تركيا- حقوقيون يحتجون على مطالبة سوريين بمغادرة إسطنبول
٢٧ يوليو ٢٠١٩
في ظل أزمة اقتصادية تعيشها تركيا ازداد الاستياء من اللاجئين السوريين في إسطنبول ووقعت اشتباكات متقطعة مؤخرا بين سوريين وأتراك هناك، لتعلن الحكومة مهلة لغير المسجلين لمغادرة المدينة. والآن احتج حقوقيون تضامنا مع السوريين.
إعلان
نظمت جماعات حقوقية تركية احتجاجا اليوم السبت (27 يوليو/ تموز 2019) في إسطنبول تضامنا مع اللاجئين السوريين، في أعقاب إعلان الحكومة في وقت سابق من الأسبوع الماضي بأنه سيتم نقل السوريين خارج المدينة إذا لم يتم تسجيلهم رسميا.
وأمهل حاكم إسطنبول اللاجئين السوريين غير المسجلين، يوم الاثنين الماضي، حتى 20 أغسطس/ آب للمغادرة أو إعادتهم إلى المدينة التركية، التي تم تسجيلهم فيها لأول مرة. ولقي القرار تأييدا من جانب وزارة الداخلية في البلاد.
وذكرت وسائل إعلام تركية أن بعض السوريين يتم ترحيلهم إلى خارج البلاد، والبعض منهم يرحلون إلى مناطق تشهد نزاعات مثل إدلب في سوريا.
وانضم نحو 100 ناشط حقوقي إلى الاحتجاج في إسطنبول حاملين لافتات مكتوب عليها "لا لقمع اللاجئين" و"تسقط العنصرية". وتم التشويش على الاحتجاج من قبل مجموعة تحمل الأعلام التركية وتردد شعارات قومية. وفرقت الشرطة المجموعة بعد ذلك بينما ظلت تردد هتافات معادية للاجئين.
"منشورات تثير الكراهية ضد السوريين"
ومن جانبه قال رضوان كايا، رئيس المجموعة الحقوقية "أوزغور-دير"، التي مقرها إسطنبول، إن سياسة الحكومة في نقل الأشخاص من مكان لآخر كانت خاطئة وغير مبررة. وحذر كايا من أنه كانت هناك أخبار ومنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي "تثير الكراهية ضد الإخوة السوريين".
وكانت المشاعر المعادية للسوريين قوية بالفعل على وسائل التواصل الاجتماعي التركية السبت. وكان هناك وسم (هاشتاغ) باللغة التركية هو "îsuriyelileriistemiyoruz" ومعناه "نحن لا نريد سوريين" من الأكثر تداولا على موقع تويتر في تركيا.
يذكر أنه في الأسابيع الأخيرة، أفادت وسائل إعلام بوقوع اشتباكات متقطعة بين السوريين والأتراك في إسطنبول، وسط ازدياد الاستياء من اللاجئين في ظل أزمة اقتصادية.
وتستضيف تركيا 3.6 مليون لاجئ من سوريا، مع تسجيل أكثر من نصف مليون منهم في إسطنبول. بينما تشير تقديرات لخبراء بالهجرة إلى وجود 300 ألف سوري آخرين يقيمون في إسطنبول، كثير منهم مسجلون في أماكن أخرى.
ص.ش/هـ.د (د ب أ)
مشاكل اندماج السوريين في تركيا ما تزال قائمة
تُعد الإشكالية اللغوية وعدم الحصول على أجور لائقة من بين المصاعب التي يواجهها اللاجئون السوريون في تركيا. ولم يتغير هذا الوضع، رغم مكوث العديد منهم هناك لأعوام كثيرة.
صورة من: DW/D. Cupolo
صبي ينظر باتجاه الشارع من داخل مدرسة في مخيم للاجئين في نصيب2 جنوبي تركيا. وقد عاش العديد من السوريين هناك لأكثر من خمس سنوات، ولكن لديهم صعوبات في الاندماج داخل المجتمع التركي، بسبب الحواجز اللغوية وظروف العمل الصعبة. يقدم هذا المخيم أماكن إقامة جيدة تتوافق مع المعايير الدولية، ولكن السكان مازالو يكافحون من أجل كسر العزلة المجتمعية.
صورة من: DW/D. Cupolo
على ضفاف نهر الفرات أقيم عام 2012 مخيم اللاجئين نصيب 2 والذي يوفر عروضا مجانية في التعليم والرعاية الصحية. وهناك أيضا محلات السوبرماركت للسكان السوريين البالغ عددهم 4500 لاجئا. وعلى خلاف الخيام التقليدية في مخيمات اللاجئين تعيش العائلات هنا في منازل على شكل حاويات، مزودة بحمامات وتدفئة وتكييف.
