1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تركيا والعراق وسوريا: أزمات تعبر الحدود

ملهم الملائكة ٧ يونيو ٢٠١٣

تداخلت المواقف، فباتت الصراعات عابرة للحدود، اتفق الساسة العراقيون فتوقف العنف لكن ما لبثت الاحتجاجات أن تفجرت في تركيا، حزب الله اللبناني قضى على المعارضة السورية في القصير السورية ، إيران في كل مكان، وتختلط الأوراق.

صورة من: AP

فجأة، جمع السيد عمار الحكيم قادة سياسيين في بيته، وظهر الجميع على الشعب عبر شاشات الفضائيات وهم يضحكون ويرفعون أيديهم علامة التآخي والوداد. وفجأة توقفت التفجيرات وقتل الناس على الهوية: ماذا يعني هذا؟ هل كان الساسة يتقاتلون بالمتفجرات فيموت الناس كناتج عرضي جانبي؟ وما ذنب 1000 عراقي قتلوا في شهر أيار، لينتهي كل ذلك بلقاء رمزي في بيت السيد الحكيم؟

بنفس التوقيت تفجّر الوضع في تركيا، رجب طيب اردوغان وحزب العدالة والتنمية يفقدون مواقعهم بسرعة . في نفس التوقيت، تغير المشهد في تركيا بشكل سريع ودراماتيكي، فنزلت الجماهير إلى الشارع تطالب برحيل اردوغان، واجتاح العنف المدن الكبرى وقتل شخصان وقتل شرطي وأصيب ألفان. تركيا حتى الأمس القريب تدخلت في الشأن العراقي بدرجة كبيرة، بل أصبحت طرفا في الخلافات العراقية - العراقية.

" لو عاشت تركيا الأحداث التي جرت في سوريا في البداية لكان الوضع مشابها"

ولا ينسى المراقب أن تركيا واردوغان بالذات حرّضت على مدى عامين على إسقاط النظام السوري، بل إن اردوغان خاطب الرئيس السوري عدة مرات مطالبا إياه بالاستماع لصوت الشعب، لكن الوضع في تركيا تغير بسرعة.

الصحفي والإعلامي التركي حسني محلي تحدث إلى مايكروفون DW عربية من اسطنبول شارحا التغيير بالقول " إن تركيا التي يحاول البعض أن يسوّقها على إنها نموذج مثالي للديمقراطية واجهت ما واجهته ، وتركيا التي تحاول أن تسوّق الديمقراطية لسوريا قد واجهت تقريبا نفس المشاكل التي واجهتها سوريا في البداية.... ولو عاشت تركيا الأحداث التي جرت في سوريا في البداية لكان الوضع مشابها".

احتجاجات تركيا: الشباب ضد اردوغانصورة من: Reuters

وذهب محلي إلى ابعد من ذلك مؤكدا أن بعض المتظاهرين الأتراك لو لجأوا لاستخدام الأسلحة النارية فإن قوات الأمن سترد عليهم بالسلاح، وستتطور الأمور إلى ما يشبه الوضع السوري ومآسيه الحالية. الصحفي التركي حسني محلي أسوة بأغلب المثقفين والفنانين الأتراك أكد استياءه مما يجري في بلده بالقول " المعارضون السلميون الهادئون واجهتهم قوات الأمن - كما شاهد العالم كله - بأتعس أساليب الرد".

الكاتب الصحفي علي الأوسي دخل حوار مجلة العراق اليوم من DWعربية مشيرا إلى أن حكومة تركيا الحالية هي حكومة حزب العدالة والتنمية وهو حزب إسلامي يمثل امتدادا لخط نجم الدين اربكان ، كما " أن تركيا هي دولة ديمقراطية وفيها حركات وتيارات وأحزاب علمانية ويسارية و يسارية متطرفة وشيوعية ومن الطبيعي جدا ألا تنسجم ولا تلتقي في برنامج واحد ، وطبيعي جدا أن تتناقض مع توجهات وبرامج وتطلعات حزب العدالة والتنمية، خاصة وانه استطاع أن يهزم كل هذه الحركات في أكثر من جولتين انتخابيتين".

" الحراك التركي يختلف عن الحراك الشعبي في دول ما يسمى بالربيع العربي "

وفي معرض تفسيره لمواقف الأحزاب الدينية حين تصل إلى السلطة، وتفارق شعاراتها الديمقراطية ، اعتبر الأوسي "أن القوى والأحزاب العلمانية واليسارية التركية قد اتخذت من مناسبة قانون تحديد بيع الكحوليات ذريعة لدفع الحراك الاحتجاجي المعارض لأردوغان وحزبه باتجاه التصعيد"، على حد تفسيره.

المسلحون الأصوليون في سوريا يهددون العراقصورة من: AFP/Getty Images

الحراك الشعبي الذي اجتاح منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا العربي بدأ جماهيريا وشاركت فيه كل القوى، ثم انتهى بأن قفزت القوى الإسلامية وأحزابها لتتصدر المشهد وتتولى السلطة ، وهو ما ذهب إليه الصحفي علي الأوسي معربا عن اعتقاده بأن الأزمة التركية تخرج إلى حد ما عن هذا الوصف حيث يقول إن " الحراك التركي يختلف عن الحراك الشعبي في دول ما يسمى بالربيع العربي، فالحراك العربي يبحث عن الحرية والديمقراطية وكرامة الإنسان...الوضع في تركيا مختلف، فهناك حكومة اردوغان وحزب العدالة والتنمية، وفي المقابل هناك ساحة واسعة من التعددية السياسية والمرونة التي تتيحها الديمقراطية، وخصوم اردوغان الذين لم يتمكنوا من إسقاطه في صناديق الاقتراع سيسعون لإسقاطه من خلال التظاهرات".

