اتسعت دائرة الانتقادات في أوروبا للملياردير الأمريكي إيلون ماسك مالك منصة إكس وحليف الرئيس المنتخب دونالد ترامب. فبعد المستشار الألماني دخل رئيس الحكومة البريطانية والرئيس الفرنسي وقادة اوربيون آخرون على خط الانتقادات.
إعلان
عبر قادة أوروبيون عن استيائهم المتنامي تجاه الملياردير إيلون ماسك الإثنين (6 يناير/كانون الثاني 2025)، في ظل تصاعد الخلاف بين أعضاء الحكومة البريطانية وحليف الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب.
ألمانيا: لا يؤثر على بلد بحجم ألمانيا
من جانبه قال متحدث باسم الحكومة الألمانية اليوم إن تأثير إيلون ماسك على الشعب الألماني محدود، مقللاً من شأن نفوذ الملياردير الأمريكي بعد انتقاده للمستشار أولاف شولتس ودعمه لحزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي. وأضاف المتحدث خلال مؤتمر صحفي دوري في برلين "الناس العاديون والعقلاء والمحترمون يشكلون الأغلبية في هذا البلد".
وتابع: "نتصرف كما لو أن تصريحات السيد ماسك على تويتر يمكن أن تؤثر على بلد يبلغ عدد سكانه 84 مليون نسمة بالأكاذيب أو أنصاف الحقائق أو التعبير عن الرأي. لكن ببساطة هذا ليس هو الحال"، مشيراً إلى منصة "إكس" التي يملكها الملياردير.
وكان المستشار الألماني أولاف شولتس قد ندد السبت بما يقوم به ماسك، واصفاً تعليقاته بـ"المنحرفة" بعدما وصف المستشار الألماني بأنّه "أحمق غير كفء" وأعلن دعمه لحزب "البديل من أجل ألمانيا" قبل الانتخابات المبكرة في 23 شباط/فبراير.
وفاجأ ماسك الكثيرين من الناس في بريطانيا الأحد، عندما بدا وكأنه يتراجع عن دعمه لنايجل فاراج زعيم مؤيدي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وقال إنّ حزبه "الإصلاح" المناهض للهجرة "يحتاج إلى زعيم جديد".
بريطانيا تنتقد "ناشري الأكاذيب"
وانتقد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر هؤلاء "الذين ينشرون أكاذيب ومعلومات مضلّلة" وذلك بعد أيام من منشورات تحريضية نشرها ماسك على منصته إكس بشأن جرائم جنسية حصلت في الماضي ضدّ أطفال في شمال إنجلترا.
واتهم ماسك، الذي من المقرّر أن يتولى دوراً في إدارة ترامب، زعيم حزب العمّال الذي ينتمي إلى اليسار الوسط، بأنّه "متواطئ بشكل عميق في عمليات الاغتصاب الجماعي"، واصفاً الأمر بأنّه "مثير للازدراء".
وتركّز جزء كبير من اهتمام ماسك في الأيام الأخيرة ببريطانيا على الفضائح الجنسية، بما في ذلك "عصابات الاستمالة" التي ظهرت للمرة الأولى خلال فترة تولي ستارمر منصب المدعي العالم الأعلى للبلاد بين عامي 2008 و2013.
وتشكّل هذه التعليقات تحدياً كبيراً لحكومة ستارمر، التي تسعى إلى صدّ الدعم المتزايد لليمين المتطرّف بينما تحاول الحفاظ على علاقات جيدة مع إدارة ترامب المقبلة.
ودفعت انتقادات ماسك، التي تضمّنت أيضاً مطالبات بإجراء تحقيق عام جديد في الفضيحة، بعض السياسيين المعارضين في المملكة المتحدة إلى الانضمام إليه والدعوة إلى إجراء تحقيق وطني جديد.
واستغلّت شخصيات من اليمين المتطرّف هذه القضية، بما في ذلك تومي روبنسون القابع في السجن والذي يعدّ من أشد المحرّضين اليمينيين المتطرّفين في بريطانيا، والذي أشاد به ماسك مؤكداً أنّه يجب إطلاق سراحه.
إعلان
"خط أحمر تم تجاوزه"
ورداً على أسئلة وسائل الإعلام عن هذه المسألة، شدّد ستارمر على أنّه "لن يخصّص وقتاً (للرد على) إيلون ماسك"، ولكنه أضاف أنّ "خطاً أحمر قد تمّ تجاوزه" من خلال بعض الانتقادات عبر الإنترنت.
وقال ستارمر للمراسلين "هؤلاء الذين ينشرون الأكاذيب والمعلومات المضلّلة على نطاق واسع، ليسوا مهتمين بالضحايا إنّهم مهتمون بأنفسهم". وأضاف: "أنا مستعدّ لوصف هذا الأمر على حقيقته. لقد رأينا هذا الأسلوب عدّة مرّات: إثارة الترهيب والتهديد بالعنف، على أمل أن تعمل وسائل الإعلام على تضخيمه".
وشملت فضيحة "عصابات الاستمالة" (grooming gangs) اتهامات بإساءة معاملة الفتيات على نطاق واسع في بلدات واقعة في شمال إنجلترا، بما في ذلك روشدايل وروثرهام وأولدهام. وفي نهاية المطاف، أدت سلسلة من القضايا إلى إدانة عشرات الرجال، غالبيتهم يتحدرون من جنوب آسيا. وكانت غالبية الضحايا من الفتيات ذوات البشرة البيضاء.
وتوصّلت تقارير رسمية لاحقة إلى أنّ الشرطة والعاملين الاجتماعيين فشلوا في وقف الانتهاكات في بعض الحالات، لأنّ المسؤولين غضّوا الطرف لتجنّب الظهور بمظهر العنصريين.
ورفض ستارمر دعوات حزب المحافظين المعارض الرئيسي وحزب إصلاح المملكة المتحدة اليميني المتطرّف، لإجراء تحقيق عام جديد، مؤكداً أنّ التحقيق المستقل السابق كان "شاملا". وقال إنّه تعامل مع المشكلة "بشكل مباشر" بصفته مدعيا عاما وأشرف على "أكبر عدد من قضايا الاعتداء الجنسي على الأطفال التي عُرضت أمام المحاكم على الإطلاق".
ولكن ماسك قال الإثنين إنّ ستارمر ورئيس الحكومة السابق غوردن براون كانا من بين المتورّطين في جرائم جنسية، مضيفا في إحدى منشوراته أنّ براون "باع هؤلاء الفتيات الصغيرات مقابل الأصوات". وقال في منشور آخر "اسجنوا ستارمر".
وغضب بفرنسا والنرويج
كذلك، وجه قادة أوروبيون آخرون من بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون انتقادات لإيلون ماسك. وقال ماكرون إن ماسك "يتدخّل بشكل مباشر في الانتخابات"، بما في ذلك في ألمانيا حيث ندّد المستشار أولاف شولتس بمالك شركتي "سبايس إكس" و"تيسلا" لدعمه حزبا يمينيا متطرّفاً.
من جانبه، قال رئيس الحكومة النرويجية يوناس غار ستور إنّه يجد "من المثير للقلق" أن يتدخّل شخص لديه كلّ هذه الثروة والنفوذ في السياسة في الدول الأوروبية.
قلق في إيطاليا من شراكة مع سبايس إكس
وفي إيطاليا، أثار احتمال إبرام صفقة في مجال الأمن السيبراني بين الحكومة وشركة سبايس إكس جدلاً، رغم نفي حكومة جورجيا ميلوني توقيع عقد في هذا المجال.
وأفادت وكالة بلومبرغ بأنّ إيطاليا تجري "محادثات متقدّمة" مع شركة سبايس إكس شأن صفقة لتوفير اتصالات آمنة لحكومة البلاد، في عقد قد تصل قيمته إلى 1.5 مليار يورو.
ع.ح/أ.ح (أ ف ب ، رويترز)
الولاء قبل الكفاءة؟ ـ أهم شخصيات إدارة دونالد ترامب
في 20 كانون الثاني/يناير 2025، يعود دونالد ترامب الرئيس الأمريكي المنتخب، إلى البيت الأبيض، بعد أن غادره قبل أربع سنوات. في ألبوم الصور التالي نتعرف على أهم شخصيات فريق ترامب الحكومي.
صورة من: Evan Vucci/AP Photo/dpa/picture alliance
جي دي فانس - نائب الرئيس
كان جي دي فانس (40 عاماً) معارضاً لترامب فيما مضى، ووصفه بأنه "أحمق" ووصل به الأمر إلى نعته في حديث سري بأنه "هتلر أمريكا". ولكن بعد فترة وجيزة من ذلك، أصبح ترامب فجأة "أفضل رئيس عرفته على الإطلاق" - بعد أن ساعده الرئيس السابق في أن يصبح عضواً في مجلس الشيوخ عن ولاية أوهايو. ويعتبر نائب ترامب نفسه ممثلاً لـ "اليمين الجديد"، والجندي السابق في مشاة البحرية يعارض الإجهاض ومساعدة أوكرانيا.
