تشديد الإجراءات الأمنية حول الكنائس القبطية في بلدان أوربية
٤ يناير ٢٠١١قالت السلطات الأمنية في كل من ألمانيا وهولندا إنها تدرس بجدية تهديدات ضد الكنائس القبطية، بعد أن أسفر تفجير استهدف كنيسة قبطية في مدينة الإسكندرية المصرية ليلة رأس السنة عن سقوط 23 قتيلا، وفق أخر حصيلة، ونحو مائة جريح. وأعلنت بعض الدول الأوروبية تشكيل حماية للكنائس القبطية المتواجدة فيها. يأتي هذا بعد أن وردت أسماء بعض الكنائس في تهديدات على شبكة الانترنت تتوعد بتنفيذ هجمات ضدها خلال فترة احتفال الأقباط بعيد الميلاد الارثوذكسي (الكريسماس) الذي يصادف السابع من الشهر الجاري. وتشمل قائمة التهديدات كنائس في فرنسا والنمسا أيضا.
تعزيز التدابير الأمنية في ألمانيا
ففي ألمانيا أكد ممثلون عن الطائفة القبطية والشرطة الألمانية لوكالة فرانس برس اليوم الثلاثاء (04 كانون الثاني/ يناير) تعزيز التدابير الأمنية حول الكنائس القبطية عشية عيد الميلاد الأرثوذكسي. ففي مدينة ليرته القريبة من هانوفر قالت متحدثة باسم الشرطة في هانوفر اليوم:"سنتواجد بشكل مكثف تحديدا خلال احتفالات الجالية بأعياد الميلاد يومي الخميس والجمعة". وفي فرانكفورت قال ميشال رياض، شماس كنيسة القديس مرقس، الكنيسة القبطية الرئيسية في ألمانيا التي تضم حوالي ألف شخص، "نحن على اتصال مع الشرطة واتفقنا معها على تشديد التدابير الأمنية". وتقرر حظر توقف السيارات في محيط كنيسة القديس مرقس من الأربعاء إلى السبت؛ أي من عشية عيد الميلاد الأرثوذكسي حتى اليوم الذي ستقيم فيه الطائفة قداسا على أرواح المسيحيين الذين قتلوا في مصر، كما قال رياض. وأضاف أن الرقابة ستشدد أيضا حول الكنيسة.
وأكدت السلطات الألمانية في ولاية بايرن بجنوب البلاد عزمها تعزيز إجراءات حماية الجالية القبطية في الولاية. وقال وزير داخلية بايرن يواخيم هيرمان اليوم في ميونيخ:"ستتواجد عناصر الشرطة الخاصة بنا بشكل مكثف" مشيرا إلى أن الكنيسة القبطية ستكون محل اهتمام خاص من السلطات ولاسيما في فترة احتفالات الأقباط بأعياد الميلاد في السادس والسابع من الشهر الجاري، وأكد هيرمان أن "الممارسة الحرة للدين تحظى بحماية خاصة من الدولة".
وكان متحدث باسم وزارة الداخلية الاتحادية الألمانية صرح أمس الاثنين في مؤتمر صحافي أن الانبا داميان طلب من الوزارة حماية طائفته بسبب التهديدات التي تلقتها. وأضاف المتحدث "أن قوات الشرطة تسعى إلى تحديد مستوى الخطر". يذكر أن نحو ستة آلاف مسيحي قبطي يعيشون في ألمانيا ينحدر معظمهم من مصر بحسب السلطات.
مسلمون يعرضون حماية الكنائس في هولندا
وفي هولندا قررت السلطات تأمين الكنائس القبطية في البلاد بعناصر من الشرطة. وأكد مكتب تنسيق جهود مكافحة الإرهاب اليوم أن الشرطة تلقت تعليمات بحماية الكنائس في أمستردام وآيندهوفن وأوتريخت. ومن ناحيتهم عرض مسلمون في هولندا المساعدة في حماية الكنائس القبطية، وأعلنت أكبر ثلاث منظمات إسلامية في هولندا رغبتها في "حماية الأقباط من تهديدات القاعدة".
وقال مسئول عن الكنيسة القبطية في أمستردام إن هذا العرض سيكون محل دراسة جدية، كما وجه الشكر باسم الجالية القبطية لهذه المبادرة. وطالبت المنظمات الإسلامية في هولندا جميع المسلمين بإدانة التهديدات التي تستهدف مسيحيين، مؤكدة بأنها :"في مقدمة من يتحتم عليهم فعل هذا، لأن القاعدة تزعم أنها تتصرف باسم الإسلام".
وفي مصر تم تشديد الإجراءات الأمنية ونشر أعداد كبيرة من قوات الأمن حول الكنائس مع اقتراب الاحتفالات بعيد الميلاد الأرثوذكسي الذي يحتفل به الأقباط، وتم تعزيز انتشار قوى الأمن في مراكز المراقبة أمام المباني الدينية وإلغاء إجازات العديد من رجال الشرطة، حسبما أعلنت مصادر في قوى الأمن أمس الاثنين. كما تم تشديد إجراءات المراقبة في الموانئ والمطارات، بعد الحادث الذي قال مسؤولون مصريون إن ثمة مؤشرات على أن "عناصر أجنبية" تقف وراءه وأن الهجوم نفذه مهاجم انتحاري فيما يبدو.
( ع. ج./ أ ف ب/ دب أ/ رويترز)
مراجعة: عارف جابو