تركيا ومصر..حين يستغل رجال الدولة أندية الكرة لأهداف معينة
٣١ ديسمبر ٢٠١٦
التداخل بين كرة القدم والسياسة ليست بالشيء الجديد. فالدعم الذي تلقاه أندية معينة من سياسيين مثلا يمكن أن يكون مفيدا. وفي تركيا صعد فريق أنشيء قبل عامين إلى قمة الدوري. وفي مصر تدخلت السياسة لمنع تدهور نتائج فريق بعينه.
إعلان
بسرعة هائلة نجح فريق نادي "باشاكشهر" في الضاحية التي تحمل نفس الاسم في إسطنبول، أن يفرض نفسه على مجريات الدوري التركي لكرة القدم. ويحتل الفريق حاليا المركز الأول في الدوري التركي متفوقا على أعرق الفرق التركية: بشكتاش، غلاطه سراي وفناربخشه، رغم أن هذا النادي تأسس فقط عام 2014، منبثقا عن فريق كان تابعا لإدارة بلدية المدينة التركية العريقة.
ويقول متابعون إن صعود هذا الفريق إلى القمة يعود إلى دعم خفي يلقاه من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي افتتح في نفس عام تأسيس النادي، عندما كان رئيسا للوزراء، ملعبا عصريا في ضاحية باشاكشهر أطلق عليه اسم "فاتح تريم"، مدرب منتخب تركيا.
ويتسع ملعب "فاتح تريم" لـ17 ألف متفرج ليكون ملعبا مناسبا للأندية المتواجدة في تلك الضاحية. وأقيمت لدى افتتاحه مباراة استعراضية شارك فيها أردوغان نفسه بزي باشاكشهر وسجل ثلاثة أهداف "هاتريك" في 15 دقيقة ليحول تأخر فريقه بصفر مقابل ثلاثة أهداف إلى التعادل 3-3، ثم الفوز في النهاية 9-4، في منظر يبدو أن به تساهل من لاعبي الفريق الآخر، رغم أن تسديد أردوغان للأهداف يظهر فعلا أنه لم يفقد حسه كلاعب كرة سابق.
دعم وهدف محتمل
ويقول موقع "فوكس أونلاين" الألماني إن إنشاء أردوغان لفريق باشاكشهر جاء لتحقيق أهداف يبغيها منها سحب البساط من مشجعي "أولتراس" فريق بشاكتاش، فمعظهم من أصحاب الوجهة اليسارية والليبرالية، علاوة على أنهم كانوا من أوائل الحركات، التي شاركت في احتجاجات ضد خطط أردوغان بخصوص "منتزه جيزي" في عام 2013.
ويضيف الموقع الألماني أن أردوغان يؤثر بشكل مباشر في نجاح باشاكشهر عبر الرعاة، الذين يدعمون النادي ولهم علاقة مباشرة مع الرئيس التركي. ويقال إن مؤسسة البناء "ماكرو إنسات"، الراعية لقميص باشاكشهر قريبة من حزب العدالة والتنمية الحاكم. كما هناك حديث أيضا عن شركة طبية تحمل اسم الطبيب الشخصي لأردوغان.
أحداث سابقة في مصر
الحديث عن تدخل أردوغان لدعم ناد بعينة يذكر المتابع بما كان يحدث في مصر، مع الفارق طبعا، عندما كانت السياسة أحيانا تحدد أي اللاعبين سينتقل إلى أي الأندية، ومن يصعد ومن يهبط من البطولات بل وأحيانا من يفوز بها ومن يخسرها. وأقرب العصور إلينا هي فترة الرئيس السابق حسني مبارك، عندما كان ولداه علاء وجمال قريبين جدا من أندية الكرة ويصادقان لاعبين وإعلاميين معروفين بانتمائاتهم إلى فرق معينة، ويلعبان معهم بطولات في الصالات.
ويقول إبراهيم عبدالغني في مقال بموقع "مصرس" إن من المثير أن علاء وجمال مبارك كانا يصران على قيادة فريق الصقور خلال الدورة الرمضانية، ويفوزان بالبطولة كل عام، على أن يفوز أحدهما بلقب أحسن لاعب، فى حين يفوز الآخر بلقب هداف البطولة، حسب تعبيره.
كما أن علاء كان إسماعيلاويا "حتى الثمالة"، وقيل إنه ضغط بقوة لعودة نجم الدراويش حسنى عبدربه إلى الإسماعيلى ( بعدما كان في طريقه إلى الأهلي)، حسب عبدالغني، الذي ذكر أيضا أنه قبل سقوط مبارك بشهور طلب جمال مبارك من رئيس المجلس الأعلى للرياضة حل مشاكل نادى الزمالك بأى ثمن، بعد أن وصل ترتيب الفريق فى موسم 2009-2010 إلى المركز ال 13. كما أن إدارة النادى الأهلى حاولت استغلال أهلاوية سامح فهمى وزير البترول الأسبق لتسهيل انتقال لاعبى الناديين البتروليين: انبى وبتروجيت، إلى صفوفه.
ص.ش
"جنود أردوغان".. مدنيون في الساحات ضد غدر العسكر!
ليلة محاولة الانقلاب العسكري في تركيا دعا أردوغان أنصاره للخروج إلى الشوارع، وكان لهؤلاء دورا مهما في إفشال الانقلاب، كما طلب منهم البقاء في الشارع تخوفا من غدر العسكر به، وهؤلاء لبوا دعوته. كاميرا DW رصدت تلك التظاهرات.
صورة من: DW/D. Cupolo
كل ليلة يأتون أفواجا للمشاركة في تظاهرات أنقرة لـ"مراقبة الديمقراطية". ومثل الكثيرين هنا، تؤكد زينب، ذات 32 عاما، أنها ستواصل التعبير عن مساندتها لأردوغان كلما طلب منها الأخير ذلك. "الجنود يستجيبون لأوامر قائدهم"، على ما تقول الشابة التي تعمل في مركز تجاري. وتضيف قائلة: "أردوغان هو قائدنا الأعلى ونحن جنوده". تنويه: الصور لا تظهر الأشخاص الذين حاورتهم DW.
صورة من: DW/D. Cupolo
"وإذا ما تطلب الأمر فسنأخذ إجازة من العمل للمشاركة في هذه التظاهرات"، على ما يقول سعدت، طالب متخرج في 31 من عمره. "(فقط أردوغان) بإمكانه أن يحكم بلدا متقلبا مثل تركيا"، كما يقول. بيد أن سعدت مثل الآخرين رفض الإدلاء باسمه الكامل خوفا من أن تكون هناك محاولة انقلاب أخرى بصدد التحضير لها وقد يتعرضون للاعتقال حينها بسبب تصريحاتهم هذه..
صورة من: DW/D. Cupolo
وعند سؤاله عن دوافعه لمساندة أردوغان، يقول جمال كايا، وهو طالب في 21 من عمره، بأن حزب العدالة والتنمية قد دفع بالاقتصاد التركي إلى الأمام وحسّن من الخدمات الاجتماعية. "قبل أن يأتي (أردوغان) كانت المستشفيات عبارة عن كارثة وقد عملنا بكد لتجديدها وتحسين خدماتها"، مضيفا "اليوم أصبح نظامنا الصحي أفضل بكثير."
صورة من: DW/D. Cupolo
ويروي كايا بأنه كان ليلة محاولة الانقلاب بالقرب من مبنى رئاسة أركان الجيش في أنقرة عندما تعرض لقصف من مروحية عسكرية. ويوضح بأن المشاركة في تظاهرات مساندة لأردوغان هي طريقة للتنفيس عن التوتر النفسي الذي عاشه تلك الليلة. "شعبنا عاش صدمة نفسية والقدوم إلى هنا هو عبارة عن علاج للتغلب عن اللحظات الصعبة التي مر بها"، على حد تعبيره.
صورة من: DW/D. Cupolo
إسماعيل، مهندس في 33 من عمره، يقول بأنه يساند اردوغان لأنه قرر البلاد من الجذور الإسلامية للمجتمع، "لا نريد دستورا يرفض العلمانية، ولكننا نريد دستورا يعطي مساحة أكبر لإدراج الإسلام فيه". ويضيف: "تركيا تلعب دورا قياديا في المنطقة ونموذجنا سيساعد العالم على القبول بالإسلام."
صورة من: DW/D. Cupolo
توزيع الطعام والماء بصفة مجانية على المشاركين في التظاهرات المساندة لأردوغان وتوفير وسائل النقل لهم بصفة مجانية، أمر انتقده صلاح الدين دميرتاش، رئيس حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد. "أنصار (أردوغان) عندما يتظاهرون ضد محاولة الانقلاب، فيرحب بهم بالطعام والماء...أما إذا تظاهر شعبنا (الأكراد) ضد الاحتلال العسكري في جنوب شرق البلاد، فيُرحب بهم بمدافع المياه."
صورة من: DW/D. Cupolo
دمية تصور فتح الله غولن وقد علقت من أنفها وتحمل لافتة كُتب عليها: "فتحو: جريمتك هي خيانة وطنك." ويتهم غولن، رجل الدين الذي يعيش في المنفى في الولايات المتحدة، بأنه هو من يقف وراء محاولة الانقلاب من خلال تغلغل شبكة أنصاره في أجهزة الدولة. وردا على ذلك أطلق أردوغان حملة تطهير تستهدف أنصاره.، رإم أن غولن نفى علاقته بالانقلاب.
صورة من: DW/D. Cupolo
حتى الآن تعرض 60 ألف شخص إما للاعتقال أو التوقيف أو الطرد من العمل. الناس يقولون هنا بأن هؤلاء سيحصلون على محاكمة عادلة. ويعرب شاهين، وهو صاحب متجر، عن رفضه للانتقادات الدولية لحملة التطهير هذه. ويقول لـDW: "أوروبا تقول إن أردوغان متسلط لأنهم يريدون أن تبقى تركيا خانعة." ويضيف: "أوروبا تخشى مجتمعنا. إنهم يعرفون بأننا سنصبح قريبا قوة عالمية ولهذا السبب يوجهون الانتقادات لنا."