تزايد عدد السوريين والأفغان اللاجئين إلى الاتحاد الأوروبي
١٢ أغسطس ٢٠٢١
ذكر الاتحاد الأوروبي أن عدد المهاجرين غير القانونيين إلى الاتحاد عبورا من غرب البلقان ارتفع إلى مثليه تقريبا هذا العام وأن أغلبهم من سوريا وأفغانستان. هذا في وقت توقع مسؤول ألماني زيادة عدد اللاجئين الأفغان إلى بلاده.
وقالت الوكالة إنه تم رصد 22600 مهاجر قادمين إلى الاتحاد الأوروبي بطرق غير قانونية عن طريق غرب البلقان في الفترة من كانون الثاني/ يناير إلى تموز/ يوليو بزيادة 90 في المئة مقارنة بالفترة المقابلة من عام 2020.
وكشفت الوكالة أن عدد العابرين بطرق غير قانونية للحدود إلى الاتحاد الأوروبي منذ بداية العام تجاوز 82 ألفا بزيادة 59 في المئة عن الفترة المقابلة من العام الماضي. وأضافت في بيان أن العدد ارتفع في تموز/ يوليو بنسبة 67 في المئة مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي.
وتخشى دول كثيرة من أعضاء الاتحاد الأوروبي أن تؤدي التطورات في أفغانستان، حيث تتسارع وتيرة سيطرة حركة طالبان على مزيد من الأراضي ونزوح أعداد من السكان، إلى تكرار أزمة الهجرة التي شهدتها أوروبا في 2015-2016.
ففي تلك الفترة فرض وصول أكثر من مليون مهاجر من الشرق الأوسط وأفغانستان ضغوطا على نظم الأمن والرعاية الاجتماعية مما كان سببا في دعم الجماعات السياسية اليمينية الشعبوية. وفي اجتماع استثنائي يوم الأربعاء، سيبحث وزراء الداخلية في الاتحاد الأوروبي زيادة عدد المهاجرين على الحدود بين بيلاروسيا وليتوانيا.
وقالت فرونتكس إن ليتوانيا سجلت حوالي 3700 حالة دخول غير قانونية من بيلاروسيا من كانون الثاني/ يناير إلى تموز/ يوليو منها أكثر من 3000 حالة في تموز/يوليو وحده. وأضافت أن بولندا رصدت حوالي 180 حالة عبور مخالفة للقوانين في تموز/يوليو ولاتفيا حوالي 200 حالة.
الهجرة عبر مينسك.. طريق جديد للساعين للجوء إلى أوروبا؟
23:01
وفي سياق ذي صلة، صرح وكيل وزارة الخارجية الألمانية نيلس أنين بأنه يتوقع زيادة عدد اللاجئين القادمين من أفغانستان إلى ألمانيا في ظل تردي الأوضاع هناك. وقال في تصريحات اليوم الخميس: "من السذاجة الاعتقاد بأن تقدم طالبان والعنف في منطقة الحرب لن يكون لهما عواقب من حيث سياسة الهجرة، حيث سيضطر أشخاص من أفغانستان إلى الفرار بشكل أقوى من السنوات الماضية".
وتابع قائلا: "سوف نشعر بالتداعيات في ألمانيا أيضا، حتى لو لم يكن ذلك خلال الأسابيع القادمة"، لافتا إلى أن ألمانيا تعد "وجهة جذابة" بالنسبة للأفغان.
إنقاذ المهاجرين من الغرق في المتوسط لا ينهي مأساتهم
عام 2018 كان مأساويا للمهاجرين عبر المتوسط، إذا ارتفع عدد الضحايا بشكل مضطرد. لكن عام 2019 لا يدعو إلى التفاؤل، إذ باتت مهمة "صوفيا" لإنقاذ المهاجرين في المتوسط مهددة بالانتهاء والخلاف مستمر حول استقبال من يتم إنقاذهم.
صورة من: Getty Images/C. McGrath
ارتفاع كبير في عدد الغرقى
أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أن عدد الضحايا على مسار الهجرة بين ليبيا والاتحاد الأوروبي ارتفع بأكثر من الضعف في عام 2018 ، إذ بلغ معدل الوفاة واحدا من بين كل 14 مهاجرا عبروا هذا الطريق وسط البحر المتوسط. وكان المعدل واحدا من بين كل 38 عام 2017 .
صورة من: Getty Images/AFP/A. Paduano
ستة غرقى كل يوم
حسب إحصائيات الأمم المتحدة بلغ إجمالي عدد المهاجرين الذين عبروا البحر المتوسط إلى أوروبا عام 2018 نحو 117 ألف شخص، وتوفي في البحر المتوسط 2275 على الأقل، مقارنة بـ 172 ألف مهاجر عبروا إلى أوروبا عام 2017 ووفاة 3139 شخصا. وحسب المفوضية، فإن البحر المتوسط شهد موت ستة أشخاص يوميا في المتوسط العام الماضي.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/Küstenwache Lybien
منع سفينة "سي ووتش 3" من الرسو
في آواخر عام 2018 أنقذت سفينة "سي ووتش 3"، التي تملكها منظمة إغاثة ألمانية وترفع علم هولندا، مهاجرين كانوا يستغيثون في البحر قبالة السواحل الليبية، لكن تم منعها من الرسو في إيطاليا أو مالطا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sea-Watch.org
البحث عن ملاذ آمن
بقيت "سي ووتش 3" مع المهاجرين على متنها تمخر عباب البحر بحثا عن ملاذ آمن، وتزامن ذلك مع استمرار الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال هؤلاء المهاجرين، حيث رفضت إيطاليا استقبالهم مطالبة هولندا وألمانيا بذلك، لأن السفينة ترفع علم الأولى، بينما تتخذ المنظمة المالكة لها من برلين مقرا لها.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Scoppa
توتر بين فرنسا وإيطاليا
في ظل الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال المهاجرين الذين يتم إنقاذهم من الغرق في المتوسط، تصاعد التوتر بين فرنسا وإيطاليا، إذ تتهم روما باريس بأنها سبب الفوضى الحالية في ليبيا، وترى إيطاليا أن هذا الوضع غير المستقر يدفع المهاجرين إلى الهرب من ليبيا للوصول إلى الشواطئ الإيطالية عبر البحر المتوسط، وهو ما يشجع على تهريب البشر.
صورة من: picture alliance/CITYPRESS 24/f. Passolas
ألمانيا لن تستمر في مهمة "صوفيا"
مع تصاعد التوتر والخلاف الأوروبي حول ملف الهجرة واللاجئين، أعلنت ألمانيا أنها لن ترسل أي بديل للفرقاطة التي تنتهي مشاركتها في مهمة الاتحاد الأوروبي لإنقاذ المهاجرين في البحر المتوسط "صوفيا" في أوائل شباط/ فبراير المقبل.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Assanimoghaddam
مصير مجهول!
مهمة "صوفيا" لإنقاذ اللاجئين من الغرق باتت مهددة بالانتهاء، لأن الأمر متعلق بموقف دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة، إذ يجب أن توافق عليها كل الدول الأعضاء في الاتحاد. وعلاوة على ذلك تطالب إيطاليا بتغيير قواعد وشروط المهمة. في هذا السياق صرح وزير الداخلية الإيطالية ماتيو سلفيني أن سفن المهاجرين التي كان يتم إنقاذها ترسو في الموانئ الإيطالية وبالتالي "إما يجب تغيير القواعد، أو إنهاء المهمة".
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Lami
بارقة أمل
لكن رغم كل هذا الخلاف والتوتر، هناك بارقة أمل في تحسن الوضع خلال العام الجاري وتجاوز الدول الأوروبية لخلافاتها حول ملف الهجرة واللاجئين. فقد أعلن رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي أن اتفاق تقاسم مهاجرين مع ستّ دول أوروبية أخرى (فرنسا وألمانيا والبرتغال ومالطا ورومانيا ولوكسمبورغ) سيتيح إنزال وإنقاذ المهاجرين العالقين على متن سفينة"سي ووتش 3". إعداد: عارف جابو