1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تركيا والاتحاد الأوروبي.. شراكة صعبة وتوتر مستمر!

٣١ مايو ٢٠٢٣

تركيا شريك مهم للاتحاد الأوروبي، لكنه شريك صعب، وحتى بعد انتهاء الانتخابات وفوز أردوغان، ستبقى العديد من القضايا الخلافية قائمة بين الطرفين. لكن يبقى السؤال المهم هو ما مصير مفاوضات انضمام تركيا إلى التكتل الأوروبي؟

صورة رمزية لعلم الاتحاد الاوروبي والمسجد الأزرق في اسطنبول
رغم كل الخلافات والمشاكل والعراقبل لا تزال تركيا تريد أن تصبح عضوا في الاتحاد الأوروبيصورة من: picture-alliance

كيف ينظر الاتحاد الأوروبي إلى علاقاته مع تركيا؟

تنظر المفوضية الأوروبية بانتقاد إلى التوجه الاستبدادي المتزايد للرئيس التركي رجب طيب أردوغان. "لم يتم الالتفات إلى المخاوف الجدية بشأن تدهور الديمقراطية وسيادة القانون وحقوق الإنسان واستقلالية القضاء"، حسبما جاء في التقرير الأخير للاتحاد الأوروبي حول تركيا لعام 2022.

وهناك تراجع مستمر "حيث يزداد القلق حول السياسة الاقتصادية واقتصاد سوق فعال"، لكن ورغم ذلك يرى التقرير، أن تركيا تبقى شريكا استراتيجيا مهما في قضايا الهجرة وحماية المناخ وأمن الطاقة.

وتركيا العضو في حلف الناتو ولديها جيش مجهز بشكل جيد، تلعب دورا مهما في الوساطة بشأن اتفاقية الحبوب بين روسيا وأوكرانيا.

وقد انتفد رؤساء دول وحكومات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بشدة التهديدات التركية لقبرص واليونان العضوين في الاتحاد الأوروبي. حيث اخترقت تركيا أكثر من مرة سيادة الأجواء والمياه الإقليمية للبلدين.

كما يطالب الاتحاد الأوروبي تركيا دائما باحترام أحكام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، مثل إطلاق سراح الناشط الحقوقي التركي البارز عثمان كافالا، الذي تم الحكم عليه بالسجن المؤبد عام 2022، بتهمة المشاركة في مظاهرات مناهضة للحكومة عام 2013 ضد مشروع حديقة غيزي في إسطنبول عام 2013. وتفسر حكومة العدالة والتنمية في أنقرة تلك الاحتجاجات كمحاولة للإطاحة بها وبالتالي تم اعتبار مشاركة كافالا فيها محاولة للانقلاب!

قبل خمس سنوات عقدت آخر قمة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا قي بلغارياصورة من: Reuters/S. Nenov

ماذا تقول تركيا؟

جاء في تحليل لوزارة الخارجية التركية "دائما كان هناك تقدم وتراجع" في العلاقة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا خلال العقود الماضية. وبعد محاولة الانقلاب المزعومة ضد الرئيس رجب طيب أردوغان في يوليو/ تموز 2016 والتي ردت عليها الحكومة بقوانين الطوارئ والحد من الحقوق الديمقراطية، تدهورت العلاقة بشكل كبير مع الاتحاد الأوروبي، تقول وزارة الخارجية التركية.

وجاء في تحليلها "الموقف البارد والنقدي للاتحاد الأوروبي بعد محاولة الانقلاب الخبيثة في الـ 15 من يوليو/ تموز 2016، خلق أزمة ثقة. وحقيقة أن الاتحاد الأوروبي لا يتفهم نفوذ منظمة "FETÖ" الإرهابية وينتقد الإجراءات التي اتخذتها تركيا، أضعف الحوار" ويعني الرئيس التركي بـ "FETÖ" مؤامرة إرهابية يقودها الداعية ورجل الدين التركي فتح الله غولان، المقيم في الولايات المتحدة.

لكن رغم ذلك، يبقى الاتحاد الأوروبي شريكا استراتيجيا مهما لتركيا، ويتم تسليط الضوء بشكل خاص على اتفاقية اللاجئين لعام 2015. حيث تأوي تركيا حوالي 3,5 مليون لاجئ سوري، ومن أجل ذلك حصلت على مساعدات مالية بنحو 9 مليارات يورو من الاتحاد الأوروبي، قد تم دفع جزء منها.

مع العلم أن الاتفاقية هشة، ففي عام 2020 أعلن الرئيس التركي فتح الحدود البرية مع اليونان أمام اللاجئين، مستخدما إياهم كورقة ضغط ضد الاتحاد الأوروبي. لكن ورغم كل شيء، تبقى عضوية الاتحاد الأوروبي هدفا للحكومة التركية، وإنها ستصبح أحد أعضائه يوما ما. لكن على الاتحاد الأوروبي حل مشاكله الداخلية قبل ذلك، حسب تحليل وزارة الخارجية التركية.

حكم على الناشط الحقوق والمعارض التركي البارز عثمان كافالا بالسجن المؤبد لمشاركته في احتجاجات حديقة غيزي في اسنطنبول عام 2013صورة من: Wiktor Dabkowski/dpa/picture alliance

هل لا تزال تركيا دولة مرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي؟

عمليا علقت بروكسل عام 2018 مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، من دون إلغائها. والمفاوضات التي بدأت عام 2005 يمكن إحياؤها الآن بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية. لكن بشرط أن تعترف تركيا على الأقل بشكل غير مباشر، أن جمهورية قبرص عضو في الاتحاد الأوروبي. وتحتل القوات التركية منذ نحو خمسين عاما الجزء الشمالي من قبرص.

"لم تمت جهود الانضمام، لكنها في غيبوبة"، حسب رأي خبيرة الشؤون التركية أماندا باول الباحثة في مركز دراسات "مركز السياسة الأوروبية EPC" في بروكسل. ومع وجود رجب طيب أردوغان في الرئاسة هناك القليل من الأمل في الخروج من الغيبوبة. لكن الأمر لا يتعلق بتركيا فقط، وإنما بالاتحاد الأوروبي أيضا، حسب رأي أماندا باول في حديثها مع DW.

والآن ليس هناك اهتمام كبير لدى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وبروكسل، للتعامل مع تركيا تصبح أكثر وأكثر قومية، تقول باول لـ DW وتضيف "لا تزال عضوية الاتحاد الأوروبي تتمتع بشعبية كبيرة لدى الأتراك. ولا يزال حوالي 70 بالمائة منهم يؤيدون انضمام بلادهم للاتحاد الأوروبي".

تستغل تركيا ورقة اللاجئين للضغط على الاتحاد الأوروبيصورة من: DW/T. Öğreten

مستقبل العلاقة بعد الانتخابات؟

"إنها علاقة صعبة، وقد ازدادت تدهورا مع مرور الوقت. وبكل جدية، لا أعتقد بحدوث تغيرات إيجابية" تقول أماندا باول. وقد انتقدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، تركيا بشكل صريح خلال اجتماعها مع نظيرها التركي مولود جاويش أوغلو في إسطنبول في يوليو/ تموز 2022. لكنها أوضحت أيضا أنه ليست هناك حاجة لمواجهة أخرى، حيث يجب أن يبقى الغرب من خلال حلف الناتو متماسكا لردع روسيا.

وقالت بيربوك آنذاك في إسطنبول خلال مؤتمر صحفي "الصداقة تعني أيضا، الاستماع إلى بعضنا حتى تتألم آذاننا" مشددة على مسألة الصداقة. وينتظر الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو بعد انتهاء الانتخابات أن توافق تركيا أخيرا على انضمام السويد أيضا إلى الحلف.

ويُعتقد أن الرئيس رجب طيب أردوغان قد عرقل انضمام فنلندا والسويد إلى حلف الناتو، لأسباب داخلية تتعلق بالانتخابات. وقد أنهى اعتراضه على انضمام فنلندا في أبريل/ نيسان الماضي، ومن المنتظر أن يعلن موافقته على انضمام السويد أيضا في شهر يوليو/ تموز القادم.

بيرند ريغرت/ عارف جابو

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW