تركيا والمعارضة السورية تؤكدان أن إخلاء شرق حلب "لم ينته"
١٦ ديسمبر ٢٠١٦
أكد وزير الخارجية التركي تشاوش اوغلو أن عمليات الإخلاء لم تنته، بعد تصريحات صدرت من الجيش الروسي تعلن إتمام العملية، ومصدر في المعارضة يؤكد موافقة جبهة فتح الشام على خروج المصابين من قريتي الفوعة وكفريا الشيعيتين.
إعلان
أعلن الجيش الروسي الجمعة أن القوات السورية تقوم بتصفية "آخر جيوب المقاومة" للفصائل المعارضة في حلب. وأكد بيان للجيش الروسي أن "عملية تحرير الأحياء الشرقية في حلب الخاضعة لمقاتلي المعارضة تمت، والقوات الحكومية السورية تقوم بتصفية آخر جيوب المقاومة للمتشددين".
في هذه الأثناء ساد الهدوء ميدانيا ولم تسمع أصوات أسلحة رشاشة أو ثقيلة باستثناء طلقات متقطعة صباحا، على ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس في المكان.
وكان الجيش الروسي أعلن في وقت سابق إتمام عمليات إجلاء آخر مقاتلي الفصائل المعارضة عائلاتهم من شرق حلب مؤكدا أنه لم يبق فيها سوى مقاتلين "متشددين" يريدون القتال إلى النهاية. لكن مصدرا في الجيش السوري أفاد وكالة فرانس برس أن هذه العمليات "لم تنته بل علقت"، فيما أكدت تركيا من جهتها أن إخلاء شرق حلب "لم ينته".
وقال وزير الخارجية التركي تشاوش اوغلو إن "عمليات الإخلاء لم تنته، وما زال الكثيرون يريدون مغادرة المنطقة"، وذلك في مؤتمر صحافي في انقره. وذكر أوغلو أنه يجري التخطيط لمحادثات بالاشتراك مع روسيا لعقد اجتماع للمعارضة السورية وممثلين من الحكومة السورية في كازاخستان. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت سابق إنّه يعمل عن كثب مع تركيا لمحاولة بدء سلسلة من محادثات السلام التي تهدف للتوصل إلى وقف لإطلاق النار على مستوى سوريا.
من جهته أكد مسؤول بالمعارضة السورية المسلحة اليوم إن عملية الإجلاء من شرق حلب أبعد ما تكون عن الانتهاء وذلك ردا على بيان روسي أشار إلى استكمال العملية. وقال زكريا ملاحفجي المسؤول في تجمع فاستقم الذي يقيم في تركيا إن المصابين وبعض المدنيين هم الذين غادروا. وأضاف أنه لم يخرج أي من المقاتلين وأن ثلاث قوافل فقط هي التي خرجت من المنطقة.
ونقل أكثر من خمسين جريحا إلى تركيا بعد خروج آلاف من مقاتلي المعارضة والمدنيين، بحسب ما أعلن رئيس الهلال الأحمر التركي.
من جانب آخر قال مصدر بالمعارضة السورية المسلحة إن جبهة فتح الشام التي كانت تعرف سابقا باسم جبهة النصرة وافقت على خروج المصابين من قريتي الفوعة وكفريا اللتين يغلب على سكانهما الشيعة في محافظة إدلب.
وبوصفها آخر جماعة معارضة توافق على بدء الإجلاء قال المصدر إن العملية يمكن أن تبدأ اليوم.
وكانت مصادر بالمعارضة قالت فيما سبق إنها وافقت على إجلاء المصابين من الفوعة وكفريا في إطار اتفاق لخروج المقاتلين والمدنيين من شرق حلب.
وكان مصدر في المعارضة السورية المسلحة قد قال إن كل الجماعات التي تحاصر قريتي الفوعة وكفريا الشيعيتين وافقت على السماح بإجلاء المصابين منهما عدا جبهة فتح الشام المعروفة سابقا باسم جبهة النصرة.
ح.ز/ ع.خ (أ.ف.ب / رويترز/ أ.ف.ب)
في صور: حلب بين الأمس واليوم
بعد 68 شهرا من الحرب السورية التي نالت منها حلب نصيبا كبيرا، اتخذت المدينة وجها آخر مختلفا، فاحتلت الأنقاض وبقايا البنايات مكان الأسواق التاريخية والمباني الأثرية التي اشتهرت بها المدينة، وتحولت صور الأمس إلى ذكريات.
صورة من: Reuterse/Sana
جامع حلب الكبير أو الجامع الأموي أو جامع بني أمية هو أكبر وأحد أقدم المساجد في مدينة حلب السورية. أصبح جزءا من التراث العالمي منذ عام 1986. شيدت مئذنة المسجد في عام 1090 ودمرت في نيسان/ أبريل من العام 2013 نتيجة للمعارك التي اندلعت هناك خلال أحداث الحرب.
صورة من: Imago/imagebroker
تأثر الجامع بالمعارك الدائرة في حلب خلال الحرب السورية سنة 2013 فبالإضافة إلى تدمير مئذنته وسط اتهامات بين المعارضة والنظام، تعرضت مكتبته التاريخية للحرق نتيجة للمعارك الدائرة في محيطه. منذ نيسان/ أبريل 2013 اُعتبر المسجد من أحد مناطق الاشتباكات بين الثوار وقوات الحكومة السورية، التي تتمركز بمنطقة غير بعيدة عن المسجد.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Dilkoff
سوق حلب القديم من أبرز معالمها التاريخية ويسمى أيضا بـ "بازار حلب" ويضم العديد من الأسواق التاريخية باعتبار أنه ينظر إلى حلب كعاصمة اقتصادية لسوريا ومدينة تجارة بامتياز. سوق حلب كان من المواقع التي كان السياح يحرصون على زيارتها.
صورة من: Nünnerich-Asmus Verlag & Media GmbH
شيدت معظم أجزاء السوق في القرن الرابع عشر وسميت حسب أسماء الحرف والمهن المزاولة فيها، مثل سوق الصوف. السوق منح للتجار ولبضائعهم خانات متواجدة حول الأسواق. أخذت الخانات أيضاً أسماءها من مواقعها وحرفة السوق الواقع فيه. كانت هذه الخانات قبل الحرب تتميز بواجهاتها الجميلة المحصنة بالأبواب الخشبية المتينة.
صورة من: picture alliance/CPA Media/D. Henley
أما اليوم فقد تحول السوق الكبير إلى كومة ضخمة من الخراب والدمار والأنقاض بسبب المعارك الشرسة بين قوات الجيش النظامي وقوى المعارضة المسلحة.
صورة من: picture-alliance/AA/K. Bozzdogan
وحتى المحلات والدكاكين، التي لم تدمر بالكامل أغلقت وانتهى النشاط التجاري في هذه المنطقة، وذلك بسبب استمرار الوضع المتردي.
صورة من: AFP/Getty Images
قلعة حلب الأثرية التي تعتبر أيضا من أبرز معالم المدينة السياحية وهي مدرجة ضمن التراث العالمي. لم تتأثر بشكل كبير من الحرب لكن في أغسطس 2012 تعرضت بوابتها الخارجية لأضرار نتيجة قصفها إثر اشتباكات دارت بين الجيش السوري الحر والجيش السوري النظامي في محاولة السيطرة على القلعة.
صورة من: picture-alliance/dpa
صورة من فوق تظهر الفرق بين محيط قلعة حلب التاريخية قبل الأحداث وبعدها. دمار كبير غير ملامح المنطقة نتيجة المعارك القوية.
صورة من: US Department of State, Humanitarian Information Unit, NextView License (DigitalGlobe)
صورة شاملة لحلب من فوق تعود لسنة 2007، أي قبل أربع سنوات من بداية الصراع السوري.
صورة من: Imago/A.Schmidhuber
حلب التي تعتبر من أقدم مدن العالم، ومحجا للسياح والمهتمين بالتاريخ تحولت اليوم إلى منطقة إستراتيجية تخضع لحسابات الحرب والتحالفات العسكرية.
صورة من: Nünnerich-Asmus Verlag & Media GmbH
باتت قوات الأسد والميليشيات الموالية لها تسيطر على أكثر من 85 في المائة من مساحة الأحياء الشرقية التي كانت تحت سيطرة فصائل المعارضة منذ العام 2012، تاريخ انقسام المدينة بين الطرفين. وبات مقاتلو المعارضة محصورين داخل عدد من الاحياء في جنوب شرق المدينة، وسط مساعي لخروجهم عبر ممرات آمنة.
صورة من: Reuters/A. Ismail
حلب الشرقية ما تزال تحت القصف..مقاتلو المعارضة ما يزالون يتحصنون في بعض الجيوب، بعد تقدم كاسح لقوات نظام الأسد فيما تبقى من أحياء المدينة.
صورة من: Getty Images/AFP/Y. Karwashan
المدنيون يحاولون الفرار من مناطق القصف في شرق حلب...منذ بدء هجوم قوات الأسد على شرق حلب في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر، أحصى المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل 384 مدنيا بينهم 45 طفلا في حلب الشرقية جراء القصف والغارات والمعارك، فيما قتل 105 مدنيين في غرب حلب نتيجة قصف من مقاتلي المعارضة.
صورة من: Reuters/Sana
الأمم المتحدة أبدت قلقها ازاء معلومات حول فقدان المئات من الرجال بعد هروبهم من شرق حلب إلى مناطق خاضعة لسيطرة النظام، وكذلك منع آخرين من الفرار من مناطق المعارضة.