تركيا: محرم إنجه يرفع الراية البيضاء وينسحب من السباق
١١ مايو ٢٠٢٣
انسحب محرم إنجه مؤسس حزب "البلد" من الانتخابات الرئاسية التركية في خطوة قد تعزز فرص كليجدار أوغلو أكبر منافسي الرئيس أردوغان لكنها تضيق مجال المنافسين أمامه. واستطلاع يظهر تخلف أردوغان بخمس نقاط مئوية عن كليجدار أوغلو.
إعلان
أعلن المرشح للرئاسة التركية محرم إنجه اليوم الخميس (11 مايو/أيار 2023) انسحابه من الانتخابات الرئاسية المقررة الأحد المقبل الموافق 14 أيار/مايو.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة قد تعزز فرص أكبر منافسي الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان لكنها أيضاً تضيق مجال المنافسين أمامه وتثير حالة جديدة من عدم اليقين في المنافسة حول كيفية تصويت أنصاره.
وكان استطلاع للرأي أظهر في وقت سابق تخلف أردوغان عن منافسه كمال كليجدار أوغلو بأكثر من خمس نقاط مئوية قبيل الاقتراع.
وقال إنجه، للصحفيين في مؤتمر صحفي في أنقرة اليوم الخميس: "إنني انسحب من السباق. إنني أفعل هذا من أجل وطني"، بحسب وكالة بلومبرغ للأنباء. وأضاف إنجه "أطلب من كل منزل في تركيا صوت واحد" لصالح حزب "البلد" في الانتخابات البرلمانية المتزامنة.
تأتي هذه الخطوة بعد يوم من نفي إنجه صحة شريط جنسي مزعوم وادعاءات بأنه تلقى رشاوى للترشح للرئاسة وتقسيم أصوات المعارضة.
وألغى إنجه عدة فعاليات انتخابية كان مقرر الظهور فيها متذرعا بأسباب صحية أمس الأربعاء. وارتفع مؤشر بورصة إسطنبول 100 القياسي في تركيا بنسبة 5.7 بالمائة بعد إعلان إنجه. وارتفع مؤشر بورصة اسطنبول للبنوك بنسبة 9.2 بالمائة.
وسيواجه أردوغان الآن زعيم المعارضة الرئيسي كمال كليجدار أوغلو والسياسي القومي سنان أوغان. وإذا لم يحصل أي مرشح على أكثر من 50 بالمائة من الأصوات، فسيتم إجراء جولة إعادة في الانتخابات في 28 أيار/ مايو المقبل.
وترشح إنجه للانتخابات الرئاسية عن حزب "الشعب الجمهوري" في عام 2018، لكنه خسر أمام أردوغان. ثم أصبح منتقدا لحزب الشعب الجمهوري بشكل متزايد وأسس حزب "البلد" في عام 2021.
ع.ح./أ.ح. (رويترز ، د ب أ)
العلاقة المصرية التركية ـ تجاذبات بين الدفء والقطيعة
عقب سنوات من تأزم العلاقت بين القاهرة وأنقرة أعلنت تركيا عودة الاتصالات الدبلوماسية بين البلدين "دون شروط". عبر التاريخ الحديت تراوحت العلاقات بين البلدين بالتجاذبات بين الدفء والقطيعة. نقدم أبرز هذه المحطات في صور.
عودة الاتصالات الدبلوماسية
أعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو (الجمعة 12 كارس/ آذار)، بدء الاتصالات الدبلوماسية بين بلاده ومصر من أجل إعادة العلاقات إلى طبيعتها، وعدم طرح البلدين أي شروط مسبقة من أجل ذلك. وأضاف:" لا يوجد أي شرط مسبق سواء من قبل المصريين أو من قبلنا حاليا، لكن ليس من السهل التحرك وكأن شيئا لم يكن بين ليلة وضحاها، في ظل انقطاع العلاقات لأعوام طويلة".
صورة من: picture-alliance/Anadolu Agency/F. Aktas
تجاذبات سياسية وتوترات
العلاقات بين تركيا ومصر شهدت تجاذبات سياسية كبيرة منذ زمن، امتازت بين الدفء وبين الفتور والقطيعة، خاصة بعد تولي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي السلطة وانتقاد أردوغان المتكرر له. بيد أن أحدث الإشارات التصالحية كانت على لسان وزير الدفاع التركي خلوصي أكار في (السادس من أذار/ مارس 2021)، الذي ثمن احترام مصر للجرف القاري التركي مؤكدا أن تركيا ومصر لديهما قيم تاريخية وثقافية مشتركة.
