1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تشرذم المعارضة السورية وتحديات المأزق الطائفي

٢٦ سبتمبر ٢٠١١

تواجه المعارضة السورية معضلة الانقسامات في مواجهة نظام الأسد فيما تعالت أصوات تحذر من خطر انزلاق طائفي يرى فرهاد إبراهيم الأستاذ في جامعة إرفورت أنه خطر مبالغ فيه، متسائلاً عن مدى مصداقية وتمثيلية معارضة الخارج.

صورة من: DW/picture-alliance/dpa

نظم نشطاء مناهضون لنظام الرئيس بشار الأسد مظاهرات يوم الجمعة (23 سبتمبر/ أيلول 2011) في عدد من المدن السورية أطلقوا عليها "جمعة توحيد المعارضة"، وطالبوا بتشكيل مجلس وطني لتمثيل الانتفاضة السورية. لكن الطريق نحو تحقيق هذا الهدف يبدو طويلاً أمام تشتت أطياف المعارضة وانقسامها. ويرى مراقبون أن رفع شعار "توحيد المعارضة" يعكس في حد ذاته حالة التشرذم خصوصاً لدى معارضة الخارج التي كثرت مؤتمراتها ومجالسها الانتقالية. وفي حوار مع دويتشه فيله أوضح الدكتور فرهاد إبراهيم، الخبير في الشؤون السورية والأستاذ في جامعة إرفورت، أن "شعار توحيد المعارضة هو شعار من الداخل، أما معارضة الخارج فضعيفة وغير قادرة على التأثير على الأوضاع في سوريا". وأضاف قائلاً: "تضخم مؤتمرات ومجالس المعارضة، ظاهرة ملفتة. فهناك جلسات كل أسبوع في بروكسل وباريس واسطنبول، وهي ظاهرة غير صحية تدل على ضعف المعارضة".

أطياف المعارضة وسؤال التمثيلية؟

ومن بين المجالس التي شكلت مؤخراً، المجلس الوطني السوري الذي أنشأ في اسطنبول بهدف إدارة الفترة الانتقالية في حالة سقوط النظام. وحتى هذا المجلس شابته خلافات كبيرة، فهناك شخصيات انتقدت ما أسمته التمثيلية "المبالغ فيها" للإسلاميين. كما أن هذه المعارضة لم تفرز لحد الآن زعيماً شعبياً له مصداقية جماهيرية. وما تزال المعارضة السورية تبدو بالتالي بعيدة عن تشكيل جبهة موحدة تمثل كل الفئات والأطياف. ويرى فرهاد إبراهيم أن سبب تشرذم معارضة الخارج عديدة منها "حب الظهور عند البعض الذين لا يمثلون إلا أنفسهم، ويتعلق الأمر بأشخاص ليست لهم قواعد لا في الداخل ولا في الخارج، وهذه مصيبة".

جانب من المشاركين في مؤتمر المعارضة السورية في أنطاليا التركية خلال شهر يونيو 2011صورة من: picture-alliance/dpa

واعتبر مراقبون أن اجتماع المعارضة في اسطنبول كان بين أهدافه الحصول على مباركة "إعلان دمشق" الذي وقعت عليه مجموعة من الشخصيات المعارضة البارزة. ويسود الاعتقاد أن لـ"إعلان دمشق" نوعاً من السلطة المعنوية على المحتجين، لكن الأطراف الموقعة عليه لم تقم بدور كبير في المظاهرات لحد الآن. ويسعى المجلس الوطني إلى إشراك شخصيات لها وزن كبرهان غليون، وهو أستاذ جامعي مقيم في فرنسا التقى بمجموعة اسطنبول في قطر خلال الشهر الجاري لكنه اختار عدم الانضمام.

وتتسم أطياف المعارضة بـ"التعدد بين الفصائل المعارضة في الخارج والداخل وبين الاتجاهات الراديكالية الداعية لإسقاط النظام، ومعارضة دستورية ما تزال تتمنى أن يقوم النظام بإصلاحات من الداخل"، على حد تعبير فرهاد إبراهيم. وأوضح الخبير في الشؤون السورية قائلاً: "إن النظام على اتصال مع بعض أطياف هذه المعارضة ويحاول كسب جزء منها على الأقل، بحثاً عن "معارضة موالية" لا تضع في أجندتها مسألة إسقاط النظام". وبالتالي، يضيف إبراهيم، فإن النظام يحاول تحييد بعض فصائل المعارضة في الداخل بإعطائها وعوداً بالحصول على امتيازات حينما يستقر الوضع وتتوقف المظاهرات. أما بالنسبة إلى معارضة الخارج، "فالنظام يعرف بأن الأمر يتعلق في الغالب بأشخاص لا يمثلون أحداً".

"مبالغة في تصوير الخطر الطائفي"

وعاد الجدل حول شبح الصراع الطائفي في سوريا بعد تحذيرات أطلقها السفير الأمريكي في دمشق روبرت فورد، اعتبر فيها أن الرئيس السوري بشار الأسد يفقد الدعم بشكل متزايد في عدد من الدوائر في المجتمع السوري ويجازف بإدخال البلاد في صراع طائفي. واعتبر فورد أن "العنف الذي تمارسه الحكومة يؤدي في الواقع إلى روح انتقامية ويؤدي إلى المزيد من العنف، كما أنه يزيد من خطر العنف الطائفي". وبالرغم من أن فورد لم يحدد اسم طائفة بعينها، فالواضح أنه يشير إلى تصاعد التوتر بين الأغلبية السنية والطائفة العلوية، التي ينتمي لها الأسد والتي تسيطر على الجيش والأجهزة الأمنية.

تساؤلات حول خطر الانزلاق الطائفي بين الواقع والمبالغةصورة من: AP

إلا أن فرهاد إبراهيم يرى أن هناك مبالغة في تصوير خطر الانزلاق الطائفي في سوريا وإن اعترف بوجود شرخ طائفي في المجتمع "هناك نوع من اللامصداقية من قبل النظام والمعارضين على حد سواء فيما يتعلق بموضوع الطائفية. هناك بلا شك صراع طائفي مستتر، فقد حصل بالفعل شرخ في المجتمع السوري بين مؤيدين للنظام ومعارضين له". واعتبر الخبير أنه يمكن القول بشكل عام إن "الأقليات الدينية غير المسلمة تتعاطف مع النظام أو تتخوف من السنة".

إلا أن الخبير في الشؤون السورية يرى في الوقت ذاته أن الأمر أكثر تعقيداً، مما يبدو عليه للوهلة الأولى. "فهناك أيضا معارضون من الطوائف العلوية والمسيحية ومن الدروز، كما أن هناك قيادات وضباط من الطائفة السنية في خدمة النظام". إلا أنه يمكن القول إن "المعارضة تتشكل في معظمها من السنة، وهناك ما يكمن وصفه بصمت العلويين والمسيحيين والدروز وبعض الإسماعليين". وأضاف فرهاد إبراهيم أنه بـ"استثناء الأكراد الذين تعاطفوا مع المعارضة لأسباب تتعلق بهم، فإن الطوائف غير السنية تتعاطف بشكل عام مع النظام". واعتبر فرهاد إبراهيم الخوف على مستقبل الأقليات سواء أكانت مسيحية أم غيرها، في حال سقوط النظام، خوفاً مبالغاً فيه". معتبراً أن السنة لم يقوموا في أي وقت من الأوقات بـ"إبادة أي جماعة في الشرق الأوسط لا في الدولة العثمانية ولا بعدها".

حسن زنيند

مراجعة: عماد غانم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW