كليتشدار أوغلو يتعهد بإعادة السوريين لبلدهم في غضون سنتين
٢٥ أبريل ٢٠٢٣
وسط مشاعر عداء متزايدة ضد اللاجئين في تركيا ومع اقتراب الانتخابات تساءل مرشح المعارضة الرئيسي كليتشدار أوغلو "ماذا يفعل 3.6 مليون سوري" في تركيا؟ وتعهد بإرسالهم إلى بلدهم خلال سنتين، لكنه رغم ذلك حذر من "العنصرية" ضدهم.
إعلان
تعهد المرشح التركي المعارض في الانتخابات الرئاسية كمال كليتشدار أوغلو اليوم الثلاثاء بإعادة اللاجئين الذين فروا من الحرب في سوريا المجاورة خلال السنتين القادمتين، إذا فاز في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة الشهر القادم.
وقال كليتشدار أوغلو أمام تجمع للناخبين في مدينة إسكي شهر بوسط الأناضول "سنرسل أشقاءنا وشقيقاتنا السوريين إلى بلادهم خلال سنتين على أقصى تقدير".
ولم يوضح كيفية تنفيذ خطته الطموحة. وشدد خبراء في وقت سابق على أنه لا يعتبر من الأمور القانونية إجبار السوريين، الحاصلين على الحماية المؤقتة في تركيا، على العودة لوطنهم.
وجاءت تصريحات كليتشدار أوغلو وسط مشاعر عداء متزايدة ضد اللاجئين في تركيا، التي تكافح بالفعل في ظل تفاقم الأزمة الاقتصادية.
وقال كليتشدار أوغلو "ماذا يفعل 3.6 مليون سوري في بلادنا؟"، مشيرا إلى البطالة المتنامية في تركيا. وحذر رغم ذلك من "العنصرية" ضد السوريين. وعادة ما يلقي كليتشدار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي، باللائمة على الرئيس رجب طيب أردوغان ، وتعهد بإصلاح العلاقات مع الأطراف الإقليمية، بما في ذلك سوريا.
سباق انتخابي محموم
وتنظم الانتخابات الرئاسية والتشريعية التركية في 14 مايو/ أيار وستبت في بقاء الرئيس رجب طيب أردوغان وحزبه الذي يحكم البلاد منذ عقدين، في السلطة من عدمه.
وتخوض المعارضة الانتخابات بجبهة موحدة من ستة أحزاب اختارت مرشحا واحدا للرئاسة هو كمال كليتشدار أوغلو، المدعوم من حزب الشعوب الديموقراطي المؤيد للأكراد والذي يعتبر القوة السياسية الثالثة في البلاد وثاني تنظيم معارض في البرلمان.
وتشير أحدث الاستطلاعات إلى أن السباق بين كليتشدار أوغلو والرئيس الحالي أردوغان سيكون محموما في الانتخابات.
"محادثات بناءة" بشأن العلاقة بين تركيا وسوريا
وفي سياق آخر، أجرى وزراء الدفاع ورؤساء المخابرات في تركيا وروسيا وإيران وسوريا محادثات في موسكو اليوم الثلاثاء (25 أبريل/ نيسان) وصفتها أنقرة وموسكو بأنها بناءة، وذلك في إطار جهود لإعادة بناء العلاقات التركية السورية بعد عداء دام سنوات خلال الحرب في سوريا.
وقالت وزارتا الدفاع التركية والروسية في بيانين منفصلين إن الوزراء ورؤساء المخابرات ناقشوا في الاجتماع تعزيز الأمن في سوريا وتطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق. وأفاد البيانان بأن الدول الأربع أكدت مجددا رغبتها في الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وضرورة تكثيف الجهود من أجل عودة اللاجئين السوريين سريعا إلى وطنهم.
لكن مصدرا سوريا مسؤولا نفى حصول توافق على تطبيع العلاقات بين سوريا وتركيا عقب الاجتماع. وقال المصدر في تصريح لصحيفة الوطن السورية المقربة من القيادة الحاكمة في سوريا: "لا صحة للبيان الذي بثته وزارة الدفاع التركية والتي تتحدث عن خطوات ملموسة تتعلق بتطبيع العلاقات بين تركيا وسورية، وما حصل في الاجتماع بين وزراء دفاع سورية وتركيا وروسيا وإيران كان للبحث في آلية انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية ولم يتطرق الاجتماع إلى أية خطوات تطبيعية بين البلدين".
وأضاف المصدر أن "التطبيع أو العلاقة الطبيعية بين تركيا وسورية تعني انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية، وبغير الانسحاب لا تنشأ ولا تكون هناك علاقات طبيعية، وإن الانسحاب هو أول مسألة يجب أن يتم حسمها في مباحثات عملية التطبيع".
ص.ش/ف.ي (د ب أ، أ ف ب، رويترز)
مشاكل اندماج السوريين في تركيا ما تزال قائمة
تُعد الإشكالية اللغوية وعدم الحصول على أجور لائقة من بين المصاعب التي يواجهها اللاجئون السوريون في تركيا. ولم يتغير هذا الوضع، رغم مكوث العديد منهم هناك لأعوام كثيرة.
صورة من: DW/D. Cupolo
صبي ينظر باتجاه الشارع من داخل مدرسة في مخيم للاجئين في نصيب2 جنوبي تركيا. وقد عاش العديد من السوريين هناك لأكثر من خمس سنوات، ولكن لديهم صعوبات في الاندماج داخل المجتمع التركي، بسبب الحواجز اللغوية وظروف العمل الصعبة. يقدم هذا المخيم أماكن إقامة جيدة تتوافق مع المعايير الدولية، ولكن السكان مازالو يكافحون من أجل كسر العزلة المجتمعية.
صورة من: DW/D. Cupolo
على ضفاف نهر الفرات أقيم عام 2012 مخيم اللاجئين نصيب 2 والذي يوفر عروضا مجانية في التعليم والرعاية الصحية. وهناك أيضا محلات السوبرماركت للسكان السوريين البالغ عددهم 4500 لاجئا. وعلى خلاف الخيام التقليدية في مخيمات اللاجئين تعيش العائلات هنا في منازل على شكل حاويات، مزودة بحمامات وتدفئة وتكييف.
صورة من: DW/D. Cupolo
وفقا لأرقام وزارة التربية الوطنية التركية فإن 40 بالمائة من الأطفال اللاجئين السوريين في سن الدراسة لا يذهبون إلى المدرسة. لكن التعليم في مخيم نصيب 2 مجاني ومتوفر للطلاب بجميع المراحل الدراسية باللغة العربية والتركية والانجليزية، غير أن بعض اللاجئين انتقدوا أن تعلم اللغة التركية لا يتوافق مع طموحاتهم للعمل مستقبلا بأجور جيدة.
صورة من: DW/D. Cupolo
بالنسبة للأطفال، فالتعليم الأفضل يكون خارج المخيم، حيث لا يتم تعلم اللغة التركية بداخلها بشكل سريع، وهم يريدون تعلما أسرع من اجل الالتحاق بالصفوف المدرسية التي يتواجد بها طلاب أتراك. كما يعتبر مصطفى عمر الذي يدرس اللغة الإنجليزية وهو في الأصل من مدينة حمص، أن "اللاجئين يشعرون بالأمان داخل المخيم مع مواطنيهم، وهو الأمر الأهم بالنسبة لنا".
صورة من: DW/D. Cupolo
"التفاعل بين الأطفال السوريين والأتراك مهم لتخفيف التوترات الاجتماعية، كما يقول عمر كادكوي، وهو باحث متخصص في مجال التكامل الاقتصادي والاجتماعي للاجئين. ولكنه يلاحظ: "ومع ذلك، فالمدارس الحكومية ومراكز التعليم المؤقتة تعاني من نقص في وجود موظفين مؤهلين لتعليم التركية كلغة ثانية"
صورة من: DW/D. Cupolo
هناك قصص نجاح واضحة. ماهر إسماعيل، 17عاما، درس اللغة التركية لمدة عام واحد ويلاحظ "إنها سهلة التعلم "، ويقول إسماعيل في لقائه مع DW. "أستطيع أن أفهم نسبة 70 في المائة من الكلام بالتركية". وعندما يُنهي المدرسة الثانوية فهو يأمل في دراسة الهندسة بجامعة غازي عنتاب القريبة ، كما ذكر مدير المخيم إبراهيم خليل دمير
صورة من: DW/D. Cupolo
نسبة البطالة مرتفعة بين السوريين، ولكن العديد يعثرون على وظائف متدنية المهارات، خاصة في قطاعات يكون العمل فيها شاقا، في حين ينشأون آخرون شركات خاصة بهم. ستة آلاف من الشركات السورية تم إنشاؤها في تركيا بين 2011 و 2017. نسبة 13 في المائة منها موجودة في غازي عنتاب القريبة. ويسعى العديد من السوريين نقل مهاراتهم المهنية إلى السوق التركية.
صورة من: DW/D. Cupolo
كهرمان مراش، 24 عاما، يقيم في المخيم في زيارة لجديه في يوم عطلة، وهو يعمل 12 ساعة في اليوم، سبعة أيام في الأسبوع في محل لبيع الكباب في مدينة قريبة مقابل 1000 ليرة تركية أي ما يوازي 256 يورو، ويقول إنه يود أن يتعلم التركية والذهاب إلى المدرسة إلا أنه ليس له وقت للقيام بذلك.
صورة من: DW/D. Cupolo
الأغلبية الساحقة من سكان المخيم يفكرون في العودة إلى ديارهم في سوريا. محمد حاجي (يسار) يقوم بتعبئة الخضار والفواكه طوال اليوم براتب 35 ليرة تركية، أي ما يوازي 9 يورو. ويقول إنه لا يفكر في الذهاب إلى المدرسة هنا، حيث إنه يود العودة إلى سوريا. ويوافقه زكريا عريض (يمين) من الرقة في هذا الرأي. فهو أيضا ينتظر تحرير مدينته من داعش.
صورة من: DW/D. Cupolo
عيوش أحمد (خارج إطار الصورة) تحمل واحدة من حفيداتها. وتعيش عيوش في نصيب 2 منذ خمس سنوات، وكانت من أوائل السكان في المخيم. فحفيداتها رأين نور الحياة في المخيم. وتقول: "إذا بقينا هنا فإن حفيداتي سوف يصبحن تركيات، أما إذا عدنا إلى سوريا فسوف يبقين سوريات". (دييغو كوبلو/علاء جمعة)