أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، خلال زيارة هي الأولى لمسؤول تركي رفيع منذ 15 عاماً إلى إسرائيل، ونظيره الإسرائيلي يائير لابيد أن بلديهما يسعيان لتطوير العلاقات الاقتصادية المشتركة.
إعلان
قال وزيرا خارجية إسرائيل وتركيا اليوم الأربعاء (25 أيار/مايو 2022) إن دولتيهما تأملان في توسيع نطاق العلاقات الاقتصادية لدى سعيهما لإنهاء التوتر في العلاقات الذي استمر لأكثر من عقد.
جاءت التصريحات خلال ثاني أيام زيارة وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية وهي أول زيارة من نوعها لمسؤول تركي رفيع منذ 15 عاماً.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد، في بيان وهو بجوار جاويش أوغلو في القدس: "الهدف هو تشكيل وتوسيع التعاون الاقتصادي والمدني بين بلدينا... ورفع الميزات التي يملكها بلدينا إقليمياً وعالمياً حتى خلال الجائحة وحتى في أوقات التوتر السياسي".
وقال جاويش أوغلو: "نعتقد أن تطبيع علاقاتنا سيكون له أيضا أثر إيجابي على الحل السلمي للصراع. تركيا مستعدة لتحمل مسؤولية مواصلة الجهود الرامية للحوار".
وقال الوزيران إن المسؤولين من البلدين سيبدآن العمل على اتفاقية جديدة بخصوص الطيران المدني. الأربعاء، وافق وزيرا خارجية البلدين على البدء وبشكل رسمي بالسماح لشركات الطيران الإسرائيلية بالهبوط في تركيا.
ويرى محللون أن هذا التقارب مرده إلى رغبة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في تعزيز اقتصاد بلاده المتعثر وخاصة فيما يتعلق بمشاريع الغاز المشتركة.
وزار مولود جاويش أوغلو في وقت سابق الأربعاء النصب التذكاري للمحرقة النازية "الهولوكوست" قبل أن يتوجه إلى زيارة المسجد الأقصى في القدس الشرقية والذي يعتبر ثالث أقدس المواقع الدينية عند المسلمين.
ومن المقرر أن يزور جاويش أوغلو في وقت لاحق اليوم الأربعاء المسجد الأقصى الذي شهد مواجهات واشتباكات متكررة بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية خلال شهر رمضان. وقال إنه ناقش هذا الملف مع لابيد.
وانهارت محادثات سلام كانت تتوسط فيها الولايات المتحدة بين إسرائيل والفلسطينيين في 2014 ولم يعقد الجانبان محادثات جادة منذ ذلك الحين.
خ.س/أ.ف (أ ف ب، رويترز)
تركيا والعالم العربي.. علاقات تتأرجح بين الصداقة والعداوة
تشترك تركيا مع الدول العربية في موضوع الدين الإسلامي، فضلاً عن القرب الجغرافي، وتقارب الرؤى في ملف النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، لكن علاقات تركيا مع العرب ليست وردية تماماً، خاصة في فترة رجب طيب أردوغان.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Altan
الإمارات - التوتر الكبير
تمثل الطريقة التي رد بها أردوغان على وزير خارجية الإمارات، عبد الله بن زايد، عندما وصفه بالمثير للشفقة، ردا على نشر الإماراتي تغريدة تتهم فخر الدين باشا بسرقة سكان المدينة النبوية، صورة عن الخلافات الجوهرية بين أنقرة وأبو ظبي. يختلف الجانبان على الإسلام السياسي، وعزل محمد مرسي، والأزمة الخليجية، كما تتهم وسائل إعلام تركية الإمارات بالمساهمة في تدبير الانقلاب الفاشل، وهو ما تنفيه أبو ظبي.
