توتر متصاعد فوق البلطيق بين روسيا والناتو.. المواجهة حتمية؟
خالد سلامة أ ف ب، د ب أ، أ ب، رويترز
٢١ سبتمبر ٢٠٢٥
حلقت طائرة استطلاع روسية فوق بحر البلطيق، ما استدعى استنفار طيران حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الذي يجتمع مجلسه لمناقشة انتهاك روسيا المجال الجوي لإستونيا. كما يناقش مجلس الامن الدولي الأمر في جلسة طارئة.
انطلقت مقاتلتا "يوروفايتر" من قاعدة "روستوك-لاغه" الجوية بشمال ألمانيا لرصد وملاحقة طائرة عسكرية روسية فوق بحر البلطيق. صورة من: picture-alliance/dpa/B. Wüstneck
إعلان
استنفر حلف شمال الأطلسي "ناتو" مجدداً طائرتين من طراز يوروفايتر بسبب تحليق طائرة عسكرية روسية فوق بحر البلطيق. وأوضح سلاح الجو الألماني أن الطائرة التي لم يكن بالإمكان تحديد هويتها في البداية، كانت تحلق في الأجواء الدولية بدون خطة طيران وبدون أي اتصال لاسلكي.
وانطلقت مقاتلتا "يوروفايتر" من قاعدة "روستوك-لاغه" الجوية بشمال ألمانيا. وأضافت القوات الجوية الألمانية أنه تبين لاحقاً أنها طائرة استطلاع روسية من طراز "Il20-M"، تم التعرف عليها من خلال ما يعرف بـ"التعريف البصري".
وطلبت إستونيا إجراء مشاورات بموجب المادة الرابعة من معاهدة واشنطن بعد الحادث الذي وصفته بأنه توغل "وقح غير مسبوق".
تنص المادة الرابعة على أن تتشاور الدول الأعضاء في حلف الأطلسي عندما يرى أي منها أن أراضي أي دولة أو استقلالها أو أمنها معرض للتهديد.
ترامب يتعهد بالمساعدة
بدوره تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأحد المساعدة في الدفاع عن بولندا ودول البلطيق في مواجهة أي تصعيد محتمل من موسكو، وذلك بعد اختراق مقاتلات روسية المجال الجوي لإستونيا.
وردا على سؤال عما اذا كانت واشنطن ستساهم في الدفاع عن هذه الدول في حال صعّدت روسيا أعمالها العدائية، قال ترامب للصحافيين "نعم سأفعل، سأفعل". وأضاف ترامب الأحد من البيت الأبيض: "نحن لا نحب هذا".
وفي وقت سابق من الشهر الحالي، أسقطت طائرات تابعة لحلف شمال الأطلسي مسيّرات روسية بعدما خرقت الأجواء البولندية. وفي أعقاب ذلك، قال ترامب إنّ هذا الانتهاك الروسي قد يكون حصل "من طريق الخطأ".
إعلان
جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي
وشهدت منطقة بحر البلطيق في الآونة الأخيرة مزيداً من التوتر بسبب وقوع ما يعتبره الحلف الأطلسي انتهاكات من جانب روسيا للمجال الجوي فوق البلطيق. وكان الجيش الألماني ضاعف عدد مقاتلاته المخصصة لتأمين الأجواء فوق الجناح الشرقي للحلف. وذكرت تالين أن ثلاث طائرات مقاتلة روسية ميغ-31 دخلت المجال الجوي الإستوني دون إذن يوم الجمعة وبقيت 12 دقيقة قبل أن تُجبر على الانسحاب.
ونفت وزارة الدفاع الروسية أن تكون طائراتها قد انتهكت المجال الجوي الإستوني، قائلة إنها حلقت فوق المياه الدولية.
ومع تصاعد التوتر بالفعل بسبب الحرب في أوكرانيا، جاء هذا التوغل بعد أكثر من أسبوع من اختراق أكثر من 20 طائرة مسيرة روسية المجال الجوي البولندي مساء يومي التاسع والعاشر من سبتمبر/ أيلول الجاري. ودفع ذلك طائرات الحلف إلى إسقاط بعض هذه الطائرات، وقال مسؤولون غربيون إن روسيا كانت تختبر استعداد الحلف وعزمه.
وأعلنت وزارة الخارجية الإستونية الأحد أن مجلس الأمن الدولي سيعقد اجتماعاً طارئاً الاثنين بناءً على طلبها. وجاء في بيان الخارجية الإستونية "في 22 أيلول/ سبتمبر (...) سيعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً طارئاً رداً على الانتهاك الروسي الصارخ للمجال الجوي الإستوني الجمعة".
وهذه هي المرة الأولى التي تتقدم فيها استونيا، العضو في حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي والداعم الثابت لأوكرانيا، بطلب رسمي من أجل عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي منذ انضمامها إلى الأمم المتحدة قبل 34 عاماً.
تحرير: عماد غانم
في صور: الطائرات الحربية الألمانية ـ جدل لا ينتهي
لم تكن ألمانيا موفقة دائما في صفقات اقتناء الطائرات الحربية. وتسعى وزارة الدفاع الألمانية الآن لشراء طائرات عسكرية أمريكية لحل هذه المشكلة. ولكن الخلافات اندلعت مجددا بين المعنيين بهذا الملف.
صورة من: picture-alliance/dpa/Luftwaffe
البحث عن بديل لتورنادو
منذ أربعين عاماً يستخدم الجيش الألماني المقاتلة "تورنادو"، وهي مقاتلة متعددة المهام وجاهزة لاستخدامات متخصصة في الوقت نفسه. مثل هذه المقاتلات لديها القدرة على رصد وحدات الرادار المعادية، كما أنها تساعد القوات بفضل قدرتها على حمل الأسلحة النووية الأمريكية المخزنة في ألمانيا. ولكن أجَل استعمال هذه الطائرات سينتهي على أقصى تقدير اعتباراً من عام 2030.
صورة من: picture-alliance/dpa/Luftwaffe
نموذج أوروبي؟
يسعى الشركاء الآخرون لألمانيا في حلف الناتو للتخلص من مقاتلات تورنادو بحلول عام 2024. غير أن ألمانيا تفضل الاحتفاظ بالمقاتلة لمدة أطول، لكنها تريد اعتباراً من 2025 البدء في استبدال بعضها. والسؤال الذي يطرح نفسه: ما هو البديل المناسب؟ الساسة الألمان يفضلون إيجاد حل أوروبي مثل المقاتلة "يوروفايتر".
صورة من: picture-alliance/NurPhoto/N. Economou
ألمانيا لن تستغني عن التكنولوجيا الأمريكية
تعمل المقاتلة "يوروفايتر" ضمن أسطول السلاح الجوي الألماني بالفعل. وتخطط وزيرة الدفاع الألمانية لاستبدال مقاتلات تورنادو بثلاثة وتسعين مقاتلة من طراز يوروفايتر. غير أن الخيار الأوروبي لا يكفي الوزيرة أنغريت كرامب كارنباور، فهي تريد أيضاً شراء 45 مقاتلة من طراز إف-18 الأمريكية من انتاج شركة "بوينغ"، وتصف هذه الطائرة الحربية التي بدأ انتاجها عام 1970 بأنها تمثل "تقنية لمرحلة عبور ".
صورة من: picture.alliance/Günther Ortmann
التأهب لحرب نووية محتملة!
أثيرت من جديد مسألة التسلح النووي. وزارة الدفاع الألمانية أكدت أن حصول المقاتلة الأمريكية إف-18 على الاعتمادات الرسمية المطلوبة من الهيئات الأمريكية سيكون أسرع بكثير من يوروفايتر. لكن شركة إيرباص المنتجة ليوروفايتر على قناعة بحصولها على شهادة الاعتماد الخاصة بالقدرة على حمل أسلحة نووية بحلول 2030.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Matthews
جدل جديد حول المظلة النووية لألمانيا
هنا في القاعدة العسكرية الأمريكية بوشل بولاية راينلاند- بفالتس يتم على الأرجح تخزين أسلحة نووية أمريكية. ورغم الاحتجاجات، إلا أن وزارة الدفاع الألمانية لا تريد التخلي عن المظلة النووية الأمريكية، ففي حالة الطوارئ سيتعين على الطيارين الألمان نقل هذه الأسلحة النووية إلى هدفها. مثل هذه المشاركة تسمح لألمانيا أن تلعب دوراً مؤثراً في الخطط النووية لحلف الناتو، إلا ان الأصوات المنتقدة تتعالى.
صورة من: Getty Images/T. Lohnes
تنافس أوروبي أمريكي
الخلاف على شراء المقاتلات الحربية الأمريكية له تاريخ طويل في الجيش الألماني. فبعد فترة وجيزة من تأسيسه في 1955، كانت هناك نقاشات حادة حول إمكانية شراء مقاتلات أمريكية أو الاستعانة بنموذج أوروبي مشترك مع الفرنسيين. وزير الدفاع في ذلك الوقت فرانس جوزيف شتراوس (يقف في الصورة عام 1961 على متن طائرة حربية إيطالية من طراز فياتG91) كان يفضل التعاون مع فرنسا.
صورة من: picture-alliance/AP
اقتناء غير موفق للمقاتلة "ستارفايت"
في نهاية الأمر حصلت قيادات في قوات الطيران بالجيش الألماني على نموذجها المفضل وهو المقاتلة الأمريكية ستارفايتر من انتاج شركة لوكهيد. غير أن هذه المقاتلة ثبت لاحقاً أنها مليئة بالأعطال، حيث وقعت العديد من الحوادث في الفترة بين 1962 و1984. وعلى الرغم من عدم مشاركة هذه المقاتلة في أي عمليات حربية، إلا أن حوادث تحطمها أسفرت عن مقتل أكثر من مائة طيار ألماني.
صورة من: imago/StockTrek Images/T. Ziegenthaler
المقاتلة الألمانية الفرنسية "الفا جيت"
جاء التعاون الألماني الفرنسي بعد ذلك بفترة، حيث طور الجانبان المقاتلة "ألفا جيت" التي تعرضت بسرعة لانتقادات بسبب تكاليفها الهائلة وعيوبها الفنية. ورغم ذلك استخدمها الجيش الألماني في الفترة مما بين 1979 وبداية التسعينات.
صورة من: picture-alliance/dpa
المحاولة التالية: المقاتلة ييغر 90
طورت ألمانيا بالتعاون مع بريطانيا وإسبانيا وإيطاليا المطاردة ييغر 90 في 1983. لكن المطالب بأداء مهام إضافية والتأخير في الإنتاج جعل من ييغر 90 أكبر عملية تسليح مكلفة في تاريخ الدولة الألمانية. فقد كلفت الطائرة الواحدة حوالي 33 مليون يورو.
صورة من: Imago Images
المقاتلة يوروفايتر ..بديل لكنه أعلى كلفة
بعد سنوات من التأخير بدأت في أبريل/ نيسان 2004 مرحلة التطوير الجديد لمقاتلة يوروفايتر. وبدلاً من 33 مليون يورو للمقاتلة الواحدة وصلت التكلفة إلى 93.5 مليون يورو، وانخفض العدد من إجمالي لـ250 طائرة إلى 140 طائرة فقط، حربية من هذا النوع كان الجيش الألماني يريد استخدامها. أما فرنسا ففضلت الاعتماد على مقاتلاتها من طراز رافال من انتاج شركة داسو.
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Berg
جيل جديد يحل المشاكل المتراكمة؟
تسعى ألمانيا وإسبانيا وفرنسا إلى تطوير جيل جديد من المقاتلات تحت مسمي Future Combat Air System (FCAS) حتى عام 2040. الشركتان المتنافستان داسو وإيرباص ستشاركان معاً في تطوير هذه المقاتلات، لكن حتى الآن لا يتوفر سوى اتفاق إطاري ومخططات على الورق. الشيء المؤكد هو أن هذا المشروع سيكون بدوره باهظ التكلفة. إعداد: أندرياس نول/ س.ح