1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تشكيل الحكومة الألمانية الجديدة يمر بمخاض عسير

حدثان مهمان شهدتهما الساحة السياسية الألمانية خلال اليومين الماضيين، ويلقيان بظلالهما على سير مفاوضات تشكيل حكومة ائتلافية: التغير المفاجئ في قيادة الحزب الديمقراطي الاشتراكي وتراجع زعيم الحزب المسيحي الاجتماعي.

مونتيفيرنغ وشتويبرصورة من: dpa

"خطوة إلى الإمام خطوتين إلى الخلف" هكذا يبدو منطق الأمور الذي تسير عليه العملية السياسية في ألمانيا في الوقت الراهن وبالذات فيما يتعلق بمستقبل الحكومة الائتلافية المقبلة. فقد شهدت الساحة السياسية الألمانية في اليومين الماضيين حدثين مهمين ومتزامنين ألقيا بظلالهما الكثيفة على مستقبل الحياة السياسية في ألمانيا خلال الفترة المقبلة. الحدثان شكلا صفعتان متزامنتان تلقتهما مستشارة ألمانيا القادمة قبل التوصل إلى تشكيل حكومتها المرتقبة: الشريك الأساسي في الائتلاف، الحزب الاشتراكي الديمقراطي، يعيد تشكيل قيادته. والرديف المسيحي الديمقراطي البافاري يتراجع إلى الخلف.

أزمة قيادة داخل الحزب الاشتراكي

مونتيفيرينغ اخر "الحرس القديم!" في الحزب الاشتراكي الديمقراطيصورة من: AP

يمثل الحدث الأول ما يمكن تسميته "انقلابا" من قبل الجيل الشاب على "الحرس القديم" الذي يمثل الجناح المعتدل داخل الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وهو الشريك الرئيسي في قيادة البلاد خلال الفترة المقبلة ضمن حكومة ائتلافية يجري التفاوض بشأنها. فقد أدى فشل رئيس الحزب الاشتراكي، فرانس مونتيفيرينغ، في تمرير مرشحه لمنصب أمين عام الحزب بعد تصويت الهيئة الإدارية لصالح مرشحة جناح اليسار أندريا نالس الى إعلان مونتيفيرينغ عن عدم إعادة ترشيح نفسه لرئاسة الحزب لإحجام القاعدة عن منحه ثقتها عبر الموافقة على مرشحه. هذا الأمر أحدث صدمة ليس فقط داخل الحزب الاشتراكي، بل وفي الأوساط السياسية الألمانية عموما وبدأت الشكوك تدور حول فرص نجاح حكومة ائتلافية بين الحزبين الكبيرين، الاشتراكي الديمقراطي والمسيحي الديمقراطي.

حليف ميركل يدير ظهره لها

ادموند شتويبر، ادار ظهره لميركل في منتصف الطريقصورة من: AP

تفاعلات الأزمة داخل قيادة الحزب الاشتراكي كان لها صدى آخر غير متوقع داخل الحزب المسيحي الاجتماعي، الحليف الرئيسي لحزب ميركل، وهذا هو الحدث الثاني الذي تعايشه الساحة السياسية الألمانية حاليا. إذ أعلن رئيس الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، ادموند شتويبر، عدم رغبته في المشاركة في الحكومة المقبلة وترك العاصمة برلين عائدا إلى مسقط رأسه ومنطقة نفوذ حزبه، بافاريا. انسحاب شتويبر، الذي كان مرشحا لمنصب وزير الاقتصاد في الحكومة المقبلة، شكل صفعة إضافية غير متوقعة للحزب المسيحي الديمقراطي وضربة قوية لزعيمته انجيلا ميركل التي تكافح من اجل الوصول إلى كرسي المستشارية بعد النتيجة المتواضعة التي حققها حزبها في الانتخابات الأخيرة. تبرير شتويبر لموقفه بان مسار الحزب الديمقراطي الاشتراكي بعد مونتيفيرينغ "لم يعد واضحا" لم يكن مقنعا للمراقبين. فلطالما كان شتويبر نفسه غير قادرا على تصور ائتلاف مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي تحت زعامة جيرهارد شرودر أو مونتيفيرينغ والآن غير قادر على تصور ائتلاف دون قيادة مونتيفيرينغ لحزبه.

مستقبل الحكومة الائتلافية

الكفاح من اجل الوصول الى كرسي المستشاريةصورة من: AP

الحدثان المشار اليهما آنفا يستمدان أهميتهما من كونها على علاقة وثيقة بمستقبل الحكومة الألمانية القادمة والعملية السياسية في البلاد عموما ويضعان حكومة ميركل أمام أول تحدي قبل أن ترى هذه الحكومة النور. فهي في ظرف يومين فقدت مفاوض "معتدل" باسم الشريك الكبير هو مونيفيرينغ، رغم تأكيد مونتيفيرينج وحزبه على الاستمرار في مفاوضات تشكيل الحكومة المقبلة. وكانت زعيمة الحزب المسيحي الديمقراطي، انجيلا ميركل، أول من وجدت نفسها في وضع حرج بعد أن كانت قد خاضت مفاوضات صعبة مع الحزب الاشتراكي تحت زعامة مونتيفيرينغ لتشكيل الحكومة الائتلافية المقبلة. المخاوف من صعود اليسار إلى قيادة الحزب الاشتراكي تكمن في معارضة هذا الجناح للسياسات التي يمكن أن تكون أساسا لتشكيل حكومة ائتلافية.

على الجانب الأخر خسرت ميركل حليفا مهما هو شتويبر الذي قد يتحول من حليف الى منتقد كبير لسياستها رغم تأكيده على استمرار دعم حزبه لسياسة حليفه الاستراتيجي التقليدي. الزعيم المسيحي ادموند شتويبر الذي لعب دورا مهما في مفاوضات تشكيل حكومة ائتلافية، أدار ظهره لحليفته ميركل وهرب من المعركة قبل أن تبدأ مما اضعف ميركل والحزبين المسيحيين في الحوار حول تشكيل الحكومة القادمة. ميركل تجد نفسها بأنها كلما اقتربت من منصب المستشار الذي تكافح من اجله كلما أيقنت أكثر بان الطريق ليس مفروشا بالورود وكلما تضع لبنه في هذا البناء الهش تسقط لبنتين. وهي لازالت تؤمن ـ وكل المؤشرات تدل على ذلك ـ بان الحزب الاشتراكي الديمقراطي لديه الرغبة في مواصلة المفاوضات لتشكيل الحكومة وهو ما أكده الحزب الاشتراكي الديمقراطي غير أن بعض المراقبين يبدون تشاؤما من قيام حكومة ائتلافية أو من استمراريتها في حالة قيامها.

احتواء الموقف!

ماتياس بلاتسيك، المرشح لرئاسة الحزب الاشتراكي الديمقراطيصورة من: AP

الإطراف السياسية تحاول احتواء الموقف وبالذات الحزب الاشتراكي الديمقراطي. اذ تجري حاليا عملية "ترميم" لما حدث ومنعا لأي تصدع قد يحدث داخل الحزب في هذا الوقت الحرج. فقد تم الإعلان عن الاتفاق على ترشيح السياسي الألماني الشرقي ماتياس بلاتسيك لرئاسة الحزب خلفا لمونيفيرينغ. كما تتم مفاوضات خلف الكواليس لإقناع أندريا نالس بالتنازل عن الترشح لمنصب سكرتير الحزب مقابل منحها منصب قيادي أخر في الحزب من المتوقع أن يكون نيابة رئيس الحزب.

د.عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW