يبدو أن انتحار الطباخ الشهير أنطوني بوردان وعارضة الأزياء كيت سبيد دفع مراكز أمريكية إلى إصدار تقرير يرصد حالات الانتحار التي شهدت ارتفاعاً شديداً في الولايات المتحدة وسجلت أرقاماً مخيفة.
إعلان
أعلن المركز الأمريكي لمكافحة الأمراض والوقاية منها في تقرير له أن معدلات الانتحار ارتفعت في كل الولايات الأمريكية تقريباً منذ عام 1999 حتى عام 2016، مشيراً إلى أن المعدل ارتفع بنسبة تزيد عن 30 في المائة في نصف أنحاء البلاد. وذكر التقرير أنه على الرغم من أن الصحة النفسية هي المتهم الرئيسي في أغلب حالات الانتحار، إلا أن أكثر من نصف من انتحروا في 27 ولاية خلال عام 2015 لم تشخص إصابتهم بمرض نفسي.
وفي حين ازدادت معدلات الانتحار بين مختلف الفئات العمرية، فإن أكبر زيادة كانت بين من تتراوح أعمارهم بين 45 و64 عاماً. وكان المعدل الأكثر انخفاضاً بين من تتراوح أعمارهم بين عشرة أعوام و24 عاماً، حسبما أشار التقرير الذي نقله الموقع الأمريكي "ساينس نيوز" العلمي.
وقالت آن شوتشات، نائبة مدير المركز الأمريكي لمكافحة الأمراض والوقاية منها: "إنها مشكلة وطنية واسعة النطاق يجب أن نستخدم أساليب شاملة للتعامل معها"، فيما أكد عالم النفس السريري جيل هاركافي فريدمان، من مركز الأبحاث في المؤسسة الأمريكية لمنع الانتحار بنيويورك: "الانتحار ينتج عن مجموعة من العوامل التي تساهم في الوصول لنقطة محددة من الضغط."، مشيراً إلى ضرورة إدراك أن الانتحار ليس مرضاً عقلياً، حسبما أوضح في حواره للموقع العلمي.
وقد صدر التقرير بعد إعلان انتحار الكاتب والطاهي والإعلامي الأمريكي أنطوني بوردان في فرنسا الجمعة (الثامن من يونيو/ حزيران 2018) ووفاة مصممة الأزياء كيت سبيد منتحرة في نيويورك. وأوضح التقرير أن من بين الظروف التي تساهم في زيادة معدلات الانتحار المشاكل الاجتماعية والاقتصادية وضعف مهارات حل المشكلات. وأوصى الخبراء في التقرير بوضع سياسات واسعة لتفادي الانتحار تشمل زيادة الدعم الاقتصادي من الولايات ودعم الأسرة والأصدقاء بعد الانتحار وتحديد الأشخاص المعرضين لخطر الانتحار ومساندتهم.
وعن طرق مكافحة تلك الظاهرة، يرى عالم النفس السريري فريدمان أن الوقاية من حدوث مثل تلك الحالات يجب أن تبدأ منذ الصغر من خلال تعليم أطفال المدارس الابتدائية مهارات حل المشكلات ومهارات التكيف وكيفية العناية بصحتهم العقلية والبدنية.
وبشكل عام، لقي ما يقرب من 45 ألف أمريكي حتفهم بسبب الانتحار في عام 2016. وحسب تقرير السلطات القضائية في الولايات الأمريكية، فقد تراوحت معدلات الانتحار في الفترة الأخيرة - التي تمت دراستها بين عامي 2014 إلى 2016 - من 6.9 لكل 100 ألف شخص في ولاية كولومبيا إلى 29.2 لكل 100 ألف شخص في ولاية مونتانا، ليصبح بذلك الانتحار واحداً من بين الأسباب الثلاثة الرئيسية للوفاة المتصاعدة في الولايات المتحدة بالإضافة إلى مرض الزهايمر وجرعات المخدرات الزائدة.
س.م / ي.أ (رويترز)
رغم الشهرة والنجاح... مشاهير وضعوا حدا لحياتهم
مشاهير في مجالات عدة. لم تشفع لهم الحياة المليئة بالأضواء والشهرة، و لم ينقذهم حب الناس من الاكتئاب والوصول إلى طريق مسدود، واختيار تلك المنطقة السوداء حيث لا رجعة إلى الحياة.
صورة من: picture alliance/dpa
"حياة لا تحتمل "
قبل أن تقدم على الانتحار تركت المغنية المصرية من أصول إيطالية، دالية رسالة كتبت فيها "سامحوني..الحياة لم تعد تحتمل". وضعت الفنانة عام 1987 حدا لحياتها بتناول بجرعة زائدة من الأقراص المهدئة. وقد تم صنع تمثال لها على القبر بنفس الحجم الطبيعي لها وهو يعتبر أحد أكثر المنحوتات تميزًا في المقابر الخاصة بالمشاهير.