صورة من: DW/D. Cupolo
وفقا لأرقام وزارة التربية الوطنية التركية فإن 40 بالمائة من الأطفال اللاجئين السوريين في سن الدراسة لا يذهبون إلى المدرسة. لكن التعليم في مخيم نصيب 2 مجاني ومتوفر للطلاب بجميع المراحل الدراسية باللغة العربية والتركية والانجليزية، غير أن بعض اللاجئين انتقدوا أن تعلم اللغة التركية لا يتوافق مع طموحاتهم للعمل مستقبلا بأجور جيدة.
صورة من: DW/D. Cupolo
بالنسبة للأطفال، فالتعليم الأفضل يكون خارج المخيم، حيث لا يتم تعلم اللغة التركية بداخلها بشكل سريع، وهم يريدون تعلما أسرع من اجل الالتحاق بالصفوف المدرسية التي يتواجد بها طلاب أتراك. كما يعتبر مصطفى عمر الذي يدرس اللغة الإنجليزية وهو في الأصل من مدينة حمص، أن "اللاجئين يشعرون بالأمان داخل المخيم مع مواطنيهم، وهو الأمر الأهم بالنسبة لنا".
صورة من: DW/D. Cupolo
"التفاعل بين الأطفال السوريين والأتراك مهم لتخفيف التوترات الاجتماعية، كما يقول عمر كادكوي، وهو باحث متخصص في مجال التكامل الاقتصادي والاجتماعي للاجئين. ولكنه يلاحظ: "ومع ذلك، فالمدارس الحكومية ومراكز التعليم المؤقتة تعاني من نقص في وجود موظفين مؤهلين لتعليم التركية كلغة ثانية"
صورة من: DW/D. Cupolo
هناك قصص نجاح واضحة. ماهر إسماعيل، 17عاما، درس اللغة التركية لمدة عام واحد ويلاحظ "إنها سهلة التعلم "، ويقول إسماعيل في لقائه مع DW. "أستطيع أن أفهم نسبة 70 في المائة من الكلام بالتركية". وعندما يُنهي المدرسة الثانوية فهو يأمل في دراسة الهندسة بجامعة غازي عنتاب القريبة ، كما ذكر مدير المخيم إبراهيم خليل دمير
صورة من: DW/D. Cupolo
نسبة البطالة مرتفعة بين السوريين، ولكن العديد يعثرون على وظائف متدنية المهارات، خاصة في قطاعات يكون العمل فيها شاقا، في حين ينشأون آخرون شركات خاصة بهم. ستة آلاف من الشركات السورية تم إنشاؤها في تركيا بين 2011 و 2017. نسبة 13 في المائة منها موجودة في غازي عنتاب القريبة. ويسعى العديد من السوريين نقل مهاراتهم المهنية إلى السوق التركية.
صورة من: DW/D. Cupolo
كهرمان مراش، 24 عاما، يقيم في المخيم في زيارة لجديه في يوم عطلة، وهو يعمل 12 ساعة في اليوم، سبعة أيام في الأسبوع في محل لبيع الكباب في مدينة قريبة مقابل 1000 ليرة تركية أي ما يوازي 256 يورو، ويقول إنه يود أن يتعلم التركية والذهاب إلى المدرسة إلا أنه ليس له وقت للقيام بذلك.
صورة من: DW/D. Cupolo
الأغلبية الساحقة من سكان المخيم يفكرون في العودة إلى ديارهم في سوريا. محمد حاجي (يسار) يقوم بتعبئة الخضار والفواكه طوال اليوم براتب 35 ليرة تركية، أي ما يوازي 9 يورو. ويقول إنه لا يفكر في الذهاب إلى المدرسة هنا، حيث إنه يود العودة إلى سوريا. ويوافقه زكريا عريض (يمين) من الرقة في هذا الرأي. فهو أيضا ينتظر تحرير مدينته من داعش.
صورة من: DW/D. Cupolo
عيوش أحمد (خارج إطار الصورة) تحمل واحدة من حفيداتها. وتعيش عيوش في نصيب 2 منذ خمس سنوات، وكانت من أوائل السكان في المخيم. فحفيداتها رأين نور الحياة في المخيم. وتقول: "إذا بقينا هنا فإن حفيداتي سوف يصبحن تركيات، أما إذا عدنا إلى سوريا فسوف يبقين سوريات". (دييغو كوبلو/علاء جمعة)