فرضت السلطات التركية بداية من صباح الأحد وحتى إشعار آخر حظر تجول في أربعة أحياء في محافظة ماردين، جنوبي البلاد، بسب الأعمال الإرهابية، وذلك لك غداة مقتل ثلاثة من عناصر قوات الأمن في اشتباكات مع مسلحين في جنوب شرق البلاد
إعلان
أعلنت السلطات المحلية التركية اليوم الأحد (السادس من ديسمبر/ كانون الأول 2015) حظر تجوال في أربعة أحياء من مدينة نصيبين بمحافظة ماردين جنوبي البلاد. ونقلت وكالة أنباء "الأناضول" عن بيان صدر عن قائمقام نصيبين أنه سيتم تطبيق حظر تجول في أحياء فرات ودجلة ويني شهير وعبد القادر باشا اعتباراً من السابعة من صباح اليوم الأحد وحتى إشعار آخر.
الغارات التركية - مغامرة عسكرية بأهداف سياسية
بعد موقف متردد وبسبب ضغوط الحلفاء ومن خلفية فقدان اردوغان للأغلبيته البرلمانية، قررت أنقرة الانضمام للتحالف الدولي ضد داعش. لكن ذلك لم يتجسد في شن غارات على"داعش" فقط بل أيضا في قصف مواقع حزب العمال الكردستاني.
صورة من: Reuters/M. Sezer
بعد أيام من الانضمام إلى التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه لا يمكن الاستمرار في العمل مع حزب العمال الكردستاني،الذي وصفه بالانفصالية وأنه يشكل تهديدا للمصالح القومية للبلاد. ويتساءل المراقبون ما إذا كانت أنقرة تستهدف من حملتها العسكرية هذه محاربة "داعش" أم الأكراد.
صورة من: Getty Images/B. Kilic
مع دخول حزب السياسي الكردي صلاح الدين داميرتش زعيم حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد، تم قلب الطاولة على أردوغان، فاختلطت كل أوراقه وخططه بشأن تغيير الدستور أو منح صلاحيات واسعة لرئيس الجمهورية.
صورة من: picture-alliance/dpa
أعلنت أنقرة انضمامها إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" فقامت بقصف مواقع التنظيم في سوريا، لكنها استهدفت أيضا حزب العمال الكردستاني بشكل عنيف.
صورة من: Reuters/M. Sezer
اعتبر أردوغان بعد بدء العمليات العسكرية وقصف مواقع حزب العمال الكردستاني بجبال قنديل في إقليم كردستان العراق، أنه لا يمكن متابعة عملية السلام مع الحزب الكردي واتهمه بالانفصالية واستهداف وحدة تركيا، ما يعني إنهاءه لعملية السلام مع الأكراد.
صورة من: picture-alliance/dpa/Y. Renoult
قال رئيس وزراء تركيا أحمد داود أوغلو إن الغارات التركية لا تستهدف أكراد سوريا واشترط على حزب الاتحاد الديمقراطي المقرب من حزب العمال قطع علاقاته مع نظام الأسد.
صورة من: Reuters/Stringer
اتهمت وحدات حماية الشعب الكردية، الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي، تركيا باستهداف وقصف أحد مواقعها بالقرب من مدينة كوباني وقالت في بيان لها: "ندعو الجيش التركي إلى وقف إطلاق النار على مقاتلينا ومواقعهم". غير أن أنقرة نفت حدوث ذلك.
صورة من: picture-alliance/dpa/Str
أعلن حلف شمال الأطلسي تضامنه مع تركيا. وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ إن "الحلف الأطلسي يتابع التطورات عن كثب ونتضامن بقوة مع حليفتنا تركيا". كذلك أعربت وواشنطن ودول غربية أخرى عن تضامنها مع أنقرة في محاربة "داعش".
صورة من: Reuters/F. Lenoir
رغم التضامن مع أنقرة في محاربة "داعش"، يثير استهداف الأكراد قلق السياسيين ، حيث دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أنقرة إلى عدم التخلي عن عملية السلام مع الأكراد، ونقل نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية عن ميركل قولها خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء التركي، إنه رغم الصعوبات ينبغي الحفاظ على عملية السلام مع الأكراد.
صورة من: AFP/Getty Images/T- Schwarz
بعد قيامها بغارات جوية وبعد القصف المدفعي لمواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا شددت تركيا من إجراءتها الأمنية فكثفت الدوريات على الحدود مع سوريا لمنع تسلل مقاتلي "داعش".
صورة من: Reuters
أودى التفجير في مدينة سروج القريبة من الحدود السورية بحياة 32 وإصابة أكثر من 100. وحملت أنقرة "داعش" مسؤولية ذلك. لكن الأكراد يعتبرون أن أنقرة كانت خلف ذلك الهجوم ولو بشكل غير مباشر .
صورة من: Reuters/M. Sezer
10 صورة1 | 10
وأفاد البيان بأن حظر التجول يأتي بسبب تزايد الأعمال الإرهابية، ومن أجل التمكن من تأمين الأرواح والممتلكات وإعادة تأسيس السلام والنظام. وأكد البيان على أهمية التزام المواطنين بالحظر، من أجل سلامة أرواحهم وممتلكاتهم.
ويأتي ذلك غداة مقتل ثلاثة من عناصر قوات الأمن التركية السبت في اشتباكات مع مسلحين في جنوب شرق البلاد الذي تقطنه أغلبية من الأكراد. وقُتل مئات الأشخاص منذ أن انهار في يوليو/ تموز الماضي وقف لإطلاق النار دام عامين ونصف العام أعلنه حزب العمال الكردستاني وبدأ سلاح الجو التركي قصف أهداف للحزب في شمال العراق.
وقال مسؤولون إن اثنين من قوات الدرك قتلا حين فتح مسلحون عليهما النار داخل سيارة ببلدة الجزيرة قرب الحدود السورية التركية. وأصيب في الهجوم اثنان آخران. وشنت قوات الأمن عملية في الجزيرة لملاحقة المهاجمين فأغلقت مداخل البلدة ومخارجها. وقال شهود إن دوي إطلاق النار سمع في أنحاء البلدة بينما لزم السكان منازلهم.
وحمل حزب العمال الكردستاني - السلاح ضد الدولة التركية في 1984 وقتل في الصراع أكثر من 40 ألف شخص غالبيتهم أكراد. وفي تركيا حوالي 15 مليون كردي يشكلون أكبر أقلية عرقية في البلاد.