بريطانيا تدعو فرنسا لتوفير الحماية للقاصرين في كاليه
٢٨ أكتوبر ٢٠١٦
دعت الحكومة البريطانية فرنسا إلى تأمين الحماية "كما ينبغي" للقاصرين في منطقة كاليه، ما أثار "مفاجأة" لدى السلطات الفرنسية التي ذكرت البريطانيين بـ"مسؤولياتهم".
إعلان
بعد خمسة أيام من عملية فرنسية لإزالة مخيم "الغابة" في كاليه رفضت فرنسا انتقادات بريطانيا لطريقة معاملة الأطفال عند إعادة توطين آلاف المهاجرين في أرجاء فرنسا وأثناء تدمير المخيم. وبحسب بيان صادر عن الحكومة البريطانية مساء أمس الخميس (27 تشرين الأول/ اكتوبر) تباحثت وزيرة الداخلية البريطانية آمبر رود في مكالمة هاتفية مع نظيرها الفرنسي برنار كازنوف "للتأكيد على ضرورة حماية الأطفال الذين ما زالوا متواجدين في كاليه كما ينبغي". وأشارت الوزيرة البريطانية إلى أنه "من المتوقع توفير مراكز خاصة في أماكن أخرى من فرنسا لضمان هذا الأمر".
وعبر وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف عن "دهشته" في بيان صدر في وقت متأخر أمس الخميس بشأن تعليقات لنظيرته البريطانية وسعى إلى تذكير بريطانيا بمسؤولياتها تجاه الصغار الذين تقطعت بهم السبل.
وفي بيان مشترك، أشار كازنوف ووزير الإسكان الفرنسي إيمانويل كوس إلى أن "هؤلاء الأشخاص (...) يتبعون مشروع هجرة للانتقال إلى المملكة المتحدة"، وأن فرنسا "الوفية لالتزاماتها الدولية التي تعهدت بها، قامت بمسؤولياتها بروح من التضامن وبلا تراجع أبدا".
ولفتا إلى أنه خلال أعمال إزالة مخيم كاليه منذ 17 تشرين الأول/أكتوبر، تم "إيواء" 1451 قاصرا في فرنسا، في حين وافقت بريطانيا على استقبال 274 قاصرا غير مصحوبين. وأضافا أنه "يحق للقاصرين الذين لديهم روابط أسرية في المملكة المتحدة، وفق معاهدة دبلن 3، الاستفادة من لم شمل الأسرة في البلاد"، مذكرين بأن "الأحكام المعتمدة في 25 نيسان/أبريل 2016 من قبل البرلمان البريطاني من خلال تعديل قانون الهجرة (الذي) يقدم الإفادة نفسها للقاصرين غير المصحوبين ذوي الأفضلية، تقضي بأن يتم استقبالهم".
ويوضح البيان أن "الوزيرين الفرنسيين يأملان (...) بأن تتحمل المملكة المتحدة مسؤولياتها سريعا وتستقبل هؤلاء القاصرين، الذين يأملون نقلهم" إلى بريطانيا.
وأعلنت السلطات الفرنسية أول أمس الأربعاء نهاية المخيم العشوائي بعد نقل 5600 شخص خلال ثلاثة أيام إلى مراكز استقبال في كافة أنحاء فرنسا. وكان هذا المخيم الأكبر في فرنسا واعتبر رمزا لصعوبة مواجهة أوروبا لأزمة الهجرة. وكان يؤوي حتى الأسبوع الماضي 6400 مهاجر قدموا أساسا من أريتريا والسودان وأفغانستان بحسب السلطات، و8100 مهاجر بحسب الجمعيات.
ع.ج/ س.ك (أ ف ب، د ب أ، رويترز)
فرنسا تخلي مخيم كاليه ـ عملية إنسانية أم تخلص من إخفاق؟
بدأ بإخلاء مخيم كاليه بشمال فرنسا وسط إجراءات أمنية بهدف طي صفحة هذا الموقع الذي يسمى "الأدغال" ويشكل رمزا لأزمة الهجرة التي تطال أوروبا. معظم اللاجئين فيه ينحدرون من أفغانستان والسودان على أمل العبور إلى بريطانيا.
صورة من: Reuters/P. Wojazer
تجمع أمام "مركز العبور"
غادرت حافلة أولى تقل خمسين سودانيا مخيم كاليه العشوائي إلى مركز استقبال في بورغونيه (وسط شرق فرنسا)، بعد 45 دقيقة من بدء العملية. ومنذ الفجر وصل مئات المهاجرين إلى الموقع الذي حُدد ليكون مقر قيادة عملية الإخلاء.
