تركيا - حبس مغنية شهيرة بسبب تعليق حول مدارس دينية
٢٦ أغسطس ٢٠٢٢
اعتقلت السلطات التركية نجمة أغاني البوب غولشان أوغلو على إثر تعليق اعتبره البعض مثيرا للجدل بشأن المدارس الدينية "إمام خطيب" التي تعد الأطفال ليصبحوا دعاة، فيما يؤكد محامون ألا أساس قانوني لاعتقالها.
إعلان
أمرت محكمة تركية الخميس (25 أغسطس/آب 2022) بتوقيف مغنية شهيرة معروفة بدعمها لحقوق المثليين، بتهمة "التحريض على الكراهية والعداء" بسبب تعليق أدلت به حول مدارس دينية.
اعتقلت نجمة أغاني البوب غولشان بيرقدار كولا أوغلو (46 عاما) والمعروفة باسمها الأول، في منزلها في اسطنبول واقتيدت إلى المحكمة. وأمر قاضٍ بسجنها بانتظار التحقيق في تصريحات أدلت بها على خشبة المسرح في نيسان/ابريل بشأن المدارس الدينية "إمام خطيب" التي تعد الأطفال ليصبحوا دعاة وينتقدها الأتراك العلمانيون.
وانتشر مقطع من هذه التعليقات على نطاق واسع وأثار غضب أعضاء كبار في الحزب الإسلامي الذي يتزعمه الرئيس رجب طيب أردوغان هذا الأسبوع.
وفي تعليقها المثير للجدل، قالت غولشان لشخص على خشبة المسرح في إطار مزاح على ما يبدو، أن "انحرافها" كان بسبب تربيتها في واحدة من مدارس "إمام خطيب".
وتتمع غولشان بالشهرة في تركيا واحتلت قضيتها عناوين واحدة من الصحف في هذا البلد العلماني رسميا وغالبية سكانه من المسلمين.
وذكرت صحيفة حريت ووسائل إعلام أخرى أن مكتب المدعي العام في اسطنبول بدأ التحقيق، وأن وزارة التعليم أدانت التعليقات وبدأت إجراءاتها القانونية الخاصة. وأفادت وكالة أنباء دي إتش إيه التركية أن غولشان أدلت بإفادة لشرطة إسطنبول وأحيلت إلى محكمة وجرى اعتقالها لاحقاً.
وصرح المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية عمر جليك أن "استهداف جزء من المجتمع بمزاعم +انحراف+ ومحاولة تقسيم تركيا هو جريمة كراهية وعار على الإنسانية".
وعبرت غولشان عن اعتذار علني على وسائل التواصل الاجتماعي قبل اعتقالها. وقالت "آسفة لأن كلماتي قدمت ذريعة لأشرار يهدفون إلى تقسيم بلدنا".
وصرح المحامي فيسيل أوك من منظمة الإعلام والدراسات القانونية التركية غير الحكومية أن محكمة اسطنبول ليس لديها أساس قانوني لسجن غولشان. وكتب على تويتر "أوقفت غولشان بتهم ما كان يمكن أن تدخلها السجن حتى لو أدينت"، معتبراً أن "هذا ليس له علاقة بالقانون".
يأتي ذلك بينما يحتاج الرئيس أردوغان وحزبه الحاكم حزب العدالة والتنمية، إلى مشاركة كبيرة من قبل ناخبيهم الأساسيين المحافظين اجتماعيا لتغيير مسار استطلاعات الرأي قبل انتخابات حزيران/يونيو المقبل.
وارتفع عدد مدارس "إمام خطيب" الدينية بشكل كبير في عهد الرئيس رجب طيب أردوغان مما أثار غضب العلمانيين. وكان أردوغان الذي تعود جذور حزبه العدالة والتنمية الحاكم إلى الإسلام السياسي قد ألغى القيود المفروضة منذ عقود على الدين في البلاد. ويقول منتقدون إنه أخضع المحاكم لإرادته لقمع المعارضة وحرية التعبير، وهي اتهامات تنفيها الحكومة.
ع.ح./ع.ج.م. (أ ف ب، رويترز)
ليلة الانقلاب الفاشل في تركيا وتبعاتها
قبل عام من الآن أراد انقلابيون الإطاحة بالرئيس التركي أردوغان. ولكن مساعيهم خابت. وبدلا من ذلك تعمقت سيطرة أردوغان بشكل غير مسبوق. هذا عرض لبعض المشاهد في ليلة الانقلاب الفاشل، والفترة التي تبعتها.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Suna
البداية
الصور الأولى من مساء 15 يوليو/تموز 2016، التي وصلت من تركيا: دبابات الجيش تقطع السير على جسر البوسفور. مع مرور الوقت اتضح الأمر: مجموعات في الجيش بدأت بمحاولة انقلاب. طلقات تُسمع وهناك جرحى. والطائرات الحربية والمروحية تحلق على علو منخفض.
صورة من: picture-alliance/abaca/F. Uludaglar
دبابات في المطار
صورة مشابهة في مطار أتاتورك في اسطنبول: الدبابات تقدمت. وانفع الانقلابيون باتجاه برج المطار وأوقفوا حركة الطيران. عدد قليل من المدنيين يقفون بوجه الانقلابيين.
صورة من: Reuters/Ihlas
قصف على البرلمان
وحتى مبنى البرلمان في أنقرة صار هدفا لقصف الانقلابيين. في تمام الساعة 2:32 صباحا تعرض المبنى للقصف من الجو. الانقلابيون استخدموا عدة طائرات من طراز أف 16 في تلك المهمة.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Altan
الضحايا
في مواجهات ومصادمات لقي - بحسب بيانات رسمية - 249 شخصا حتفهم، وأصيب أكثر من 2000 آخرين بجروح. والآن يتم الاحتفاء بهم في تركيا كـ"شهداء".
صورة من: Getty Images/B.Kilic
المقاومة
وبعد مضي بضع ساعات من الليل، اتضحت الصورة أكثر: الانقلاب سيفشل. كما حدث هنا في ساحة تقسيم. الجنود المشاركون في محاولة الانقلاب تم القبض عليهم من قبل الشرطة أو من وحدات الجيش الأخرى.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Suna
ظهور أردوغان
وبطريقة غير اعتيادية ظهر الرئيس التركي أردوغان وخاطب الشعب. في بث مباشر عبر الهاتف اتصلت مذيعة إحدى القنوات بالرئيس التركي أردوغان، الذي تحدث للأتراك: "أدعو شعبنا للتجمع في الساحات وفي المطار". وبظهوره عمل أردوغان على وضع حد للتكهنات حول التغيير في البلاد.
صورة من: Screenshot/CNN Turk/Reuters
نزول الناس إلى الشوارع
كثير من الأتراك سمعوا نداء الرئيس وتدفقوا إلى الشوارع، ليتصدوا للانقلابيين ويساهموا في منع نجاح الانقلاب. كما هو الحال هنا في أنقرة، حيث تسلق الناس على ظهور الدبابات، رافعين العلم التركي.
صورة من: picture-alliance/abaca/O. Gurdogan
الانتقام
في صباح اليوم التالي تقهقر الانقلابيون في كل مكان تقريبا. فقط في مواضع قليلة كانت هناك مناوشات. والآن بدأت عملية الملاحقة للانقلابيين.
صورة من: Reuters
البحث عن الانقلابيين
بدأت قوات الجيش ملاحقة المتورطين في محاولة الانقلاب. وهكذا استسلم عدد كبير منهم وتم القبض عليهم.
صورة من: picture-alliance/AA
المتهم بأنه العقل المدبر
تم اتهامه بالوقوف خلف المحاولة الانقلابية: رجل الدين الإسلامي فتح الله غولن. الحكومة التركية حملته المسؤولية. أما غولن فنفى ذلك. يشار إلى أنه يعيش في الولايات المتحدة منذ سنوات، ولم يتم تسليمه لتركيا.
صورة من: Reuters/C. Mostoller
الاحتفال بالنصر
بعد 24 ساعة من محاولة الانقلاب تغيرت الصورة تماما: آلاف الناس احتشدوا على جسر البوسفور محتفلين بالانتصار على الانقلابيين. بعدها تم تغيير اسم الجسر إلى "جسر شهداء 15 يوليو".
صورة من: picture-alliance/abaca/E. Öztürk
حالة الطوارئ
بعدها بخمسة أيام، أعلن أردوغان حالة الطوارئ في البلاد، والتي دخلت في اليوم التالي حيز التنفيذ. فحصل الرئيس بذلك على صلاحيات واسعة، كما بدأ النقاش حول إعادة عقوبة الإعدام. وبعد مرور عام مازالت حالة الطوارئ مفروضة في بلاد الأناضول.
صورة من: Reuters/K. Ozer
التطهير
مباشرة بعد المحاولة الانقلابية تحدث أردوغان عن "نعمة الله". والهدف هو "قواتنا المسلحة يجب أن تكون نقية تماما، ولذلك سيتم تطهيرها". ولكن الأمر لم يقتصر على مؤيدي فتح الله غولن في الجيش. بل تعداه إلى صحفيين وباحثين وبقية المناهضين لأردوغان. حوالي 100 ألف موظف تمت إقالتهم، و50 ألف شخص تم اعتقالهم.
صورة من: picture-alliance/AA/A. Mehmet
أردوغان وسّع صلاحياته
قبل محاولة الانقلاب، لم يتمكن أردوغان من الوصول إلى نظامه المفضل (النظام الرئاسي). ولكن المحاولة الانقلابية كانت فرصة له كي يتمكن من دفع هذا المشروع إلى الأمام، وصولا إلى نظام حكم برجل قوي على رأس السلطة. وفي أبريل/نيسان الماضي تحقق مراده، عندما صوت الأتراك، بأغلبية بسيطة، لصالح تعديل الدستور.
صورة من: Reuters/H. Aldemir
المعارضة
المعارضة التركية تم إضعافها بعد محاولة الانقلاب - وخاصة حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد. رئيسا الحزب وتسعة برلمانيين من الحزب تم اعتقالهم في نوفمبر/تشرين الثاني 2016. حزب الشعب الجمهوري يمر بمرحلة هدوء استمر حتى صيف 2017، عندما دعا الحزب لمسيرة "العدالة" من أنقرة إلى اسطنبول. إعداد: كريستيان فولف/ف.ي