تسجيل أول حالتي كورونا في مخيم للاجئين السوريين في الأردن
٨ سبتمبر ٢٠٢٠
أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن في بيان إصابة لاجئين سوريين اثنين في مخيم الأزرق للاجئين السوريين بفيروس كورونا المستجد، ليصبحا أول حالتي إصابة مؤكدتين داخل مخيم للاجئين في المملكة الهاشمية.
إعلان
قالت الأمم المتحدة اليوم الثلاثاء (الثامن من أيلول/ سبتمبر 2020) إن إجراء فحوص للاجئين سوريين اثنين في مخيم الأزرق بالأردن أظهر إصابتهما بفيروس كورونا، ليصبحا أول حالتي إصابة مؤكدتين داخل مخيم للاجئين في المملكة.
وأضافت أنه "وفقاً للبروتوكول المعمول به، تم نقل اللاجئَين (المصابين) إلى موقع عزل"، مشيرة إلى أنه تم كذلك فحص "جميع الأفراد الذين كانوا على اتصال بهما وتنفيذ إجراءات عزل. وننتظر النتائج ونواصل مراقبة الوضع عن كثب". وقالت الوكالة الأممية إنها تعمل عن كثب مع وزارة الصحة وإدارة شؤون اللاجئين في الأردن لتعقب المخالطين.
وما زال الأردن بمنأى نسبياً عن تفش واسع للوباء مع تسجيله حتى اليوم 2478 إصابة مؤكدة بالفيروس و19 حالة وفاة، بحسب الأرقام الرسمية لوزارة الصحة.
خ.س/ح.ز(أ ف ب، د ب أ)
السلط - ملاذ ديني يجمع المسلمين والمسيحيين في الأردن
تعد مدينة السلط الأردنية نموذجا للتعايش والتآخي بين المسلمين والمسيحيين في الأردن. المصورة الفوتوغرافية فاطمة العبادي، المقيمة في إيطاليا، تبرز في سلسة صور أوجه هذا التعايش.
صورة من: Fatima Abbadi
ولدت المصورة فاطمة العبادي في أبو ظبي بالإمارت العربية المتحدة، إلا أنها أمضت العشر سنوات الأخيرة من دراستها في مدينة سلط الأردنية. تأسست السلط في عام 300 قبل الميلاد ويبلغ عدد سكانها 90 ألف نسمة وهي مدينة عالمية، حيث تمتزج الثقافة العربية والأوروبية بشكل متناغم.
صورة من: Fatima Abbadi
بفضل طابعها المتنوع، تم ترشيح مدينة السلط، لتصبح من مواقع التراث العالمي لليونسكو. ولاتتميز هذه المدينة بتناغم الهندسة المعمارية الشرقية والغربية فقط، بل وكما يقول إسماعيل عبد الرحمن جيل، الباحث الذي ساعد العبادي في المشروع، "الأغلبية المسلمة والسكان المسيحيين في المدينة يعيشون جانبا لجنب دون أي تمييز".
صورة من: Fatima Abbadi
وكما يوضح جيل أيضا، فإن مسيحيي السلط لعبوا دوراً مهماً في التنمية الثقافية والاقتصادية والسياسية للمدينة. فتاريخ الديانتين بالمدينة متداخل، ويتقاسم المسلمون والمسيحيون في الغالب نفس الأماكن. في هذه الصورة كنيسة القديس جورج محاطة بنقوش من القرآن ومشاهد من الكتاب المقدس.
صورة من: Fatima Abbadi
شيد هذا الموقع المقدس في عام 1682 بعد أن شاهد راعي رؤيا، طلب القديس جورج منه فيها بناء كنيسة، بعد حمايته من الوحوش التي تهدد مواشيه. وعن هذا الموقع يقول عبد الرحمن جيل "حتى اليوم يزور الموقع العديد من المسيحيين والمسلمين، الذين يضيؤن الشموع إكراماً للقديس". وتتميز المدينة أيضا بوجود كنائس مختلفة (الكاثوليكية والبروتستانتية والأرثوذوكسية ).
صورة من: Fatima Abbadi
العلاقة بين الأردن والمسيحية قديمة جداً. إذ تبدأ مع معمودية يسوع المسيح على ضفاف نهر الأردن. العديد من الطوائف المسيحية استقرت في الأردن في بدايات القرن الأول، ويتمتع المسيحيون بحرية الاعتقاد حتى يومنا هذا، كما يشاركون في البرلمان الأردني ويشغلون مناصب حكومية مهمة.
صورة من: Fatima Abbadi
وعلى الرغم من مئات السنين من التعايش السلمي وتأكيد الملك عبد الله الثاني على أن "المسيحيين العرب جزء لا يتجزأ من الماضي والحاضر والمستقبل في منطقتي"، ازدادت التوترات مؤخراً بين المسلمين والمسيحيين في الأردن، مما أثار الاحتجاجات. لكن التعايش بين الديانتين يبقى سائدا في السلط. وعن ذلك تقول المصورة العبادي "وما يجعل من السلط مكاناً مميزاً هو أن العلاقة بين الديانتين لم تتغير على الإطلاق".
صورة من: Fatima Abbadi
خلال عيد الميلاد، على سبيل المثال، يشارك المسلمون مع المسيحيين في الاحتفال – والعكس صحيح أيضاَ. وفي الانتخابات الأخيرة، فازت امرأة مسيحية بمنصب رئيسي في مجلس المدينة. ويشكل المسيحيون 35 في المئة من سكان السلط، وهو ما يتناقض تماما مع نسبة 4 في المئة من مجموع سكان الأردن.
صورة من: Fatima Abbadi
تتنوع صور العبادي التي التقطتها في السلط، ما بين الحياة الزراعية التقليدية، والنكهة الغربية بالمدينة. غير أن المصورة متأكدة من أن العلاقة بين المسيحيين والمسلمين في السلط لن تتغير. "لدى كل الأشخاص الذين عاشوا في السلط تاريخ شخصي طويل. كلنا نتعامل باحترام ومودة مع بعضنا البعض وكأننا عائلة واحدة كبيرة". جان تومس / ريم ضوا.