تشديد عقوبة السجن لكريم طابو أحد رموز الحراك الجزائري
٢٤ مارس ٢٠٢٠
بعدما كان مقررا أن يخرج من سجنه هذا الأسبوع صدر حكم بالسجن لعام واجب النفاذ على كريم طابو أحد أبرز رموز الحركة الاحتجاجية التي أطاحت بالرئيس بوتفليقة. وطالبت منظمة العفو الدولية السلطات الجزائرية بـ"أن تبطل فورا الحكم.."
إعلان
قضت محكمة الاستئناف بالجزائر العاصمة الثلاثاء (24 مارس/ آذار 2020) بالسجن سنة مع النفاذ بحق المعارض وأحد رموز الحراك كريم طابو، الموجود في السجن منذ ستة أشهر، في خضم انتشار وباء كورونا المستجد، بحسب محاميه ومنظمة حقوقية.
وقال المحامي أمين سيدهم "قاضي الاستئناف نطق بحكم عام نافذ، بدون مرافعة وبدون سماع المتهم، في محاكمة تمت برمجتها هذا الصباح بدون علمنا" مشيرا إلى أن عدد محامي الدفاع فاق الثلاثين.
وكانت المحكمة الابتدائية قضت في 11 آذار/ مارس بإدانة طابو (46 عاماً) بالسجن سنة، منها ستة أشهر نافذة، وذلك بتهمة "المساس بسلامة وحدة الوطن".
وكان يفترض أن يغادر طابو الذي اعتقل في 12 أيلول/ سبتمبر السجن في 26 آذار/ مارس ، "لكن بعد تشديد عقوبته سيبقى في السجن" كما أوضح سيدهم.
مسائية DW: محاكمة كريم طابو..اختبار لعهد ما بعد بوتفليقة
01:55
وأصبح كريم طابو أبرز رموز احتجاجات الحراك الشعبي، التي بدأت في فبراير/ شباط 2019، وهزت المؤسسة السياسية الجزائرية الراسخة باحتجاجات جماعية أسبوعية أجبرت الرئيس بوتفليقة على الاستقالة.
وقال الناشط السياسي والمحامي عبد الغني بادي في مقطع مصور نُشر على الإنترنت إن طابو حُكم عليه بالسجن لمدة عام دون أن يتمكن من الدفاع عن نفسه بعد تعرضه لمشكلة صحية. وتساءل "كيف يمكننا مقاضاة شخص لا يستطيع الكلام لأنه مصاب بجلطة؟". وقال محام حقوقي آخر، هو مصطفى بوشاشي، لوسائل إعلام محلية "هذه فضيحة".
ولم تصدر وزارة العدل بيانا رسميا يؤكد الحكم أو العقوبة.
ومن جانبها طالبت منظمة العفو الدولية السلطات الجزائرية في بيان بـ"أن تبطل فورا الحكم على كريم طابو وتتخلى عن كل الاتهامات المساقة بحقه".
وقالت مديرة فرع المنظمة في الشرق الاوسط وشمال افريقيا هبة مورايف إن "الحكم القضائي الذي صدر اليوم يوجه رسالة مرعبة إلى المتظاهرين بمن فيهم الناشطون السياسيون وناشطون آخرون في المجتمع المدني. (هذا يعني) أن أي شخص يجرؤ على معارضة أو انتقاد الحكومة سيعاقب".
ص.ش/ا.ع (ا ف ب، رويترز)
عام على حراك الجزائر.. مطالب تحققت وأخرى على قائمة الانتظار
منذ انطلاقه في 2019، بقي الحراك الشعبي في الجزائر في حالة مد وجزر. ورغم نجاحه في دفع عبد العزيز بوتفليقة إلى الاستقالة وتسببه في سجن عدد من كبار المسؤولين بتهمة الفساد، يواصل المحتجون حراكهم المستمر منذ عام.
صورة من: Reuters/R. Boudina
أول المطالب "لا للعهدة الخامسة"
كان لإعلان ترشح الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة، وقع الصدمة في الجزائر، ما خلق حالة غليان، بدأ على مواقع التواصل الاجتماعي ثم انتقل إلى احتجاجات ميدانية عارمة. الاحتجاجات التي انطلقت منذ 22 شباط/ فبراير2019 عمت معظم مدن الجزائر للمطالبة في بادي الأمر بعدم ترشح الرئيس بوتفليقة. وعبر المتظاهرون عن رفضهم من خلال ترديد شعارات مختلفة، أبرزها "لا للعهدة الخامسة".
صورة من: Getty Images/R. Kramdi
تأجيل الانتخابات الرئاسية
مع تواصل الاحتجاجات أعلن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في 11 مارس/ آذار 2019 تأجيل الانتخابات التي كان من المقرر إجراؤها في 18 من أبريل/ نيسان2019، كما أعلن عن عدوله عن الترشح لولاية خامسة ودعا إلى تشكيل حكومة جديدة. لم تثنِ هذه القرارات المتظاهرين عن مواصلة حراكهم ضد بوتفليقة، البالغ من العمر 82 عاماً، والذي يعاني من تداعيات جلطة دماغية أصيب بها عام 2013، أقعدته على كرسي متحرك منذ أعوام.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Djarboub
إعادة السلطة للشعب
بعد دخول الاحتجاجات أسبوعها السادس، احتشد مئات الآلاف من الجزائرين في مختلف الولايات، في السّاحات الرّئيسية بالبلاد، مطالبين برحيل النّظام الحاكم وتفعيل المادة 07، التي تنص على أن الشّعب هو مصدر كل سلطة. من جهته أعلن رئيس أركان الجيش، أحمد قايد صالح، أن حل الأزمة في البلاد يكمن في تفعيل المادة 102، التي تنص على إعلان شغور منصب الرّئيس.
صورة من: Getty Images/AFP
رفع سفق المطالب
تواصلت الاحتجاجات، التي اتسمت بالسلمية واعتبرت الأكبر منذ تولي عبد العزيز بوتفليقة سدة الحكم عام 1999. لكن بعد أن أعلن بوتفليقة عن تشكيل حكومة جديدة في 31 مارس/ آذار 2019، احتفظ فيها بمنصب وزير الدفاع وتضمنت أسماء أخرى من النظام القديم، أبرزهم نائب وزير الدفاع أحمد قايد صالح، شهدت العاصمة الجزائرية ومدن أخرى تظاهر الآلافِ من الجزائريين الذي رفعوا سقفَ مطالبِهم إلى "إسقاطِ النظام".
صورة من: AFP/Getty Images/R. Kramdi
بوتفليقة يستسلم لضغط الشارع
لكن استمرار الحراك الشعبي المطالب بإنهاء حكم الرئيس بوتفليقة ورحيل رموز نظامه، وإصرار قائد الجيش على رحيل بوتفليقة، من خلال تطبيق المواد 7 و8 و 102 من الدستور، زاد من تأزيم الوضع في الجزائر. وبعد أن أمضى نحو عشرين عاماً في الحكم، قدم عبد العزيز بوتفليقة استقالته في الثاني من نيسان/ أبريل 2019، مستسلما أمام ضغط الشارع.
صورة من: picture-alliance/K. Mohamed
مواصلة الحراك الشعبي
رغم دفع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إلى تقديم إستقالته، والتسبب في سجن عدد من كبار المسؤولين ورجال الأعمال بتهمة الفساد، منهم سعيد بوتفليقة الشقيق الأصغر لعبد العزيز بوتفليقة، يواصل المحتجون المطالبة بتفكيك النظام ورحيل رموزه. لكن الكثيرين يتساءلون عن الاتجاه الذي ينبغي أن تتخذه الحركة الاحتجاجية منذ انتخاب الرئيس عبد المجيد تبون وبدء عمل حكومته.
صورة من: Imago Images/Zuma/B. Bensalem
كسب ودً المحتجين
بمجرد انتخابه في 12 ديسمبر/ كانون الأول 2019 في اقتراع رفضه الحراك، وقاطعه غالبية الجزائريين، وعد الرئيس عبد المجيد تبون بتعديل الدستور وشكل لجنة من الخبراء لإعداد مسودة ستعرض للاستفتاء الشعبي. وبدأ الرئيس الذي يحاول كسب ودَ المحتجين مشاورات مع شخصيات سياسية بعضها محسوب على الحراك من أجل الوصول إلى "دستور توافقي". إعداد: إيمان ملوك.