التنقيب على الغاز في البحر المتوسط
سمم تنقيب تركيا عن الغاز في مناطق بحرية متنازع عليها مع اليونان وقبرص العلاقات بين هذه الأطراف، إذ عكست التحركات التركية في البحر المتوسط قلق وغضب أنقرة المتصاعدين من الشعور باستبعادها من تقاسم حقول الغاز في شرق المتوسط، وعمليات التنقيب.
صورة من: picture-alliance/dpa/Albatross Aerial Photgraphy
تعزيز العلاقات المصرية اليونانية
وفي أغسطس/آب 2020، وقعت مصر واليونان اتفاقية لترسيم حدودهما البحرية، لكنها حذفت منطقة مثيرة للجدل إلى الجنوب من جزيرة كاستيلوريزو، وهي أبعد موقع يوناني تقول تركيا إنه يقع داخل منطقتها الاقتصادية الخالصة بحسب ما أفادت وكالة بلومبرغ للأنباء. وعقدت قبرص واليونان ومصر وإسرائيل والأردن وإيطاليا والسلطة الفلسطينية „منتدى غاز شرق المتوسط" دون دعوة تركيا.
صورة من: Costas Baltas/Pool via AP/picture alliance
ليبيا ساحة للصراع بين تركيا ومصر
كانت ليبيا، التي تملك أكبر احتياطي من النفط في أفريقيا، ساحة للصراع التركي المصري. فليبيا التي عاشت انقساما بين سلطتين: حكومة الوفاق الوطني ومقرّها طرابلس، والمشير خليفة حفتر ومقره طبرق، شهدت صراعات عسكرية على الأرض بين الفرقاء دعمتها تركيا ومصر بالإضافة لروسيا والإمارات.
صورة من: picture-alliance/AA/H. Turkia
تحذير من تدخل عسكري مصري مباشر
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد حذّر في(20 حزيران/ يونيو) 2020 من أنّ تقدّم القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني التي تسيطر على طرابلس والمدعومة من تركيا، نحو الشرق سيدفع بلاده إلى التدخّل العسكري المباشر في ليبيا، الأمر الذي اعتبرته تركيا "مغامرة عسكرية خطيرة".
صورة من: Getty Images/AFP/M. Turkia
أردوغان يرفع اشارة "رابعة"
شهدت العلاقات بين أنقرة والقاهرة توترا كبيرا بعد أن عزل الجيش الرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، في عام 2013، الأمر الذي واجهته القيادة السياسية التركية بنقد لاذع للغاية. فعقب عزل مرسي، تعمد أردوغان وصف ما حدث بـ"الانقلاب العسكري"، ووجه انتقادات لمن يسانده. كما أن وقوف تركيا لجانب قطر في الخلاف الخليجي ووقوف مصر مع السعودية ساهم في زيادة القطيعة.
صورة من: Stringer/AFP/Getty Images
أردوغان ومرسي ـ علاقات طيبة
وصلت العلاقة الدبلوماسية أوجها مع فوز الرئيس السابق محمد مرسي، في الانتخابات الرئاسية منتصف 2012، حيث شهد البلدان زيارات متبادلة بين مرسي وأردوغان.
صورة من: Reuters
فترة تميزت بالهدوء والاستقرار في العلاقات
تميزت العلاقات بين أنقرة والقاهرة بالهدوء في عصر السادات، وتوطدت خلال سنوات حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك الذي زار تركيا عدة مرات والتقى بالرئيس التركي آنذاك سليمان دميرل أكثر من مرة.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/B. Foley
توتر في عهد عبد الناصر
في عهد عبد الناصر شهدت العلاقات التركية المصرية توترات كبيرة حيث طرد الرئيس المصري السفير التركي عام 1954، كما أن دعم عبد الناصر لليونان في أزمة جزيرة قبرص وترحيب أنقرة بانفصال سوريا عن مصر عام 1961، ساهم في تغذية التوتر. (إعداد: علاء جمعة).