1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تساؤلات في الجزائر حول خلفيات حملة السلطات ضد مُفطِري رمضان

١٤ أغسطس ٢٠١٢

تشن الأجهزة الأمنية الجزائرية خلال شهر رمضان حملة واسعة ضد الأشخاص الذين لا يؤدون فريضة الصيام الأمر الذي فجر جدلابين المدافعين عن الحريات الفردية وبين الداعين إلى ضرورة احترام الصائمين والذوق العام والقانون.

Ms Souissi faiza of province of Ouargla. Bild: DW/November, 1, 2011
Algerien Metro Stationصورة من: DW

سليمان رباعين شاب جزائري في الثلاتين من عمره، وهو من الممتنعين عن الصيام، تم توقيفه من قبل مصالح الامن بولاية تيزي وزو( 120 كيلومتر شرق العاصمة الجزائر ) في اوائل شهر رمضان بعد ان ضبط وهو يأكل في موقف للحافلات لكن سرعان من اطلق سراحه. ويروي الشاب انه افطر في مكان معزول بعيدا عن الأنظار وبالرغم من ذلك داهمته عناصر أمنية بالزي المدني و تعرض للضرب داخل مخفرالشرطة. ويقول إنه لا يؤدي فريضة الصيام، القضية أخذت أبعادا أخرى أدت إلى تحرك منظمات حقوقية التي طالبت بضرورة احترام حرية المعتقد وحقوق الإنسان.

وقال سليمان رباعين في اتصال هاتفي دي دبليو عربي انه كان يشرب الماء بعيدا عن أعين الناس وبمكان معزول رغم ذلك "اصطاده" عناصر الأمن بالزى المدني، وأوضح رباعين انه مسلم لكنه لا يصوم، ويقول انه حر والأمر يخص عقيدته الشخصية، سليمان رباعين الذي كان متحفظا في الحديث معنا سيمثل أمام العدالة هذه الأيام بتمهمة عدم احترام فريضة الصوم.

الافطار وغير المسلمين

وكان رمضان الماضي قد شهد حالات مماثلة من التوقيفات في منطقة القبائل بسبب الإفطار في شهر رمضان، حيت اعتقلت مصالح الامن عددا من المواطنين في بلدة أوزلاقن التي تبعد نحو 60 كلم عن مدينة بجاية الساحلية (شرق الجزائر) لعدم احترامهم فريضة الصوم في احد المطاعم، حيث داهمت الشرطة المطعم الذي كانوا يتواجدون فيه واعتقلتهم بتهمة تناول الغذاء وعدم احترام شعائر الدين الإسلامي، فيما قامت بإغلاق المطعم ووضع مالكه قيد التوقيف ووصلت هذه القضية إلى المحاكم، وصرح المتهمون بأنهم كانوا مفطرين، ولكنهم لم يرتكبوا أي جرم، لأنهم أصبحوا مسيحيين وغير معنيين بالصيام الامر الذي دفع إلى إطلاق سراحهم .

صورة من: DW

نفس السيناريو وقع خلال الأيام الأولى من شهر رمضان الحالي في بلدة عين الحمام، قرب مدينة تيزي وزو، في أعالي منطقة القبائل. الشرطة اعتقلت شخصين كانا يتناولان وجبة غذاء داخل متجر، لكن التعبئة الكبيرة لسكان البلدة حالت دون إحالتهم إلى القضاء.

صورة من: DW

"الجهر بالإفطاراستفزاز يعاقب عليه القانون"

ويقول المحامي والناشط الحقوقي امين سيدهم أن القانون يعاقب فقط الأشخاص الذين يفطرون أمام الملأ، أي بالأماكن العامة. في حين ان غالبية التوقيفات يتعرض لها أشخاص افطروا في أماكن معزولة او مغلقة، وهذا ما يعتبره المحامي مساسا بالحريات الفردية وحرية المعتقد، واشار المحامي في تصريح لي دي دبليو عربي إلى ان الجزائر بلد مسلم وغالبية الجزائريين مسلمون ولابد من أن تحترم الأقلية للأغلبية والعكس صحيح و إفطار غير المسلم حسبه أمام الملأ يعتبر استفزازا يعاقب عليه القانون.

وقال سيدهم إن "تصرفات الذين لا يحترمون شهر رمضان تخل بالذوق العام ولاتحترم الأسس والثوابت التي ينص عليها الدستور الجزائري خاصة المادة 2 التي تنص أن الإسلام هو دين الدولة، لكنه أوضح انه لابد من احترام المعتقدات الدينية وان الممتنعين عن الصيام أحرار في ممارسة الشعائر الدينية التي يريدونها، منددا بتوقيفهم وهم يفطرون في اماكن مغلقة لكن في نفس الوقت اكد على ضرورة إحترام مشاعرالأغلبية المسلمة.

"الحملة ضد المفطرين توظيف سياسي للدين"

ومن جهته، وصف القس مصطفى كريم الذي يمثل الكنيسة البروتستانتية في القبائل في تصريح لصحف محلية الحملة، بحملة تفتيش ضد الممتنعين عن الصيام وقال "السلطات الجزائرية تريد أن تفرض الصيام على الجميع ولا تبالي بما يسمى بالحريات الشخصية وحقوق الإنسان وحرية المعتقد" وعبر عن قلقه بشان المسيحيين في الجزائر .

صورة من: Oussedik Fawzi

وقالت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان إن "هذه القضية تأتي في أعقاب قضايا أخرى رفعت ضد مواطنين آخرين وتستند كلها لنفس التهم الناشئة عن التطبيق غير الصحيح للبند 144 بالفقرة الفرعية 2 من القانون الجنائي "، ومن جانبها أصدرت إس أو إس ليبرتي بيانا يدين هذا "الشكل من التعصب وقالت " انها تخشى من أنه يجري الآن حظر "الإسلام المتسامح" الذي كان دائما موجودا في الجزائر والقبائل بشكل خاص.

ويقول الدكتور في القانون الدولي فوزي اوصديق في تصريح لي دي دبليو عربي إن الحملة ضد المفطرين ليست حملة ضد الساحرة كما يريد الترويج له من قبل البعض، ويرى ان الحملة هدفه مجارات الاسلاميين، وقال " في ظل ما عودتنا مؤسسات الدولة من " المزاجية " في التعامل مع القانون، والدستور، وقوانين الجمهورية تحتم ردة الفعل، وإلا جمودها وسكوتها يكيف بالخذلان وعدم الحفاظ على النظام العام، وتركنا " باب الفوضى" مفتوحاً للآخرين للإقتصاص، واسترجاع حقوق المجتمع؛ والشئ ثاني في ظل تنامي الوعي الديني في المجتمع والدولة ".

رتيبة بوعدمة - الجزائر

مراجعة: منصف السليمي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW