تركيا: على الأسد الرحيل "في مرحلة ما" ولا اتصالات مع دمشق
٣ فبراير ٢٠١٨
قالت تركيا إن على بشار الأسد أن يغادر منصبه "في مرحلة ما" من المستقبل، نافية وجود أي نوع من الاتصالات بين أنقرة ودمشق، مضيفة أن تركيا تعتقد أن أولوية روسيا هي ضمان ألا تصبح سوريا دولة فاشلة، وليس القلق على مصير الأسد.
إعلان
أعلنت تركيا السبت (الثالث من شباط/فبراير 2018) أن على بشار الأسد أن يغادر منصبه "في مرحلة ما" من المستقبل، لكنها نفت وجود أي نوع من الاتصالات بين أنقرة ودمشق بشأن إنهاء الحرب السورية المتواصلة منذ سبع سنوات. وأنقرة التي تعتبر من ألد أعداء الأسد في النزاع، خففت أحياناً لهجتها من النظام السوري في الأشهر القليلة الماضية، في حين عززت تعاونها مع روسيا، الحليف الرئيسي لسوريا.
وقال إبراهيم كالن، المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، للصحافيين في إسطنبول إن الأسد ليس الرئيس القادر على إعادة توحيد سوريا، معتبراً أنه فقد الشرعية. لكن كالن أكد على ضرورة حصول "انتقال سياسي في سوريا" يؤدي إلى دستور جديد وانتخابات. وقال "لن يكون الأمر سهلاً لكن هذا هو الهدف النهائي، وفي مرحلة ما يتعين على الأسد المغادرة". وأضاف "متى يكون ذلك تحديداً وفي أي مرحلة (يغادر الأسد) مسألة ستتم الإجابة عليها بالتأكيد لاحقاً".
وجاءت تصريحات كالن في أعقاب استضافة روسيا الثلاثاء لمؤتمر سلام في سوريا، أعرب كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي عن "الارتياح" بشأنه، بحسب الكرملين.
كما أشار كالن، الذي يعتبر أيضاً أبرز مستشاري الرئيس التركي في مجال السياسة الخارجية، إلى أن تركيا تعتقد أن أولوية روسيا هي ضمان أن لا تصبح سوريا دولة فاشلة، وليس القلق على مصير الأسد نفسه. وقال كالن إن الموقف الروسي "لم يكن حماية الأسد شخصياً بل حماية مؤسسات الدولة وأجهزة الدولة والجيش السوري وعناصر النظام". وقال "يريدون ضمان عدم انهيار الدولة بشكل تام في سوريا".
ويتزايد الترقب لموقف تركيا من الأسد منذ أن أطلقت انقره عملية حدودية في 20 كانون الثاني/يناير في بلدة عفرين السورية مستهدفة "وحدات حماية الشعب" الكردية. ودعا زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كيليتشدار اوغلو أنقرة إلى إجراء اتصالات مع النظام في دمشق كأفضل طريقة لضمان سلامة أراضي سوريا. لكن كالن نفى أي اتصال مع دمشق "على أي مستوى". وقال "ليس هناك أي اتصال ولا أي علاقة مباشرة أو غير مباشرة. لا شيء مع النظام السوري على أي مستوى كان. يمكنني أن أقول ذلك بشكل قاطع وبكل وضوح".
كما رفض التلميحات بوجود اتفاق مع روسيا لإعطاء الضوء الأخضر لعملية عفرين مقابل اتفاق حول منطقة إدلب الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة، قائلاً إن "العمليتين منفصلتان". واعتبر كالن أن موقف تركيا من سوريا متمايز عن ايران الحليف الرئيسي لدمشق. وقال "ايران تدعم النظام ونحن لا نفعل ذلك، وهم يريدون الإبقاء على الأسد ونحن لا"، مشيرا إلى أن طهران لديها "نفوذ واضح" على النظام في دمشق.
خ.س/ح.ع.ح (أ ف ب)
أطراف عسكرية متعددة في سوريا.. من هي وما أهدافها؟
تميزت الحرب في سوريا بديناميكية سريعة جداً وكثرة اللاعبين فيها، إن بشكل مباشر أو من وراء الكواليس. ماذا ربح أو خسر أهم الفاعلين العسكرييين بعد قرابة سبع سنوات من الصراع الدامي الذي دخلت فيه جماعات إرهابية على الخط؟
صورة من: picture-alliance/Anadolu Agency/A. Al-Bushy
جيش الأسد
خسر الجيش السوري الكثير من مواقعه وقُتل أو انشق الآلاف من جنوده. اليوم تتواجد جيوش وميليشيات تابعة لأكثر من ثمان دول على التراب السوري. بيّد أن جيش الأسد استفاد من الدعمين الروسي والإيراني في استعادة مناطق استراتيجية كان قد خسرها سابقاً كحلب وحمص ودير الزور، مما حدا بعدة أطراف كانت تشترط رحيل الأسد قبل الشروع بأي مفاوضات إلى البدء في تغيير مواقفها.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Syrian Presidency
المقاتلون الأكراد
كسب الأكراد الكثير في السنتين المنصرمتين، وبدأ صوتهم بالارتفاع ونفوذهم بالتزايد، إذ سيطروا على مناطق غنية بالنفط في شمال شرق البلاد. كما يشكّلون ركيزة "قوات سوريا الديمقراطية" التي حرّرت الرقة بدعم التحالف الدولي، فضلاً عن إقامتهم "إدارة ذاتية" في مناطق سيطرتهم. بيدَ أن عملية غصن الزيتون التي أطلقها الجيش التركي في عفرين ضد المقاتلين الأكراد، أدت إلى خسارتهم عدة مساحات، فضلاً عن مقتل المئات بينهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/Ronahi TV
المعارضة المسلّحة
ظهرت المعارضة المسلّحة السورية في البداية بديلاً محتملاً لنظام الأسد، إذ سيطرت على مساحة شاسعة من سوريا. غير أنها خسرت لاحقا الكثير منها. تعاني المعارضة من التشتت في المواقف الإيديولوجية، فضلاً عن تعدّد الداعمين وتنوّع أهدافهم. مما حدا بالبعض لإطلاق كلمة "معارضات" سورية عليها، كما تعرضت لضربة كبيرة بعد دخول التنظيمات الإرهابية كـ"داعش" و"النصرة" على الخط واستيلائها أراضٍ كانت تحت سيطرتها.