صورة من: Jim Watson/AFP/Getty Images
ماركو روبيو – وزير الخارجية
وكان السيناتور عن فلوريدا هو الآخر من معارضي ترامب في السابق، ووصفه بأنه "ديكتاتور العالم الثالث". أما اليوم فقد تبدل الحال واختفت تلك النعوت. في آرائه المتعلقة بالسياسة الخارجية، هناك الكثير من القواسم المشتركة بين روبيو وترامب: يؤيد الابن لمهاجرين كوبيين سياسة أكثر صرامة تجاه الصين، ويدعم بشكل كبير للغاية إسرائيل، ويدفع من أجل إنهاء سريع للحرب الأوكرانية.
صورة من: Evan Vucci/AP Photo/picture alliance
بيت هيجسيث - وزير الدفاع
بيت هيجسيث ودونالد ترامب يعرفان بعضهما البعض من خلال التلفاز. كمذيع في قناة فوكس نيوز المقربة من ترامب، أجرى الرجل البالغ من العمر 44 عاماً مقابلات متكررة مع ترامب خلال رئاسته الأولى. ولا يكاد يتمتع هيجسيث بأي خبرة سياسية سابقة، وأدى الخدمة العسكرية في العراق وأفغانستان. ويعتبر هيجسيث من المؤيدين لإسرائيل. وينظر بعين التشكيك لوجود النساء في الجيش ويريد تقليص برامج المساواة بين الجنسين في الجيش.
صورة من: Evan Vucci/AP/dpa/picture alliance
مايك والتز - مستشار الأمن القومي
شارك النائب السابق في فلوريدا لأكثر من 20 عاماً في المهام القتالية كجندي في أفغانستان. يعتبر مايك والتز من "الصقور" ذوي المواقف الصارمة في السياسة الخارجية. ويرى أن الولايات المتحدة تخوض "حرباً باردة جديدة" مع الصين؛ ويؤيد مايك والتز من حيث المبدأ تقديم المساعدات لأوكرانيا، ولكنه يدعو إلى إعادة التفكير الاستراتيجي: إذ يتعين على أوروبا أن تشارك بشكل أكبر من أي وقت مضى.
صورة من: Rod Lamkey/AP Photo/picture alliance
إيلون ماسك - مستشار "الكفاءة الحكومية"
يبدو رجل الأعمال الملياردير إيلون ماسك في وضعية خضوع لترامب، فهل سيبقى الأمر على هذا النحو؟ لقد عين ترامب رئيس منصة "إكس" وشركة "تسلا" مستشاراً له بشأن "الكفاءة الحكومية" - وينبغي عليه خفض الإنفاق بشكل جذري. يشيد ترامب بانتظام بماسك. لكن ماسك هو في المقام الأول رجل أعمال. فهل سيتبع نهج ترامب الصارم تجاه الصين على المدى الطويل؟
صورة من: JIM WATSON/AFP via Getty Images
تولسي جابارد – منسقة المخابرات
أثار ترشيحها موجة من الغضب؛ ويعود السبب إلى أن تولسي جابارد أظهرت تفهماً للهجوم الروسي على أوكرانيا ونشرت الدعاية الروسية دون انتقاد في عدة مناسبات. وفي الآونة الأخيرة، كانت الديمقراطية السابقة منتقدة شرسة لحكومة بايدن - خاصة فيما يتعلق بمساعدتها لأوكرانيا. وقد أشاد التلفزيون الرسمي الروسي بتعيينها كمنسقة جديدة للاستخبارات الأمريكية.
صورة من: Jeenah Moon/REUTERS
كريستي نوم – وزيرة الأمن الداخلي
تعتبر حاكم ولاية داكوتا الجنوبية من المحافظين المتشددين. كتبت ذات مرة في كتاب أنها أطلقت النار على كلبتها لأنها "لم تستجب للتدريب". وبذلك أرادت أن تظهر أنها مستعدة- إذا لزم الأمر - "لاتخاذ قرارات صعبة وقذرة وقبيحة". وباعتبارها وزيرة للأمن الداخلي، فهي مكلفة الآن بتنسيق مكافحة الهجرة غير النظامية.
صورة من: Rod Lamkey/CNP/picture alliance
مات غايتس - وزير العدل
مات غايتس شخصية مثيرة للجدل. خضع وزير العدل المستقبلي للتحقيق عدة مرات بعدة تهم، من بينها ممارسة الجنس مع قاصر وتعاطي المخدرات والرشوة. وفي عام 2017، كان العضو الوحيد في مجلس النواب الذي صوت ضد تشديد قانون الاتجار بالبشر. وألقى باللوم على المتطرفين اليساريين في اقتحام مبنى الكابيتول.
صورة من: Evan Vucci/AP Photo/picture alliance
شون دافي - وزير النقل
وصل مذيع تلفزيوني آخر إلى حكومة ترامب: عمل شون دافي في قناة فوكس نيوز، قبل أن يصبح عضواً عن الجمهوريين في الكونغرس عن ولاية ويسكونسن. وكوزير للنقل، يقول ترامب، إن شون دافي "سيبشر بالعصر الذهبي للسفر"، دون أن يأتي على ذكر الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون أو التنقل الكهربائي. وحسب ترامب، سيعيد الوزير تعزيز حركة النقل الجوي الداخلية في الولايات المتحدة من جديد.
صورة من: Susan Walsh/AP/picture alliance
دوغ بورغوم – وزير الداخلية
كان الرجل البالغ من العمر 67 عاماً حاكماً سابقاً لولاية داكوتا الشمالية، التي يقوم اقتصادها على إنتاج النفط والزراعة، وتعتبر قريبة من عالم الأعمال. وباعتباره وزيراً للداخلية، فمن المتوقع أيضاً أن يرأس "مجلس الطاقة الوطني" الذي تم إنشاؤه حديثاً. وفي الوقت نفسه، فهو مسؤول عن المتنزهات الوطنية، التي من المفترض بناء على رغبة ترامب فتحها بشكل أكبر أمام إنتاج النفط والغاز.
صورة من: Anna Moneymaker/Getty Images
كريس رايت – وزير الطاقة
الرئيس التنفيذي لشركة نفط كريس رايت يناسب ذوق ترامب على المسطرة؛ فهو مثله منكر للتغير المناخي، وشبّه كفاح الديمقراطيين ضد الانحباس الحراري العالمي بالشيوعية السوفييتية. وهو من المدافعين عن الوقود الأحفوري. وفي عام 2019، شرب سائل التكسير الهيدروليكي أمام الكاميرا ليُظهر أن طريقة استخراج الغاز باستخدام ذلك السائل غير ضارة.
صورة من: John Angelillo/UPI Photo/newscom/picture alliance
توم هومان – المفوض بشؤون حراسة الحدود
كمدير لوكالة مراقبة الحدود في فترة ترامب الأولى، كان هومان مسؤولاً عن سياسة عدم التسامح المطلق مع المهاجرين غير النظاميين القادمين من المكسيك. وفي عام 2014، قال إن فصل الأطفال عن والديهم كان "وسيلة فعالة لردع الراغبين بعبور الحدود بشكل غير شرعي". والآن يتعين عليه مرة أخرى أن يتخذ إجراءات صارمة ضد الهجرة غير الشرعية.
صورة من: Lev Radin/ZUMA/picture alliance
روبرت ف. كينيدي جونيور – وزير الصحة
وزير الصحة المقبل معارض صريح للتطعيم وقد جذب الانتباه في الماضي لنشره تقارير كاذبة حول جائحة كوفيد. إنه روبرت إف كينيدي جونيور، ابن شقيق الرئيس الديمقراطي السابق جون إف كينيدي، الذي مات اغتيالاً. خلال الحملة الانتخابية، وصفه ترامب بأنه "أغبى عضو في عائلة كينيدي" - والآن يعتقد أنه ذكي بما يكفي لتولي منصب وزير الصحة.
صورة من: Morry Gash/AP Photo/File/picture alliance
سوزي وايلز - كبيرة موظفي البيت الأبيض
حتى وقت قريب، لم يكن أحد يعرفها تقريباً. عملت سوزي وايلز لصالح الجمهوريين لمدة 40 عاماً كخبيرة استراتيجية ولكن خلف الكواليس. وكانت سوزي وايلز عضواً في فريق حملة رونالد ريغان وأدارت بعد ذلك حملات حاكمي فلوريدا ريك سكوت ورون ديسانتيس، وحملة دونالد ترامب الرئاسية. وفاز جميع من سبق ذكرهم. الآن ستصبح المحافظة القوية أول امرأة تتولى منصب كبيرة موظفي البيت الأبيض.
أعده للعربية: خالد سلامة