تجري التحريات على أشهدها في قضية سرقة بيانات مئات السياسيين والمشاهير بألمانيا. وأصابت القضية النخبة الألمانية بالصدمة وتتزايد الضغوط على وزير الداخلية الذي قال إنه سيعلن للرأي العام كل ما بحوزته من معلومات وليس تخمينات.
إعلان
ذكرت دوائر أمنية في ألمانيا أن نحو 50 حالة فقط تتسم بالخطورة، من بين نحو ألف حالة شملتها عملية سرقة واسعة النطاق لبيانات خاصة برجال سياسة ومشاهير في ألمانيا. وأوضحت الدوائر اليوم الأحد (السادس من يناير/ كانون الثاني 2019) أنه وفقا للوضع الحالي، فإن 994 شخصاً تعرضوا لهذه العملية، لاسيما نواب حاليون وسابقون، ولكنها أشارت إلى أن الأمر اقتصر في 940 حالة على نشر بيانات تواصل فحسب.
وحذرت من أن الوضع أكثر خطورة في 50 حالة تقريباً؛ لأنه تم بها نشر حزم بيانات أكبر مثل بيانات خاصة وصور ومراسلة، لافتة إلى أن التحقيقات تركز على هذه الحالات بشكل خاص.
وقال متحدث باسم النيابة العامة الألمانية في فرانكفورت اليوم الأحد إن التحقيقات في عملية سرقة البيانات تجري على قدم وساق بين النيابة ومكتب مكافحة الجرائم. وأضاف المتحدث "لأسباب تتعلق بخطط التحقيقات لن يتم الإعلان عن شيء الآن بخصوص القضية، وسنخبر وسائل الإعلام عندما يسمح وضع التحقيقات بذلك".
زيهوفر يعد بالشفافية
ومن جانبه طالب الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الشريك الأصغر في الائتلاف الحاكم بألمانيا، وزيرالداخلية باطلاع الرأي العام على ما توصلت إليه وكالات الأمن الألمانية بشأن عملية الاختراق. وقال لارس كلينغبيل، الأمين العام للحزب إن على الحكومة تسليط الضوء بسرعة على "أي وكالات كانت على علم (بمعلومات) محددة وتوقيت ذلك وكيف جرى التعامل مع هذه (الواقعة)". وأضاف "ينبغي أن يكون ذلك أحد أولويات (وزير الداخلية) هورست زيهوفر. الأمر يتعلق بحماية ديمقراطيتنا".
وكان زيهوفر قد صرح أنه لم يعلم باختراق البيانات سوى صباح أول أمس الجمعة. وبعد الانتقادات الحادة لتعامل السلطات مع القضية يسعى زيهوفر من أجل إظهار الشفافية في التحقيقات. وقال لصحيفة "زوددويتشه تسايتونغ" في عدد الاثنين "الرأي العام سيطلع على كل ما أعرفه.. وسأعلم الشعب بالحقائق الموثوقة فقط وليس بالتخمينات". وأشار إلى أنه "سيقوم بذلك بالتفصيل حتى منتصف الأسبوع (الجاري) على أبعد تقدير".
ص.ش/أ.ح (د ب أ، رويترز، أ ف ب)
أسماء سيسطع نجمها في المشهد السياسي الألماني عام 2019
في العام 2019 ستشهد ألمانيا العديد من المتغيرات، أبرزها غياب ميركل عن رئاسة حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي. وسيكون عام 2019عاماً مصيرياً في المشهد السياسي الألماني. فأي من هؤلاء السياسيين الألمان سيسطع نجمه؟
صورة من: Reuters/F. Bimmer
أنغريت كرامب- كارنباور: هل تتبع خطى ميركل؟
أمام المرأة التي تحمل اسم صعب النطق مهمة جديدة، تتمثل في النهوض بالحزب المنقسم من الداخل وايجاد صيغة معتدلة تتناسب مع كل من الجناح المعتدل وأيضا المحافظ. وفي حالة نجاحها فقط، يمكن حينها لأنغيلا ميركل إكمال ولايتها الأخيرة كمستشارة في أمان.
صورة من: Reuters/K. Pfaffenbach
روبرت هابيك: تحويل حزب الخضر إلى حزب للشعب
سيستهل الخضر العام الجديد كثاني أكثر الأحزاب شعبية في ألمانيا. لا أحد من الجيل الجديد من السياسيين الخضر الناجحين، يتمتع بالعديد من المواصفات بقدر ما يتمتع بها زعيم الحزب: فهو ينتمي للتوجه الواقعي، يمتلك الكاريزما، برغماتي. ولعب هابك دوراً رئيسياً في تحالف حزب الخضر مع حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي في ولاية شليسفيغ هولشتاين.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Schmidt
ميشائيل كريتشمر: حزب الاتحاد المسيحي الديموقراطي في سكسونيا
انتخابات ساكسونيا من الانتخابات المهمة المقرر إجراؤها في عام 2019. ومنذ سقوط الجدار تعتبر ولاية سكسونيا معقل حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي. ومنذ عام 1990، وعلى التوالي كان رئيس الوزراء من المسيحيين الديمقراطيون. لكن استطلاعات الرأي تشير إلى أن نسبة فوز حزب رئيس الوزراء كريتشمر حالياً تبلغ 30 في المئة فقط. وقد تطال الخسائر الكبيرة في ولاية سكسونيا المستشارة ميركل أيضاً.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Willnow
كيفن كونيرت: هل يفوز معسكره ضد الائتلاف الكبير؟
ليس سراً أن العديد من الاشتراكيين الديموقراطيين كانوا غير راضين عن استمرار وجود الائتلاف الكبير. وفي الاستطلاعات، بلغ الحزب الاشتراكي الديموقراطي مستوىً منخفضاً. وبحلول نهاية عام 2019 على أبعد تقدير، يريد الحزب الاشتراكي الديمقراطي اتخاذ قرار بشأن استمرار الائتلاف. لذلك سوف يُسمع الكثير عن الرئيس غير الرسمي للحركة المعارضة No-GroKo ، كيفن كونيرت.
صورة من: Imago/R. Zensen
كريستيان ليندنر: انتخابات جديدة أم ائتلاف جامايكا؟
إذا خرج الحزب الاشتراكي الديمقراطي من الحكومة، فإن السؤال المطروح هو: انتخابات جديدة أم ائتلاف جامايكا؟ في نهاية عام 2017، أجرى ليندنر المفاوضات مع الخضر والاتحاد . لكن زعيم الحزب الديمقراطي الحر قد أشار إلى أنه سيكون مستعدا للتفاوض مرة أخرى حول ائتلاف جامايكا - ولكن فقط دون وجود ميركل كمستشارة.
صورة من: Getty Images/AFP/T. Schwarz
بودو راميلو: هل يصمد رئيس الوزراء من اليسار؟
في تورينغن، سيتم انتخاب برلمان ولاية اتحادي جديد في تشرين الأول/ أكتوبر 2019. ويوجد حالياً حكم ائتلاف أحمر ـ أحمر مع رئيس الوزراء الوحيد من اليسار، بودو راميلو. لكن هل سيصمد رئيس الوزراء البالغ من العمر 62 عاماً وحزبه ضد حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي وحزب البديل من أجل ألمانيا، و الحصول على أغلبية يسارية ؟
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Schutt
فرانك فالتر شتاينماير: هل يلعب دور الوسيط مرة أخرى؟
عادة ما يكون منصب الرئيس، منصباً وجاهيا وله أهمية قليلة بالنسبة للسياسة اليومية في الجمهورية الاتحادية. لكن هناك استثناء واحد، وهذا يتمثل في حالة وجود مشاكل في تشكيل الحكومة الاتحادية، إذ يأخذ الرئيس الاتحادي دور الوسيط. وقد قام شتاينماير بهذا الدور في عام 2017. وإذا ما تم حل الائتلاف الكبير في عام 2019، فسيتعين على وزير الخارجية السابق التدخل مرة أخرى.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
يورغ أوربان: نجاح الحزب اليميني في ساكسونيا
تفوق حزب الخضر في الآونة الأخيرة على حزب "البديل من أجل ألمانيا" في استطلاعات الرأي في جميع أنحاء البلاد. غير أن الشعبويين اليمينيين في ألمانيا الشرقية يتقدمون بنسبة 20 في المائة وأكثر. وإن تمكن حزب البديل من أن يصبح القوة الأولى في الولاية الفيدرالية الأكثر اكتظاظاً بالسكان، فإن ذلك لن يكون نجاحاً هائلاً لزعيم حزب البديل من أجل ألمانيا، يورغ أوربان فحسب، وإنما للحزب أيضاً.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Kahnert
مانفريد فيبر: هل سيرأس الألماني لجنة المفوضية الأوروبية؟
مانفريد فيبر المنحدر من ولاية بايرن والبالغ من العمر 46 عاماً، هو ليس فقط رئيس حزب الشعب الأوروبي، وهو تحالف الأحزاب المحافظة في البرلمان الأوروبي والرجل المعتدل من حزب الاتحاد المسيحي الاجتماعي بل هو أيضا المرشح الرئيسي من حزب الشعب الأوروبي لمنصب رئيس اللجنة في انتخابات المفوضية الأوروبية، وبالتالي فهو المرشح المفضل في السباق لخلافة جان كلود يونكر. وقد يكون أول ألماني يتولى المنصب منذ عام 1967.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Balk
باول تسيمياك: هل ينجح في تغيير مسار الاتحاد؟
من خلال الأمين العام الجديد، يضرب حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي العديد من العصافير بحجر واحد: الحزب يعيد تجديد نفسه، ويُظهر نفسه منفتحاً على المهاجرين، وفي الوقت نفسه يمنح للجناح المحافظ قائداً متفهماً. لأن الرجل المولود في بولندا والبالغ من العمر 33 عاماً، يعرف كيف يظهر نفسه على مواقع التواصل الاجتماعي، بحيث يعجب به المحافظين.
إعداد: جيفرزون، تشيز/ إيمان ملوك