تركيا تهدد ب"دفن" المقاتلين الأكراد و"قسد" بإطلاق سجناء داعش
٢٠ ديسمبر ٢٠١٨
تحتفظ قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في سجون ومخيمات لها بالآلاف من عناصر "داعش" وأهلهم، ومع تلويح تركيا بتنفيذ عملية عسكرية ضد "قسد"، تهدد القيادات العسكرية الكردية بالتوقف عن قتال "داعش" وإطلاق سراح المحتجزين منهم لديها.
إعلان
هددت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) بوقف العملية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" ( داعش) وسحب قواتها إلى الشريط الحدودي؛ في حال انطلاق عملية عسكرية تلوح بها تركيا.
وكشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهي منظمة حقوقية، في بيان صحفي اليوم الخميس (20 ديسمبر/ كانون الأول 2018)، إن القيادتين السياسية والعسكرية لمنطقة شرق الفرات عقدت اجتماعاً مطولاً ناقشت فيه بجدية إطلاق سراح الآلاف من عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" وعوائلهم من أطفال ونساء، ممن كانوا في سجون ومخيمات تابعة لقوات سوريا الديمقراطية وتحت حراسة مشددة منهم.
وحسب المرصد، المحسوب على المعارضة السورية، إن أعداد الأطفال والنساء بلغ نحو 2080، من 44 جنسية مختلفة غير سوريا، فيما بلغ تعداد المقاتلين حوالي 1100 مقاتل من 31 جنسية مختلفة غير سوريا. ونقل المرصد عن "مصادر موثوقة" قولها إن الاجتماع ناقش لساعات مطولة جدية إطلاق سراح كل هؤلاء آنفي الذكر. وأكدت المصادر أن قيادة "قوات سوريا الديمقراطية" تعتزم سحب جميع مقاتليها من الجبهات مع تنظيم "الدولة الإسلامية"، في حال بدء العملية العسكرية التركية، التي يجري التلويح بها في الشريط الحدودي ما بين نهري دجلة والفرات ومنطقة منبج. وأضافت المصادر أنه سيجري نقل هذه القوات إلى خطوط المواجهة مع القوات التركية والفصائل المؤتمرة بأمرها، بعد إيقاف العملية العسكرية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، والذي لا يزال مؤلفاً من بلدات السوسة والشعفة والباغوز وقرى الشجلة والسفافية والبوبدران والبوخاطر وأبو حسن والمراشدة.
من جهته اعتبر قائد "وحدات حماية الشعب" الكردية بسورية سيبان حمو أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس بسحب القوات الأمريكية من سورية لم يكن مفاجئا في مضمونه، لوجود بعض المؤشرات بشأنه خلال الفترة الأخيرة، إلا أنه أقر بأنه صدر "أسرع بكثير مما توقعه الجميع".
وقالت الولايات المتحدة الأربعاء إنها بدأت سحب قوات من سوريا في حين قال مسؤولون أمريكيون إن واشنطن تبحث سحب كل قواتها منها مع اقترابها من نهاية حملتها لاستعادة كل الأراضي التي كان يسيطر عليها "تنظيم الدولة الإسلامية".
ورجح حمو، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، وجود مصالح وحسابات أخرى للإدارة الأمريكية دفعتها لاتخاذ مثل هذا القرار، ولكنه استغرب تبرير القرار بهزيمة تنظيم داعش، وقال :"تنظيم داعش لم ينته، وبالتالي لم تنته المعركة، فالتنظيم لديه نقاط تمركز جغرافية واضحة، ولديه خلايا نائمة عديدة، تقريبا في كل المواقع التي تم تحريرها من قبضته".
تركيا: "المسلحون الأكراد سيدفنون في خنادقهم"
ومن جهته هدد وزير الدفاع التركي إن المسلحين الأكراد شرقي نهر الفرات في سوريا "سيدفنون في خنادقهم". ونقلت وكالة الأناضول الرسمية للأنباء اليوم الخميس عن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار قوله خلال زيارة للقاعدة العسكرية القطرية التركية المشتركة في الدوحة: "يقال الآن إن بعض الخنادق والأنفاق حُفرت في منبج وإلى الشرق من الفرات.. عندما يكون الوقت والمكان مناسبين سيدفنون في الخنادق التي حفروها. يجب ألا يشك أحد في هذا". ولم يتبين تحديدا متى أدلى أكار بتصريحاته.