صورة من: picture-alliance/maxppp/MP/Leemage
كثرة المشاكل تقتل حب الحياة
وضع الممثل والكوميدي الأمريكي، روبن ويليامز، عام 2014 حدا لحياته بعد أن قام بقطع شريان يده اليسرى ثم شنق نفسه بحزام، فيما تضاربت الأنباء حول الأسباب التي دفعت النجم السينمائي الحاصل على جائزة الأوسكار إلى الانتحار. من المعروف عن روبن ويليامز أنه كان يعاني من مشاكل مالية ومن الاكتئاب والإدمان على الكحول، فضلا عن معاناته من بداية مرض باركنسون.
صورة من: Reuters
لم تنتظر روايتها الأخيرة
الروائية فرجينيا وولف، أخذت طريقها إلى المياه ووضعت حجراً ثقيلاً في ملابسها، وألقت نفسها في أحد الأنهار ولم تكتشف جثتها إلا بعد ثلاثة أيام. تركت لزوجها رسالة كتبت فيها: "عزيزي، أنا على يقين بأنني سأجن... لذا، سأفعل ما أراه مناسبا"، علما أن الكاتبة الإنجليزية ودعت مسرح الحياة قبل أن يتم نشر آخر أعمالها الروائية.
صورة من: DW
لعنة "الانتحار" تطارد أسرة هيمنغواى
الراوئي الفائز بجائزة نوبل إرنست همنغواي انتحر عام 1961 بطلقة نارية في الرأس. لكنه لم يكن الوحيد في عائلته الذي أقدم على الانتحار. انتحروالده، وكذلك أختاه غير الشقيقتين أورسولا وليستر، ثم حفيدته مارغاوك همنغواي. ويعتقد البعض وجود مرض وراثى في عائلته يسبب زيادة تركيز الحديد في الدم مما يؤدى إلى تلف البنكرياس ويسبب الاكتئاب أو عدم الاستقرار في المخ. ما دفعه إلى الانتحار في النهاية خوفاً من الجنون.
صورة من: Keystone/Getty Images
إعصار في التزلج..وإنتحار في الـ 29
انتحر البطل الأولمبي الأمريكي في التزلج جيريت بيترسون بعد ان أطلق النار على نفسه بولاية يوتا الأميركية. بيترسون الذي مات في عامه الـ 29 ، كان ملقب بـ"السريع" وهو معروف بحركة متميزة في التزلج تعرف باسم "الإعصار" يقوم خلالها بـ3 قفزات و5 التفافات. وشارك بيترسون 3 مرات في الألعاب الأولمبية في الـ2002 و2003 و2010.
صورة من: AP
الانتحار عوض الحياة في السجن
ذلك الفتى الصغير الذي عمل على نظام RSS " نظام تغذية الانترنت " وهو في عمر الـ 14. كان آرون سوارتز الذي عاش بين لغة الأرقام و كان أحد أهم نشطاء الإنترنت و شارك في تصميم لغة تشفير جديدة " لغة ماركداون" وهو أحد مؤسسي موقع التواصل الاجتماعي ريديت. انتحر سوارتز قبل شهر من محاكمته بتهمة سرقة ملايين الملفات الإلكترونية والتي كان يواجه فيها حكماً بالسجن يصل إلى 35 عاماً وغرامة مليون دولار.
صورة من: picture-alliance/dpa
الانتحار لطي صفحة الماضي؟
وجدت جثة المغني الرئيسي في فرقة الروك الأميركية "لينكن بارك"، تشستر بنينغتون بعد ان انتحر شنقا في عمر ناهز الـ 41 عاما. وكان بينينغتون قد تحدث سابقا عن معاناته مع المخدرات والإدمان على الكحول، كما أنه اعترف بأنه أراد الانتحار أكثر من مرة. بينينغتون لديه عائلة كبيرة حيث تزوج مرتين ولديه 6 أبناء لم يستطع وجودهم حوله أن يمنعه من اتخاذ القرار بإنهاء حياته شنقاً.
صورة من: Getty Images/iHeartMedia/R. Fury
مونرو..انتحار أم لغز ؟
نجمة الإغراء مارلين مونرو وجدت في غرفتها وتتناثر حولها الحبوب المهدئة. لكن موتها لم يؤكد على أنه انتحار حيث تحوم الشكوك حول مقتلها بدعم من شخص نافذ، فهل انتحرت مونرو بعد كل تلك الشهرة وفي وسط زخم من حب الناس؟ أم أنها قتلت بمكيدة مدبرة كي تظهر على انها إنتحار؟