صورة من: REUTERS/P. Rosignol
أمل العبور إلى بريطانيا
تؤكد الحكومة في باريس أن هذه العملية الكبيرة "إنسانية" ويفترض أن تسمح بإخلاء أكبر مخيم عشوائي في فرنسا نشأ قبل 18 شهرا ويأوي مهاجرين جاء معظمهم من أفغانستان والسودان واريتريا على أمل عبور بحر المانش إلى بريطانيا.
صورة من: REUTERS/ P. Rossignol
مخيم عشوائي لا تتوفر فيه أبسط سبل العيش
ينتظر مئات الرجال والنساء والأطفال منذ أشهر طويلة في تجاهل تام من قبل السلطات الفرنسية على أمل أن يتمكنوا من عبور بحر المانش في هذا المخيم العشوائي الذي لا يوفر أدنى ظروف الإقامة والواقع قبالة السواحل البريطانية. وقال أحد الشباب: "أي مكان في فرنسا سيكون أفضل من المخيم".
صورة من: imago/ZUMA Press
مواجهات متكررة مع الشرطة
حصلت مواجهات من حين لآخر بين مهاجرين وعناصر الشرطة في محيط المخيم. وألقى عناصر الشرطة عشية تفكيك المخيم قنابل الغاز المسيل للدموع قرب الطريق المحاذية للميناء وداخل المخيم بعد أن قام عشرات المهاجرين برشقهم بالحجارة. وهذه المواجهات مألوفة إذ يحاول المهاجرون اعتراض الشاحنات المتجهة إلى الميناء لصعودها والسفر إلى بريطانيا.
صورة من: Getty Images/AFP/P. Huguen
مخيم كاليه ـ بؤرة توتر تشحن الجدل السياسي
وتحول مخيم كاليه إلى بؤرة تثير قلق سكان المدينة وبات يسمم الجدل حول الهجرة ويثير توترا سياسيا داخل البلاد حيث تحصل مزايدات بين الأحزاب التقليدية وحزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف في سن قوانين مشددة في التعامل مع هجرة الأجانب. وستقوم 145 حافلة خلال 3 أيام بنقل المهاجرين إلى 451 مركز إيواء موزعة في جميع أنحاء فرنسا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Maxppp/M. Demeure
بعد الرحيل تأتي الجرافات لاقتلاع أثر المخيم
وتؤكد الحكومة أنها أمنت 7500 مكان لإيواء المهاجرين وتأمل في إفراغه نهائيا "خلال أسبوع واحد". وقال فرنسوا غينوك، نائب رئيس جمعية "لوبيرج دي ميغران" التي تعنى بالمهاجرين "تحلم الحكومة بأن تحل المشكلة عبر تدمير المخيم، لكن هذا خطأ"، مشيرا إلى أن "كثيرين من الذين يرحلون سيعودون. ولا يجب أن ننسى أن هناك واصلين جددا يبلغ عددهم نحو30 كل يوم".
صورة من: Reuters/N. Hall
اللاجئون يحصلون على أرقام
ولم تنه عملية الإخلاء الجدل القائم حول المخيم. فقد عبر عدد من أعضاء المعارضة الفرنسية اليمينية عن خشيتهم من انتشار مخيمات صغيرة تشبه مخيم كاليه في جميع أنحاء فرنسا، بينما اعترضت مدن يفترض أن تستقبل لاجئين على خطة توزيع المهاجرين التي وضعتها الحكومة.
صورة من: Reuters/P. Woyazer
قاصرون ينتظرون العبور إلى بريطانيا
وسمح التفكيك المنظم للمخيم بإيجاد تسويات لوضع عدد من القاصرين الذين يقدر عددهم بنحو 1300. فقد وافقت الحكومة البريطانية على تسريع إجراءات استقبال هؤلاء الأطفال أو الفتية الذين لدى نحو 500 منهم علاقات أسرية في المملكة المتحدة. لكن وزيرة الإسكان الفرنسية ايمانويل كوس انتقدت مع ذلك تحفظ لندن على استقبال قاصرين بمفردهم، مؤكدة أنه يجب قبول المئات منهم بسرعة. ويظل مصير 1300 طفل بدون عائلة مجهولا.
صورة من: Getty Images/M. Turner
علامات استفهام ملازمة لإخلاء المخيم
وعبرت جمعيات لمساعدة المهاجرين من جهتها عن أسفها لتسرع السلطات، بينما لا يخفي كثيرون شكوكهم في تبعات العملية. وعلى الرغم من أن الهدوء ساد اليوم الاثنين (24 أكتوبر/ تشرين أول 2016) يتوقع عمال الإغاثة أن يحاول مئات المهاجرين البقاء في المخيم وحذروا من أن الأجواء قد تتغير في وقت لاحق من الأسبوع عندما يبدأ التفكيك الفعلي للمخيم.