صورة من: picture alliance/Photoshot
السعودية - تنافس صامت تروّضه المصالح
يسود تنافس صامت بين تركيا والسعودية على زعامة العالم الإسلامي، كما يختلفان في ملفيْ الإسلام السياسي والأزمة الخليجية، زيادة على أن السعودية لا يروق لها استمرار علاقات طهران وأنقرة. إلّا أن الطرفين يحرصان على استمرار شراكتهما الاقتصادية، إذ توجد خطط برفع التبادل التجاري بينهما إلى 20 مليار دولار، كما يحرص الطرفان على الإشادة ببعضهما، كما لو أنهما يرغبان بتفادي الوصول إلى توتر سيؤثر سلبا عليهما معا.
صورة من: picture-alliance/Anadolu Agency/K. Ozer
قطر- الحليف الموثوق في الخليج
أظهر وقوف أردوغان مع قطر إبّان اندلاع أزمة الخليج قوة تحالف الطرفين. أردوغان دافع عن قطر في وجه اتهامات الإرهاب وأرسل إليها مساعدات غذائية في الأيام الأولى للأزمة. الاتفاقيات العسكرية والاقتصادية متعددة بين الجانبين، خاصة وأن قطر زوّدت تركيا بالغاز بعد تدهور علاقة الأخيرة بروسيا. الجانبان تشاطرا الموقف ذاته في موضوع عزل محمد مرسي وكذا في سوريا، ولهما علاقات قوية مع تيارات الإسلام السياسي.
صورة من: picture alliance/dpa/abaca/Dha
الجزائر- الغاز يذيب الخلافات
تختلف وجهات النظر بين تركيا والجزائر بشأن الملف السوري، فالجزائر مازالت تحتفظ بعلاقاتها مع نظام بشار الأسد، إلّا أن الجزائر تحاول بالمقابل الإبقاء على علاقات ديبلوماسية مع غالبية القوى. من هنا تُفهم علاقتها مع تركيا التي تستفيد من استثمارات كبيرة في التراب الجزائري، منها أكبر مصنع للنسيج في إفريقيا، كما تأتي الجزائر على رأس الدول العربية في تزويد تركيا بالغاز المسال.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP Images/Pool Presidential Press Service/K. Ozer
المغرب - علاقة هادئة دون تشنج
ظن متتبعون أن قرار المغرب برفع رسوم الاستيراد على سلع الملابس التركية سيؤثر سلبا على علاقة الجانبين المرتبطين باتفاقية للتبادل الحر، إلّا أن ذلك لم يحصل، فالاستثمار التركي لا يزال يتدفق على المغرب. حافظ أردوغان على علاقة مثمرة مع الرباط، خاصة مع اتخاذ هذه الأخيرة إجراءات ضد مدارس فتح الله غولن في ترابها، وهو ما تفاعلت معه أنقرة بمنع ندوة كانت مقرّرة للجماعة المغربية المعارضة، العدل والإحسان.
صورة من: picture alliance/AA
مصر - عداء بسبب الإخوان
العداء واضح بين أنقرة والقاهرة منذ عزل مرسي، إذ لا يزال أردوغان يقول إن عبد الفتاح السيسي صعد إلى الحكم عبر الانقلاب على الشرعية، واصفا إياه بـ"الطاغية"، بينما ترّد القاهرة أن أردوغان هو أكبر داعم لما تصفه بـ"إرهاب الإخوان". تنطلق أسباب العداء من رفض أردوغان للتدخل العسكري في الشأن السياسي، خاصة مع تاريخ بلاده مع الانقلابات العسكرية، فضلاً عن التقارب الإيديولوجي بين إسلاميي تركيا وإسلاميي مصر.
صورة من: picture-alliance/dpa
العراق- مد وجزر
توترت علاقتهما عام 2016 بعد وصف العراق استمرار وجود القوات التركية في شمال البلاد بالاحتلال، ووصل التوتر حدّ استدعاء السفيرين. لكن البلدين يدركان أن ما يجمعهما أكبر، خاصة تخوفهما من تنامي النفوذ الكردي، ورغبتهما تحقيق شراكة فعلية تستفيد من الحدود المشتركة بينهما. لذلك وقع تقارب جديد مؤخرا، من شأنه استمرار وصول السلع التركية إلى العراق، وتقوية التعاون المائي، واستمرار تصدير النفط العراقي إلى تركيا.