انتهى اجتماع بين حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا وحزب الشعب الجمهوري المعارض لتشكيل حكومة ائتلافية بالفشل، ما انعكس سلبا على سعر الليرة التركية وسوق الأسهم، وبات احتمال إجراء انتخابات مبكرة هو الأرجح.
إعلان
قال مسؤول كبير بحزب الشعب الجمهوري المعارض إن المحادثات الرامية لتشكيل ائتلاف بين حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا وحزبه انتهت سلبا اليوم الخميس (13 آب/ أغسطس). وقال المسؤول بعد اجتماع استمر ساعة ونصف الساعة في أنقرة بين رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو وزعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كيليجدار أوغلو أعقب محادثات على مدى أسابيع بين الحزبين "النتيجة سلبية".
ولم يكشف المسؤول عن مزيد من التفاصيل. ومن المتوقع أن يصدر داود اوغلو وحزب الشعب الجمهوري بيانين صحفيين منفصلين في وقت لاحق.
وفشل حزب العدالة والتنمية في الفوز بأغلبية في الانتخابات البرلمانية التي جرت في 7 يونيو/ حزيران، ما حال دون أن يشكل الحكومة بمفرده للمرة الأولى منذ صعوده للسلطة عام 2002. وأمام داود اوغلو حتى 23 الشهر الجاري للعثور على شريك في الائتلاف وإلا سيدعو الرئيس رجب طيب اردوغان إلى انتخابات مبكرة.
ومن المتوقع أن يجري حزب العدالة والتنمية الآن محادثات مع حزب الحركة القومية الذي لمح إلى أنه قد يدعم حكومة أقلية يشكلها العدالة والتنمية على الأمد القصير إذا كان هذا سيقود لإجراء انتخابات جديدة. لكن مسؤولا كبيرا بحزب العدالة والتنمية قال لرويترز اليوم الخميس إن احتمال أن يشكل الحزب الحاكم ائتلافا مع حزب الحركة القومية "ضئيل جدا" وإن إجراء انتخابات مبكرة في نوفمبر/ تشرين الثاني يبدو مرجحا. وأضاف بالهاتف "احتمال تشكيل ائتلاف مع حزب الحركة القومية ضئيل جدا واحتمالات إجراء انتخابات مبكرة في نوفمبر عالية جدا في الوقت الحالي".
الغارات التركية - مغامرة عسكرية بأهداف سياسية
بعد موقف متردد وبسبب ضغوط الحلفاء ومن خلفية فقدان اردوغان للأغلبيته البرلمانية، قررت أنقرة الانضمام للتحالف الدولي ضد داعش. لكن ذلك لم يتجسد في شن غارات على"داعش" فقط بل أيضا في قصف مواقع حزب العمال الكردستاني.
صورة من: Reuters/M. Sezer
بعد أيام من الانضمام إلى التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه لا يمكن الاستمرار في العمل مع حزب العمال الكردستاني،الذي وصفه بالانفصالية وأنه يشكل تهديدا للمصالح القومية للبلاد. ويتساءل المراقبون ما إذا كانت أنقرة تستهدف من حملتها العسكرية هذه محاربة "داعش" أم الأكراد.
صورة من: Getty Images/B. Kilic
مع دخول حزب السياسي الكردي صلاح الدين داميرتش زعيم حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد، تم قلب الطاولة على أردوغان، فاختلطت كل أوراقه وخططه بشأن تغيير الدستور أو منح صلاحيات واسعة لرئيس الجمهورية.
صورة من: picture-alliance/dpa
أعلنت أنقرة انضمامها إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" فقامت بقصف مواقع التنظيم في سوريا، لكنها استهدفت أيضا حزب العمال الكردستاني بشكل عنيف.
صورة من: Reuters/M. Sezer
اعتبر أردوغان بعد بدء العمليات العسكرية وقصف مواقع حزب العمال الكردستاني بجبال قنديل في إقليم كردستان العراق، أنه لا يمكن متابعة عملية السلام مع الحزب الكردي واتهمه بالانفصالية واستهداف وحدة تركيا، ما يعني إنهاءه لعملية السلام مع الأكراد.
صورة من: picture-alliance/dpa/Y. Renoult
قال رئيس وزراء تركيا أحمد داود أوغلو إن الغارات التركية لا تستهدف أكراد سوريا واشترط على حزب الاتحاد الديمقراطي المقرب من حزب العمال قطع علاقاته مع نظام الأسد.
صورة من: Reuters/Stringer
اتهمت وحدات حماية الشعب الكردية، الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي، تركيا باستهداف وقصف أحد مواقعها بالقرب من مدينة كوباني وقالت في بيان لها: "ندعو الجيش التركي إلى وقف إطلاق النار على مقاتلينا ومواقعهم". غير أن أنقرة نفت حدوث ذلك.
صورة من: picture-alliance/dpa/Str
أعلن حلف شمال الأطلسي تضامنه مع تركيا. وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ إن "الحلف الأطلسي يتابع التطورات عن كثب ونتضامن بقوة مع حليفتنا تركيا". كذلك أعربت وواشنطن ودول غربية أخرى عن تضامنها مع أنقرة في محاربة "داعش".
صورة من: Reuters/F. Lenoir
رغم التضامن مع أنقرة في محاربة "داعش"، يثير استهداف الأكراد قلق السياسيين ، حيث دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أنقرة إلى عدم التخلي عن عملية السلام مع الأكراد، ونقل نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية عن ميركل قولها خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء التركي، إنه رغم الصعوبات ينبغي الحفاظ على عملية السلام مع الأكراد.
صورة من: AFP/Getty Images/T- Schwarz
بعد قيامها بغارات جوية وبعد القصف المدفعي لمواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا شددت تركيا من إجراءتها الأمنية فكثفت الدوريات على الحدود مع سوريا لمنع تسلل مقاتلي "داعش".
صورة من: Reuters
أودى التفجير في مدينة سروج القريبة من الحدود السورية بحياة 32 وإصابة أكثر من 100. وحملت أنقرة "داعش" مسؤولية ذلك. لكن الأكراد يعتبرون أن أنقرة كانت خلف ذلك الهجوم ولو بشكل غير مباشر .
صورة من: Reuters/M. Sezer
10 صورة1 | 10
وفي انعكاس لفشل تشكيل حكومة ائتلافية هبطت الليرة التركية اليوم لأدنى مستوياتها في شهرين بعد انتهاء اجتماع حزب العدالة والتنمية الحاكم مع الشعب الجمهوري المعارض لتشكيل حكومة إئتلافية. إذ تم تداول الليرة عند 2.8 ليرة مقابل الدولار بعد انتهاء اجتماع بين رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو وزعيم المعارضة الرئيسية كمال كيلجدار أوغلو.
وتراجعت الليرة 0.75 في المئة عن مستواها في وقت سابق من الجلسة. وانخفض المؤشر الرئيسي لسوق الأسهم التركية 2.21 في المئة.