1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تزايد إقبال المصريات على عيادات التخسيس وأندية اللياقة البدنية

١٩ أبريل ٢٠١٠

لم يكن من الشائع أن تتردد النساء في مصر على عيادات التخسيس وأندية اللياقة البدنية، لكن الأمر تحول إلى ظاهرة في السنوات الماضية ولم يعد يقتصر على النساء المتعلمات والأثرياء بل وصل إلى ربات البيوت في المناطق الشعبية.

النساء الممصريات يسعين إلى الحصول على وزن أقلصورة من: DW-TV

تتابع "فاطمة" أسبوعيا إنقاص وزنها مع أحد أطباء التخسيس/ تحفيض الوزن واللياقة البدنية، وهو أمر تقوم به منذ خمسة أشهر حيث كان وزنها 92 كيلو غراما واستطاعت عبر إتباع نظام غذائي محدد مع الطبيب إنقاص 15 كيلو غراما حتى الآن.

وتقول "فاطمة" ربة المنزل البالغة من العمر 38 عاما والتي تقطن بأحد الأحياء الشعبية في وسط القاهرة في حوار مع دويتشه فيله إنها كانت تعيش حالة اكتئاب شديدة لنقد زوجها باستمرار للتحول الذي أصاب جسدها بعد الزواج والإنجاب وزيادة وزنها بصورة كبيرة، الأمر الذي جعل ملاذها الأخير عيادة التخسيس وخاصة بعدما جربت عدة وصفات شعبية مثل خلطات الأعشاب ولكن لم تنجح هذه المحاولات.

"فاطمة" ليست الوحيدة في العيادة التي تكتظ يوميا بحوالي 50 سيدة وعدد محدود جدا من الرجال، فالإقبال على استعادة الجسد الرشيق منتشر الآن بصورة كبيرة في مصر على عكس ما كان سائدا من قبل.

ارتفاع معدل السمنة من سمات العصر الحديث

النحافة هي موضة العصرصورة من: www.BilderBox.com

ويرى إيهاب الغزولي أخصائي العلاج الطبيعي والتخسيس في حوار مع دويتشه فيله أن سر الإقبال على عيادته والأطباء الآخرين في نفس التخصص يرجع إلى ارتفاع معدلات السمنة في الفترة الأخيرة في العالم كله وليس في مصر فقط بسبب ارتفاع معدل الرفاهية والتحضر والاعتماد على الآلات، مما يؤدي إلى قلة الحركة، وبالتالي إلى زيادة الوزن.

ويشير إلى أن هناك أيضا أطفال بدناء لأنهم يجلسون أمام شاشات الكمبيوتر بالساعات ولاختفاء حصص الرياضة من المدارس الحكومية، الأمر الذي زاد من معدل الخطورة على صحة الإنسان.

"القوام الرشيق" موضة العصر الحالي

ويؤكد الغزولي أن هناك سيدات مسنات يسعين إلى إتباع نظام حمية نظرا لإصابتهن بأمراض في الركبة والقدمين والظهر، مشيراً إلى سبب آخر للإقبال على أطباء التخسيس ونوادي اللياقة البدنية خاصة من قبل النساء يتمثل في تغير معايير الجمال، ففي فترة الثمانينيات في مصر كان الجسد الممتلئ هو الموضة، أما الآن فتغير الحال بسبب "انتشار القنوات الفضائية التي تظهر النساء الرشيقات كنموذج للجمال وخاصة أيضا المطربات اللبنانيات،فأصبحت هناك موضة ملابس معظمها للحجم الصغير أو المتوسط، مما يصيب المرأة البدينة بالضيق والاكتئاب" بحسب قوله.


ومن خلال خبراته يروى أن معظم النساء المصريات اللواتي يقدمن لعيادته يردن إنقاص وزنهن لسببين: إما لكونها فتاة على وشك الزواج أو سيدة متزوجة تعيش حالة فتور ولديها مشكلات مع زوجها بسبب وزنها وتخشى الطلاق. ويفسر قلة إقبال الرجال على عيادات التخسيس لكون الرجل يلجأ لذلك فقط لأسباب مرضية وليس لأسباب جمالية.

ويعبر عن إعجابه بانتشار نوادي اللياقة البدنية للرجال، بالإضافة إلى النوادي المخصصة للنساء لأنها ظاهرة إيجابية وجديدة على المصريين الذين لم يكن معظمهم يهتم بممارسة الرياضة من قبل.

من جهتها تقول نهي البالغة من العمر 28 عاما والتي تتردد على أحد عيادات التخسيس ونوادي الجيم النسائية في حوار مع دويتشه فيله أن الإقبال على التخسيس وممارسة الرياضة من قبل النساء يعد ظاهرة صحية في مصر الآن خاصة أن "النساء لم يكن يمارسن حتى رياضة المشي لأن الشوارع المصرية مزدحمة ويتعرضن فيها للمعاكسات"، مشيرة إلى أن المجتمع تغير ولم يصبح هناك قيودا على ممارسة النساء للرياضة بسبب العادات الموروثة، وأن هذه المشكلة حلت تماما بوجود نوادي مخصصة للنساء فقط بأسعار رخيصة.

وأشارت إلى أن هناك أسباب أخرى لبدانة النساء في مصر منها وجود أوقات فراغ كبيرة ولحالة الحرمان العاطفي، وتؤكد أنها لم تخسر وزن فقط مع طبيب التخسيس وصالة الألعاب الرياضية بل اكتسبت أيضا ثقافة الطعام الصحي وتنظيم مواعيد الطعام.

خطر "الوصفات الشعبية" غير معلومة المصدر

الخبراء يحذرون من الاعتماد على أدوية وأعشاب ومنتجات مجهولة المصدرصورة من: picture alliance/dpa

ويضيف الغزولي لدويتشه فيله أن هناك من يحاولون إنقاص وزنهم بوصفات شعبية أو بإتباع أنواع معينة من الحمية يعرفونها عبر مواقع الإنترنت ولكن غالبا لا تنجح هذه المحاولات، لأن طبيب التخسيس يعلم ما يحتاجه كل جسد على حدة، كما أنه يثقف الفرد خاصة في المجتمع المصري حول كيفية إتباع نمط حياة صحي لأن المصريين لا يزيد وزنهم بسبب تناول الطعام بكثرة ولكن بسبب الإفراط في تناول الدهون والاعتماد على الوجبات السريعة وهى ليست فقط وجبات المطاعم ولكن أيضا أسهل شيء تطهوه المرأة الآن بطاطس مقلية ودجاج مجهز للقلي بشكل سريع ومعبأ في أكياس تباع في السوبر ماركت، على حد قوله.

ويشير إلى أن الأسوأ حاليا هو تفاقم ظاهرة فوضى انتشار إعلانات أدوية وأعشاب التخسيس على شاشات الفضائيات، خاصة في ظل غياب القانون المنظم لهذه الممارسات وعدم حصولهم على تصاريح الرقابة من الجهات المعنية.

ويضيف في هذا السياق أن عيادات التخسيس تخضع شديدة من قبل وزارتي الصحة والشباب والرياضة، كما أن هناك شروطاً لمنح التراخيص لنوادي اللياقة البدنية ومنها وجود مدربين ومدربات من خريجي كليات ومعاهد التربية الرياضية والعلاج الطبيعي.

الكاتبة: نيللي عزت

مراجعة: سمر كرم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW