تزايد الضغوط على الاشتراكيين لتشكيل ائتلاف مع حزب ميركل
٢٣ نوفمبر ٢٠١٧
يواجه الحزب الديمقراطي الاشتراكي بزعامة مارتن شولتس ضغوطا متزايدة للتخلي عن معارضته لتشكيل ائتلاف مع حزب ميركل يضمن تشكيلة حكومة مستقرة في البلاد. ويزاد القلق في أوروبا من أن يطول أمد الأزمة في بلد أقوى اقتصاد أوروبي.
إعلان
تزايدت الضغوط على زعيم الحزب الديمقراطي الاشتراكي في ألمانيا اليوم الخميس(23 تشرين ثان/نوفمبر 2017) ليتخلى عن معارضته لتشكيل "ائتلاف موسع" جديد مع المحافظين بقيادة المستشارة أنغيلا ميركل، بينما يجادل ساسة بارزون بأنه يجب على الحزب أن يدعم الاستقرار في البلاد.
وتواجه ميركل أكبر أزمة سياسية في حياتها العملية منذ أن انهارت مساعي تشكيل ائتلاف ثلاثي مع الديمقراطيين الأحرار والخضر في مطلع هذا الأسبوع. وأثار ذلك قلقا في أنحاء أوروبا من أن يطول أمد الفراغ السياسي في الدولة صاحبة أكبر اقتصاد في القارة.
وشارك الحزب الديمقراطي الاشتراكي في ائتلاف حاكم مع ميركل منذ عام 2013 لكن زعيمه مارتن شولتس قال إن على الحزب الامتثال لرغبة الناخبين والبقاء في المعارضة بعد أن حقق أسوأ نتيجة في حقبة ما بعد الحرب في الانتخابات التي جرت في 24 سبتمبر أيلول.
لكن الضغوط تزايدت على الحزب لإعادة النظر في قراره، إما بالموافقة على دعم حكومة أقلية يقودها المحافظون بعدم التصويت ضدها في البرلمان أو الدخول مجددا في ائتلاف. وفي كلا الحالتين فإن شولتس قد لا يتمكن من الاحتفاظ بموقعه كزعيم للحزب. وإذا كان تغيير القيادة أمرا مطلوبا للحزب لتغيير مساره والتعاون مع المحافظين فلن يحدث هذا قبل مؤتمر للحزب سيعقد من السابع إلى التاسع من ديسمبر كانون الأول المقبل.
وعقد شولتس بعد ظهر اليوم الخميس اجتماعا مطولا مع الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، وهو نائب برلماني سابق عن الحزب الديمقراطي الاشتراكي ووزير سابق للخارجية، قبل أن يتوجه إلى مقر الحزب لإجراء مشاورات. ويحاول شتاينماير المساعدة في تشكيل حكومة ائتلافية وتفادي انتخابات جديدة.
ح.ع.ح(رويترز)
في صور.. محطات وضعت مصير ميركل السياسي في مهب الريح
خلال 12 عاماً من حكمها حققت المستشارة ميركل نجاحات مذهلة، وخصوصاً على صعيدي الاقتصاد والاتحاد الأوروبي. والآن تتجه الأمور كي تبقى ميركل مستشارة لولاية رابعة، ولكنها تعرضت قبل ذلك لهزات عنيفة وظروف صعبة.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. von Jutrczenka
"الباب المفتوح" بداية النهاية؟
بعد نجاح منقطع النظير خصوصاً في المجال الاقتصادي، منذ انتخابها مستشارة لألمانيا للمرة الأولى عام 2005، حلمت أنغيلا ميركل بالبقاء مستشارة لألمانيا لولاية رابعة. لكن "أقوى امرأة في العالم" دخلت الانتخابات الجديدة في 24 سبتمبر/ أيلول 2017، وهي في موقف صعب بسبب سياسة "الباب المفتوح"، التي طبقتها في مواجهة موجة اللجوء الكبرى في عام 2015.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bernd von Jutrczenka
حزب "شعبوي" يحقق مفاجأة مدوية
كان حلفاؤها في "الحزب المسيحي الاجتماعي"( البافاري) يطالبون بوضع "حد أعلى" لعدد اللاجئين الذين يمكن أن تستقبلهم ألمانيا سنوياً، لكن ميركل لم تتراجع عن توجهها. ولذلك برز سخط لدى شرائح عريضة من المواطنين، خصوصاً في شرق البلاد. والنتيجة هي صعود "حزب البديل" اليميني الشعبوي للبرلمان الألماني كثالث قوة، في سابقة لم تحدث منذ الحرب العالمية الثانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Bockwoldt
الاشتراكيون الديمقراطيون يتركون ميركل وشأنها
ورغم أن الاتحاد المسيحي بحزبيه الديمقراطي بقيادة ميركل والبافاري بقيادة زيهوفر، فاز في الانتخابات بالحصول على 32 في المائة من أصوات الناخبين، إلا أنه كانت تعد أسوأ نتيجة لتحالف المسيحي، منذ عام 1949. لكن حليفهما في الحكم، الحزب الاشتراكي، سجل أكبر خسارة في تاريخه بالحصول على 20.5 في المائة. وقرر الحزب الجلوس في مقاعد المعارضة بدلاً من مواصلة التحالف مع ميركل.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
"جامايكا".. حلم أُجْهِضَ قبل الولادة
ولهذا اتجهت ميركل للتفاوض مع "حزب الخضر" والحزب الديمقراطي الحر" (الليبرالي) لتشكيل ما يعرف بـ"ائتلاف جامايكا". ورغم الاختلاف "الأيديولوجي" بين الأحزاب الأربعة إلا أنه كانت هناك آمال معلقة على التقارب وتقديم تنازلات بعد أربعة أسابيع من المفاوضات الشاقة. غير أن الحزب الليبرالي انسحب مع الساعة الأولى من صباح الإثنين (20 نوفمبر/ تشرين الثاني).
صورة من: Getty Images/AFP/J. MacDougall
مستشارة للمرة الرابعة؟
تراجع الاشتراكيون عن موقفهم وقبلوا بالدخول في مفاوضات. وبعد محادثات صعبة جدا وتنازلات مؤلمة، نجحت ميركل في الوصول بمفاوضات تشكيل الائتلاف الحكومي إلى بر الأمان. وبهذا ستبقى ميركل على الأرجح مستشارة لألمانيا، لتكون الولاية الرابعة لها، ما لم تحدث مفاجأة. حيث يجب أن يصوت أعضاء الحزب الاشتراكي على اتفاقية الائتلاف الحكومي. وينتظر أن ينتهي التصويت مطلع آذار/مارس القادم. (صلاح شرارة)