تركيا والتبادل التجاري مع العرب.. نمو رغم التناقضات السياسية
٢٥ مايو ٢٠٢٣
حازت تركيا على علاقات اقتصادية جيدة نسبياً مع مجموعة من الدول العربية. صحيح أن التطور لم يصل إلى مستوى العلاقات التركية-الأوروبية، لكن في عهد أردوغان بقيت دول عربية في صدارة اهتمامات أنقرة رغم التناقضات السياسية.
إعلان
خلال 20 عاما من حكم الرئيس رجب طيب أردوغان، أقامت تركيا علاقات اقتصادية متفاوتة مع الدول العربية، تقدمت أحياناً مع تطوّر التصدير التركي، وتراجعت أحياناً أخرى تحت تأثير أزمات سياسية خصوصاً مع دول كالإمارات ومصر.
حسب أرقام معهد الإحصاء التركي، تربع العراق على عرش الدول العربية المستقبلة للصادرات التركية عام 2019 بأكثر من 10,2 مليار دولار، ويظهر الفرق شاسعا بينه وبين الدولة التي تأتي في المركز الثاني، وهي الإمارات بحوالي 3,6 مليار دولار، ثم مصر بـ3,5 مليار دولار، تليها السعودية بـ3,2 مليار دولار.
والملاحظ أن الدول التي حلت بين المركزين الثاني والرابع لم تكن تجمعها علاقات جيدة مع تركيا في عام 2019، إذ كانت الخلافات قوية بينها. ولم يبدأ أردوغان في تغيير سياسته بالبحث عن صلح مع عدد من خصومه العرب إلا في عام 2020، ولم تبدأ بوادر الأثر الفعلي لتغيير هذا التوجه إلا لاحقا في عامي 2021 و2022، حيث تغيرت الأرقام نحو نمو أكبر.
العراق.. الشريك الأول
بلغ التبادل التجاري بين تركيا والعراق حوالي 20 مليار دولار عام 2020 حسب ما ذكره السفير التركي السابق في بغداد فاتح يلدز. وحسب المسؤولين الأتراك، العراق في المركز الرابع بين زبائن تركيا، بعد ألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية. تراجع نسبياً هذا التبادل إلى حوالي 15,2 مليار دولار عام 2022، لكنه حقق نموا سواء في الصادرات التركية، أو مثيلتها العراقية، ما يجعل تركيا لاعبا مهما للغاية في الاقتصاد العراقي.
عانت العلاقة بين البلدين من تأثيرات التهديدات الأمنية، خصوصا في الفترة التي سيطر فيها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على أجزاء من العراق. ورغم عودة العلاقات للتطور، إلا أن أوضاع العراق، خصوصا بعد حراك عام 2019 والاحتقان الداخلي والأزمات السياسية المتكررة، خلقت عددا من العراقيل أمام تطور كبير للعلاقات. زاد من ذلك رفض بغداد للوجود العسكري التركي في شمالي البلاد، وعدم إرسال أنقرة لأيّ إشارات لسحب جنودها وقواعدها، مصرة على أن الأمن هناك يخص كذلك أمنها القومي.
الإمارات.. شريك رغم الخلاف
لم يكن التوتر السياسي بين الإمارات وتركيا خبراً مجهولاً، إذ جمعت معارك كلامية الطرفين. لكن ذلك لم يؤثر بشكل كبير جدا على التبادل التجاري الذي بلغ عام 2021 حوالي 8,9 مليار دولار أمريكي. حسب الخارجية الإماراتية، فتركيا هي الشريك التجاري رقم 11 للإمارات، بينما تمثل الإمارات الشريك الـ12 بالنسبة لتركيا.
ومن المتوقع أن تتطور العلاقات التجارية بين الطرفين بعد تحسن العلاقات السياسية في الآونة الأخيرة. وقد تحركت الاستثمارات الإماراتية بشكل قوي في تركيا خصوصاً مع إعلان أبو ظبي عن إنشاء صندوق استثماري في تركيا بقيمة 10 مليارات دولار، يركز على الاستثمارات في القطاعات اللوجستية كالطاقة والصحة والغذاء. ويتبادل البلدان تجارة الأحجار الكريمة والمجوهرات والمواد النفطية وقطع الغيار.
مصر.. العداء لا يقطع التجارة
لم تتأثر علاقات دولة عربية مع تركيا كما تأثرت علاقات مصر معها، ووصلت حد قطع العلاقات الدبلوماسية بعد عزل الجيش المصري للرئيس الراحيل محمد مرسي عام 2013، واستضافة تركيا لعدد من المعارضين المصريين. لكن المثير أن قطع العلاقات لم ينتج عنه توقف لمعاهدة التجارة الحرة بين البلدين التي بدأت عام 2007.
وتظهر بيانات أممية نقلها مركز مالكوم كير-كارنيغي أن حجم التجارة نما بينهما في الفترة ما بين 2013 و2020 ثلاثة أضعاف، إذ بلغت 11,4 مليار دولار، كما احتلت تركيا المركز الثالث في قائمة زبائن مصر، فيما احتلت المركز الخامس في قائمة الدول المصدرة لمصر حسب المصدر ذاته.
وتستورد تركيا من مصر سلع الوقود والزيوت المعدنية ومنتجات تقطيرها، وكذلك اللدائن والمنتجات الكيماوية والأسمدة، فيما تصدر إليها الحديد والصلب والمنتجات الكهربائية والسيارات والآلات الثقيلة. وحسب أرقام مصرية، فإن التبادل التجاري بين البلدين نما أكثر وبلغ عام 2022 حوالي 7,7 مليار دولار.
السعودية.. ركود ثم نمو
بلغ التبادل بين تركيا والسعودية 5,9 مليار دولار عام 2022 حسب أرقام هيئة الإحصاء السعودية، وذلك بنمو بلغ 32 في المئة. ووضع البلدان هدفاً بتنمية التبادل وإيصاله إلى 10 مليارات دولار في أقرب وقت. وأعلن الصندوق السعودي للتنمية، عن توقيع اتفاقية لإيداع 5 مليارات دولار لدى البنك المركزي التركي دعما لأنقرة في مواجهة تداعيات الزلزال.
لكن عكس العراق والإمارات ومصر، فالعلاقات الاقتصادية بين السعودية وتركيا شهدت ركوداً كبيراً بين عامي 2015 و2019، ولم يتجاوز هذا التبادل ثلاثة مليارات دولار عام 2018، رغم أن العلاقات السياسية بين الجانبين، وإن كانت باردة، فهي لم تكن متدهورة بالشكل الذي وقع مع مصر والإمارات، وحتى أزمة اغتيال خاشقجي لم تؤثر كثيراً.
المغرب.. تعديل اتفاق التجارة الحرة
عكس الدول الأخرى في القائمة، بقيت العلاقات التركية-المغربية مستقرة سياسيا بشكل كبير خلال السنوات العشرين الماضية، وتوطدت أكثر عندما حدث تقارب بين الدولتين على عدة ملفات، من بينها شن المغرب حملات على مدارس يشتبه بارتباطها بالداعية التركي فتح الله غولن، وكذلك دعم تركيا لخطة الرباط في نزاعها مع جبهة البوليساريو.
لكن هذا الاستقرار السياسي لم ينعكس بشكل كبير على الجانب الاقتصادي، ولم يتجاوز التبادل حجم التجاري 2,3 مليار دولار عام 2019. كما قام البلدان، بمبادرة مغربية، بتعديل بنود اتفاق التجارة الحرة، بما يتيح للمغرب فرض رسوم جمركية على عدد من السلع التركية، بعد تأكيد مغربي على تضرّر الرباط من الاتفاق إثر تفاقم عجز الميزان التجاري لصالح أنقرة، خصوصا في قطاع النسيج والألبسة.
لكن في الجانب السياحي، تعد تركيا وجهة مفضلة للمغاربة حيث يمكنهم زيارتها دون تأشيرة، كما تطورت الاستثمارات التركية في المغرب، حيث توجد علامات تجارية تركية في عدة قطاعات، توفر ما يصل إلى 8 آلاف وظيفة حسب وكالة الأناضول.
