تصاعد الدخان في الطائرة المصرية لا يحسم أسباب تحطمها
٢١ مايو ٢٠١٦
في ظل التساؤلات العديدة والفرضيات المطروحة حول تحطم الطائرة المصرية، يقول خبراء إن وجود دخان في الطائرة المنكوبة يدفع إلى الاعتقاد بأن حريقا اندلع على متنها، بيد أنه لا يسمح بتحديد أسباب الكارثة.
إعلان
أكد مكتب التحقيقات والتحليل الفرنسي أن نظام إرسال التقارير عن وضع الطائرة أطلق إنذارا تلقائيا بوجود دخان على متنها قبيل انقطاع بث البيانات. وكشف موقع "افيرالد" المتخصص للطيران هذه الرسائل وإطلاق الإنذار، الذي كشف وجود دخان في المراحيض ثم في نظام الأجهزة الالكترونية.
وأضاف أيضا أن إنذارا آخر انطلق بتعطل وحدة التحكم في الطيران وهذا ما لم يؤكده مكتب التحقيقات والتحليل الفرنسي. وقال فرنسوا غرانجييه، وهو طيار وخبير في التحقيقات والحوادث لدى محكمة التمييز إن "وحدة التحكم في الطيران تسمح بضبط بعض المعايير كالوجهة والارتفاع وسرعة الهبوط وسرعة التحليق".
هل يمكن ترجيح فرضية معينة؟
وذكر مكتب التحقيقات والتحليل الفرنسي أنه "من المبكر جدا تفسير أو فهم أسباب الحادث ما دمنا لم نعثر على حطام الطائرة ولا على الصندوقين الأسودين. والأولوية في التحقيق هي العثور على حطام الطائرة والصندوقين الأسودين".
وبالنسبة إلى جان بول تراديك، الخبير في شؤون الطيران والمدير السابق لمكتب التحقيقات والتحليل الفرنسي، فإن "الإنذار الآلي بوجود دخان في الطائرة لا يفسر أسباب الحادث. كل ما يمكننا قوله في هذه الظروف هو وجود دخان. وقد يكون ذلك ناجما عن حريق اندلع في الطائرة جراء عطل تقني أو عن انفجار... لكن الوقت مبكر جدا للإدلاء بفرضيات. إنها معلومات إضافية ستحدد بدقة في اليوم الذي يتم العثور على الصندوقين الأسودين".
ويؤكد غرانجييه أن السبب لن يعرف "إلا بعد العثور على الحطام. وتسلسل الوقائع يرجح كثيرا فرضية اندلاع حريق في مقصورة القيادة مع انبعاث دخان كثيف يطلق إنذارا في المراحيض الموجودة في آخر الطائرة وفي نظام الأجهزة الالكترونية ويؤدي إلى فقدان السيطرة عليها".
وذكر مصدر لوكالة فرانس برس طلب عدم كشف اسمه أن نظام إرسال التقارير عن وضع الطائرة أطلق إنذارا تلقائيا بوجود دخان في آخر الطائرة ثم في مقدمها حيث الأجهزة الالكترونية. وقال تراديك إن "نظام الأجهزة الالكترونية تحت قمرة القيادة ويتم بواسطتها التحكم بالطائرة. إذا اندلع حريق وقعت الكارثة : لا تحكم في الطيران ولا أجهزة الملاحة ولا شيء إطلاقا".
"عدم إطلاق إنذار لا يحمل دلالة خاصة"
وقال تراديك إن "عدم إطلاق الطيارين أي إنذار لا دلالة خاصة له. ربما كانا يحاولان معالجة أمور أخرى حيال هذا الوضع الطارئ. إرسال إنذار لا يشكل أولوية".
وقال غرانجييه، الطيار السابق، إن "توسع الحريق يتم بسرعة وقوة فائقتين وأن أولى الأولويات عندما يصل الدخان إلى قمرة القيادة هي احتواؤه". وأضاف الخبير الفرنسي أنه "لاحتواء الدخان يجب التحقق من أمور عديدة مهمة جدا تتطلب اهتمام شخصين على الأقل. أحدهما يقرأ قائمة المراجعة على الورق لأنه من المستحيل رؤية الشاشات بعد وضع أقنعة الأوكسجين والآخر إلى جانبه يقول له عبر نظام الاتصال الداخلي: اقطع، شغل، وبدل لنقل دائرة كهربائية إلى أخرى وسط فترات زمنية إلزامية".
ويختم غرانجييه تحليله بالقول: "نظرا إلى توقيت الإنذارات وتطورها حدث كل شيء في فترة زمنية قصيرة جدا. ما يعني أن الدخان انتشر بسرعة فائقة في مقصورة القيادة ويمكن للرؤية أن تتراجع إلى بضعة سنتيمترات مع انتشاره الكثيف. بالتالي، حتى لو وضعا الأقنعة، فإن الاحتمال كبير أنهما لم يتمكنا من رؤية أي شيء. ويمكن أيضا لدرجات الحرارة أن ترتفع إلى حد كبير وبسرعة".
أ.ح/ح.ع.ح (أ ف ب)
سقوط "طائرة باريس" يضيف أحزانا جديدة للمصريين
مهما كان سبب سقوط طائرة مصر للطيران، التي كانت في طريقها من باريس إلى القاهرة، تبقى الأحزان مسيطرة على أهل الضحايا وأصدقائهم. كانوا ينتظرون لحظة وصولهم ليعانقوهم والآن عليهم أن يتغلبوا على أحزان فراقهم.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Euler
في الساعة 11.09 من مساء الأربعاء (18 مايو/ أيار 2016) بتوقيت باريس أقلعت من مطار شارل ديغول طائرة ايرباص 320 تابعة لمصر للطيران، الرحلة "ام اس 804" وعلى متنها 56 راكبا إضافة إلى عشرة أفراد يمثلون طاقم الطائرة والأمن المرافق لها في طريقها إلى القاهرة.
صورة من: picture-alliance/Zuma Press/P. Andrieu
في الساعة 2.45 من صباح الخميس بتوقيت العاصمة المصرية القاهرة (00.45 بالتوقيت العالمي الموحد) اختفت الطائرة عن شاشات الرادرا أثناء تواجدها في المجال الجوي المصري، كما قال نائب رئيس الشركة المصرية. ولم يكن قائد الطائرة قد أفاد عن "أي مشكلة" في آخر اتصال له مع المراقبين الجويين اليونانيين قبل ذلك بنحو عشرين دقيقة.
وتجري سفن وطائرات من فرنسا واليونان ومصر عمليات بحث وتمشيط في المنطقة التي يعتقد أن الطائرة سقطت فيها على بعد نحو 290 كيلومترا إلى الشمال من سواحل مدينة الإسكندرية المصرية. وبحسب السلطات اليونانية، فان الطائرة سقطت على مسافة 130 ميلا بحريا (حوالى 240 كلم) قبالة سواحل جزيرة كارباثوس اليونانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Rimmer/BRITISH MINISTRY OF DEFENCE
عدد من أهالي الضحايا تجمعوا صباح الخميس أمام مبنى المطار القديم داخل مطار القاهرة. كان يتفرض أن تصل الطائرة إلى مطار القاهرة الساعة 03.45 فجراً بتوقيت العاصمة المصرية، لكنها لم تصل. ورغم ذلك كانوا لا يزالون يأملون أن تكون أخبار سقوط الطائرة مجرد كابوس سيفيقون منه وينتهي الأمر.
صورة من: picture-alliance/AA/A. Ahmed
كانوا يتمنون أن تنتهي المسألة بسلام مثلما حدث في 29 مارس/ آذار مع طائرة أخرى لمصر للطيران اختطفها شخص من الإسكندرية إلى قبرص ثم أفرج عن جميع من فيها دون أذية، واستسلم للسلطات هناك.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Christodoulou
لكن الحكومة المصرية أكدت الخميس نبأ سقوط الطائرة، القادمة من باريس. فانهمرت دموع هذه السيدة التي تخبيء وجهها بكفيها في مطار القاهرة، فلا شيء أصعب من أن يفقد الإنسان عزيزا له، خصوصا عندما يكون مصيره مجهولا، مثلما هو الحال مع ركاب الطائرة المنكوبة.
صورة من: picture-alliance/AA/A. Ahmed
الحزن كان مسيطرا على الأهالي والعاملين في مطار القاهرة. وكانت الطائرة تنقل 56 راكبا بينهم طفل ورضيعان بالإضافة إلى طاقم من سبعة أفراد وثلاثة عناصر أمن. جنسيات الركاب: 30 مصريا و15 فرنسيا وبريطاني وكندي وبلجيكي وبرتغالي وجزائري وسوداني وتشادي وعراقيان وسعودي وكويتي.
صورة من: picture-alliance/AA/A. Ahmed
وفي فرنسا لم تكن الصدمة والحزن أقل مما هو عليه الحال في القاهرة. حيث توافد أهالي الضحايا على مطار شارل ديغول بالعاصمة باريس لمتابعة آخر تطورات حادثة طائرة مصر للطيران. كثير من المصريين يعيشون في باريس ويحملون الجنسية المصرية والفرنسية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/A. Nabil
موظفة في شركة مصر للطيران في مطار باريس تتابع آخر أخبار الطائرة المفقودة. وإلى جوارها لوحات دعاية للسياحة المصرية. لكن السياحة المصرية تعاني منذ سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء، ثم قيام مصري وصف بأنه مختل باختطاف طائرة من الأسكندرية. ويتوقع خبراء أن تستمر المعاناة بعد حادث الطائرة، التي كانت قادمة من باريس.