ص.ش/ع.ج.م (د ب أ، رويترز)
جنود أمريكيون يحملون شعار الوحدات الكردية بالرقة وتركيا تحتج
ظهرت صور لقوات أميريكية خاصة في شمال الرقة السورية بجانب قوات وحدات حماية الشعب الكردية، التي تعتبرها تركيا جماعة إرهابية. وظهر على أكتف هؤلاء الجنود شعار الوحدات وهو ما دفع أنقرة إلى اتهام واشنطن بالكيل بمكيالين.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
أثارت صور نشرت لجنود أمريكيين يضعون شعار قوات وحدات حماية الشعب الكردية حفيظة تركيا. حيث ظهرت صور لجنود أميريكيين جنبا إلى جنب مع جنود تابعين لتلك الوحدات في منطقة شمال الرقة حيث بدأ الهجوم على معاقل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في مدينة الرقة.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
وقال وزير خارجية تركيا مولود تشاووش أوغلو في مؤتمر صحفي (الجمعة 27 مايو/ أيار 2016) إنه "من غير المقبول" أن يضع جنود أمريكيون شعار الوحدات على ملابسهم. واتهم الوزير التركي الولايات المتحدة بأنها "تكيل بمكيالين"؛ لرفضها اعتبار وحدات حماية الشعب الكردية السورية منظمة إرهابية.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
وحدات حماية الشعب الكردية هي أبرز فصائل قوات سوريا الديمقراطية. وقوات سوريا الديمقراطية عبارة عن تحالف فصائل كردية وأخرى عربية. وقد بدأت هجوما شمال الرقة الثلاثاء (24 مايو/ أيار) غداة إعلان السلطات العراقية إطلاق عملية "تحرير" الفلوجة من أيدي مقاتلي "تنظيم داعش"، المتمدد بين سوريا والعراق.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
وتدعم الولايات المتحدة تحالف "قوات سوريا الديمقراطية" في معركتها مع التنظيم المتطرف. وبإسناد جوي لطائرات التحالف الذي تقوده واشنطن استطاعت وحدات حماية الشعب الكردية طرد مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" من مناطق واسعة في شمال سوريا على مدى العام الماضي.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
وكان تنظيم داعش قد أستولى على محافظة الرقة في شمال سوريا بعد انسحاب قوات النظام السوري من آخر معاقلها هناك في آب/ أغسطس عام 2014، ليعلن التنظيم بعدها الرقة عاصمة "لدولة الخلافة الإسلامية"، التي خضعت لها مساحات شاسعة مترابطة من العراق وسوريا.
صورة من: picture-alliance/dpa
ومنذ هجوم الثلاثاء يعيش 300 ألف شخص في مدينة الرقة ظروفا صعبة، خصوصا بعدما توقف التنظيم عن إعطاء "تصاريح خروج للسكان الراغبين بمغادرة الرقة، وفق ما ذكر المركز السوري لحقوق الإنسان. رغم ذلك تمكنت عائلات من الهروب باتجاه محافظة إدلب (شمال غرب سوريا)، الخاضعة لسيطرة تحالف "جيش الفتح" الذي يضم فصائل إسلامية أبرزها جبهة النصرة.
صورة من: Reuters
وتصنف تركيا وحدات حماية الشعب الكردية كمنظمة إرهابية. وقال تشاووش أوغلو خلال قمة للأمم المتحدة في منتجع أنطاليا بتركيا: "إن من غير المقبول أن يستخدم جنود أمريكيون شعار وحدات حماية الشعب وهي جماعة إرهابية".
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
وتصنف واشنطن حزب العمال الكردستاني، الذي هو في حرب مع تركيا منذ سنوات طويلة، كمنظمة إرهابية، لكنها تدعم وحدات حماية الشعب في معركتها ضد تنظيم "الدولة الإسلامية".
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
وكان بيتر كوك السكرتير الصحفي بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) قد رفض التعليق على تلك الصور وقال خلال مؤتمر صحفي الخميس: عندما تعمل القوات الخاصة في منطقة ما فإنها تبذل كل ما في وسعها للاندماج مع المجتمع لتعزيز أمنها. ص.ش/و.ب (رويترز، أ ف ب)