إسماعيل عزام
رجب طيب أردوغان.. ابن صياد السمك الذي أصبح رئيسا لتركيا
مع تعرض بقائه في السلطة للخطر يخوض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "حربا" لاجتياز أصعب اختبار سياسي له في مسيرته حتى الآن وحماية إرثه من معارضة جريئة. فكيف بدأت مسيرته السياسية وما هي أبرز محطاتها؟
صورة من: Reuters/W. Rattay
من كرة القدم إلى عمدة إسطنبول
"فقر وسجن وفضيحة"، بهذه الكلمات يمكن وصف مسار رجب طيب أردوغان السياسي، فقد نشأ في بيئة دينية بأحد أحياء إسطنبول الفقيرة ولفتت براعته في كرة القدم الانتباه، لكن الأب المتدين حرم الأبن من حلم الكرة وأرسله عوضاً عن ذلك إلى مدرسة دينية ليكتشف براعته في الخطابة وهي ما ميزت الشاب رجب. وعلى إثر فضيحة فساد هزت إسطنبول عام 1993 أصبح رجب طيب أردوغان القادم من خارج الوسط السياسي عمدة للمدينة.
صورة من: Mehmet Gulbiz/dpa/picture-alliance
نجاح انتخابي كبير عام 2002
تبع توليه منصب عمدة إسطنبول نجاح انتخابي كبير لحزبه في الانتخابات البرلمانية عام 2002. ولم يُسمح لأردوغان بتولي منصب رئيس الوزراء بسبب قصيدة دينية مُنع على إثرها من ممارسة السياسة وحُكم عليه بالسجن لأربعة أشهر. للقيام بذلك، قام بتعيين زميله في حزبه آنذاك عبد الله غول في المنصب، وسرعان ما غير غول القوانين لرفع القيود التي فرضت حظراً سياسياً على أردوغان.
صورة من: Jeff_J._Mitchell/dpa/dpaweb/picture-alliance
تعديل دستوري وعودة إلى معترك السياسة
بعد أن أقر غول التعديل الدستوري وأُلغيت الانتخابات في مقاطعة سيرت، تمكن أردوغان من الانتقال إلى البرلمان كعضو فيه. وهكذا عاد مرة أخرى إلى معترك الحياة السياسية رسمياً، ليصبح رئيساً للوزراء في 12 آذار/ مارس 2003، في حين تولى غول منصب وزير الخارجية. هنا في هذه الصورة يؤدي أردوغان اليمين كعضو في البرلمان.
صورة من: Anadolu Ajansi/dpa/dpaweb/picture-alliance
انفتاح على الغرب وعلى الجيران
بعد أن أصبح أردوغان رئيساً لوزراء تركيا وتولى عبد الله غول منصب وزير الخارجية، سرعان ما انفتحت تركيا على الغرب وألغت عقوبة الإعدام. وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية، سعى أردوغان في البداية أيضاً إلى التقارب مع الاتحاد الأوروبي بحيث أصبح الانضمام إلى الكتلة الأوروبية خياراً محتملاً. كما تحسنت علاقة تركيا مع جيرانها بشكل ملحوظ.
صورة من: Stringer/dpa/dpaweb/picture-alliance
نظرة غربية متغيرة
نظر الحلفاء الغربيون في البداية إلى تركيا بقيادة أردوغان على أنها مزيج من الإسلام والديمقراطية يمكن أن يكون نموذجا لدول الشرق الأوسط للتخلص من الاستبداد. لكن مساعي أردوغان المستمرة لتوسيع صلاحياته سببت حالة استقطاب في البلاد وأثارت قلق الشركاء. اعتبر المؤيدون ذلك مجرد مكافأة لزعيم أعاد التعاليم الإسلامية إلى صميم الحياة العامة، فيما رأى المعارضون أن ذلك هو إمعان في الاستبداد من زعيم أدمن السلطة.
صورة من: Getty Images
نجاحات اقتصادية وتسديد الديون
أولى نجاحاته السياسية والاقتصادية تمثلت في سداد جميع الديون المتراكمة على تركيا منذ 19 عاماً لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي. فقد اقترضت تركيا ما يقرب من 47 مليار دولار من الصندوق على مدار 50 عاماً. بعد أن فشلت المفاوضات في التوصل إلى اتفاق بشأن اتفاق جديد، قررت تركيا سداد ما تبقى من الديون في عام 2009.
صورة من: picture-alliance/ dpa
فضيحة في منتدى "دافوس"
هذا النجاح تبعته فضيحة في اللعام نفسه 2009 خلال منتدى دافوس. عندما برر رئيس وزراء إسرائيل الأسبق شيمون بيريز سياسة حكومته في غزة، وسأل أردوغان عن رد فعله على "قصف إسطنبول". فرد أردوغان بغضب: "دقيقة! دقيقة!"، ثم أعطاه الوسيط الكلمة مرة أخرى لينتقد تصرفات إسرائيل ضد الفلسطينيين واتهم حكومتها بـ "قتل مدنيين وأطفال أبرياء عن عمد". بعدها شعر أردوغان أن وقت الكلام تم توزيعه بشكل غير عادل وخرج من المنصة.
صورة من: Yasin Aras/Anadolu Agency/picture alliance
احتفاء بـ "فاتح دافوس"
جعلت الفضيحة في منتدى دافوس وانسحاب الوفد التركي منه لاحقا أنصار حركة حماس - المصنفة كمنظمة إرهابية في أوروبا- يحتفلون بأردوغان كـ "بطل". لكن كلماته وجدت أيضا أرضا خصبة في وطنه تركيا، فقد احتفل أنصاره بهذا العمل. يمكن رؤية الأعلام واللافتات في مطار إسطنبول مكتوب عليها عبارات مثل: "مرحبا بعودة فاتح دافوس" أو "أيها العالم، انظر إلى رئيس وزرائنا!" في مطار إسطنبول.
صورة من: Nabil Mounzer/EPA/dpa/picture-alliance
موجة احتجاجات طويلة
لكن هذه القناعة لدى مواطني تركيا بأردوغان لم تدم طويلاً، ففي 28 أيار/ مايو 2013 اندلعت موجة احتجاجات طويلة ضده. كان مبعثها مظاهرة ضد مشروع بناء مخطط في موقع حديقة غيزي، لتصبح لاحقا احتجاجات عارمة. أدى الاستخدام المفرط للقوة من قبل الشرطة إلى تصعيد الاحتجاجات. وسرعان ما اندلعت احتجاجات أخرى في المدن التركية الكبرى ضد حكومة أردوغان وحزبه العدالة والتنمية وسلطويته.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Okten
ربيع تركي
كان لاحتلال المتظاهرين ميدان تقسيم الدور الرئيس في الاحتجاجات. ووقعت أعمال شغب واشتباكات عنيفة بين الشرطة والمتظاهرين حول الميدان ليصبح رمزا لمقاومة عنف الشرطة. في إشارة إلى "الربيع العربي" عُرفت الاحتجاجات هناك أيضا باسم "الربيع التركي". في 12 حزيران/ يونيو 2013 تم إخلاء الساحة باستخدام الشرطة قدر كبير من العنف مجددا.
صورة من: Tolga Bozoglu/EPA/dpa/picture alliance
"فساد عائلي"
لكن هذا العنف لم يخمد اندلاع احتجاجات تالية. هذه المرة كان هدفها أردوغان وعائلته. كانت الشرارة الأولى لها تسجيل مزعوم لمكالمة هاتفية مع ابنه بلال حول كيفية إخفاء الملايين من تحقيقات الفساد. وهتف المتظاهرون الذين تجمعوا مرة أخرى بالقرب من ميدان تقسيم "لدينا 30 مليون يورو هنا!". قاموا بتوزيع النقود المزيفة على أشخاص طويلي القامة في إشارة لاتهامات أردوغان بالفساد.
صورة من: picture-alliance/U. Baumgarten
قصر رئاسي مترامي الأطراف
منذ خريف 2014 يقيم أردوغان في القصر الرئاسي المترامي الأطراف بمحمية أتاتورك أورمان جفتليجي الطبيعية في العاصمة أنقرة. وقد أثار تشييد القصر الكثير من الجدل، لاسيما وأنه بُني على الرغم من حظر المحكمة. كما وُجهت انتقادات لأردوغان بسبب حجم القصر، إذ يُقال إن القصر يحتوي على نحو 1000 غرفة. علاوة على ذلك كلف تشييده دافعي الضرائب حوالي 1.37 مليار ليرة تركية.
صورة من: Stf/Presidency Press Service/AP/dpa/picture alliance
قوة حاسمة على الصعيد الخارجي
إذا كان مجمع القصر الرئاسي الجديد علامة بارزة على سلطات أردوغان الجديدة على الصعيد الداخلي، فقد أضحت تركيا على الصعيد الخارجي أكثر حزما إذ تدخلت في سوريا والعراق وليبيا، وغالبا ما تُنشر طائرات مسيرة عسكرية تركية الصنع بقوة حاسمة. كما ساعدت الطائرات المسيرة أوكرانيا على الدفاع في مواجهة الغزو الروسي.
صورة من: Muhammed Enes Yildirim/AA/picture alliance
تدخلات عسكرية خارج الحدود
لكن التدخلات العسكرية التركية خارج الحدود لم تجذب سوى قليل من الحلفاء، ووسط الاقتصاد المتعثر مع بدء العد التنازلي للانتخابات، سعى أردوغان إلى التقارب مع منافسين في المنطقة، حيث تُجرى مباحثات خلف الأبواب المغلقة لإعادة العلاقات مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Watad
تشويه سمعة أردوغان في ألمانيا
تصدّر الكاتب الألماني الساخر ومقدم البرامج يان بومرمان عناوين الصحف الدولية عندما قام بـ "الإساءة" للرئيس أردوغان في قصيدة لاذعة. ووجهت الحكومة التركية وأردوغان نفسه اتهامات جنائية ضد بومرمان، كما بدأ المدعي العام الألماني التحقيق ضده. في 4 أكتوبر/ تشرين الأول 2016 أعلن مكتب المدعي العام في ماينتس عن وقف التحقيق ضد بومرمان.
صورة من: picture alliance / Oliver Berg/dpa
انقلاب فاشل!
في مساء 15 تموز/ يوليو 2016 أقدمت قطعات من الجيش التركي القيام بمحاولة انقلاب على نظام أردوغان كما قالت البيانات الرسمية. ونظرا لأن الانقلاب رفضه جزء كبير من السكان ولم يجد دعما كبيرا من المعارضة السياسية، فقد فشل في اليوم التالي. سرعان ما ألقت حكومة أردوغان باللوم على حركة غولن في محاولة الانقلاب. صورة تظهر أنصار الرئيس أردوغان مع دبابة على جسر البوسفور في 16 تموز/ يوليو 2016.
صورة من: Str/EPA/dpa/picture alliance
حملة اعتقالات واسعة
بعد محاولة الانقلاب، أطلقت السلطات حملة إجراءات صارمة، إذ احتجزت أكثر من 77 ألفا في انتظار المحاكمة وتم فصل 150 ألف موظف حكومي أو وقفهم عن العمل. وتقول منظمات معنية بحقوق الإعلاميين إن تركيا صارت أكبر دولة تسجن الصحفيين في العالم لبعض الوقت. ردت حكومة أردوغان أن الحملة كانت نتيجة للتهديدات من أنصار الانقلاب وكذلك تنظيم "داعش" وحزب العمال الكردستاني.
صورة من: Stringer/AFP
تكريس الصلاحيات بنظام رئاسي
بعد أن تولى أردوغان رئاسة ثلاث حكومات في تركيا من 2003 إلى 2014، أدخل الاستفتاء الدستوري المثير للجدل لعام 2017 نظاماً رئاسياً مع الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 24 تموز/ يوليو 2018، حيث حصل أردوغان على 52.6 بالمائة من الأصوات لكن المعارضة تحدثت عن تزوير انتخابي. بعد فوزه الغى أردوغان مجلس الوزراء كجهاز من هيئات الدولة. ومنذ تلك الفترة اتخذت رئاسة أردوغان على نحو متزايد سمات سلطوية واستبدادية.
صورة من: picture-alliance/ZUMAPRESS.com/O. Nuri Boyaci
انهيار اقتصادي
بدأت أزمة العملة التركية في عهد أردوغان في عام 2018، إذ فقدت الليرة التركية قيما قياسية في السنوات التالية. بين عامي 2019 و2021 غيّر أردوغان رئيس البنك المركزي التركي ثلاث مرات لأنهم لم يرغبوا في دعم السياسة المالية الفضفاضة. في عام 2022 رفع أردوغان الحد الأدنى للأجور بنسبة 50 في المائة وطالب بمزيد من الضرائب من أرباب العمل لمواجهة الخسائر.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/L. Pitarakis
زلزال مدمر
يواجه أردوغان رياحا سياسية معاكسة شديدة قبل الانتخابات المقررة في 14 مايو/ أيار، فبينما كان يعاني بالفعل من تحميله مسؤولية الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد جاء الزلزال المدمر في فبراير/ شباط ليترك حكومته متهمة ببطء الاستجابة والتراخي في تطبيق لوائح بناء كان من الممكن أن تنقذ الكثير من الأرواح.