تسببت في كوارث حقيقية: هكذا دمرت حرب أوكرانيا البيئة!
٩ فبراير ٢٠٢٥
تسببت الحرب في أوكرانيا بأضرار بيئية بقيمة 72 مليار يورو، الأمر الذي يعد كارثة بيئية حقيقة، مما دفع نشطاء البيئة للحديث عن الإبادة البيئية ومحاولة إيجاد حل فوري لها. فما الخطوات المطلوبة؟
دخان ناجم عن حريق غابات من قرية خارج ليمان، منطقة دونيتسك، وسط هجوم روسيا على أوكرانيا، 27 يوليو 2024صورة من: Thomas Peter/REUTERS
إعلان
أسفرت الحرب في أوكرانيا عن كوارث بيئية حقيقية، لم تؤثر على عليها فحسب، بل تسببت روسيا بأضرار بيئية لنفسها أيضاً وقد تتجاوز ذلك لتصل إلى العالم أجمع والبيئة على كوكبنا بشكل عام وفق موقع تاغس شاو الألماني.
وأول كارثة بيئية جلبتها الحرب في أوكرانيا هي إعادة النشاط الإشعاعي في منطقة تشيرنوبيل التي بقيت تربتها مستقرة دون المساس بها لمدة 40 عاماً بعد كارثة المفاعل النووي، وذلك بعد قدوم الجيش الروسي إلى المنطقة وقيام جنوده بحفر التربة الملوثة.
وبهذا الصدد تقول تيتيانا جيرداشوك، الفيلسوفة البيئية الأوكرانية: "إن مستويات النشاط الإشعاعي في المنطقة زادت بعد ذلك بشكل ملحوظ. حفروا الخنادق، وبنوا المخابئ، وحتى اصطادوا الحيوانات البرية وأكلوا لحومها".
ليس هذا فحسب، فعند الاطلاع على تقارير المنظمات المعنية برصد العواقب البيئية للحرب، تبين أن 250 كيلومتر مربع من الغابات تم حرقها بفعل الحرب، و220 محمية طبيعية مهددة أو مدمرة بالفعل، مع وجود 10 آلاف كيلومتر مربع من الغابات الملغومة.
إعلان
حيوانات قتلت وأخرى مهددة بالانقراض
أدت الحرب في أوكرانيا إلى نفوق عدد لا يحصى من الدلافين والحيتان في البحر الأسود من جراء الانفجارات التي تسببتها الطوربيدات والألغام، ومن ضجيج أجهزة السونار التي تستخدمها السفن الحربية.
عطفا على تهديد حياة الكائنات البحرية الموجودة في البحر الأسود بسبب اصطدام ناقلتي نفط روسيتين قبالة شبه جزيرة القرم، مما تسبب في تسرب نفطي ما زال خارج نطاق السيطرة حتى اليوم.
وتشير التقارير أيضاً إلى انقراض الدلافين الموجودة في البحر الأسود، ونفوق 20 ألف حيوان بري، وتهديد حوالي 80 نوعاً آخر من الحيوانات بالانقراض من بينها الوشق والدب البني، فضلاً عن التلوث البيئي الحاصل بسبب الحرب، وزيادة تلوث الهواء وزيادة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
مأساة حماية المناخ - فشل العلم والاحتجاجات
42:34
This browser does not support the video element.
أضرار بيئية على روسيا نفسها
لا تقتصر الأضرار البيئية الناتجة على أوكرانيا فحسب، بل تسببت روسيا لنفسها وللدول المجاورة بأضرار جسيمة، وأبرزها حادثة التسرب النفطي قبالة سواحل شبه جزيرة القرم التي يصعب توثيقها وفق سوزان ورشيك من جامعة فيادرينا.
إذ تقول ورشيك إنه بسبب تحركات "أسطول الظل" الروسي، وبسبب الحالة السيئة للسفن الروسية، فإن هناك زيادة في خطر حوادث تسرب النفط في عدة مناطق، كسواحل البحر الأسود في دول الاتحاد الأوروبي مثل رومانيا وبلغاريا، وفي المياه التركية، وكذلك في بحر البلطيق.
وتشير ورشيك إلى أن احتمال حدوث كارثة بيئية بسبب تسرب النفط في مناطق بحرية أخرى مثل فنلندا وإستونيا أو السويد، سيؤدي إلى كارثة لها نفس الأثر المدمر الذي حدث بسبب حادث تسرب النفط قبالة سواحل شبه جزيرة القرم.
القضاء على العواقب البيئية للحرب في أوكرانيا ليس بالأمر السهل، ويستلزم تكاليف باهظة. فقد دعا الباحثون الحكومات الأوروبية والدولية إلى التعاون المالي من أجل إصلاح الأضرار البيئية الكبيرة وبناء بنية تحتية للطاقة المستدامة، بالإضافة إلى مصادرة الأصول الروسية المجمّدة لتعويض الأضرار البيئية الهائلة.
م.ج
ظروف مناخية مميتة حول العالم.. هل خرجت أزمة المناخ عن السيطرة؟
على مدار الأسابيع الماضية، انتشرت صورا تظهر حجم الدمار والخسائر البشرية والمادية جراء الطقس المدمر الذي ضرب العديد من دول العالم من ألمانيا إلى كندا ووصولا إلى الصين.. فهل خرجت "أزمة المناخ" عن السيطرة؟
صورة من: Noah Berger/AP Photo/picture alliance
فيضانات عارمة في أوروبا
خلفت الفيضانات غير المسبوقة في أوروبا دمارا كبيرا في بلدان غرب القارة فضلا عن مقتل ما لا يقل عن 209 أشخاص في ألمانيا وبلجيكا. وجاءت الفيضانات نتيجة هطول أمطار استمر لنحو يومين بما يعادل مقدار هطول أمطار لنحو شهرين. وخلال ساعات امتلأت الممرات المائية الضيقة لتتدفق مياه الفيضانات هادرة وتدمر في طريقها الكثير من المباني قديمة، فيما تقدر تكلفة إعادة بناء البنية التحتية المدمرة بمليارات اليورو.
صورة من: Thomas Lohnes/Getty Images
مواسم أمطار شديدة
تضررت مناطق كثيرة في الصين والهند جراء فيضانات قياسية فاقت قدرة السدود والمصارف وأغرقت شبكة مترو الأنفاق في تشنغتشو بوسط الصين. وأسفرت الفيضانات عن مقتل العشرات فيما كان مقدار تساقط الأمطار أكثر من معدلاتها الحالية. وتوقع علماء أن ظاهرة التغير المناخي ستزيد من خطر الأمطار والفيضانات إذ أنها تتسبب في زيادة معدل دفء الغلاف الجوي ليحتفظ بمزيد من الرطوبة ما يؤدي إلى زيادة عزارة الأمطار.
صورة من: AFP/Getty Images
موجات حرارة غير مسبوقة في كندا وأمريكا
باتت موجات الحر غير المسبوقة أمرا شائعا في عدد من ولايات أمريكا كواشنطن وأوريغون وكذلك مقاطعة "بريتيش كولومبيا" الكندية أواخر يونيو/ حزيران. وتسببت المستويات القياسية من الحرارة الناجمة عن "قبة حرارية" نادرة القوة حيث حُبس الهواء الساخن لأيام، في وفاة المئات. سجلت قرية ليتون الكندية درجة حرارة بلغت 49.6 درجة مئوية هي الأعلى على الإطلاق على مستوى البلاد.
صورة من: Ted S. Warren/AP/picture alliance
عواصف رعدية.. والسبب حرائق الغابات
انتهت موجة الحرارة في جنوبي ولاية أوريغون الأمريكية، لكن الظروف الجافة التي خلفتها زادت من خطر اندلاع موسم هو الأسوأ من مواسم حرائق الغابات في تلك المنطقة. وأدى حريق "أوريغون بوتليج" إلى إحراق مساحة تقترب من مساحة مدينة لوس أنجلوس في غضون أسبوعين ليصل الدخان إلى نيويورك. ووفقا لدراسة حديثة فإن هذا الطقس السيء كان من المستحيل حدوثه بشكل عملي لولا ظاهرة التغير المناخي الناجمة عن الأنشطة البشرية.
صورة من: National Wildfire Coordinating Group/Inciweb/ZUMA Wire/picture alliance
غابات الأمازون .. مصير مجهول
تعاني مناطق وسط البرازيل من أسوأ موسم جفاف منذ 100 عام، ما ضاعف من مخاطر حرائق الغابات وأيضا إزالة أشجار ونباتات غابات الأمازون المطيرة بوتيرة أكبر. وقال باحثون مؤخراً إن مساحات كبيرة من الغابات تحولت من امتصاص انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون المسببة لظاهرة ارتفاع درجة حرارة الأرض المعروفة باسم "الاحتباس الحراري" لتصبح مصدرا لهذه الانبعاثات، ولتقترب غابات الأمازون بدورها من نقطة تحول كبيرة.
صورة من: Andre Penner/AP Photo/picture alliance
"على شفا الموت جوعا"
بعد سنوات من الجفاف الحاد يعاني قرابة 1.14 مليون شخص في مدغشقر من انعدام الأمن الغذائي إذ يضطر كثيرون إلى أكل الصبار وأوراق الأشجار وحتى الجراد في وضع يرقى إلى المجاعة. ويقول العلماء إن الوضع المتردي في مدغشقر يشكل أول مجاعة في التاريخ الحديث يكون سببها الرئيسي ظاهرة "التغير المناخي"، إذ لا يعود سبب هذه المجاعة إلى كوارث طبيعية أو صراع سياسي أو حتى تدمير المحاصيل جراء الجفاف.
صورة من: Laetitia Bezain/AP photo/picture alliance
نازحون بسبب المناخ
وصل عدد النازحين جراء الصراعات والكوارث الطبيعية في 2020 إلى أعلى معدل له في عشر سنوات إذ بلغ رقما قياسيا تجاوز عتبة 55 مليون شخص فروا إلى أماكن أخرى في بلادهم. كذلك اضطر قرابة 26 مليون شخص إلى عبور حدود بلادهم واللجوء إلى دول أخرى. ووفقا لتقرير نشرته منظمات تعنى بشؤون اللاجئين في مايو/ أيار، فإن ثلاثة أرباع من اضطروا إلى النزوح في بلادهم كانوا ضحايا الظروف المناخية القاسية. مارتن كويبلر/ م.ع