تركيا: محاكمة مثقفين للمرة الأولى بتهمة المشاركة بالانقلاب
١٩ يونيو ٢٠١٧
انطلقت في تركيا محاكمة 17 مثقفا منهم كتاب وصحفيون معروفون بتهمة المشاركة في الانقلاب الفاشل. ومعظم من قدموا للمحاكمة متهمون بارتباطهم بالداعية التركي المقيم في أمريكا فتح الله غولن. كما سيتم محاكمة آخرين في الشهر المقبل.
إعلان
بدأت الاثنين (19 حزيران/ يونيو2017) في اسطنبول محاكمة 17 شخصا بينهم صحافيون وكتاب بارزون بتهم الارتباط بمجموعة يزعم أنها وراء الانقلاب الفاشل العام الماضي، في قضية عززت المخاوف إزاء حرية الصحافة في تركيا.
والمحاكمة هي الأولى التي تضم صحافيين وكتابا تم توقيفهم بموجب قانون الطوارئ، الذي تم فرضه بعد وقت قصير على انقلاب 15 تموز/يوليو الفاشل، وستحال قضايا أخرى متعلقة بالانقلاب إلى المحاكم في الأشهر القليلة المقبلة.
وجميع الذين تشملهم هذه المحاكمة تم اتهامهم بالارتباط بالداعية الإسلامي فتح الله غولن، الذي تقول أنقرة انه العقل المدبر وراء مخطط الإطاحة بالرئيس رجب طيب أردوغان.
وبحسب مراسل فرانس برس فإن 10 من المشتبه بهم الـ 17 ما زالوا طليقين و6 في السجن وواحدا أطلق سراحه بانتظار محاكمته. ومن بين المتهمين الكاتبة المخضرمة نازلي اليجاك التي كانت من أوائل الصحافيين الذين اعتقلوا بعد الانقلاب، وهي نائب منذ عام 1999 وكتبت لصحف يومية عدة منها "حرييت".
كما يخضع للمحاكمة الكاتب الروائي والصحافي أحمد ألتان، الذي كتب لصحيفتي "حرييت" و"ملييت" كما تسلم سابقا رئاسة تحرير صحيفة "طرف" المعارضة، وشقيقه محمد ألتان الذي وضع كتبا حول السياسة التركية.
وعلى الرغم من اعتقال أكثر من عشرة أشخاص من العاملين في صحيفة "جمهورييت" المعارضة الذين يحاكمون بقضايا منفصلة، فإن التهم الموجهة ضد الشقيقين ألتان اثارت المخاوف حول حرية التعبير في تركيا. وانتقد الكاتب التركي وحامل نوبل أورهان باموك اعتقال احمد ألتان، محذرا من اتجاه تركيا نحو التحول إلى "نظام ترهيب".
ومن التهم الموجهة الى الأخوين ألتان واليجاك الظهور في برنامج تلفزيوني على محطة مناصرة لغولن قبل الانقلاب، وإعطاء إشارة بان الانقلاب بات قريبا.
وسيحضر المحاكمة ممثلون عن منظمات "العفو الدولية" و "آرتيكل 19" و"مؤشر الرقابة" و"بن" النروجية و"بن انترناشونال". وسيحاكم صحافيو "جمهورييت" وبينهم رئيس التحرير الحالي مراد صابونجو والكاتب المخضرم قدري غورسيل ورسام الكاريكاتور موسى كارت في 24 تموز/يوليو المقبل.
أ.ح/ح.ع.ح (أ ف ب)
العلاقات التركية الأوروبية ـ محطات من الاتفاق والاختلاف
العلاقات التركية الأوروبية، والتركية الألمانية على وجه الخصوص، لم تكن يوما في غاية التناغم، لكنها شهدت خلال السنة الماضية فترة تقارب مصالح، أعقبتها توترات بلغت أوجها عقب محاولة الانقلاب الفاشلة ضد أردوغان.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sagolj/Zivulovic/Kombo
أفضت أزمة تدفق اللاجئين على أوروبا إلى تقارب المصالح بين أنقرة وبروكسل، حيث عول الأوروبيون على أنقره في وقف هذا التدفق عبر أراضيها، فيما وجدت تركيا فرصتها في الاستفادة من هذه الفرصة التي قلما جاد بها الزمن.
صورة من: Getty Images/M. Cardy
يقضي الاتفاق باستقبال تركيا اللاجئين الذين يتم إعادتهم من اليونان مقابل استقبال أعضاء الاتحاد الأوروبي للاجئين سورين بطريقة قانونية، لكن هذا الاتفاق تضمن شروطا ما تزال خلافية منها إعفاء الموطنين الأتراك من تأشيرة الدخول إلى الاتحاد الأوروبي، وقيام تركيا بتعديل التشريعات المتعلقة بمكافحة الإرهاب. وهنا كانت العقد في المنشار أمام هذا الاتفاق.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/L. Pitarakis
المستشارة أنغيلا ميركل، التي تتحمل بلادها العبء الأكبر لتدفق اللاجئين، تزعمت جهود تقريب وجهات النظر بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
لكن العلاقات بين برلين وأنقرة توترت بعد تبني البرلمان الألماني قرارا يصنف مجازر الأرمن عام قبل مئة بأنها "إبادة جماعية".
صورة من: Getty Images/AFP/S. Gallup
وما تزال العلاقات بين تركيا وألمانيا فاترة إثر قرار البرلمان الألماني فضلا عن إحباط أنقرة مما اعتبرته تضامنا فاترا معها في أعقاب الانقلاب العسكري الفاشل في 15 يوليو/ تموز، والذي بدأ على خلفيته فصلا جديدا من التوتر بين أنقرة والاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Bozoglu
فإثر حملة الاعتقالات وما أسمي بحملة "التطهير" التي نفذتها وتنفذها أنقرة على خلفية محاولة الانقلاب تلك وتكميم الأفواه، تصاعدت الانتقادات الأوروبية لأنقرة، ما أفضى مجددا إلى توترات في العلاقات وعرض الاتفاق بشأن اللاجئين للجمود وربما للفشل قريبا.
صورة من: picture-alliance/Zuma/T. Adanali
وكرد على محاولة الانقلاب رفضت أنقره تعديل قانون مكافحة الإرهاب المثير للجدل، كما أنها تسعى لاستصدار تشريع لإعادة العمل بعقوبة الإعدام التي كانت أنقره قد ألغتها بطلب من الاتحاد الأوروبي ضمن شروط مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد. وهذا ربما يشكل رصاصة الرحمة على هذه المفاوضات. (الصورة لأردوغان مع رئيس البرلمان الأوروبي مارتين شولتز)
صورة من: picture-alliance/epa/J. Warnand
وظهرت دعوات من داخل الاتحاد الأوروبي لوقف محادثات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، حيث شككت النمسا في قدرة تركيا على الوفاء بالمعايير الأوروبية الخاصة بالديمقراطية. لكن الاقتراح النمساوي لم يحظ سوى بدعم ضئيل داخل الاتحاد رغم الاستياء داخل التكتل إزاء أنقره.
صورة من: picture-alliance/AA/E. Atalay
في بداية سبتمبر/أيلول الماضي سعى الاتحاد الأوروبي مع تركيا لاختبار الأجواء لعودة التقارب بين الجانبين عقب التوتر منذ الانقلاب الفاشل، وقال وزير خارجية لوكسمبورج جان أسيلبور "نحتاج لتقارب ونحتاج لتطبيع الوضع". وقد عقد أول اجتماع بين وزراء خارجية التكتل مع وزير شؤون الاتحاد الأوروبي في تركيا عمر جليك، كما زارت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني تركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F.Aktas
لكن التوتر عاد مجددا بين أنقره والاتحاد الأوروبي وبينها وبين برلين على خلفية تضييق أنقره على حرية الصحافة واعتقال صحفيين، وكذلك اعتقال نواب معارضين مؤيدين للأكراد. ووصل الأمر بأردوغان مؤخرا إلى اتهام برلين بـ "إيواء إرهابيين"، وهو ما رفضته برلين.