تركيا ـ حزب إمام أوغلو يعقد مؤتمرا استثنائيا ويحشد لمظاهرات
٦ أبريل ٢٠٢٥
يعقد الشعب الجمهوري التركي المعارض مؤتمرا استثنائيا في خضم احتجاجات واسعة على اعتقال إمام أوغلو أحد أركانه. يأمل الحزب مواجهة أي ضغوط سياسية وقضائية جديدة وقطع الطريق عن ما أسماها محاولات "الوصاية" الحكومية على الحزب.
عقب اعتقال إمام أوغلوا شارك مئات الآلاف من في مظاهرات مناهضة للحكومة في جميع أنحاء تركياصورة من: KEMAL ASLAN/AFP/Getty Images
إعلان
يعتزم حزب الشعب الجمهوري التركي، حزب المعارضة الرئيسي في تركيا، الذي ينتمي إليه عمدة إسطنبول المعتقل والمقال ، أكرم إمام أوغلو، الاجتماع في أنقرة اليوم الأحد (السادس من إبريل/نيسان 2025) لعقد مؤتمر استثنائي يُتوقع أن تتم خلاله إعادة انتخاب رئيسه أوزغور أوزيل.
ومن المخطط أن يلي المؤتمر تجمعا في العاصمة تضامنا مع إمام أوغلو ، كما قال زعيم الحزب أوزغور أوزيل هذا الأسبوع. وقال أوزغور أوزيل "في الخارج سألتقي عشرات أو مئات آلاف" الأشخاص، داعيا "جميع المواطنين، سواء صوتوا لحزب الشعب الجمهوري أم لا"، إلى التجمع خارج قاعة المؤتمر الأحد. وأضاف "المطلب الرئيسي لمؤتمرنا سيكون إطلاق سراح مرشحنا الرئاسي أكرم إمام أوغلو".
ومن خلال تنظيم تجمعات واختياره لرئيسه، يأمل الحزب في مواجهة أي ضغوط سياسية وقضائية جديدة، عقب إقالة واعتقال سبعة رؤساء بلديات ينتمون إليه، بما في ذلك رئيس بلدية إسطنبول إمام أوغلو ، في 19 آذار/مارس. وأعلن أوزغور أوزيل في 21 آذار/مارس قرار عقد المؤتمر الاستثنائي جاء "لمنع محاولات تعيين مسؤول" على رأس الحزب.
وذكرت وسائل إعلام تركية أن السلطات تسعى إلى "قطع رأس" قيادة حزب الشعب الجمهوري، بعد عام على الفوز الساحق الذي حققته المعارضة في الانتخابات البلدية.
هل ينقلب أردوغان على الديمقراطية؟
26:08
This browser does not support the video element.
ويواجه إمام أوغلو وعدد من مساعديه اتهامات بالفساد ودعم حزب العمال الكردستاني المحظور. ويرفض إمام أوغلو هذه التهم ويعتبرها ذات دوافع سياسية .
ويرى الحزب أن هذه الخطوة مناورة من الحكومة للتخلص من منافس رئيسي للرئيس رجب طيب أردوغان، وطالب بإجراء انتخابات مبكرة. ومن المقرر أن تجرى الانتخابات الرئاسية التركية المقبلة في عام 2028.
ويخضع حزب الشعب الجمهوري أيضا للتحقيق بشأن مؤتمر حزبي عقد في عام 2023، إذ يواجه أعضاء من الحزب تهما بتلقي رشاوى للتصويت لصالح أوزيل. وينفي أوزيل والحزب هذه التهم.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد هدد مؤخرا بكشف المزيد من قضايا الفساد داخل حزب الشعب الجمهوري وشكك في شرعية الحزب.
وقال إرين أكسوي أوغلو، الخبير في الاتصال السياسي، إن المؤتمر الاستثنائي ينبغي أن يشكل فرصة لحزب الشعب الجمهوري (الديموقراطي الاجتماعي) "لإظهار قوته" من خلال جمع حشود في أنقرة.
ع.ج.م/و.ب (أ ف ب، د ب أ)
تركيا- الاتحاد الأوروبي.. كيف تحوّلت فكرة الانضمام إلى سراب؟
تاريخ من الشد والجذب بين تركيا والاتحاد الأوروبي. أنقرة وضعت الطلب مبكرا قبل إنشاء الاتحاد لكن كانت هناك ملفات شائكة عرقلت عملية الانضمام حتى بات الأمر مستحيلا تقريبا، على الأقل في فترة رجب طيب أردوغان.
صورة من: Getty Images/C. McGrath
أول اتفاقية مع الجماعة الأوروبية
وقعت تركيا وما كان يعرف بالجماعة الاقتصادية الأوروبية (تكونت حينها من ستة بلدان) اتفاقية اتحاد جمركي عام 1963. وكان من المفروض أن يكون الاتفاق بداية للانضمام الفعلي إلى الجماعة، خاصة مع توقيع بروتوكول إضافي عام 1970 وازدهار التبادل التجاري بين الطرفين، غير أن الحال بقي كما هو عليه، قبل تجميد عضوية تركيا بعد وقوع انقلاب عسكري فيها عام 1980.
