تركيا تناقش الإفراج عن آلاف السجناء وهؤلاء مستثنون من العفو
٧ أبريل ٢٠٢٠
بدأ البرلمان التركي مناقشة مشروع قانون مثير للجدل، يسمح بالإفراج المبكر عن عشرات الآلاف من السجناء، في محاولة لكبح تفشي فيروس كورونا المستجد في السجون. لكن الخطوة تلقى انتقادات واسعة.
إعلان
ناقش البرلمان التركي، اليوم الثلاثاء (7 أبريل/ نيسان 2020)، مشروع قانون للإفراج عن سجناء، بهدف تخفيف الاكتظاظ في السجون وحماية النزلاء من تفشي فيروس كورونا المستجد. لكنه واجه انتقادات لاستبعاده أشخاصا سجنوا بتهم تتعلق بالإرهاب، خلال حملة عقب انقلاب فاشل عام 2016.
واقترح مشروع القانون حزب العدالة والتنمية، بزعامة الرئيس التركي أردوغان، ومن شأنه الإفراج بشكل مؤقت عن نحو 45 ألف سجين، في مسعى لمواجهة التهديد المباشر بانتشار فيروس كورونا داخل السجون. كما سيجري الإفراج بشكل دائم عن عدد مماثل في إطار خطط أعدت العام الماضي لتخفيف الاكتظاظ المزمن في السجون.
مستثنون من العفو؟
ومن شأن هذه الإجراءات مجتمعة أن تسهم في خفض عدد نزلاء السجون بواقع الثلث، لكنها لا تشمل المدانين بتهم تتعلق بالإرهاب وتستبعد عدة آلاف اعتقلوا في حملة تطهير أعقبت محاولة الانقلاب العسكري على أردوغان عام 2016. وتم سجن عشرات الآلاف من موظفي الحكومة والمسؤولين القضائيين والعسكريين والصحفيين والساسة خلال تلك الحملة.
وقال نائب برلماني معارض إن القانون الجديد يستبعد نحو 50 ألفا، من بينهم الزعيم السابق لثاني أكبر حزب معارض في البلاد وصحفي بارز لاتهامهم أو إدانتهم بتهم تتعلق بالإرهاب.
وما زال الزعيم السابق لحزب الشعوب الديمقراطي التركي المؤيد للأكراد صلاح الدين دميرتاش مسجونا منذ ثلاثة أعوام ونصف العام بتهمة قيادة تنظيم إرهابي. وبحسب محاميه، فإن دميرتاش (46 عاما) يواجه خطرا كبيرا بأن يصاب بمرض كوفيد-19 الذي يسببه فيروس كورونا، لأنه مصاب بارتفاع ضغط الدم وخضع لعملية جراحية بسبب مشاكل في التنفس.
وقال المحامي محسوني كارامان إن معتقلين بارزين آخرين، ومن بينهم الكاتب أحمد ألتان والمدافع عن الحقوق المدنية عثمان كافالا، وكلاهما جاوز الستين من عمره، يواجهون الخطر نفسه.
ونقل دميرتاش إلى المستشفى في ديسمبر/ كانون الأول الماضي بعد أيام من فقدانه للوعي عقب شعوره بآلام في الصدر. وكان فريق الدفاع عنه قد تقدم بطلب الأسبوع الماضي للإفراج عنه بسبب حالته الصحية. وأدت الحملة الأمنية منذ عام 2016 إلى ارتفاع عدد السجناء إلى ما يقرب من 300 ألف سجين، وهو ثاني أكبر عدد من السجناء في أوروبا وأكثر أنظمة السجون ازدحاما، وفقا لبيانات من مجلس أوروبا.
ولم تكشف السلطات التركية حتى الآن عن حدوث حالات إصابة مؤكدة بفيروس كورونا في السجون. وارتفع عدد الوفيات بسبب فيروس كورونا في تركيا إلى 649 وعدد الحالات الإيجابية إلى أكثر من 30 ألفا شخص. ومن المتوقع أن يتم تمرير مشروع قانون العفو لأن حزب العدالة والتنمية وحليفه لديهما أغلبية في البرلمان.
ف.ي/ص.ش (رويترز،د.ب.ا)
ليلة الانقلاب الفاشل في تركيا وتبعاتها
قبل عام من الآن أراد انقلابيون الإطاحة بالرئيس التركي أردوغان. ولكن مساعيهم خابت. وبدلا من ذلك تعمقت سيطرة أردوغان بشكل غير مسبوق. هذا عرض لبعض المشاهد في ليلة الانقلاب الفاشل، والفترة التي تبعتها.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Suna
البداية
الصور الأولى من مساء 15 يوليو/تموز 2016، التي وصلت من تركيا: دبابات الجيش تقطع السير على جسر البوسفور. مع مرور الوقت اتضح الأمر: مجموعات في الجيش بدأت بمحاولة انقلاب. طلقات تُسمع وهناك جرحى. والطائرات الحربية والمروحية تحلق على علو منخفض.
صورة من: picture-alliance/abaca/F. Uludaglar
دبابات في المطار
صورة مشابهة في مطار أتاتورك في اسطنبول: الدبابات تقدمت. وانفع الانقلابيون باتجاه برج المطار وأوقفوا حركة الطيران. عدد قليل من المدنيين يقفون بوجه الانقلابيين.
صورة من: Reuters/Ihlas
قصف على البرلمان
وحتى مبنى البرلمان في أنقرة صار هدفا لقصف الانقلابيين. في تمام الساعة 2:32 صباحا تعرض المبنى للقصف من الجو. الانقلابيون استخدموا عدة طائرات من طراز أف 16 في تلك المهمة.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Altan
الضحايا
في مواجهات ومصادمات لقي - بحسب بيانات رسمية - 249 شخصا حتفهم، وأصيب أكثر من 2000 آخرين بجروح. والآن يتم الاحتفاء بهم في تركيا كـ"شهداء".
صورة من: Getty Images/B.Kilic
المقاومة
وبعد مضي بضع ساعات من الليل، اتضحت الصورة أكثر: الانقلاب سيفشل. كما حدث هنا في ساحة تقسيم. الجنود المشاركون في محاولة الانقلاب تم القبض عليهم من قبل الشرطة أو من وحدات الجيش الأخرى.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Suna
ظهور أردوغان
وبطريقة غير اعتيادية ظهر الرئيس التركي أردوغان وخاطب الشعب. في بث مباشر عبر الهاتف اتصلت مذيعة إحدى القنوات بالرئيس التركي أردوغان، الذي تحدث للأتراك: "أدعو شعبنا للتجمع في الساحات وفي المطار". وبظهوره عمل أردوغان على وضع حد للتكهنات حول التغيير في البلاد.
صورة من: Screenshot/CNN Turk/Reuters
نزول الناس إلى الشوارع
كثير من الأتراك سمعوا نداء الرئيس وتدفقوا إلى الشوارع، ليتصدوا للانقلابيين ويساهموا في منع نجاح الانقلاب. كما هو الحال هنا في أنقرة، حيث تسلق الناس على ظهور الدبابات، رافعين العلم التركي.
صورة من: picture-alliance/abaca/O. Gurdogan
الانتقام
في صباح اليوم التالي تقهقر الانقلابيون في كل مكان تقريبا. فقط في مواضع قليلة كانت هناك مناوشات. والآن بدأت عملية الملاحقة للانقلابيين.
صورة من: Reuters
البحث عن الانقلابيين
بدأت قوات الجيش ملاحقة المتورطين في محاولة الانقلاب. وهكذا استسلم عدد كبير منهم وتم القبض عليهم.
صورة من: picture-alliance/AA
المتهم بأنه العقل المدبر
تم اتهامه بالوقوف خلف المحاولة الانقلابية: رجل الدين الإسلامي فتح الله غولن. الحكومة التركية حملته المسؤولية. أما غولن فنفى ذلك. يشار إلى أنه يعيش في الولايات المتحدة منذ سنوات، ولم يتم تسليمه لتركيا.
صورة من: Reuters/C. Mostoller
الاحتفال بالنصر
بعد 24 ساعة من محاولة الانقلاب تغيرت الصورة تماما: آلاف الناس احتشدوا على جسر البوسفور محتفلين بالانتصار على الانقلابيين. بعدها تم تغيير اسم الجسر إلى "جسر شهداء 15 يوليو".
صورة من: picture-alliance/abaca/E. Öztürk
حالة الطوارئ
بعدها بخمسة أيام، أعلن أردوغان حالة الطوارئ في البلاد، والتي دخلت في اليوم التالي حيز التنفيذ. فحصل الرئيس بذلك على صلاحيات واسعة، كما بدأ النقاش حول إعادة عقوبة الإعدام. وبعد مرور عام مازالت حالة الطوارئ مفروضة في بلاد الأناضول.
صورة من: Reuters/K. Ozer
التطهير
مباشرة بعد المحاولة الانقلابية تحدث أردوغان عن "نعمة الله". والهدف هو "قواتنا المسلحة يجب أن تكون نقية تماما، ولذلك سيتم تطهيرها". ولكن الأمر لم يقتصر على مؤيدي فتح الله غولن في الجيش. بل تعداه إلى صحفيين وباحثين وبقية المناهضين لأردوغان. حوالي 100 ألف موظف تمت إقالتهم، و50 ألف شخص تم اعتقالهم.
صورة من: picture-alliance/AA/A. Mehmet
أردوغان وسّع صلاحياته
قبل محاولة الانقلاب، لم يتمكن أردوغان من الوصول إلى نظامه المفضل (النظام الرئاسي). ولكن المحاولة الانقلابية كانت فرصة له كي يتمكن من دفع هذا المشروع إلى الأمام، وصولا إلى نظام حكم برجل قوي على رأس السلطة. وفي أبريل/نيسان الماضي تحقق مراده، عندما صوت الأتراك، بأغلبية بسيطة، لصالح تعديل الدستور.
صورة من: Reuters/H. Aldemir
المعارضة
المعارضة التركية تم إضعافها بعد محاولة الانقلاب - وخاصة حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد. رئيسا الحزب وتسعة برلمانيين من الحزب تم اعتقالهم في نوفمبر/تشرين الثاني 2016. حزب الشعب الجمهوري يمر بمرحلة هدوء استمر حتى صيف 2017، عندما دعا الحزب لمسيرة "العدالة" من أنقرة إلى اسطنبول. إعداد: كريستيان فولف/ف.ي