شنت السلطات الأمنية التركية حملة مداهمات واسعة في مدينة مانيسا والعاصمة أنقرة اعتلقت خلالها عددا من المشتبه بهم بدعم وتجنيد أعضاء لتنظيم "داعش" كما استهدفت المداهمات عناصر لحزب العمال الكردستاني.
إعلان
ألقت قوات الأمن التركية فجر اليوم الجمعة (07 آب/ أغسطس) القبض على 17 شخصا، يشتبه في إنتمائهم لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في عمليات دهم بمدينة مانيسا، غربي البلاد. كما شنت حملات استهدفت عناصر حزب العمال الكردستاني في العاصمة انقرة.
وذكرت وكالة أنباء الأناضول نقلا عن مصادر أمنية مطلعة، رفضت الكشف عن هويتها، أن قوات مكافحة الإرهاب بالتعاون مع قوات الدرك داهمت في عمليات متزامنة عدة أماكن في المدينة أسفرت عن إلقاء القبض على المشتبه بهم. وأوضحت المصادر ذاتها أن التوقيفات جرت على خلفية اتهام المشبه بهم بـ "صلتهم بأشخاص لهم اتصالات مع أعضاء من "داعش" في سوريا"، فضلا عن "قيامهم بتجنيد أعضاء جدد للتنظيم".
كما شنت قوات الدرك التركية فجر اليوم الجمعة خمس عمليات أمنية متزامنة في العاصمة أنقرة، على أماكن يشتبه بأنها تأوي عناصر تتبع حزب العمال الكردستاني المحظور نشاطه .
الغارات التركية - مغامرة عسكرية بأهداف سياسية
بعد موقف متردد وبسبب ضغوط الحلفاء ومن خلفية فقدان اردوغان للأغلبيته البرلمانية، قررت أنقرة الانضمام للتحالف الدولي ضد داعش. لكن ذلك لم يتجسد في شن غارات على"داعش" فقط بل أيضا في قصف مواقع حزب العمال الكردستاني.
صورة من: Reuters/M. Sezer
بعد أيام من الانضمام إلى التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه لا يمكن الاستمرار في العمل مع حزب العمال الكردستاني،الذي وصفه بالانفصالية وأنه يشكل تهديدا للمصالح القومية للبلاد. ويتساءل المراقبون ما إذا كانت أنقرة تستهدف من حملتها العسكرية هذه محاربة "داعش" أم الأكراد.
صورة من: Getty Images/B. Kilic
مع دخول حزب السياسي الكردي صلاح الدين داميرتش زعيم حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد، تم قلب الطاولة على أردوغان، فاختلطت كل أوراقه وخططه بشأن تغيير الدستور أو منح صلاحيات واسعة لرئيس الجمهورية.
صورة من: picture-alliance/dpa
أعلنت أنقرة انضمامها إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" فقامت بقصف مواقع التنظيم في سوريا، لكنها استهدفت أيضا حزب العمال الكردستاني بشكل عنيف.
صورة من: Reuters/M. Sezer
اعتبر أردوغان بعد بدء العمليات العسكرية وقصف مواقع حزب العمال الكردستاني بجبال قنديل في إقليم كردستان العراق، أنه لا يمكن متابعة عملية السلام مع الحزب الكردي واتهمه بالانفصالية واستهداف وحدة تركيا، ما يعني إنهاءه لعملية السلام مع الأكراد.
صورة من: picture-alliance/dpa/Y. Renoult
قال رئيس وزراء تركيا أحمد داود أوغلو إن الغارات التركية لا تستهدف أكراد سوريا واشترط على حزب الاتحاد الديمقراطي المقرب من حزب العمال قطع علاقاته مع نظام الأسد.
صورة من: Reuters/Stringer
اتهمت وحدات حماية الشعب الكردية، الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي، تركيا باستهداف وقصف أحد مواقعها بالقرب من مدينة كوباني وقالت في بيان لها: "ندعو الجيش التركي إلى وقف إطلاق النار على مقاتلينا ومواقعهم". غير أن أنقرة نفت حدوث ذلك.
صورة من: picture-alliance/dpa/Str
أعلن حلف شمال الأطلسي تضامنه مع تركيا. وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ إن "الحلف الأطلسي يتابع التطورات عن كثب ونتضامن بقوة مع حليفتنا تركيا". كذلك أعربت وواشنطن ودول غربية أخرى عن تضامنها مع أنقرة في محاربة "داعش".
صورة من: Reuters/F. Lenoir
رغم التضامن مع أنقرة في محاربة "داعش"، يثير استهداف الأكراد قلق السياسيين ، حيث دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أنقرة إلى عدم التخلي عن عملية السلام مع الأكراد، ونقل نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية عن ميركل قولها خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء التركي، إنه رغم الصعوبات ينبغي الحفاظ على عملية السلام مع الأكراد.
صورة من: AFP/Getty Images/T- Schwarz
بعد قيامها بغارات جوية وبعد القصف المدفعي لمواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا شددت تركيا من إجراءتها الأمنية فكثفت الدوريات على الحدود مع سوريا لمنع تسلل مقاتلي "داعش".
صورة من: Reuters
أودى التفجير في مدينة سروج القريبة من الحدود السورية بحياة 32 وإصابة أكثر من 100. وحملت أنقرة "داعش" مسؤولية ذلك. لكن الأكراد يعتبرون أن أنقرة كانت خلف ذلك الهجوم ولو بشكل غير مباشر .
صورة من: Reuters/M. Sezer
10 صورة1 | 10
من ناحية أخرى قتل شخصان وأصيب عدة أشخاص آخرين في اشتباكات جديدة اندلعت ليلة أمس في جنوب شرق تركيا المضطرب. وذكر موقع خبر ترك الالكتروني أن الوفيات وقعت في سيلوبي قرب الحدود مع العراق وسورية في أقصى جنوب شرق البلاد.
وذكرت وكالة أنباء الأناضول نقلا عن مصادر مطلعة أنه نتيجة الهجمات "الإرهابية" التي استهدفت تركيا، في الفترة من 7 تموز/يوليو الماضي، وحتى الخامس من الشهر الجاري لقى 22 من رجال الأمن و6 مواطنين بالإضافة إلى إصابة 89 شخصًا بجروح متفرقة. وشهدت نفس الفترة، إحراق "الإرهابيين" لأكثر من 100عربة، ومقتل 11 إرهابيًا خلال اشتباكات مع قوات الأمن، بحسب الوكالة التركية.
بالمقابل شنت القوات المسلحة التركية غارات جوية على أهداف محددة للعمال الكردستاني داخل وخارج البلاد، أسفرت عن مقتل أكثر من 260 مسلحا وإصابة أكثر من 400 آخرين بجراح متفرقة، في نفس الفترة أيضاً، وألقت فرق الأمن القبض على أكثر من ألف و500 مشتبه بهم، في عمليات استهدفت تنظيم "داعش"، والحزب الكردستاني و"جبهة حزب التحرير الشعبي الثوري" ، وصدر أمر بإعتقال 275 متهما بالانتماء لتلك المنظمات.