صورة من: Alfred Hennig/dpa/picture alliance
جمهورية قبرص التركية تعمّق الخلاف
عادت تركيا لتطلب الانضمام مجددا عام 1987، لكن ظهر جليا وجود معارضة داخلية أوروبية قوية لهذا الانضمام، خاصة بعد انضمام اليونان إلى المجموعة عام 1981، ودخولها في صراع مع تركيا منذ اجتياح هذه الأخيرة لقبرص عام 1975 ثم إعلان أنقرة من جانب واحد قيام جمهورية شمال قبرص التركية عام 1983.
صورة من: Birol Bebek/AFP/Getty Images
الاتحاد يتأسس دون تركيا
تأسس الاتحاد الأوروبي فعليا عام 1992 دون تركيا. استمرت هذه الأخيرة في محاولاتها، واستطاعت إقناع الأوروبيين بتوقيع اتفاقية للتجارة الحرة معها عام 1995، غير أن تفكك الاتحاد السوفياتي ساهم سلبا في استمرار إبعاد تركيا نظرا لكثرة المرشحين الجدد، قبل أن يتم إعلان أن تركيا ولأول مرة مرشحة فعليا للانضمام، وذلك بعد قمة هلسنكي عام 1999.
صورة من: picture-alliance/dpa
عهد أردوغان
وصل رجب طيب أردوغان إلى السلطة في تركيا عام 2003 وكان متحمسا كثيرا للانضمام، غير أن عدة دول أوروبية كالنمسا وألمانيا وفرنسا كانت لها تحفظات كثيرة على عضوية تركيا. المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عارضت فكرة الانضمام واقترحت بدلا منها شراكة مميزة بسبب الخلافات مع تركيا حول حقوق الإنسان وقبرص وسياسة أنقرة الخارجية.
صورة من: imago/Depo Photos
شروط كوبنهاغن
وضع الأوروبيون شرط احترام بنود اتفاقية كوبنهاغن أمام تركيا للانضمام، ومن الشروط تنظيم انتخابات حرة واحترام حقوق الإنسان واحترام الأقليات. ولأجل ذلك أعلنت أنقرة عدة إصلاحات منها إلغاء عقوبة الإعدام. بدأت المفاوضات الفعلية للانضمام عام 2005 في مجموعة من المجالات، غير أن استمرار مشكلة قبرص عجل بوقف المفاوضات، إذ رفضت أنقرة الاعتراف بعضوية قبرص في الاتحاد.
صورة من: Getty Images/AFP/C. Turkel
دولة مسلمة وسط اتحاد مسيحي؟
تشير العديد من التقارير إلى أن الاختلاف الديني بين تركيا وبلدان الاتحاد الأوروبي يشكلّ سبباً غير معلن لرفض الانضمام، فدول الاتحاد هي بلدان مسيحية فيما تركيا هي بلد مسلم. أكثر من ذلك، قلّص أردوغان مظاهر العلمانية وأرجع الدين إلى الحياة العامة. هذا العامل يرتبط بتوجس الأوروبيين من النزعة القومية التركية ومن عدم إمكانية قبول الأتراك بمشاركة هوية مجتمعية مع أوربييين يختلفون عنهم في نمط حياتهم.
صورة من: Reuters/U. Bektas
التفاوض يتعثر مجددا
بدءا من عام 2013 عادت المفاوضات مجددا، خاصة بعد مغادرة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي كان معارضا بقوة لفكرة الانضمام. لم تغيّر ميركل موقفها لكنها أبدت مرونة واضحة، بيدَ أن تركيا وضعت هي الأخرى شروطها المالية الخاصة لاسيما مع تحملها موجة اللاجئين. وجاء قمع مظاهرات ميدان تقسيم 2013 ليوقف المفاوضات مرة أخرى.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/T. Bozoglu
الصراع مع قادة أوروبيين يتفاقم
لم تجانب المفوضية الأوروبية الواقع عندما قالت عام 2019 إن آمال انضمام تركيا إلى الاتحاد تلاشت، فلا أحد من الطرفين بات متحمسا للفكرة. أخذ أردوغان خطوات وصفها قادة من الاتحاد بأنها "استبدادية" خاصة مع تقارير حقوقية عن تراجع الحريات في البلد. أبعد ملف اللاجئين الطرفين أكثر، ثم جاء النزاع في شرق المتوسط بين تركيا من جهة واليونان وقبرص وفرنسا من جهة ثانية ليعدم تقريبا الفكرة.
صورة من: Adem ALTAN and Ludovic Marin/various sources/AFP