صورة من: picture alliance/AA/A. Huseyin
الجيش الروسي
قبل أكثر من سنتين بدأ التدخل الجوي الروسي في سوريا. اليوم يتواجد آلاف الجنود الروس في أكثر من قاعدة عسكرية في سوريا، أهمها "قاعدة حميميم". سياسياً استطاعت موسكو فرض نفسها كلاعب سياسي أساسي في المشهد السوري لصالح نظام الأسد؛ فهي عرابة "محادثات أستانا" و"مؤتمر سوتشي" و"مناطق خفض التصعيد" مع كل من تركيا وإيران. كما تدعم تياراً في المعارضة يُدعى "منصة موسكو".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/P. Golovkin
الجيش الأمريكي
تعوّدت واشنطن على تحقيق سريع لرهاناتها العسكرية في الشرق الأوسط كما حدث في العراق وأفغانستان، لكن لم يتكرر الأمر في سوريا؛ فالتحالف الذي قادته ضد "داعش" تأخر كثيراً في تحقيق أهدافه، كما أن تسليحها للمقاتلين الأكراد كان من أسباب توتر علاقتها بأنقرة. الرؤية الأمريكية لمستقبل دورها في سوريا غير واضحة، بيّد أن واشنطن ربحت على الأقل قواعد عسكرية لها داخل البلد..
صورة من: picture alliance/AP Images/M. Rourke
القوات الإيرانية
لم تتخلّ إيران عن حليفها الأسد في سوريا طوال سنوات الحرب، وأبدت تصميماً كبيراً على بقاء النظام، موفرة دعماً عسكرياً ومالياً وغيرها من أشكال الدعم، كما تتوّفر على ميليشيات مسلحة داخل البلد، يقودها قاسم سليماني ممّا أثر بشكل كبير في تطورات الحرب. ويبدو أن طهران حصدت ثمار جهودها، فنفوذها تعاظم داخل سوريا بشكل أثار حفيظة خصومها في المنطقة، خاصة تل أبيب والسعودية.
صورة من: picture alliance / AA
الجيش التركي
دعّم أردوغان المعارضة السورية كثيراً، لكن تداعيات الحرب أرهقت نظامه، إذ لم تتحقق رهاناته في سقوط بشار الأسد، كما عانت تركيا من هجمات نفذها "داعش" بترابها. غير أن القوات التركية تدخلت مؤخراً بقوة في شمال سوريا في إطار عملية "غصن الزيتون" الهادفة لقصم ظهر المقاتلين الأكراد، واستفاد أردوغان في العملية من قلق دولي لم يكن كافياً لثنيه عن الاستمرار، ضامناً بذلك توسيع مناطق تسيطر عليها أنقرة داخل سوريا.
صورة من: Getty Images
حزب الله
أحد أقوى الأطراف الشيعية في سوريا، قدم دعماً غير محدود للنظام السوري وشارك مبكراً في الحرب الدائرة منذ سنوات. أثر تدخل حزب الله العسكري لصالح الأسد سلباً على صورته في العالمين العربي والإسلامي. في المقابل، ساهم في الحفاظ على تحالفٍ استراتيجي مع طهران ودمشق وبشكل أقل موسكو، ممّا أكسبه نفوذاً جغرافياً في سوريا، خاصة مع سيطرته على المناطق الحدودية بين سوريا ولبنان.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/H. Malla
القوات الفرنسية
دخلت فرنسا في الأزمة السورية بقوة عبر تحرك ديبلوماسي ضد النظام السوري وعسكري ضد "داعش"، لكنها لم تحصد ثماراً كثيرة، فمواقفها ضد الأسد تبدو جد متذبذة، كما أن ضرباتها العسكرية لم تنجح، ليس فقط في إنهاء "داعش"، بل حتى في تجنب هجماته الإرهابية التي تعدّ فرنسا أكثر المتضررين منها خارج الشرق الأوسط، فضلا عن أنها لم تؤثر كثيرا في إنقاذ الوضع الإنساني داخل سوريا رغم ما تعلنه من جهود في ذلك.
صورة من: Reuters/C. Hartmann
جماعات إرهابية تدخل على الخط
وضع التحالف الدولي الجماعاتَ الإرهابية كهدف رئيسي في استراتيجيته العسكرية بسوريا، وتكبد "داعش" هزائم كبيرة في سوريا كما في العراق، ولاسيما في الرقة (عاصمة "خلافته" المزعومة) لكن خطره لم ينتهِ بعد. كما تراجعت جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) التي فكت ارتباطها مؤخرا بتنظيم القاعدة، لكنها لا تزال في إدلب وقامت مؤخرا بإسقاط مقاتلة روسية، ممّا جعل موسكو أن هدفها حاليا هو القضاء على هذه الجبهة.