" تظاهرات العراق التي اتسمت بطابع طائفي قد تلقت الدعم من تركيا"

ويرى بعض الخبراء أن هناك ترابطا وثيقا فيما يجري في تركيا وسوريا والعراق وعموم المنطقة، وهو ما ذهب إليه الكاتب والمحلل السياسي د. عبد الخالق حسين في حواره مع DWعربية مشيرا إلى أن تظاهرات العراق التي اتسمت بطابع طائفي "قد تلقت الدعم من تركيا ومن قطر وغيرها، والآن ترابطت كل هذه الأوضاع، تفجُر الأوضاع في تركيا، والهزيمة التي بدأت علاماتها على ما يسمى بالثورة السورية ضد نظام بشار الأسد ، وكل هذا متصل بما يجري في العراق"، " فمن قاموا بالتظاهرات في العراق كانوا يأملون أن تنتصر المعارضة السورية ، ويسقط نظام الأسد، لتنتقل الحرب بعد ذلك إلى العراق وعلى نفس الغرار، وكل ذلك بدعم من تركيا والآمال التي عقدت على اردوغان وعلى انتصار الثورة السورية، لكن كل تلك الآمال انتهت باليأس".

الشباب في إيران ضد حكومة ولاية الفقيه. صورة من تظاهرات عام 2009 بعد الانتخابات.صورة من: AP

المشهد يتغير، حتى في إيران المقبلة على انتخابات مثيرة للجدل، هناك نار تحت الرماد، فالمرشحان الأقوى إلى منصب الرئاسة ( رفسنجاني ومشائي ) منعا من الترشح، ومرشحو الإصلاح وفي طليعتهم مير حسين موسوي ما زالوا قيد الإقامة الجبرية. فهل تصل التغيرات إلى إيران أيضا؟ عن هذا السؤال أجاب الكاتب الصحفي علي الأوسي معتبرا أن الوضع في داخل إيران دقيق وحساس كما أن الجميع يترقبون مقدمات العملية الانتخابية ومستقبلها. و أشار الأوسي إلى أن رفسنجاني يمثل احد أركان نظام الجمهورية الإسلامية في إيران وهو أحد قيادات الثورة، واستبعاده عن المشهد السياسي بهذه الطريقة قد لا يمر بشكل عابر لا سيما وأن إيران بدأت تتأثر بالضغوط المتعلقة بملفها النووي ، وما يتعلق بسياساتها الخارجية في الشرق الأوسط على العموم ، كما أن عملتها بدأت تتداعى بفعل الحصار، " ولكن مع هذا يمكن أن أقول شخصيا أن للشعب الإيراني طقوسه الثورية الخاصة ".

وليس بوسع المراقب أن يغفل كل هذه المعطيات على الساحة الإقليمية، تركيا وسوريا وإيران ومدى تأثيرها على الحلقة الأضعف أي العراق.

اردوغان: " أفراد متطرفون نظّموا التظاهرات وانضم إليهم الناس"

في اتصال من البصرة أشار المحلل السياسي ماجد الغراوي إلى أن الدول الغربية تمسك بخيوط اللعبة في المنطقة مشيرا إلى أن ما يجري كان دائما متناظرا، " فمقابل سقوط بن علي سقط القذافي، ومقابل سقوط حسني مبارك يجب أن يدفع بشار الأسد الثمن ، وهذا هو المخطط للمنطقة، وفي رأيي أن القلاقل التي تجري في تركيا ما هي إلا فقاعات ستتلاشى قريبا".

الكاتب الصحفي علي الاوسيصورة من: Ali Al-Awsi

من جانبه أعتبر الكاتب والمحلل السياسي عبد الخالق حسين أن للغرب دورا واضحا فيما يجري في المنطقة ، فلولا هذا الدور، ما سقط صدام حسين، وما سقط القذافي مثلا، ولكن" إذا أرجعنا كل ما يجري في المنطقة إلى الغرب حصرا، فمعنى ذلك أننا نلغي أي دور للشعوب العربية، وهذا يعني أن هذه الشعوب مجردة من أي إرادة ... وهذه النظرة فيها اهانة لهذه الشعوب" .

رد فعل رجب طيب اردوغان لم يختلف عن ردود فعل الحكام العرب الذين واجهوا انتفاضات شعوبهم بالاتهامات، ثم بالعنف، وقد أشار في خطاب متلفز بالقول" فيما يخص هذه الأحداث وكوني رئيسا للوزراء ومقيما في اسطنبول، أريد القول إننا لو استثنيا أولئك الذين شاركوا في التظاهرات بدافع عواطفهم العفوية الساذجة التي حركها حضورهم على موقع التواصل الاجتماعي، فإن هناك أفرادا متطرفين هم من نظموا التظاهرات، ولسوء الحظ انضم إليهم الناس".

دوليا، دعت ألمانيا إلى التهدئة في تركيا معتبرة أن ما يجري في هذا البلد قد لا يؤثر على محادثات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي وفي هذا السياق اعتبرت صحيفة " لايبتسغه فولكس تسايتونغ" أن الاحتجاج لم يعد موجها ضد المحاولة المبجلة لتنفيذ مشروع بناء، بل بات ينصب ضد أسلوب حكم رجب طيب اردوغان وحزبه الإسلامي المحافظ ، فالتحرك العنيف يؤكد فقط توتر الحكومة واتساع الفجوة بين الحكام والشعب ، والغرب لا يمكن أن يبقى غير مبال بهذا التطور".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW