1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تريليون دولارـ حقيقة خطط الاستثمار السعودي بالولايات المتحدة

٢٠ نوفمبر ٢٠٢٥

تفتح زيارة ولي العهد السعودي إلى واشنطن الباب أمام موجة استثمارات ضخمة تمتد من النفط والغاز إلى الذكاء الاصطناعي والرقائق والمعادن النادرة، وسط تفاوت بين الطموحات المعلنة والتحديات المالية والواقعية.

دونالد ترامب ومحمد بن سلمان خلال مؤتمر صحفي البيت الأبيض
تعهد محمد بن سلمان بزيادة استثمارات بلاده في الولايات المتحدة إلى تريليون دولار، فهل هو قادر على تحقيق ذلك؟صورة من: Alex Brandon/AP Photo/dpa/picture alliance

احتفى مسؤولون سعوديون وأمريكيون بتدشين استثمارات جديدة بمليارات الدولارات، بالتزامن مع زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن ولقاءاته مع كبار مسؤولي الولايات المتحدة، وعلى رأسهم الرئيس دونالد ترامب.

وتعهد ولي العهد السعودي، وهو يجلس إلى جوار ترامب في مستهل زيارته، بزيادة استثمارات بلاده في الولايات المتحدة إلى تريليون دولار، مقارنة بـ 600 مليار دولار كان قد تعهد بها خلال زيارة ترامب للسعودية في مايو/أيار الماضي.

أعلنت أرامكو توقيع صفقات أولية مع شركات أمريكية بقيمة تجاوزت 30 مليار دولار.صورة من: John Moore/picture alliance/AP Photo

النفط

قال عملاق النفط السعودي "أرامكو" إنه وقعت 17 صفقة مبدئية مع شركات أمريكية، بقيمة إجمالية محتملة تتجاوز 30 مليار دولار.

وأوضحت أرامكو أن مذكرات التفاهم والاتفاقيات تشمل مذكرة تفاهم مع "ميد أوشن إنرجي" بشأن استثمار محتمل في مشروع "ليك تشارلز" للغاز الطبيعي المسال، إلى جانب صفقة مع "كومنولث" للغاز الطبيعي المسال تتعلق بمشروع تسييل الغاز في ولاية لويزيانا.

وتأتي هذه الاتفاقيات في إطار مساعي أرامكو لتصبح من اللاعبين الرئيسيين في مجال الغاز الطبيعي المسال، لا سيما في الولايات المتحدة.

الذكاء الاصطناعي

قالت شركتا "أدوبي" و"كوالكوم" إنهما تتعاونان مع شركة "هيوماين" للذكاء الاصطناعي، المدعومة من صندوق الثروة السيادية السعودي، لتطوير أدوات لتوليد المحتوى باللغة العربية في الشرق الأوسط.

وتعد هذه الصفقة واحدة من عدة صفقات أُبرمت خلال منتدى الاستثمار الأمريكي السعودي، المقام بالتزامن مع زيارة ولي العهد إلى واشنطن.

وفي السياق ذاته، أعلنت وزارة التجارة الأمريكية أنها سمحت بتصدير أشباه موصلات أمريكية متقدمة إلى شركتين في السعودية و الإمارات، هما "جي42" الإماراتية و"هيوماين" السعودية.

وذكرت الوزارة أن الشركتين حصلتا على موافقات لشراء ما يصل إلى 35 ألف شريحة "بلاكويل" من إنتاج "إنفيديا"، بقيمة تقديرية تبلغ نحو مليار دولار، مع إمكانية تفاوت الأسعار.

وتخطط "هيوماين" بالتعاون مع شركة "إكس.إيه.آي" التابعة لإيلون ماسك لتطوير مراكز بيانات مشتركة في السعودية، بما في ذلك منشأة بقدرة 500 ميغاوات.

أعلنت شركة "إم.بي ماتيريالز" اعتزامها إنشاء مصفاة لمعالجة المعادن الأرضية النادرة بالسعودية.صورة من: IMAGO/Wirestock

المعادن النادرة

وأعلنت شركة "إم.بي ماتيريالز" أنها ستؤسس شركة مشتركة لتكرير المعادن النادرة في السعودية، بالتعاون مع وزارة الدفاع الأمريكية وشركة التعدين العربية السعودية (معادن) المملوكة للدولة.

وبموجب الصفقة، ستملك "إم.بي" ووزارة الدفاع الأمريكية، من خلال الشركة المشتركة، حصة تعادل 49%، فيما ستملك "معادن" ما لا يقل عن 51 بالمئة.

وأوضحت الشركة أن هذه المبادرة تأتي استكمالا لصفقة بمليارات الدولارات أبرمتها مع الحكومة الأمريكية في يوليو/تموز الماضي، لتعزيز إنتاج مغناطيسات المعادن الأرضية النادرة، والمساعدة في تقليل اعتماد العالم على الصينفي المواد المستخدمة لتصنيع الأسلحة والمركبات الكهربائية والأجهزة الإلكترونية.

عمالقة الصناعة الأمريكية

وبعد يوم واحد من الاستقبال الحافل الذي حظي به ولي العهد السعودي في البيت الأبيض، التقى الأمير محمد بن سلمان العديد من كبار المديرين التنفيذيين في الشركات الأمريكية.

وشارك في منتدى الاستثمار الأمريكي السعودي، الذي حضره ترامب ومحمد بن سلمان، رؤساء تنفيذيون من شركات مثل شيفرون، كوالكوم، سيسكو، جنرال دايناميكس، فايزر، إضافة إلى مسؤولين كبار من آي.بي.إم، ألفابت، غوغل، سيلزفورس، أندريسن هورويتز، بوينج، هاليبرتون، أدوبي، أرامكو، ستيت ستريت، وبارسونز كورب.

وفي تقرير لها، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن زيارة ولي العهد السعودي إلى واشنطن "رسمت مشهدا مألوفا مفاده: زعيم دولة غنية بالنفط يتقرب من الرئيس ترامب وأقطاب الصناعة الأمريكية".

ترامب نفسه

وأشارت رويترز إلى أن ترامب ربما يستفيد شخصيا من توثيق العلاقات التجارية مع السعودية؛ إذ أبرم هو وعدد من المقربين منه صفقات تجارية مع شركاء سعوديين في قطاع العقارات، إضافة إلى استثمارات أخرى.

لكن ترامب سعى إلى النأي بنفسه عن أي تلميح إلى وجود تضارب في المصالح، وقال للصحفيين: "لا علاقة لي بأعمال العائلة... في الواقع، لم يفعلوا شيئا يُذكر مع السعودية".

وعشية لقاء ترامب ومحمد بن سلمان، أعلنت شركة "دار غلوبال" السعودية للتطوير العقاري شراكة جديدة مع مؤسسة ترامب في جزر المالديف.

وترتبط "دار غلوبال" وإمبراطورية ترامب العقارية بشراكات في عدد من المشاريع في سلطنة عُمان والإمارات والسعودية. وفي سبتمبر/أيلول، أعلن الطرفان مشروع تشييد برج بقيمة مليار دولار في مدينة جدةالساحلية غرب المملكة.

ليس بالسهل

ورغم صخب الاستثمارات، ذكرت وكالة "رويترز" أنه سيكون من الصعب على السعودية ضخ استثمارات بقيمة تريليون دولار في الولايات المتحدة، نظرا لإنفاقها الضخم على سلسلة من المشاريع الطموحة في الداخل، بما في ذلك المدن المستقبلية التي تجاوزت الميزانية وتواجه تأخيرات، إضافة إلى الملاعب المقرر أن تستضيف بطولة كأس العالم 2034.

ونقلت "نيويورك تايمز" عن مصادر في الرياض وول ستريت أن صندوق الاستثمارات العامة السعودي يعاني من نقص السيولة المخصصة لاستثمارات جديدة.

وتعتمد السعودية على الصندوق في الوفاء بالتزاماتها الاستثمارية، مثل تلك التي أعلن عنها المسؤولون السعوديون خلال زيارة محمد بن سلمان.

وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم امتلاك السعودية ثروة نفطية ضخمة، فإن قدرتها على الضخ أصبحت مقيدة بسبب الاتفاقيات الجيوسياسية التي تهدف إلى تقليص المعروض، إضافة إلى انخفاض أسعار النفطبشكل عام.

تحرير: عادل الشروعات

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW