أفادت وسائل إعلام تركية أن شرطياً ومدنياً قُتلا في هجوم نسبته سلطات أنقرة إلى مقاتلي حزب العمال الكردستاني، بينما عبر أكراد العراق عن حزنهم من إنهاء تركيا عملية السلام مع الكردستاني.
إعلان
قُتل شرطي تركي ومدني في هجوم في جنوب شرق البلاد تم نسبه إلى المتمردين الأكراد الذين استأنفوا منذ الأسبوع الماضي عملياتهم ضد السلطات، وفق ما نقلت وسائل إعلامية تركية اليوم الخميس (30 يوليو/ تموز 2015). وكان الشرطي جالساً يوم أمس الأربعاء أمام مقهى في مدينة تشينار في جنوب شرق البلاد ذات الغالبية الكردية حيث أطلق مسلحون النار عليه من سيارة مارة، وفق ما نقلت وكالتا الأناضول للأنباء.
وأصيب مدني قريب من مكان الحادث جراء تبادل إطلاق النار. وتوفي الرجلان تأثراً بإصاباتهما في إحدى المستشفيات ليلاً، كما أُصيب مدني آخر بجروح.
الغارات التركية - مغامرة عسكرية بأهداف سياسية
بعد موقف متردد وبسبب ضغوط الحلفاء ومن خلفية فقدان اردوغان للأغلبيته البرلمانية، قررت أنقرة الانضمام للتحالف الدولي ضد داعش. لكن ذلك لم يتجسد في شن غارات على"داعش" فقط بل أيضا في قصف مواقع حزب العمال الكردستاني.
صورة من: Reuters/M. Sezer
بعد أيام من الانضمام إلى التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه لا يمكن الاستمرار في العمل مع حزب العمال الكردستاني،الذي وصفه بالانفصالية وأنه يشكل تهديدا للمصالح القومية للبلاد. ويتساءل المراقبون ما إذا كانت أنقرة تستهدف من حملتها العسكرية هذه محاربة "داعش" أم الأكراد.
صورة من: Getty Images/B. Kilic
مع دخول حزب السياسي الكردي صلاح الدين داميرتش زعيم حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد، تم قلب الطاولة على أردوغان، فاختلطت كل أوراقه وخططه بشأن تغيير الدستور أو منح صلاحيات واسعة لرئيس الجمهورية.
صورة من: picture-alliance/dpa
أعلنت أنقرة انضمامها إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" فقامت بقصف مواقع التنظيم في سوريا، لكنها استهدفت أيضا حزب العمال الكردستاني بشكل عنيف.
صورة من: Reuters/M. Sezer
اعتبر أردوغان بعد بدء العمليات العسكرية وقصف مواقع حزب العمال الكردستاني بجبال قنديل في إقليم كردستان العراق، أنه لا يمكن متابعة عملية السلام مع الحزب الكردي واتهمه بالانفصالية واستهداف وحدة تركيا، ما يعني إنهاءه لعملية السلام مع الأكراد.
صورة من: picture-alliance/dpa/Y. Renoult
قال رئيس وزراء تركيا أحمد داود أوغلو إن الغارات التركية لا تستهدف أكراد سوريا واشترط على حزب الاتحاد الديمقراطي المقرب من حزب العمال قطع علاقاته مع نظام الأسد.
صورة من: Reuters/Stringer
اتهمت وحدات حماية الشعب الكردية، الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي، تركيا باستهداف وقصف أحد مواقعها بالقرب من مدينة كوباني وقالت في بيان لها: "ندعو الجيش التركي إلى وقف إطلاق النار على مقاتلينا ومواقعهم". غير أن أنقرة نفت حدوث ذلك.
صورة من: picture-alliance/dpa/Str
أعلن حلف شمال الأطلسي تضامنه مع تركيا. وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ إن "الحلف الأطلسي يتابع التطورات عن كثب ونتضامن بقوة مع حليفتنا تركيا". كذلك أعربت وواشنطن ودول غربية أخرى عن تضامنها مع أنقرة في محاربة "داعش".
صورة من: Reuters/F. Lenoir
رغم التضامن مع أنقرة في محاربة "داعش"، يثير استهداف الأكراد قلق السياسيين ، حيث دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أنقرة إلى عدم التخلي عن عملية السلام مع الأكراد، ونقل نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية عن ميركل قولها خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء التركي، إنه رغم الصعوبات ينبغي الحفاظ على عملية السلام مع الأكراد.
صورة من: AFP/Getty Images/T- Schwarz
بعد قيامها بغارات جوية وبعد القصف المدفعي لمواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا شددت تركيا من إجراءتها الأمنية فكثفت الدوريات على الحدود مع سوريا لمنع تسلل مقاتلي "داعش".
صورة من: Reuters
أودى التفجير في مدينة سروج القريبة من الحدود السورية بحياة 32 وإصابة أكثر من 100. وحملت أنقرة "داعش" مسؤولية ذلك. لكن الأكراد يعتبرون أن أنقرة كانت خلف ذلك الهجوم ولو بشكل غير مباشر .
صورة من: Reuters/M. Sezer
10 صورة1 | 10
وبحسب وسائل إعلام تركية فإن السلطات نسبت الاعتداء إلى حزب العمال الكردستاني. وتضاعفت الهجمات المشابهة منذ الهجوم الانتحاري في 20 تموز/ يوليو في سروج في جنوب البلاد والذي نسبه السلطات إلى تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف بـ"داعش"، وأسفر عن مقتل 32 شخصاً من مناصري القضية الكردية.
ومنذ ذلك الهجوم، يقوم الجيش التركي بقصف مواقع لتنظيم "داعش" في سوريا وكذلك لحزب العمال الكردستاني. في المقابل، قتل عنصر مفترض من حزب العمال الكردستاني على يد قوات الأمن أثناء رد هؤلاء على هجوم ضد مركز للشرطة في مدينة جزرة، القريبة من الحدود السورية، وفق ما نقلت وكالة الأناضول اليوم الخميس.
مخاوف من "احتراق" المنطقة
وفي رد فعل له على تطورات الأوضاع في تركيا، صرح نهاد لطيف محافظ أربيل، لراديو (إر.بي.بي) الألماني أن "الأكراد ليسوا بحاجة إلى حرب جديدة نظراً للحرب بين الأكراد وتنظيم داعش". وعبر لطيف عن حزن الأكراد من إنهاء تركيا لعملية السلام مع حزب العمال الكردستاني مع عزز المخاوف من "احتراق" المنطقة إذا ما واصلت أنقرة غاراتها على الكردستاني.
من جهته، اعتبر وزير الداخلية المحلي لولاية سكسونيا السفلى الألمانية، بوريس بيستوريوس، أن النزاع العسكري على الحدود بين تركيا وسوريا سيعيق عملية تدفق جهاديين إلى تنظيم "داعش". وقال بيستوريوس في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "من المؤكد أنه لن يكون أمراً سهلاً في المستقبل بالنسبة لمقاتلي تنظيم الدولة والمتعاطفين معه الوصول إلى سوريا أو العراق عبر تركيا". لكنه أشار إلى أن هذا التصور لم ينعكس حتى الآن على أعداد الإسلاميين الذين سافروا من ألمانيا، وأضاف: "ليس لدينا سوى أعداد تقديرية على أي حال".
تجدر الإشارة إلى أن السلطات المختصة في ألمانيا تتوقع أن نحو 700 إسلامي سافروا من ألمانيا للقتال في سوريا، ينحدر نحو 60 منهم من ولاية سكسونيا السفلى.