1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تساؤلات حول نجاعة العقوبات الرياضية ضد روسيا

٢٨ فبراير ٢٠٢٢

استضافة روسيا لمونديال 2018 وقبلها أولمبياد سوتشي في 2014 وكذلك رعاية عملاق الغاز غازبروم للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، مثلت أدوات ناعمة لتحسين صورة روسيا عالمياً وزيادة شعبية بوتين داخليا، غير أن غزو أوكرانيا غير كل شيء.

الرئيس الروسي بوتين يحضر الأولمبياد الشتوية في بكين قبل أن يبدأ غزوه لأوكرانيا (الصورة بتاريخ 4 فبرارير/ شباط 2022)
بسبب تنظيم بطولات عالمية مثل مونديال 2018 أكتسب الرئيس الروسي بوتين شعبية أكبر داخل روسيا، ربما تتراجع الآن بعد العقوبات الرياضية على بلاده.صورة من: Carl Court/Getty Images

ردا على غزوها لأوكرانيا قامت القوى الغربية بتوقيع عقوبات اقتصادية على روسيا من أبرزها استبعاد روسيا من نظام التحويلات البنكية "سويفت". وبالتزامن مع الإعلان عن العقوبات الاقتصادية بدأ الإعلان عن "عقوبات" رياضية.

اتحادات رياضية دولية تعاقب روسيا

فمثلا جُرّدت سان بطرسبورغ من استضافة نهائيدوري أبطال أوروبا في كرة القدم لمصلحة باريس، وتحوم شكوك حول مصير رعاية غازبروم للاتحاد الأوروبي لكرة القدم  "يويفا"، المقدَّرة بأربعين مليون يورو سنوياً. 

كما ألغيت جائزة روسياالكبرى للفورمولا واحد. فيما فرضت اللجنة الأولمبية الدولية حظراً على رفع العلم الروسي وعزف النشيد الوطني. وهناك دعوات جدية لشطب روسيا من تصفيات مونديال قطر 2022، وأعلنت كل من بولندا والسويد وجمهورية التشيك رفضها مواجهة منتخب روسيا في المباريات الفاصلة المؤهلة للمونديال.

ويفترض أن تواجه بولندا منتخب روسيا في 24 مارس/ آذار في نصف نهائي المسار الثالث الذي يضم السويد وتشيكيا. وأصدرت اتحادات بولندا والسويد وتشيكيا بيانات صحافية قبل يومين ترفض فيها مواجهة روسيا في الملحق القاري.

كما قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عدم إقامة أي مسابقة دولية في روسيا، وسوف يتم إقامة المباريات على أرض محايدة وبدون جماهير. 

وبجانب ذلك ألغى الاتحاد الدولي للسباحة بطولة العالم للناشئين التي كان من المقرر إقامتها في مدينة كازان الروسية في أغسطس/ آب. وقال في بيان الأحد (27 فبراير/ شباط) "الاتحاد الدولي للسباحة لن ينظم أي بطولات مستقبلية في روسيا إذا استمرت هذه الأزمة". ويوم الجمعة، ألغى الاتحاد نفسه مباراة بالدوري العالمي لكرة الماء في سان بطرسبرغ الشهر المقبل، كما ألغى بطولة للسباحة التوقيعية والغطس في كازان، كانت مقررة في أبريل/ نيسان.

ملعب "غازبروم أرينا" في مدينة سان بطرسبورغ لن يشهد إقامة نهائي دوري أبطال أوروبا المقرر في 28 مايو/ أيار 2022 بسبب غزو روسيا لأوكرانيا.صورة من: Alexei Danichev/picture alliance/dpa/Sputnik

"الحظر الرياضي قد يؤثر على مكانة بوتين"

"لطالما كان للرياضة تأثير هائل على المجتمع"، حسب مدير التسويق السابق في اللجنة الأولمبية الدولية مايكل باين. وتابع موضحا لفرانس بريس "المقاطعة الرياضية في جنوب إفريقيا لنظام الفصل العنصري ربما كان لها تأثير مماثل أو أكبر من العقوبات الاقتصادية على فرض تغيير في سياسة النظام".

 بالنسبة لرئيس اللجنة الأولمبية البريطانية السير هيو روبرتسون فان الحظر الرياضي الشامل قد يؤثّر على مكانة بوتين محلياً. وأضاف موضحا "الرياضة مهمة بشكل غير متناسب للأنظمة الاستبدادية (..) عدم القدرة على المنافسة سيضرّ روسيا بشدة".

 ويرى باين الذي ينسب إليه الفضل في الأولمبية الدولية على مدى عقدين من الزمن في تحويل علامتها التجارية وشؤونها المالية من خلال الرعاية، أن بوتين يخاطر بمكانته بين أبناء شعبه. وقال الإيرلندي "قد لا يهتم بوتين برأي بقية العالم بشخصه، لكن عليه الاهتمام بما يعتقده الشعب الروسي". وأردف قائلا "أخسر دعمه (الشعب) فينتهي أمرك. تصرفات المجتمع الرياضي قد تلعب دوراً مؤثراً جدياً تجاه الشعب الروسي".

 ولم يخجل نجوم الرياضة الروس من التعبير عن قلقهم من غزو بوتين لأوكرانيا. فقد تعالت أصوات مندّدة من أندي روبليف المتوج الأحد بدورة دبي في كرة المضرب، لاعب كرة القدم الدولي فيدور سمولوف، نجم هوكي الجليد المحترف في الولايات المتحدة أليكس أوفيتشكين والدراج بافل سيفاكوف.

 وأضاف باين "لا يمكن لآراء الرياضيين الروس أمام قاعدة جماهيرهم، سوى أن تعزز شكوك المواطنين تجاه قرارات قيادتهم وتقوّض الدعم المحلي لشن الحرب".

دعاية روسية مضادة 

و برغم ذلك، يقلل تيرينس بيرنز، المدير التنفيذي السابق في الأولمبية الدولية الذي لعب أدوراً رئيسة في ملفات خمس مدن نجحت باستضافة الأولمبياد، من أهمية هذا التأثير. وقال "أنتم تفترضون ان الشعب الروسي يرى، يقرأ ويسمع الأخبار الحقيقية". وتابع "لا أصدّق هذا الأمر. ستصوّر الحكومة روسيا كأنها ضحية مؤامرة عالمية كبرى تقودها الولايات المتحدة والغرب.. عبارة مجازية استُخدمت بنجاعة منذ أيام الاتحاد السوفياتي".

 لكن بيرنز يعتقد أن الرياضيين لسوء الحظ يجب أن يُعاقبوا على سوء تصرّف حكوماتهم "أعتقد أن روسيا يجب أن تدفع ثمن ما اقترفته. لسوء الحظ، يتضمن ذلك الرياضيين أيضاً". وأضاف "أناس كثيرون، مثلي أنا، يعتقدون أن مساعدتهم على استضافة الأولمبياد وكأس العالم قد تساعد على انفتاح وتحرير المجتمع، تخلق مسارات جديدة لتقدّم شعب روسيا. نحن مخطئون مرّة جديدة".

المال الروسي في عالم الرياضة

 بدوره، يعتقد روبرتسون ان السماح للروس بالتنافس في وقت يعجز الأوكرانيون عن ذلك أمر "لا يمكن تصوّره من الناحية الأخلاقية".

 ويضيف باين أن الرياضات الفردية ينبغي أن تنظر إلى مشهد أخلاقي أكبر من خسائرها المحتملة نتيجة إنهاء عقود رعاية روسية "يواجه عالم الرياضة خطر خسارة المزيد بحال عدم الاستجابة، مقارنة مع خسارة راعٍ روسي أو اثنين".

 ويوافق مع ذلك روبرتسون، المشرّع السابق الذي شغل منصب وزير الرياضة والأولمبياد مساهماً بنجاح أولمبياد لندن 2012. وقال ابن التاسعة والخمسين "ربما يتعيّن على عالم الرياضة أن يفطم نفسه عن المال الروسي".  وتابع "في الأيام القليلة الماضية، بدا واضحاً أن العقوبات السياسية، الاقتصادية والتجارية ستؤذي الغرب كما روسيا، لكنه ثمن يجب أن نتحمله لتحقيق مصلحة أكبر". بالنسبة لروبرتسون، لا يمكن للرياضة الوقوف مكتوفة الأيدي رداً على الغزو الروسي "الغزو الروسي لأوكرانيا سيؤثر على الرياضة لكن عواقب التقاعس أو المراوغة ستكون أكثر خطورة".

ح.ز/ ص.ش (أ.ف.ب، رويترز، د ب أ)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW