجلس الوزراء إنه "تقرر عدم السماح بعودة السفير الهولندي إلى حين استيفاء الشروط التي طرحناها".
وأضاف كورتولموش "طالما أن هولندا لم تصلح الأخطاء التي ارتكبتها، فقد تم تعليق العلاقات على أعلى مستوى كما والاجتماعات المقررة على المستوى الوزاري وعلى مستوى عال". ويأتي ذلك بعدما منعت سلطات لاهاي وزيرين تركيين من المشاركة في تجمعات لدعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أراضيها. والسفير الهولندي كيس كورنيليس فان راي متواجد خارج تركيا حاليا، ويتولى القائم بالأعمال الحالي تصريف الأعمال.
ح.ز/ و.ب (رويترز / أ.ف.ب)
العلاقات التركية الأوروبية ـ محطات من الاتفاق والاختلاف
العلاقات التركية الأوروبية، والتركية الألمانية على وجه الخصوص، لم تكن يوما في غاية التناغم، لكنها شهدت خلال السنة الماضية فترة تقارب مصالح، أعقبتها توترات بلغت أوجها عقب محاولة الانقلاب الفاشلة ضد أردوغان.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sagolj/Zivulovic/Kombo
أفضت أزمة تدفق اللاجئين على أوروبا إلى تقارب المصالح بين أنقرة وبروكسل، حيث عول الأوروبيون على أنقره في وقف هذا التدفق عبر أراضيها، فيما وجدت تركيا فرصتها في الاستفادة من هذه الفرصة التي قلما جاد بها الزمن.
صورة من: Getty Images/M. Cardy
يقضي الاتفاق باستقبال تركيا اللاجئين الذين يتم إعادتهم من اليونان مقابل استقبال أعضاء الاتحاد الأوروبي للاجئين سورين بطريقة قانونية، لكن هذا الاتفاق تضمن شروطا ما تزال خلافية منها إعفاء الموطنين الأتراك من تأشيرة الدخول إلى الاتحاد الأوروبي، وقيام تركيا بتعديل التشريعات المتعلقة بمكافحة الإرهاب. وهنا كانت العقد في المنشار أمام هذا الاتفاق.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/L. Pitarakis
المستشارة أنغيلا ميركل، التي تتحمل بلادها العبء الأكبر لتدفق اللاجئين، تزعمت جهود تقريب وجهات النظر بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
لكن العلاقات بين برلين وأنقرة توترت بعد تبني البرلمان الألماني قرارا يصنف مجازر الأرمن عام قبل مئة بأنها "إبادة جماعية".
صورة من: Getty Images/AFP/S. Gallup
وما تزال العلاقات بين تركيا وألمانيا فاترة إثر قرار البرلمان الألماني فضلا عن إحباط أنقرة مما اعتبرته تضامنا فاترا معها في أعقاب الانقلاب العسكري الفاشل في 15 يوليو/ تموز، والذي بدأ على خلفيته فصلا جديدا من التوتر بين أنقرة والاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Bozoglu
فإثر حملة الاعتقالات وما أسمي بحملة "التطهير" التي نفذتها وتنفذها أنقرة على خلفية محاولة الانقلاب تلك وتكميم الأفواه، تصاعدت الانتقادات الأوروبية لأنقرة، ما أفضى مجددا إلى توترات في العلاقات وعرض الاتفاق بشأن اللاجئين للجمود وربما للفشل قريبا.
صورة من: picture-alliance/Zuma/T. Adanali
وكرد على محاولة الانقلاب رفضت أنقره تعديل قانون مكافحة الإرهاب المثير للجدل، كما أنها تسعى لاستصدار تشريع لإعادة العمل بعقوبة الإعدام التي كانت أنقره قد ألغتها بطلب من الاتحاد الأوروبي ضمن شروط مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد. وهذا ربما يشكل رصاصة الرحمة على هذه المفاوضات. (الصورة لأردوغان مع رئيس البرلمان الأوروبي مارتين شولتز)
صورة من: picture-alliance/epa/J. Warnand
وظهرت دعوات من داخل الاتحاد الأوروبي لوقف محادثات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، حيث شككت النمسا في قدرة تركيا على الوفاء بالمعايير الأوروبية الخاصة بالديمقراطية. لكن الاقتراح النمساوي لم يحظ سوى بدعم ضئيل داخل الاتحاد رغم الاستياء داخل التكتل إزاء أنقره.
صورة من: picture-alliance/AA/E. Atalay
في بداية سبتمبر/أيلول الماضي سعى الاتحاد الأوروبي مع تركيا لاختبار الأجواء لعودة التقارب بين الجانبين عقب التوتر منذ الانقلاب الفاشل، وقال وزير خارجية لوكسمبورج جان أسيلبور "نحتاج لتقارب ونحتاج لتطبيع الوضع". وقد عقد أول اجتماع بين وزراء خارجية التكتل مع وزير شؤون الاتحاد الأوروبي في تركيا عمر جليك، كما زارت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني تركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F.Aktas
لكن التوتر عاد مجددا بين أنقره والاتحاد الأوروبي وبينها وبين برلين على خلفية تضييق أنقره على حرية الصحافة واعتقال صحفيين، وكذلك اعتقال نواب معارضين مؤيدين للأكراد. ووصل الأمر بأردوغان مؤخرا إلى اتهام برلين بـ "إيواء إرهابيين"، وهو ما رفضته برلين.